إقليم آزال
يعود إسم آزال الى الأسماء القديمة لمدينة صنعاء، ويضم
الأقليم بحسب مشروع الأقاليم المقرر في الدولة الفيدرالية
اليمنية، أربع محافظات وهي: (ذمار- صنعاء - عمران - صعدة)،
وتبلغ مساحته 39 ألف كيلومتر مربع، ويصل عدد سكانه إلى
ستة ملايين.
وتاريخياً تبدأ المنطقة من ذمار التي كان يطلق عليها
«كرسي الزيدية»، وتمر بصنعاء وعمران ذات الأغلبية الزيدية،
وصولاً الى صعدة المعقل التاريخي للزيدية. بكلمات أخرى،
يمثل هذا الأقليم النطاق المذهبي والتاريخي والاجتماعي
للزيدية في اليمن، باسثناء عدد من المديريات الصغيرة.
بدا واضحاً أن المحدد الجغرافي للأقاليم كان ينطوي
على بعد سياسي واستراتجي، إذ من شأن هذه المحددات محاصرة
تمدّد حركة الحوثيين، وتالياً تهميشها اقتصادياً واجتماعياً
وسياسياً واستراتيجياً.. وكان واضحاً سبب إخراج حجة من
إقليم آزال رغم وجود تجمعات زيدية فيه، لأن حجة تطل على
البحر الأحمر كمنفذ بحري، والجوف المحاذي لها شرقاً كمصدر
للثروات النفطية، ما يمنح الحوثيين قوة لا يستهان بها.
الصبغة العامة التي تطبع إقليم آزال هو انتشار السلاح،
مع أن اليمن بكافة مناطقه ومكوّناته يعتبر اقتناء السلاح
عنصراً أساسياً في ثقافته وتراثه وتقاليده. ولكن ما يميّز
محافظات آزال، انها شهدت حروباً طويلة، كما خضعت لتهديات
داخلية وخارجية بشكل مستمر، ما دفع أبناءها للاستعداد
الدائم للدفاع عن مناطقهم خصوصاً في ظل دول كانت إما معادية
لأبناء هذه المحافظات أو مستقيلة.
ومنذ سقوط حكم الإمامة العام 1962، خضعت هذه المحافظات
لعمليات تهميش شاملة، والى إضعاف ممنهج من قبل النظام
السعودي، الذي دعم أنظمة عميلة له، فيما عمل على اختراق
الزيدية من خلال بناء مساجد تروج للعقيدة الوهابية في
هذه المناطق، ونالت المناطق والقبائل الزيدية النصيب الأوفر
من حركة الوهابية داخل اليمن، فتحوّلت قبائل زيدية كثيرة
الى الوهابية، بما في ذلك شخصيات معروفة مثل عبد الحميد
الزنداني مرشد الاخوان المسلمين في اليمن، والشيخ ربيع
المدخلي وشخصيات كثيرة معروفة من آل الآحمر منها الشيخ
عبد الله الأحمر، فكانت هذه القبيلة تقرر من يحكم اليمن،
أو تضفي مباركة على من يعتلي السلطة في صنعاء، قبل أن
تسقط الثورة هذه الزعامة، حيث تكسّرت قوة آل الأحمر بهروب
اللواء على محسن الأحمر الى السعودية، وتساقط مراكز نفوذ
هذا البيت خلال مراحل الثورة.
|