الملك المؤمن يصلّي!
زار اوباما الرياض معزياً بوفاة الملك عبدالله، فاستقبله
الملك سلمان في المطار وهو لم يستقبل احداً قبله! وتساءل
مواطنون لماذا لبست زوجة اوباما في ماليزيا حجاباً ولم
تفعل الأمر ذاته في بلد الوحي؟ فيما سأل المواطنون رجال
هيئة المنكر لماذا لم يحجّبوا زوجة أوباما؟!
سكان الرياض استاؤوا من الزيارة، على الأقل بسبب الازدحام
وتعطيل الشوارع من اجل الضيف، حيث تضمن موكب اوباما ما
يزيد على سبعين سيّارة! تُرى هل كان سيفعل الأميركان الأمر
ذاته لو جاءهم سلمان ملكاً؟ هل سيعطلون شوارعهم لساعات،
فيما المواطنون يئنون وهم في سياراتهم غير قادرين على
الوصول الى منازلهم. احدى النساء لعنت اوباما، وأخرى قالت:
(اريد بيتنا طيّب! قَسَمْ بالله فيني الصّيْحَهْ).
لكن الأهم من كل هذا ان الملك سلمان اصيب بالإرهاق،
فاستأذن اوباما ورحل قبل ان يكمل مراسيم الاستقبال، وقد
فسّر البعض الأمر، حيث كان ذلك يجري على الهواء مباشرة،
بأن الملك الجديد يلبسُ مَشَدّاً مقوياً لظهره يلبسه منذ
سنوات بعد ان اجرى عملية جراحية في ظهره، وقد سبب له المشدّ
ضيقاً في التنفس.
غير ان منافقي النظام قالوا بأن السبب، هو أن الملك
كان يريد ان يصلّي العصر!
هنا انشد الشيخ عائض القرني ـ وقد تحوّل الى شاعر بلاط:
شكراً لسلمانَ إذْ أوقفتَ أوباما
عندَ الصلاةِ ففرضُ الله
قدْ قاما
علّمْتهُ انّ دينَ اللهِ منهجُنا
نفدي بأرواحنا في الأرضِ
إسلاما
|
مستشيخ آخر أنشد شعراً بالمناسبة، فالملك يصلّي! ولو
كان أداء الامراء للصلاة أمر طبيعي وبديهي كما يزعمون،
لما اصبحت القضية قصّة أصلاً:
للهِ درُّ المرءِ من رجلٍ
إن لم يكَنْ عن دينهِ
لاهي
كمليكنا أنهى محادثةً
ومضى يُقيمُ فريضةَ الله
|
الناشطة والكاتبة تماضر اليامي قالت بأن رَبْعَ الحكومة
يكذبون الكذبة ثم يصدّقونها!
والصحفي جمال خاشقجي مدير قناة العرب علق: الملك سلمان
لم يستأذن أوباما لصلاة العصر، فكفى دروشة. لكن الصحفي
الاخواني عبدالله الملحم، رأى ان موقف الملك مفيد له سياسياً
وسيزيد من شعبيته. وأطنب احد الأمراء في المدح وقال: الدين
خط احمر! كأن الأمراء يعرفون امراً غير الدنيا والتسلط،
وفي رقابهم دماء الأبرياء في السعودية وغيرها، كما في
بطونهم السحت الذي أكلوه!
أحد المواطنين أثبت ان القصة لا علاقة لها بصلاة الملك
إن كان يروم الصلاة، فوقت صلاة العصر كان الثالثة وثلاث
عشرة دقيقة، والملك استقبل اوباما في الثالثة وخمس وثلاثين
دقيقة، وانتهى الاستقبال في الثالثة وخمس وأربعين دقيقة.
اي ان وقت الصلاة دخل قبل وصول طائرة اوباما باثنتين وعشرين
دقيقة كانت كافية للملك إن أراد تأدية الصلاة، فهل صلّى
فعلاً؟!
الحقوقي حسن العمري علق:
إذا رامَ كيداً في الصلاةِ مُقيمُها
فتارِكُها عمداً الى اللهِ
أقربُ
|
ويبدو أن الإيمان هبط على الأمراء، وكان يمكن للقصّة
ان تستمر بعد استئذان الملك للصلاة المزعومة، فتكون التتمة
كالتالي: قام مقرنْ ـ ولي العهد ـ وذهب الى مكة بعد أن
لبس ثياب الاحرام، واعتمر وعاد، وكان اوباما بانتظاره.
او يمكن للقصة ان تكمل هكذا: حين ترك سلمان اوباما ليصلي
تأثر الأخير من الموقف وبكى، وبكت ميشيل زوجته، وبكى الجميع،
وأسلم الوفد الأميركي كلّه.
من مفاخر الملك الجديد انه بنى مسجداً ضخماً في ماربيلا
بأسبانيا، مؤكد ان من يصلّي فيه هم الخدم وبعض الحاشية!
آل سعود يبنون المساجد، التي هي اشبه ما تكون بمساجد
الضرار، ولكنهم يقتلون الصلاة والإسلام بأفعالهم. وما
ادعاء الإيمان بجديد على ملوك آل سعود، فالأمر عادي كما
يقول الشاعر:
ومليكٍ مستبدٍّ
ظَلَم الناسَ وسبّحْ
فهو كالجزّار فيهم
يذكرُ اللهَ ويذبحْ
|
|