إخواسلفيو الخليج: أردوغان وسلمان أمل الأمّة!
ناصر عنقاوي
زار اردوغان والسيسي الرياض بفارق يوم واحد، قيل ان
حلفاً سيضم مصر والسعودية وتركيا لترتيب اوضاع المنطقة.
وتمنى الإخواسلفيون أن يتشكل الحلف بمعزل عن السيسي، بحيث
يضم تركيا والسعودية والباكستان. فسر البعض الأمر بأن
تركيا وقطر يريدان من السعودية إعادة النظر في سياستها
تجاه الإخوان، ورفعهم من قائمة ارهابها، وعزل السيسي ان
أمكن.
الرياض ارادت الجمع بين المتناقضات: ارادت اولاً تحصين
منجزها السياسي في مصر باسقاط الاخوان، بإغلاق نافذة اعلام
قطر ومواقف تركيا السياسية المعارضة لنظام السيسي. وأرادت
الرياض ثانياً تشكيل قوة عربية مصرية تحارب دون نفوذ السعودية
في المنطقة، وتدفع دول الخليج التكاليف. وأرادت ثالثا
من زيارة اردوغان اعادته الى فكرتها القديمة وهي التحالف
على اساس مواجهة ايران، وعلى اساس ان لا تقضم تركيا نفوذ
السعودية ومصر في العالم العربي، وستكون القوات الباكستانية
(ثلاثون الفاً في السعودية) ضامناً لعدم تعدّي تركيا.
الإخواسلفيون الخليجيون وضعوا هاشتاقاً في تويتر بعنوان
(سلمان واردوغان أمل الأمة) ترحيباً به لتشكيل حلف لمواجهة
م أسموه (العدو الإيراني). دع احدهم: (اللهم اشرح صدريهم
والف بين قلبيهما وانصر بهما الأمة)؛ وامتدح آخر حنكة
وبعد نظر وسعة افق الملك سلمان لانفتاحه على تركيا؛ التي
كان يصفها ابن سعود والأدبيات الوهابية بالكافرة أو الروم؛
وقد صارت الآن بنظهم دولة تدافع عن السنّة، وأن التقارب
معها سيفشل المشروع الصفوي بتعبيرهم.
على الرحب والسعة يا أردوغان؛ فهي ثلاثة ايام، في حين
ان زيارة السيسي ثلاث ساعات ثقيلة دم! تقول احدى المغردات
في هاشتاق (الشعب السعودي يرحب بالزعيم اردوغان). والمغرد
المقرن يبرر حبه لأردوغان لأن شعبه يحبه ولأنه طور بلده،
ولأن طموحه في القمة، ولأنه يحب حماس. سلفي آخر يقول:
(كل من لقيت أراه مستبشراً بقدوم اردوغان). لذا (أهلاً
بمجدد وصانع تركيا الحديثة) يقول الحميد الإخواسلفي. حتى
الشيخ ابن زقيل الذي كان يشتم اردوغان رحب بمقدمه؛ وكذلك
المتطرف الشيخ الفيفي فالمهم (تحجيم التمدد الرافضي) بنظره؛
وكذا كان موقف نظيره الشيخ سعد التويم، فأردوغان ليس فاشلاً
وقاتلاً ومهزوماً! بل أن المغرد الهزاع رحب بالإمبراطور
العثماني، الذي أمر أسلافه بإنهاء الدولة السعودية الأولى
على يد محمد علي باشا. وحلم أحد المغردين في اتجاه معاكس،
فقال: (كأني بالخليفة أردوغان بعد زيارته للمدينة يقول:
بلاد المسلمين عثت فيها عصابة بني سلول)!
ويقارن المغرد البخيت بين السيسي واردوغان، فالأخير
ذهب ابتداءً لأداء العمرة، والثاني أول ما وصل ذهب للشحادة.
وهن انتفض الصحفي محمد الساعد في هاشتاق (الشعب السعودي
يرحب بالبطل السيسي) فقال: (في قلوبنا ايها الزعيم السيسي)؛
وعلق امير مُسَعْوَد: (السعودية منوّرة بقدوم سيادة الرئيس)؛
وزاد آخر: (لن تنهض الأمة العربية بدون جناحيها السعودية
ومصر).
وشنّ المؤيدون لأردوغان، او المعارضون للسيسي حملة
مضادة ساخرة؛ فالسيسي توقف وهو في طريقه للمطار عائداً
امام اعلان دعائي لرز أبو كاس: (على وين يا عيوني، كيف
تسافر بدوني)؛ معرضاً بتسريبات الإخوان التي قال فيها
السيسي بان الخليجيين لديهم فلوس زي الرز. كذلك الاخواسلفي
عبدالله القصادي الذي علق بأن هناك (مخاوف من ازمة رز
محتملة). وثالث قال انه في يوم قدوم السيسي للرياض توقف
عند لوحة اعلان رز ابو كاس تقول: (أكيد اشتقت لي كثير)،
وفي المغادرة توقف عند لوحة اخرى تقول: (صدّقني راح تشتاق
لي كثير).
الطبال الرسمي نايف بن عويد قال ان اردوغان جاء خاضعاً
للسعودية وحسب شروطها؛ وان الملك هو من استدعى اردوغان
الى الرياض بسبب تدخله السافر في ليبيا، وتصرفه المارق
في سوريا. ومثله ذاك الذي يقول بأن اجداد اردوغان اذلوا
ابن سعود، فعاد الأخير ليذلّ اردوغان ويعيد هيبة آل سعود!
امتعض بعض المغردين من مديح الإخواسلفيين، ورأى الكاتب
محمد العمر ان من السذاجة ان يغرد الإخونجي فرحاً بتقارب
سعودي تركي، ووصف اردوغان بأنه خبيث ومراوغ وليس له أمان؛
وخاطب سالم سدّاح الإخواسلفيين: (تسرفون في أحلامكم، ما
هذا الغباء؟)؛ وصالح الفارس يقول بان ل تحالف ال اذ (تخلت
تركي عن الفوقية العثمانية، وإلاّ دعسناه وأردوغان)؛ وهاني
الحربي يرى ان الجماعة المنهارة (اي الاخوان) تحاول تجميل
وجه (العدو تركيا)؛ وزايد يقول بأن الاخواسلفيين يصفون
اردوغان بالزعيم والقائد والملهم والخليفة، ولكن اذا ما
اتى مواطن وفعل ذلك (مع ملوكنا وصفوه بالنفاق)؛ ومحمد
الدخيل يذكرنا بقول سليمان عبدالله ابا الخيل وزير الشؤون
الاسلامية السابق الذي قال ان اردوغان يدعم الشواذ ويناصر
اسرائيل، فهل هذا عادي عندكم؟ اما النمرود فيرى اردوغان
داعماً لداعش، قاتلاً للشعب السوري، سارقاً للنفط العربي،
داعماً للإخونج بالمنطقة، واخيراً صديقاً لاسرائيل.
المغرد عزيّز وهو يرى صراع المواطنين حول الولاءات
الخارجية علق قائلاً: (الشعب السعودي ما له إلا الترحيب
والتوديع ومن ثمّ الذهاب الى النوم)!
|