هل أتى «مجتهد» بجديد؟
قطر تروّج لحساب (مجتهد)، وحملة حكومية ضدّها وضدّه
سامي فطاني
حساب مجتهد على تويتر، يعد من أشهر الحسابات، ومن أكثرها
شعبية بين السعوديين. تخصص في نشر بعض الأخبار الخاصة
الصحيحة أحياناً والتي يتم تسريبها اليه، سواء من أشخاص،
وقيل أنها تأتيه من دول مجاورة. وفي أحيان أخرى، وحين
يكون (مجتهد) تحت الضغط يفبرك بعض الأخبار، أو يقدّم تحليلات
على أساس انها أخبار صحيحة وخاصة.
لكن أصبحت لمجتهد مكانة كبيرة في الصحافة العربية وبين
مواقع الانترنت، فمن لا يثق في أخبار الحكومة يذهب ليقرأ
ماذا يقول، حتى سبب صداعاً للأمراء بأخباره وتحليلاته،
الصادقة منها أو المفبركة، لا فرق، وتعرض للهجوم أكثر
من مرة، اما بسبب عدم صدق معلوماته (اخبار وفاة الملك
عبدالله مثلاً)؛ أو باتهامه انه شخصاً معارضاً يتخفّى
بتعريف مزور (وهنا يقولون انه المعارض الدكتور سعد الفقيه)؛
وعادة ما يتهم بأنه موجّه من دولة اخرى هي قطر.
خطأ قاتل ارتكبه المغرد السعودي في تويتر «مجتهد» بإعادة
تغريدة تنطوي على تمجيد للإرهاب، إذ تشتمل على عملية ذبح
قام بها أحد عناصر «داعش» ما كشف عن توجّه هذا المتخفي
حول إسم وهمي، ودفع موقع تويتر نتيجة بلاغ من أحد متابعيه
الى إغلاق حسابه، قبل ان يعاد مرة أخرى.
السؤال: ما مدى مصداقية ما ينقله (مجتهد) من أخبار؟
لا شك انه قدّم اخباراً خاصة في بعض الأحيان؛ وهي اخبار
صحيحة. وتتراوح هذه الأخبار بين معلومات شخصية عن بعض
الأمراء، أو بعض القضايا، خاصة تلك التي تتعلق بالفساد؛
وبين معلومات من المحيط السياسي العام، قد تكون متداولة،
وتتفاوت قيمتها وفائدتها؛ وفي مناسبات عديدة، ولأن الجمهور
يطالب بالمزيد من المعلومات من مجتهد غير متوفرة لديه،
لذا يعمد الى افتعال المعلومات، او يقدم تحليلات على اساس
معلومات، وغالب تلك التحليلات ليست اليه وإنما منشورة
أيضاً في كتابات معارضين سعوديين آخرين. لكن يمكن اكتشاف
صحة ما يقدمه (مجتهد) من خلال قراءته المستقبلية او المعلومات
التي تتحدث عن وقوع أحداث مستقبلية، وهنا في الغالب لا
تصدق تلك المعلومات.
(مجتهد) في لقاء مع (شؤون خليجية)
من خلال عنوان لافت اختاره موقع (شؤون خليجية) المموّل
قطرياً: «حصريا.. المغرد السعودي (مجتهد) يكشف سيناريوهات
الحكم المتوقعة بالمملكة». المقابلة نشرت في 25 فبراير
الماضي، والسؤال: هل حقاً أن ثمة «اكتشافات» حقّقها «مجتهد»
في مقابلة مع الموقع القطري التمويل.
من يتأمل في إجابات «مجتهد» يجد بأنها خليط من المعلومة
المنشورة في مواقع أخرى بما في ذلك مجلة «الحجاز» وبين
التحليل، المنشور أيضاً في مواقع أخرى وفي الغالب في هذه
المجلة وأضاف اليها بعضاً من تمنياته لتخرج إجاباته في
هيئة «اكتشافات» مزعومة..
على سبيل المثال، في حديثه عن سيناريوهات ثلاثة لمستقبل
الحكم السعودي في المملكة يختار عناوين لها معروفة وأشبعت
تحليلاً مثل: «الصدام بين الأسرة» بدلاً من صراع الأجنحة،
و»تفاقم المشكلات» على غموضها بدلاً من الأزمات الاقتصادية
والمعيشية والسياسية والامنية، و»العنف المسلّح بالداخل»
وهو أمر جرى الحديث عنه في سياق تنامي خطر داعش..فأين
الجديد في ذلك؟ بل وأين الاكتشاف في ذلك؟
في الحديث عن شخصيات الحكم، يصف مقرن بأنه ضعيف الشخصية،
وهذه معلومة معروفة لمن لديه أدنى إطلاع على الوضع السعودي،
ويكمن ضعفه أولاً في افتقاره الى قوة عسكرية على الأرض
مثل الجيش أو الحرس الوطني او قوى الأمن الداخلي ووو،
وكذلك صفة التهور لدى محمد بن سلمان، أو الحذر لدى محمد
بن نايف، ورغبة الانتقام لدى متعب بن عبد الله. في حقيقة
الأمر يجمع «مجتهد» بين الصفات النفسية الطبيعية التي
تعتري البشر في حال الضعف والقوة والخسارة والربح والعلم
والجهل والغضب والرضا.
يتحدث مجتهد عن الوضع الحالي في السعودية بأنه «قلق»
و»ومرتبك» و»غامض» وهذا توصيف ليس فيه جديداً، فإلى جانبه
كونه عهداً جديداً ولم ترتسم معالمه بصورة واضحة فهو لا
شك ينطوي على كل ما ذكره من مواصفات، ولكن السؤال عن عوامل
أخرى جديدة تجعله كذلك؟
أما اتفاق متعب ومقرن على إقالة محمد بن نايف في حال
موت سلمان وتولي مقرن العرش فهذه من السيناريوهات التي
كتبت في الساعات الأولى من موت عبد الله، ببساطة لأن كل
ملك جديد يأتي بتشكيلة جديدة تناسبه وتطيح بكل ما سبقه،
بل إن ما هو متوقّع أن مقرن ومتعب سيطيح بنفس السرعة بتركة
سلمان إن لم يقم الأخير باستبعاد مقرن ومتعب من الطريق
لأنهما العقبتان اللتان ستحولان دون وصول محمد بن نايف
الى العرش.
في باب التمنيات يقول «مجتهد» بأن الدعم المادي السعودي
للنظام المصري سيتوقف، وتوقفه ليس لأن آل سعود سوف يراجعون
ملف علاقاتهم مع «الاخوان المسلمين» ولكن السبب اقتصادي
بحت، وهذا بات واضحاً وينعكس على مجالات عديدة ينحسر فيها
الدعم المالي السعودي.
الصراع بين المحمدين: محمد بن سلمان ومحمد بن نايف
وارد، ليس لأن «مجتهد» اكتشف ذلك عن طريق تسريبات خاصة
من القصر، أو عن طريق وثيقة وقع عليها بمحض الصدفة، وإنما
لأن وجود شخصين في منصبين وازنين يتقاسمان سلطات متقاربة
وفي مجال واحد، مع وجود شخص يتولى والده العرش والآخر
مدعوم من الأميركيين وعليه فإن الصراع بينهما وارد جداً.
ولا ننسى أن تولي محمد بن نايف أمور السياسة والأمن يجعله
ملكاً غير متوّج، لأن الدولة السعودية تدار بهذين المكوّنين
أي السياسة والأمن، وأما الاقتصاد فهو تابع لهما..
الكلام عن أحمد بن عبد العزيز بأنه يرى نفسه الأحق
بالسلطة، فهذا أمر أيضاً ليس جديداً، وقد كتبنا في «الحجاز»
عن ذلك كثيراً ونبهّنا الى أن الرجل شعر بأنه استبعد عنوة
وأنه ينتظر عودة مشرّفة، ويعد محمد بن نايف العقبة الكؤودة
أمامه لأن إعفاء أحمد من منصبه كوزير للداخلية جاء على
خلفية نزاع بينه وبين إبن شقيقه محمد بن نايف حول إدارة
بعض ملفات الوزارة، وحين ترافع الطرفان الى الملك السابق
عبد الله حكم لصالح محمد بن نايف وتمّ استبعاد أحمد.
في النتائج، فإن الأخير وبعد غياب الملك عبد الله شعر
بأن لا بد من تعويض معنوي لوصول شقيقه سلمان الى العرش
وإن عدم تحقق ذلك حتى الآن لا يعني أن طموحات الرجل قد
توقفت عند حد معين.. وإن كانت الفكرة السائدة أن هناك
رغبة في إفساج المجال أمام الجيل الثالث لاعتلاء المناصب
القيادية، وهذا ما لا يوافق عليه كبار الأمراء الذين شعروا
بأنه جرى استبعاد أبنائهم دون وجه حق مع أنهم يمتلكون
نفس المؤهلات والامتيازات التي تجعل منهم مرشحين جدّيين
لتولي مناصب سيادية في الدولة.
في الملف الحقوقي، لم يأت «مجتهد» بأي اكتشاف بل بأي
معلومة، وقد بدا منذ اليوم الأول أن سلمان يسير على خطى
سلفه في ملف المعتقلين السياسيين، بل سيرته تدل عليه،
فما بالك وإن المسؤول عن الانتهاكات، أي محمد بن نايف
بات أكثر قوة من ذي قبل بعد توليه منصب رئيس لجنة الشؤون
السياسية والامنية.
تحدّث مجتهد ايضاً عن محمد بن سلمان، وزير الدفاع ورئيس
الديوان الملكي، وقال عنه بأنه: «متهوّر ولا يحسب العواقب،
وقد صار صاحب سلطة، وبيده ختم والده، الملك سلمان بن عبد
العزيز، يفعل به ما يشاء، ربما يقدم على أي شيء بلا رادع».
هذا الكلام يكاد يكون منقولاً عن أبناء الملوك الأثيرين
في مراحل سابقة خصوصاً في عهد فهد، وإبنه عبد العزيز،
وفي عهد عبد الله وإبنه متعب، والآن سلمان وإبنه محمد.
فهؤلاء الأبناء لعبوا أدواراً محوّرية في حياة آبائهم
الى حد أنهم كانوا يمنعون حتى مجرد التواصل مع آبائهم
دون قرار منهم.. وقد اشتهر عن عبد العزيز بن فهد أنه كان
يحول دون دخول أعمامه على أبيه في مرضه، وحاول أبوه أن
يقنع الأميركيين في بداية عهد كلينتون بأن يدعموا ترشيح
إبنه لتولي العرش من بعده، ولكنهم رفضوا التدخل في هذا
الشأن رعاية لحساسيات العائلة المالكة.
|
كلام «مجتهد» عن محمد بن نايف يبدو من جهة توصيفاً
مبالغاً في كونه «الوحيد الثقيل الذي يتصرف بحذر وبعقلية
رجل دولة» مع أن الرجل كانت لديه مواقف متهوّرة وان بدا
ذكياً، وما وجود آلاف المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي
والضمير الا واحدة من علامات التهور التي أدخلت البلد
في مرحلة متوترة لا تزال باقية بل وتزداد سوءاً يوماً
بعد آخر، ومن جهة أخرى إن قول «مجتهد» بأن «السلطة الحقيقية
ليست بيده»، فهذا يبدو تخفيضاً لدوره، لأنه لا يزال يدير
الملف الأمني ويمثل بمثابة المبعوث الخاص.
غياب متعب بن عبد الله، وزير الحرس الوطني عن اجتماعات
لجنة الشؤون السياسية والامنية برئاسة محمد بن نايف كان
متوقعاً بل إن الأمر الملكي الخاص بتشكيل اللجنة قد لفت
إلى امكانية حدوث ذلك حين تحدث عن بند يعطي العضو في اللجنة
صلاحية أن ينوب عنه شخص آخر ولكن بمرتبة وزير. الجديد
في حال تحققه هو مغادرة متعب البلاد الى المغرب في رد
فعل على الأوضاع الداخلية وما أحدثه سلمان من تغييرات
بنيوية، الأمر الذي يعني أن فراغاً كبيراً في الدولة يقع
مع غياب أشخاص كبار ذوي وزن، وانحصار السلطة في فئة صغيرة
جداً.
في السياسة الداخلية، تحدّث «مجتهد» عن الوضع المالي
وقال بأن هناك قلقاً «بسبب أسعار النفط، وأن الكثير من
المشاريع قد جمّد، والفاسدون من الأمراء يتسابقون على
المتبقي من المال..» فـأين الجديد في الأمر، فهذه ليست
معلومة جديدة دع عنك أن تكون اكتشافاً..
في حديثه عن السياسة الخارجية بدا «مجتهد» بلا معلومة
على الإطلاق، فهو يحلل شأن كل المراقبين لأداء السياسة
الخارجية السعودية، خصوصاً توصيفه لها بأنه مرتبكة، وأعطى
مثالاً على ذلك «موقف المملكة من النظام المصري» ما يلفت
الى التوجّه الإسلاموي للرجل، والذي تأكّد في عبارة «لا
أحد يريد عودة الإسلاميين في مصر للسلطة». وأن توقف الدعم
المالي السعودي للنظام المصري له علاقة بهبوط أسعار النفط
وضعف الدخل، وهذا أمر متوقع.
كلام «مجتهد» عن اليمن يخلو من المعلومة ويندك بصورة
كاملة في التحليل الشخصي المشفوع برؤية عقدية. فهو يرى
بأن ثمة إرباكاً أشد مما هو عليه الارباك في الملف المصري،
وأن محمد بن نايف هو صاحب الملف (وهذا يجعل من الرجل ذي
قوة وليس كما صوّره في مكان آخر بأن لا سلطة لديه)، وأن
القول بأنه «لا يدري ماذا يفعل» لا يعني سوى أن «مجتهد»
لا يملك معلومة، وغاية ما في الأمر أنه استعاض عن ذلك
بتحليل تآمري كالقول: «بعد أن سكت عن الحوثيين هو والأمريكان،
نكاية في تنظيم القاعدة.. فتورط معهم». بل جاء بمعلومة
خاطئة حين قال بأن «دعم أي قبيلة في اليمن ضد الحوثيين،
يعني عن دون قصد دعم تنظيم القاعدة، لأن معظم القبائل
تحالفت مع القاعدة ضد الحوثيين». وهذا الكلام ليس موجوداً
سوى في خيالات «مجتهد» ولا علاقة له بالواقع اليمني.
ينسحب الأمر على مقاربته لملف العراق، والحرب على داعش،
ولكن في التحليل قال بأن حماسة السعودية في المشاركة في
التحالف الدولي جعلتها في وجه تنظيم «داعش» والنتيجة:
«فلا هي استفادت من الحلف في القضاء على تنظيم «داعش»،
ولا هي نأت بنفسها عن الحلف حتى لا تستعدي «داعش»، ومن
أكبر أولويات «داعش» الآن القضاء على حكم آل سعود». ثمة
لفتة مرّت في كلام «مجتهد» تنطوي على تعاطف ما مع التنظيم
«حتى لا تستعدي داعش»؛ وهذا ربما يفسر سبب إعادة تغريده
لمشهد الذبح الذي أدى الى إغلاق حسابه في تويتر.
في نهاية المطاف، فإن «مجتهد» الذي أوحى للآخرين بأنه
ينبوع أسرار لا ينضب، بدا بأنه شخص عادي يجود بما يجود
عليه مصدره المقرّب من العائلة المالكة، ويحجم حين يحجم
عنه، فلا هو بالمصدر الحصري الدائم، وإن أراد أن يكون
كذلك، خصوصاً وأنه بدا مستأنساً لهذه الصفة، ولكن ما يكتبه
«مجتهد» ليس بالضرورة معلومة وفي «أخباره» الكثير من التحليل،
وأيضاً المنقول عن مصادر أخرى.
إغلاق حساب مجتهد: الشيطان تبخّر!
فجأة أغلقت ادارة تويتر حساب (مجتهد) فضجّ المغرّدون
المتابعون، وفرح الموالون للنظام، ولكنها فرحة لم تدم
إذ عاد من جديد بأخبار طازجة. صحيفة المواطن على الإنترنت
وهي تتبع الحكومة علقت على اغلاق الحساب بكلمتين: (الشيطانُ
تبخّر)! والصحفية الموالية سمر المقرن حذرت من وجود مئات
المجتهدين الذين يتمنون زعزعة الوطن، وأضافت بان وعي وفهم
المواطنين سيحبط آمالهم وأحلامهم؛ أما الكاتب خالد العلكمي
فرأى ان الاصلاح والقضاء على الفساد، وضمان الحقوق للمواطنين،
هو الذي يحصّن المجتمع ضد (جميع المجتهدين).
وطفق الاعلامي عماد المديفر مبشراً بأن هناك مُسعوَدون
يتبادلون التهاني للخبر المفرح وهو اغلاق حساب مجتهد؛
في حين رأى موقع اخبار السعودية الممول من الداخلية بأن
مصادر خاصة تقول بأن اغلاق حساب مجتهد جاء بسبب تأييده
وترويجه لتنظيمات إرهابية؛ وانبرى صقور آل سعود على مواقع
التواصل الاجتماعي لحملة أخرى مضادة ضد الحساب حتى يفقد
متابعيه او المزيد منهم، مع ان ذلك لم يحدث حتى الان.
ومثله فعل أمير سعودي؛ وثالث يقول بأنه تم إيقاف مجتهد
والدّعسِ عليه، مؤملاً ان يقبض عليه عاجلاً.
المغرد زاحم العتيبي يقول ان مجتهد يستحق الإيقاف لأنه
يفتري ويكذب على الدولة السعودية المباركة وفقها الله!
والروقي دعا المواطنين الى الوقوف صفاً ضد ما أسماه بالحسابات
الحاقدة لأن (الوطن في امسّ الحاجة في هذه الأيام العصيبة)!
وكان المحامي اسحق الجيزاني قد أضرب عن التغريد في حسابه
حتى يعود حساب مجتهد رغم اختلافه معه، ورغم ان مجتهد ـ
الوهابي كما يصفه ـ حظر المحامي من متابعته. ايضاً فإن
المغردة شذى الجبر رأت ان ايقاف حساب مجتهد قد جاء بجهد
استخباراتي سعودي.
محمد العمر يرى بأن اسكات الأصوات دون رد الحجة بالحجة،
يجعل الناس يظنون أن ما يكتبه مجتهد هو الحقيقة. وتساءل
آخر: اذا كان كل ما يقوله مجتهد كذب وافتراء، فلماذا حرصوا
على ايقاف حسابه؟
لم تكتمل الفرحة لدى اتباع النظام، اذ اعلن مجتهد عودة
الحياة لحسابه من جديد على تويتر وقال بأن السبب يعود
الى نشر رسالة احدى السفارات عن الخادمة التي تعرضت للأذى،
ولا نظنّ ان (مجتهد) قال الحقيقة هنا. ورداً على عودته
الى تويتر ظهر اشتاق بديل قام عليه مؤيدو النظام بعنوان
(حملة الغاء متابعة مجتهد) دعا فيه عون العون المواطنين
الى وضع يدهم بيد (ولاة الأمر ودعمهم بكل غالٍ ونفيس)
لمحاربة المرتزقة وافكارهم الهدامة عبر الغاء متابعة الحساب؛
فرد احد مؤيدي مجتهد بالقول ساخراً: (لازم نلغي، لأنه
هو اللي سجن العلماء والمصلحين، وهو اللي أرسل الملايين
للسيسي، وهو اللي يقصف سوريا مع التحالف). وقالت مؤيدة
لمجتهد: (لم يفلحوا في تكذيبه، ولا يمكنهم تجاهل أثره،
ولم يفلحوا في اغلاق حسابه.. فأقاموا حملة الغاء متابعته).
اما المغرد حمد فيرى التالي: (ان كانت بلادنا من ورق وتهتز
من مجتهد، فالأفضل ان تسقط لنبني بلداً لا يهزّه مغرّد)؛
واستغرب آخر من أن (تغريدة صغيرة قد تقوّض أساسات هذا
البلد. خبرٌ في جريدة كولومبية مغمورة قد يسبب فتنة! سؤال:
هذي دولة أم بيت عنكبوت؟).
الجزيرة نت تفضح العلاقة القطرية
مع مجتهد
كانت مفاجأة أن تقوم الجزيرة نت بنشر خبر عودة مجتهد
للتغريد على حسابه في تويتر، بل وتغطيته بخبر ايضاً تلخص
فيه الأحداث في ميل واضح له وطمأنة القراء الى عودة الحساب
سالماً معافى! مع ملاحظة ان قطر متهمة بأنها تدعم مجتهد
وهناك تسجيلات منتشرة بهذا الشأن، وأن مجتهد ليس إلا سعد
الفقيه، المعارض السعودي في لندن. يأتي هذا في وقت تتودّد
فيه قطر للسعودية، وقد أوقفت هجوم قناتها باتفاق مع الرياض
منذ سنوات. هذا الدعم لحساب مجتهد، فضح العلاقة بينه وبين
قطر، ما دفع مغردي الحكومة الى فتح النار على قطر وقناة
الجزيرة التي اضطرت الى حذف الخبر، ولكن بعد خراب البصرة،
كما يقال!
الكاتب فضل البوعينين علق: (ستبقى قناة الجزيرة معول
هدم في كيان الأمة. تُشيطن الملائكة، وتُلبس الشياطين
رداء الملائكة الطاهر). وقال المغرد الموالي للنظام نايف
بن عويد: (قطر هي اسرائيل الصغرى في الخليج، ومواجهتها
وكشفها واجب)؛ فيما قال آخر بأنه لم يستغرب ما تقول به
حكومة قطر وقناتها؛ وتبرع حساب (السعودية الحدث) بالترويج
الى حساب المعارضة القطرية صالحة المرّي التي سُجن اخوتها
في قطر وطرد أقرباؤها منها. وقال المغرد زبن بن عمير بانه
يحق للسعودية دعم حساب المعارض القطري خالد الهيل محذراً:
(فتحتم على أنفسكم جبهة لن تُغلق)؛ وطالب بأن تقوم قناة
العربية بدعم المعارض القطري رداً بالمثل!
احدى الأميرات السعوديات وهي طرفة بنت سعود تمنّت اتخاذ
الحكومة السعودية موقفاً حازماً من قطر، وطالبت بإقفال
الحدود وطردها من مجلس التعاون. وتساءل الشرافي: (الجزيرة
تنقل اخبار مجتهد، وتحرض على مصر؛ هل نقرأ الفاتحة على
اتفاق الرياض) بين قطر ومصر؟ والمغرد الفارس يقول بان
مواقف الجزيرة العديدة (ازالت كل الشكوك وأصبحنا على يقين
بأنها تسعى للفتنة وزعزعة امننا كما فعلت بالبلاد العربية.
يجب المبادرة).
وعموماً فإن النقد تصاعد لقطر وقناة الجزيرة، فـ (قطر
تسعى لإحداث فتنة في المملكة) وأنها مثل (ذيل الكلب عمره
ما ينعدِلْ)؛ فهي التي (صنعت مجتهد)؛ أو (هو احد مشاريعها)
وأن قطر تدعم داعش وحسابات الدواعش. وانخرط الكاتب لدى
السعوديين نبيل شرف الدين في الحملة وقال: (مجتهد شخصية
اخترعتها مخابرات دويلة الغلمان، لبث شائعات ضد السعودية،
وتروّج لها عبر الجزيرة وفضائيات الإخوان).
|