مستقبل الحرب
ليس سوى الهزيمة!
عمر المالكي
مستقبل المملكة، ومنذ إعلان تأسيسها 1932، لم يكن مرتبطاً
بشكل عضوي، بحدث أو معركة، كالحرب العدوانية الحالية على
اليمن.
هي معركة فاصلة بكل ما في الكلمة من معنى. فعلى ضوئها:
- يتقرر النفوذ السعودي في المنطقة، من حيث الحجم
والمكانة. فإما أن تستعيد الرياض ما خسرته من نفوذ
طيلة العقود الثلاثة الماضية، أو تجلّل بهزيمة تُخمد
نفوذها بشكل شبه كلّي، حتى في محيطها الخليجي، وتجعلها
منزوية لفترة طويلة تغالب مشاكلها الداخلية.
- وتتقرر مكانة المملكة الإستراتيجية في نظر حلفائها
من حيث الثبات او التبدّد؛ فلطالما لعبت الرياض دوراً
محورياً لعقود ماضية، وأضحت بنظر حلفائها الأمريكيين
والغربيين، عموداً في سياستهم الإقليمية والدولية،
بل وفي المجال الإقتصادي أيضاً. مكانة المملكة تدهورت
في العقود الماضية، حتى لتكاد تصبح عبئاً على الإستراتيجية
الغربية أكثر مما هي مسهّلة ومنفّذة لها. إن فازت
الرياض في حربها على اليمن، فقد تستعيد محوريتها كقوّة
إقليمية قادرة على إقناع حلفائها بأنها ذلك العمود
الذي استندوا اليه في حرب الشيوعية، وفي حرب الناصرية/
القومية، وفي حرب البعثية الصدامة؛ وفي حرب إيران
الشيعية. وإن فشلت في حربها، فسيتأكّد ما يراه الإستراتيجيون
الغربيون، بأن مملكة آل سعود أصبحت من الماضي، وإن
بقيت حليفاً مفيداً.
- وسيتقرر على ضوء حرب اليمن، موقع العملاق النائم
في الجزيرة العربية (اليمن) الذي أُبقي مريضاً، معزولاً،
تنخر فيه الفتن، وتعمّه الفوضى، غير قادر على أن يمارس
دوره في محيط الجزيرة العربية والخليج. إن كانت السعودية
هي سيّدة الجزيرة العربية بلا منافس، فلأنّ اليمن
ولعقود طويلة، قد أُبعد عن الساحة، الى درجة انه لا
يستطيع ان يقرر بنفسه (استخراج نفطه ومعادنه) فضلا
عن ان يقرر سياسته الخارجية وطبيعة الحكم الداخلية.
بهزيمة السعودية ـ ان حدثت ـ سيستيقظ اليمن ذو الخمسة
والعشرين مليون نسمة، أكبر شعب في الجزيرة العربية
عدداً، وسيكون حينها وبقدر كبير، موقع الجذب السياسي
في المنطقة، الخليجية بالذات، ولو بعد حين، ما سيؤدي
الى مزيد من التآكل للدور السعودي في المحيط الخليجي.
- كما سيتقرر على ضوء حرب اليمن، طبيعة السياسة
الداخلية السعودية: في حال تحقق النصر للرياض، فإن
أوضاعها المحلية ستبقى على ما هي عليه من رتابة سياسية،
قمع للإصلاح، وإخماد انفاس للمعارضة. وفي حال الهزيمة
سيكون أمام العائلة المالكة خياران: فإما إصلاح سياسي،
وإعادة هيكلة الدولة؛ وإمّا عنفٌ حاد ومزمن ستواجهه
العائلة المالكة التي سيكون عليها أن تدفع ثمن الهزيمة.
|
المتحدث باسم العدوان: حتمية الهزيمة |
لهذا فإن الحرب السعودية على اليمن، حربٌ مفصلية، مصيرية،
بل يمكن وصفها بأنها حرب وجودية، تحدد نتيجتها مقدار التغييرات
الإستراتيجية في المنطقة عامة، وفي السعودية بنحو خاص.
الحديث عن نتائج الحرب، هو في العمق حديث عن مستقبل المملكة
كدولة، وكدور، وكحكم.
الأمراء يدركون معنى حربهم في اليمن؛ هم يدركون بأن
نتائجها السلبية ستكون كارثية، وأن عليهم الإنتصار فيها
بأيّ ثمن.
لهذا، فإن الرياض تجنّد للحرب كل ما يُتخيّل ويمكن
من إمكاناتها، وخبرة رجالها، وعلاقاتها، وتختبر فيها ـ
كما يتمظهر فيها ـ حجم قوتها السياسية والمالية وحتى نزعتها
الإجرامية (دعم القاعدة مثلاً) لكي لتنجح فيها.
لماذا تختلف حرب اليمن الحالية، عن حروب سابقة دخلتها
الرياض مباشرة، أو غير مباشرة، سواء في اليمن 2009؛ وحرب
تحرير الكويت 1991؛ أو الحرب غير مباشرة الى جانب صدام
1980-1988؛ او مشاركتها في الحروب الحالية في سوريا والعراق
والبحرين؟
هناك عدّة أسباب تجعل حرب اليمن الحالية مختلفة، وخطيرة،
لا من حيث النتائج المباشرة للحرب فحسب، بل أيضاً لارتباطها
بمعطيات أخرى تجعل الرياض في موقع حرج لم تواجه لها مثيلاً
من قبل.
أولاً ـ أنها المرة الأولى
التي تكون السعودية فيها في طليعة الحرب، او قائدة حرب
حديثة، فقد اعتادت الرياض أن تكون شريكاً ثانوياً كما
في حرب تحرير الكويت، أو حتى في حرب 2009 ضد الحوثيين
في صعدة، وقد كانت حرباً محدودة، والجهد الأكبر كان للجيش
اليمني. أيضاً فإن الرياض، اعتادت ان تحارب بجنود غيرها،
بأصناف الحركات الوهابية كالقاعدة وداعش التي هي بحق ـ
كانت وستبقى ـ جيش ال سعود والوهابية الضارب للخصوم. نظرة
بسيطة للوضع في سوريا والعراق ستكون أكثر من كافية لتقريب
الصورة. هذه المرة، تقرر حرباً على اليمن هي المسؤولة
(وحدها) عن نتائجها، نصراً أو هزيمة وتداعياتهما سلباً
أو إيجاباً، وليس الأمريكي او الباكستاني أو المصري أو
الخليجي. فرغم مشاركة هؤلاء بصورة أو بأخرى، سياسياً وعملياتياً،
فإن الجميع يدرك بأن العبء سيكون على الرياض جوّاً، وهو
عبء محمول ومقدور عليه. لكن المهم ما يتعلق بالحرب البرية،
حيث أمّلت الرياض أن تجد من يحمل عنها عبء الدم.
ثانياً ـ أن حرب اليمن هذه
المرّة، تأتي في سياق سياسي مختلف. فقد نزفت الرياض طيلة
عقود، وخسرت مواقعها ونفوذها في اكثر من بلد عربي وإسلامي.
تأتي هذه الحرب والرياض في مرحلة أفول وتراجع مستمر؛ وبمقدار
خسائرها يكون أملها من هذه الحرب في استعادة النفوذ الغابر،
وإضافة دم جديد في شريان الحكم، وليس فقط إيقاف النزيف.
لم تؤمّل الرياض على حرب كهذه الحرب؛ ولم تخشَ حرباً مثل
خسارتها؛ والتي قد تكون من حيث وقعها في كفّة، والهزائم
الأخرى كلّها في كفة أخرى. لم تربح الرياض من حرب افغانستان
التي شاركت فيها، ولا في حربي العراق، ولا في حرب لبنان
مع اسرائيل 2006؛ ولا من حرب صدام على ايران؛ ولا غيرها.
الربح ذهب الى آخرين؛ فيما دفعت هي الثمن، من سمعتها ومالها
ومكانتها. لكن للحق، فإن تلك المعارك ومهما كانت كلفتها
أو حتى خسائرها، كما حدث في بعضها أو احتمل في بعضها الاخر،
لا تضاهي خسارة اليمن، لما له من موقع حيوي في خاصرة السعودية،
وفي عمقها الاستراتيجي. كل تلك الخسائر التي وقعت أو التي
كانت محتملة، كان يمكن تحمّلها. أما عبء وخسارة هذه الحرب
اليمنية، فسيكون الأقسى والأصعب والأكثر إيلاماً، ولا
يوجد أحد آخر ـ غير السعودية نفسها ـ يمكن تحميله ولو
جزء من أكلافها الضخمة.
ثالثاً ـ تدخل الرياض هذه
الحرب على اليمن، وهي منهكة إقليمياً، نازفة أشد النزيف
من سمعتها ومكانتها، والأخطر، أنها تأتي في وقت يظهر البديل
الواضح الذي شارف على الاستحواذ على معظم دورها الإقليمي.
إنها (إيران) التي ساهمت في انحطاط الدور السعودي الإقليمي،
وابتلعته، في وقت شارف فيه اتفاق ايران النووي مع الدول
الخمس الكبرى (اضافة الى ألمانيا)، وهو ما يمكن ترجمته
سياسياً على أنه اعتراف بهيمنة إيران على المنطقة؛ واطلاق
يدها سياسياً؛ وفكّ أغلالها اقتصاديا؛ وتالياً إخضاع السعودية
بالذات. يمثل النجاح الإيراني في الملف النووي صفعة وخسارة
استراتيجية للسعودية، فاذا ما خسرت الرياض الحرب في اليمن،
فسيعني ذلك خسارة مضاعفة قاصمة لنفوذ الرياض، قد يجعلها
منكفئة مدة طويلة، وسيفجر لها مشاكل داخلية بفعلها.
رابعاً ـ وتدخل الرياض حربها
في اليمن، ومكانة العائلة المالكة منحطّة داخلياً؛ فشرعيتها
متآكلة؛ وسجونها ممتلئة من أصحاب الرأي المختلف؛ فيما
السخط متصاعد بسبب فشل الامراء في توفير الحاجات الأولية
للمواطنين: وظيفة ومسكنا وطبابة وتعليماً صحيحا؛ فضلاً
عن الحقوق السياسية والمدنية الأخرى. لم يواجه الأمراء
في تاريخهم الحديث، تحديا شعبيا جمعيا ناقما وساخطا ومعبراً
بصراحة عن آلامه وتطلعاته وخيبة أمله من حكامه، مثلما
هو حاصل اليوم. ولم يواجه آل سعود، معارضة شعبية ـ عنفية
وغير عنفية/ اصلاحية، ومن مختلف المناطق والتوجهات، مثلما
هو حاصل اليوم. الأمراء يستطيعون صرف نظر المواطنين الى
حرب الخارج لبرهة من الزمن، لكن ويلٌ لهم إن أخفقوا في
النجاح فيها. واضح حتى الآن، أن أكثرية الشعب غير متحمسة
للحرب او الإصطفاف مع النظام. واضح ايضاً ان من يقف مع
النظام هم فئته الاجتماعية التي انحدر منها، في منطقة
نجد (20% من السكان)؛ او بين من يشاطره المذهب الوهابي
الأقلوي. النجديون الوهابيون الاقلويون الذين يمسكون بكل
مفاصل الدولة ويتلاعبون بخيراتها، هم المتحمسون الوحيدون
لحرب آل سعود في اليمن، وهم الخائفون من خسارتها وارتداد
ذلك سلباً على سيطرتهم. الإخفاق في الحرب، سيحدث بركاناً
هائلاً في الداخل، وسيكون قسم غير قليل من دواعش الوهابية
المؤيدين للحرب، أول من ينقضّ على النظام في حال هزيمته.
مستقبل العمل العسكري
|
عدوان وحّد شعباً |
الوضع العسكري مختصراً بعد أربعة أسابيع من الحرب هو
كما يلي:
الحرب الجويّة لا تصنع نصراً،
مع أنها حرب من طرف واحد (سعودي)؛ بل أنها لم تتمكن
حتى الآن من احتواء زخم التقدّم للجيش اليمني مدعوماً
باللجان الشعبية من قوات أنصار الله، حيث تمت السيطرة
على كل المدن الكبرى تقريباً، ولم تبقَ إلا محافظتان هما
المهرة وحضرموت، اللتان يسيطر عليهما القاعدة بدعم سعودي
واضح.
الحرب البريّة تخشى الرياض الإقدام
عليها، وقد نُصحت ـ أمريكياً ـ بأن لا تقوم بها،
لأن خسارتها وهزيمتها مؤكدة. تكاد الرياض تعلن رسمياً
بأنها لن تقوم بالحرب البرية، ولكن يبقى احتمال جدّ صغير
أن تندفع باتجاهها في حالة اليأس. وهناك خشية أمريكية
من أن أنصار الله أنفسهم هم من سيبادر بالحرب البرية،
بعد أن يحققوا القدر المعقول من السيطرة على الأرض في
المحافظات اليمنية؛ ويهزموا القاعدة وقوات هادي والقبائل
المتحالفة معها؛ أو في حال تصاعد الخسائر البشرية بين
المدنيين بشكل كبير؛ أو في حالة ثالثة، حين ترفض الرياض
النزول بأهدافها المرتفعة الى الأرض وتتوقف عن القصف الجوي.
فشل التعويل السعودي على ميليشات
لم تتمأسس بعد؛ فقد حرضت الرياض وأنشأت ودعمت بالسلاح
والمال ميليشيات تساند مجهودها الجوي في عدد من المدن
والمحافظات. لكن لا توجد قيادة منظمة حتى الآن، ولا يبدو
أن هناك حماسة شعبية للإنضمام اليها إلا من القاعدة وبعض
حواضنها في الجنوب. التعويل على هذه المليشيات يحتاج الى
وقت طويل والى دعم شعبي يمني حتى تستطيع ان تزحف فتهزم
الجيش وأنصار الله، مدعومة بالقصف الجوي. وحتى الآن لا
أفق لنجاح هذه التجربة في المدى المنظور، رغم ما يقال
من انتصارات مضخّمة يروج لها الإعلام السعودي والقطري
والإماراتي الموالي له.
صعوبة او استحالة نجاح محاولة الإنزال
البحري للسيطرة على عدن تعويضاً عن الهزيمة العسكرية،
فقد ارتأت الرياض بعد خروجها الذليل من عدن.. تقوية
لموقفها السياسي، محاولة ايجاد بؤرة يعود اليها الرئيس
المستقيل عبدربه هادي او بحاح، ليمارس نفوذه وسلطته منها
على أمل ان تتمدد لاحقاً، او يمكن المساومة عليها في المفاوضات.
وقد جرت محاولة انزال بحري سابقة فشلت، ويمكن ان تتكرر
مرة أخرى؛ بل قد يتم الإنزال إن يئست الرياض من عدن، بعيداً،
فهناك ميناء المكلا، وموانئ أخرى في محافظتي حضرموت والمهرة،
وإن كانت لا قيمة لها عسكريا او حتى سياسياً. ومع هذا
فإن تحقيق انزال في تلك الموانئ يحتاج الى تنسيق مكشوف
مع مقاتلي القاعدة المسيطرين عليها.
من كل هذا يمكن أن نخلص الى نتيجة يدركها الأمريكيون
وكل العسكريين الاستراتيجيين، بأن العدوان السعودي على
اليمن لا يمكن أن ينتهي بنصر سعودي ساحق، إن لم يكن هزيمة
ماحقة. في أفضل الظروف، يمكن أن تستثمر السعودية قصفها
الجوي وكل اعمالها العسكرية ـ لو نجح أحدها ـ في المفاوضات
السياسية على طاولة الحوار. حتى كتابة هذا المقال، لا
يوجد منجزٌ سعودي على الأرض، ولو صغير، يمكن للرياض أن
تضغط به لتعديل موازين القوى السياسية على طاولة حوار.
فمادام الوضع العسكري على الأرض لصالح الخصم، لا يمكن
للرياض أن تكسب بالسياسة والسلم.
أمام الرياض أمران:
الأول، أن تطيل أمد القصف
الجوي ما أمكنها، حتى وإن انتهت قائمة الأهداف التي تم
قصفها؛ والانتظار أملاً من أنّ شيئاً ما سيتغير على الأرض
من خلال مقاتلي القاعدة او بعض القوى الأخرى. لكن إطالة
أمد القصف الجوي مع ما يلحقه من خسائر في المدنيين تتصاعد،
لا يحقق نصراً، وإن سبّب ضرراً للخصم اليمني. من المؤكد
أنه سيزيد من الضغوط على الرياض لإيقاف هجومها. إذ لازالت
المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية تندد بالحرب وبسلوك
الرياض المستهتر بأرواح المدنيين؛ ولازالت أقرب الدول
الى الرياض ـ بما فيها امريكا وبريطانيا ـ تدعوا الى حل
سلمي وحوار غير مشروط للخروج من المأزق؛ وهذا ما يكرره
الأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولين دوليين آخرين.
الثاني، أن تذهب الرياض برجليها
ـ تحت ضغط اليأس والهزيمة ـ الى حرب بريّة تبدأ من الشمال
(صعدة)؛ وهي قد استدعت الحرس الوطني، في مؤشر الى قرب
وقوع الحرب البريّة، سواء بدأتها الرياض أو بدأها أنصار
الله الحوثيون. وهنا، ستكون الخسائر السعودية البشرية
فادحة، والفضيحة كبيرة؛ ذلك ان الرياض وفي عدوانها عام
2009، وفيما كان الحوثيون محصورين في صعدة يواجهون جيشين،
استطاعوا أسر العديد من الجنود السعوديين، وإيقاع الخسائر
البشرية بالعشرات منهم، والأهم أنهم سيطروا على عشرات
المواقع الحدودية داخل الأراضي السعودية. الآن وهم متحالفون
مع الجيش، وبعد ان انفتحوا على محيطهم الشعبي، يدافعون
عن وطنهم كله، ويقف خلفهم معظم الشعب، لا يمكن أن تكون
نتيجة المعركة البرية في صالح الرياض سواء أقدمت عليها
هي، او أقدم عليها أنصار الله.
لقد وفّرت الرياض لنفسها هزيمة مجانية. ما كان يجب
ان تقع في فخ الحرب. ما كان لها أن تستعدي كل القوى الحيّة
في اليمن. ما كان لها أن تبطش بالقصف الجوي فتدفع كل المواطنين
ليصطفوا مع الجيش واللجان الشعبية؛ وما كان لها أن تحارب
بذرائع واهية وبدون تفويض قانوني أممي. وأيضاً، ما كان
يجب أن ترفع الرياض من سقف أهدافها الى الحدّ الذي يقيّد
حركتها السياسية ويقلّص هامش مناورتها؛ وما كان يجب أن
تغذّي جمهورها بخيار واحد لا غيره ولا لبس فيه: النصر،
والنصر فقط!
يدرك أمراء الرياض الآن ان نتائج المعركة لا تعدو واحداً
من اثنين: إما النصر الواضح؛ أو الهزيمة الواضحة. التعادل
في الحرب يعني هزيمة؛ إنه يعني العودة الى ما قبل الحرب
نفسها.
والحوار تحت ضغط الهزيمة ـ ولو من باب عدم تحقيق أهداف
العدوان ـ يؤرق الرياض؛ وقد حاولت أن تبيع عدوانها مقابل
نصرٍ سياسي سهل عبر مبادرات عمانية وجزائرية وقيل غيرها،
ولكن المعتدى عليه، والقوي على الأرض رفض الإملاءات السعودية،
فعاد القصف على المدنيين بشراسة أكبر.
لا توجد خيارات كثيرة امام الرياض؛ فإما القبول بنصف
هزيمة قبل المعركة البريّة، أو بهزيمة مجلجلة وكاملة إن
وقعت.
|