حكايات سعودية
السفر يفضح!
جدل كثير حول الحجاب الشرعي يدور في المهلكة السعودية.
هذا يريد تغطية كاملة، وذاك يستثني الوجه، وثالث يرى أن
لا أصل للحجاب! الشيخ أحمد الغامدي، أجرى مقابلة بحضور
زوجته المحجبة وهي تكشف وجهها، وقال هذا لا يخالف الإسلام،
فقامت قيامة الوهابيين، الذين تهمهم التغطية الشاملة،
دون ان ينظروا الى حقيقة الإيمان بالحجاب الشرعي. فكلما
تطرف المشايخ فيه، بما في ذلك مشاكلهم حول العباءة الشرعية
وعباءة الكتف وغيرها، كلما انزاح قسم من المواطنين الى
(اللا حجاب). تشدد الوهابية وتوسعتها الحرام مقابل الحلال
والمباح، بحجة سد الذرائع، أخرج لنا اصنافاً من المواطنين:
كثرة من الملاحدة؛ تغيير الدين الى المسيحية؛ دواعش وقواعد
عنفيين، ومن لا يعجبه ذلك ربما فضل الهجرة من البلد نهائياً.
امام الحرم الأسبق الشيخ عادل الكلباني علق بالتالي:
(رأي السعوديين الحقيقي في الحجاب، تعرفهُ في السفر!).
مجرم رافضي أم مسلم؟!
في سيدني بأستراليا، احتجز شخص مجموعة كبيرة من الرهائن،
وقد توقع اكثر السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي
ان يكون سلفياً وهابياً، قاعدياً او داعشياً! انفرجت اسارير
البعض حين علموا أنه إيراني وتحديداً كان (رافضياً سابقاً)
كما يقول، مع انه قاتل ومجرم ومتهم بالتحرش، ولكنه يقول
أنه الآن أصبح مسلماً، ويطلب راية داعش ليرفعها. جمال
خاشقجي ارتاح للنتيجة، فالمهم أنه إيراني، يبعد التهمة
عن آل سعود وعن رهط الكراهية الوهابي ومذهبهم.
الحل بالفتوى!
في كل مكان يحل آل سعود مشاكلهم بالمال، او هكذا يصنعون.
أول ما يتبادر الى ذهنهم ازاء اية مشكلة سياسية تواجههم،
هو حلّها (عبر المال).
خربوا الثورات العربية كلها بالمال والتآمر، حتى صارت
الشعوب العربية قطيعاً حقيقياً، فجمهور مرسي اصبح جمهور
السيسي، وليبيا صار خليفتها حفتر، والسبسي لتونس، وسوريا
تم تدميرها ولازال المال السعودي شغّالاً ليأتي على بقيتها،
وهكذا.
لكن مشاكل آل سعود الداخلية لا يريدون حلّها بالمال.
لديهم مشكلة الإسكان، والصحة، والتعليم، والخدمات، والبطالة..
وغيرها. ولكنهم هنا لا يقدّمون مالاً للمواطنين، وإنما
فتاوى مشايخ المؤسسة الوهابية التي تنهى عن عصيان ولي
الأمر، وتدعو للخضوع له (وإن جلد ظهركَ وسرق مالك)!
الفتوى التي تبيح القمع، أيضاً موجودة بالخدمة لأجهزة
ابن نايف؛ فمن لا يستفيد من فتوى الطاعة يجري عليه فتوى
العصيان، ويحكم عليه قاض الداخلية بالسجن لسنين طويلة.
حلّوا مشاكلكم بالمال (عساكم الفقر)!
فشلوا في التعاون فقفزوا للإتحاد
قمة مجلس التعاون انعقدت في الدوحة، فكان ذلك منجزها
الوحيد! هذا ما توافق عليه المراقبون والكتاب المؤيدون
والمعارضون للنظم الخليجية.
قالوا انهم حلّوا الأزمة بين السعودية وقطر، وعاد السفراء.
ولكن الثمن الذي تطالب الرياض به لم يتضح بعد.
فلازالت الجزيرة على حالها، تهاجم نظام السيسي، وتتبع
أخطاءه، ونشاط معارضيه بشكل دقيق يومياً.
لم يحدث تنازل في قضايا أخرى، كتونس، فالسعودية والإمارات
تدعمان حفتر، وقطر لازالت تدعم القاعدة (انصار الشريعة
وفجر ليبيا).
مالذي تغير اذن في السلوك القطري؟
في اليمن لازالت قطر تدافع عن حزب الإصلاح الإخواني،
وهناك ثلاثة مواقع على الإنترنت تدعمها قطر وهي تهاجم
السعودية، اضافة الى محطة جديدة ستبث من لندن تحت رعاية
عزمي بشارة (العربي الجديد) وهي شقيقة للجزيرة.
واضح ان السعودية تنازلت عن معظم شروطها، وحسناً فعلت.
لكن المثير في كل هذا، ان قمة الخليج الأخيرة لازالت
تتحدث عن مقترح الملك عبدالله وهو (الاتحاد الخليجي)!
وجه الغرابة، ان دولاً غير قادرة على إنجاح (التعاون)
كيف تستطيع ان تحقق (الإتحاد) فيما بينها؟
|