الأحقاد لا تصنع نصراً
كل شيء يمكن أن يتغير في العالم إلا أن يغيّر الوهابي
تحليله السياسي المبني على رؤية عقدية. سيبقى يلوك نفس
المزاعم، ويفبرك نفس المعلومات ليبني عليها هرمه التحليلي
الفاشل. الحوثيون في صنعاء، وقد أظهروا قوتهم، فتألم الوهابيون،
فكيف بالحثالة ـ حسب زعمهم ـ تستطيع ان تغيّر مجرى التاريخ؟
في تويتر كان عايض الشهراني غاضباً مما يجري في اليمن
وليس في بلده! فالجميع يتفرج على ما يجري في اليمن فيما
ايران تدعم عصابة الحوثي، كما يقول. وهديل مطر ترى ان
مشروع غزو الفرس للجزيرة العربية هو الباقي والذي يتمدد،
وليس مشروع داعش! ومصبّح يحرّض اليمنيين للقتال الأهلي:
(احملوا السلاح وواجهوا اهل البدع. لن تنفعكم مظاهرات
سلمية، ولكم فيما يحدث بسوريا خير مثال)؛ وكأن النموذج
السوري أفضل بالنسبة لبهائم السياسة!
وقفز الينا الشيخ الداعشي محمد الشنار فأوصى اليمنيين
بعاصمتهم، وكأنه أحرص منهم على أنفسهم! ثم يحرض على القتال
الأهلي او الحرب الأهلية: (فمن قُتل دون ماله فهو شهيد،
ومن قُتل دون عرضه فهو شهيد)! ولم يبق إلا ان يأتي الشنار
بنفسه ليقاتل. حقاً.. انها قرن الشيطان، منها الفتنة واليها
تعود!
الإخواني سعيد الزهراني حرّض ولكن بطريقة ذكية لصالح
حزب الإصلاح، حيث عزف على وتر آل سعود أنفسهم: (لو سقطت
صنعاء بيد الحوثيين، يا ترى كيف سيكون مصير المعاهدات
السعودية اليمنية الحدودية السابقة؟). والمغرد الوهيبي
يقول بأن الحوثي هو العدو، وانه خدع بعض دول المنطقة فصار
غولاً! ترى هل خدع السعودية التي حاربته بجيشها!
اما الشيخ الدكتور المحامي العجلان، صاحب الألقاب والتحليل
العقدي والسفاهة فيرى، ان الحوثيين كغيرهم هم من أحفاد
الخنازير، وهو هنا يدعو الى حرب شيعية سنية واضحة تقطع
الأنياب والمخالب! لا حل لدى الفاشل في السياسة الا الاحتماء
بالعصبيات المذهبية والقبلية والحروب الأهلية.
النجدي السويلم، يرى أن ما يجري في اليمن من نجاح للحوثيين
يعود الى تخبط الأولويات، ونظنه يقصد اولويات آل سعود،
وايضاً الى عقيدة العداء، ويقصد عداء آل سعود لحزب الإصلاح
الذي يتعاطف معه كما كانت تفعل الرياض من قبل. اما الاعلامي
السنيدي، فيسأل الله ان يكفيه شر الحوثيين وداعش والعراق
وسوريا؛ ولكنه ينسى ان الأمة المبتلاة بالوهابية وشرّها
المستطير تستغيث في الدعاء بأن يقضي على مصنع التكفير
والإرهاب والتخريب لكل الدول وهي حيث يقطن السنيدي.
هناك شيخ اسمه بندر يرى ان الرهان يجب ان يكون على
القبائل لدحر الحوثيين، ويعمد الى تقليل شأن الخصم وقوته
فيقول ان الحوثيين أقل من خمسة بالمائة! من السكان. كذبة
يُبتنى عليها تحليل عرمرمي يؤدي الى الفشل كالعادة. الأحقاد
لا تصنع نصراً ابداً!
|