تماسيح ملكيّة!
تهجير مواطني الشمال لحرب داعش!
طلبت الرياض من مواطنيها القاطنين في قرى ومدن الحدود
الشمالية بالإبتعاد عنها لمسافة لا تقل عن عشرين كيلومتراً
ولمدة سنة على الأقل! وتمتد المنطقة المعنيّة بالذات من
حفر الباطن وحتى منطقة تبوك. هذا ما أوضحه المتحدث بإسم
حرس الحدود اللواء محمد الغامدي.
هذا يعني أن النظام ينتظر معركة مع داعش في الشمال
بعد تهديدات البغدادي الأخيرة؛ وبدلاً من إبعاد داعش عن
الحدود، رأى النظام ابعاد المواطن عن بيوتهم، مثلما فعل
تماماً في الحدّ الجنوبي حيث هجّر نحو اربعمائة ألف مواطن
من ٣٥٠ بلدة وقرية، بحجة انها صارت مناطق عسكرية لمواجهة
الحوثيين! وكان خالد بن سلطان، نائب وزير الدفاع السابق،
وفي عام ٢٠٠٨، قد حدد اهداف بلاده بإبعاد الحوثيين والسكان
اليمنيين عامة مسافة عشرين كيلومتراً جنوباً بعيداً عن
الحدود السعودية. الذي حدث هو عكس ذلك تماماً!
على الأرجح، فإن إبعاد مواطني الشمال عن ديارهم، اجراء
احترازي يقوم به النظام، لأنه يعلم ان ميولهم معارضة له
منذ تشكّلت الدولة السعودية الحديثة؛ ولأنه يقدّر أنه
في حال الصدام مع داعش على الحدود، فسينضمون إليها نكاية
به، لهذا جرى إبعادهم، بعد أن تمّ تحذيرهم من قِبَل وزير
الحرس الوطني الذي زارهم مرتين في الآونة الأخيرة.
متعب في أمريكا: ملكٌ قادم؟!
كل خطوات الملك من إقالات وتعيينات لها علاقة بدور
أبنائه المستقبلي. متعب يراد له أن يكون ملكاً قادماً.
كلام كررناه هنا مراراً. لكن لا يمكن ان يكون ملكاً، ما
لم يكن والده حاضراً حتى يكمل مسلسل اللعبة الى نهايتها.
ولا يمكن ان يكون ملكا، ما لم ينل رضا أمريكا، حتى
وإن كان متعب على الأرض أقوى من غيره.
هكذا كان حال الملك فيصل ايام صراعه مع أخيه الملك
سعود، حيث ذهب لأمريكا، والتقى بكيندي، واشترط الأخير
عليه بعض الاصلاحات! قبل بها، وقد عملها فعلاً بعد أن
أصبح ملكاً (الاصلاحات العشر) والتي تضمنت الغاء الرق
وتحرير الأرقاء!
متعب يكرر التجربة، وخالد التويجري يكرر تجربة والده،
ويعرف كيف يضعف الأجنحة الأخرى، وله قدرة تخطيطية جهنمية.
متعب بحاجة الى علاقات عامة تسوّقه في الغرب، كما بين
العرب، شبيهة بتلك التي قام بها عبدالعزيز التويجري لتلميع
عبدالله قبل أن يصبح ملكاً.
صحف امريكية (كالواشنطن تايمز) كتبت مقالات عن الملك
القادم: متعب!
اذا طال عمر والده ومات سلمان ولي العهد قبل الملك،
فمن المؤكد أن متعب سيكون ملكاً! وسيُزاح مقرن بأمر ملكي
أيضاً، وتنتهي حكاية (ولي ولي العهد)!
وأخيراً.. خضعت قطر!
خضعت قطر لضغوط السعودية والإمارات، وأُعلن عن عودة
سفراء الدول الخليجية الثلاث ـ وبينها البحرين ـ الى الدوحة،
وبهذا تمّ انقاذ مجلس التعاون الخليجي من الإنهيار. خضعت
قطر لشروط السعودية بعدم دعم الإخوان المسلمين، وتحسين
خطابها الإعلامي الذي سينعكس على قناة الجزيرة، وتسليم
الراية في سوريا الى السعودية ومقاتليها هناك، وليس الى
النصرة او أحرار الشام، بل الى الجيش الاسلامي والجماعات
السلفية الأخرى التي تتحالف مع زهران علوش، رجل السعودية
هناك.
الخاسر الأكبر من الإتفاق هو قطر وتركيا وحلفهما، اضافة
الى الإخوان المسلمين.
لا تختلف قطر مع السعودية في اليمن (مواجهة انصار الله/
الحوثيين)؛ ولا في سوريا (اسقاط نظام الأسد)، ولا في العراق
(دعم عمليات التخريب لإسقاط العملية السياسية).. اللهم
إلا في التفاصيل الصغيرة. لكن الإختلاف الكبير هو بشأن:
مصر اولاً، وليبيا ثانياً، وتونس ثالثاً.
رفعت قطر الراية البيضاء فيما يبدو على مضض. ولكن الجمر
تحت الرماد.
التمساح الأحمر!
التمساح الأحمر اسم مناورات عسكرية سعودية بريطانية،
غرضها من الجانب السعودي: زيادة التدريب لوحدات الصاعقة
والمظليين وربما القوات الخاصة. أما غرضها البريطاني،
فهي التودّد للحصول على المزيد من الصفقات العسكرية من
الرياض.
لكن التمساح الأحمر او الأخضر أو المزركش! لا يصنع
تمساحاً حقيقياً ولا حتى أدنى من ذلك. فلازال الجيش السعودي
يُتعاطى معه بسخرية بالغة بين المواطنين، منذ هزيمته على
يد الحوثيين قبل نحو خمس سنوات. والرياض لا تبحث عن جيش
قوي حقاً، فالجيش القوي تنمو تطلعاته السياسية وقد يفكر
بالإنقلاب العسكري كما حدث في بلدان أخرى.
الجيش السعودي يُصرف عليه عشرات المليارات كل عام،
لكنه لا يستطيع حتى توفير الحماية للحدود! ولهذا أُطلق
عليه (جيش الكبسة)؛ ولازالت الرياض بحاجة الى مظلة حماية
غربية في كل أزمة تنتابها. وحين أبدى الغربيون بعض التلكؤ
مؤخراً، أتت الرياض بمائة وخمسين ألف جندي باكستاني، في
تكرار لتجربة سابقة عام ١٩٧٨. وكأن الرياض بين ذلك الوقت
والوقت الحالي لم يتغير فيها شيء، ولم يتحسن أداء التماسيح
من جيش الأمراء!
|