|
|
|
المقرن والعييري.. صعوبة التواصل مع بن لادن قادتهما
للخضوع الى نهج وتوجيهات الزرقاوي |
قطر.. باكستان.. إيران.. العزلة.. الجاسوسية.. الحصار!
أسرار خطيرة في مراسلات قادة (القاعدة)
1 من 2
خالد شبكشي
مجموعة وثائق حصلت عليها القوة العسكرية التي هاجمت
مقر إقامة زعيم تنظيم القاعدة في آبوت أباد في باكستان،
وقامت بقتله هو وعدد من مرافقيه وصادرت كميات كبيرة من
الوثائق والحواسيب والأقراص المدمجة والتي تشتمل على مراسلات
على درجة كبيرة من الأهمية.
الوثائق، أو بالأحرى المراسلات، تضمنت هذه المرة أسراراً
خطيرة تتعلق على وجه الخصوص بعلاقات «القاعدة» مع قطر
وبريطانيا وباكستان، ومع قناة «الجزيرة»...كما كشفت عن
أوضاع التنظيم ما بعد سقوط حكومة طالبان، وهروب قيادات
«القاعدة» الى باكستان وايران وإرغامها على اعتماد اجراءات
أمنية وحمائية مشدّدة هرباً من الطائرات بدون طيار ومن
الاستخبارات الأميركية..
نشرت وزارة العدل الأميركية ثمان وثائق جديدة هي عبارة
عن مراسلات بين أسامة بن لادن وقيادات من الصف الأول في
«القاعدة».
وكان سبب الكشف عن «الوثائق» المراسلات تلك، مراسلة
بين بن لادن ومجموعة عناصر تعيش في بريطانيا يقودها شخص
يدعى عبد ناصر من أصول باكستانية كان قد زار بن لادن في
وزيرستان في 2008 هو وثلاثة أميركيين وشخص نرويجي لتنفيذ
هجمات إرهابية في الولايات المتحدة وأوروبا. تدربت المجموعة
على استخدام الاسلحة والمتفجرات في باكستان، ثم عادت المجموعة
الى بلدان إقامتها للتحضير للهجمات. وأقام بن لادن رابط
اتصال مع الخلايا الثلاثة عبر الايميل والموبايل. ومنذ
نوفمبر 2008 وإبريل 2009، جهّز ناصر وعدد من العناصر الضالعة
في المخطط من مانشستر وليفربول في بريطانيا لهجوم ارهابي
في مانشستر في منتصف إبريل 2009. وكان ناصر ورفاقه يتواصلون
طيلة تلك الفترة عبر الايميل مع قيادة القاعدة. ولكن استخبارات
بريطانيا استطاعت اختراق وسيلة التواصل بينهما وأحبطت
الهجوم واعتقلت ناصر ورفاقه في إبريل 2009.
في المحاكمة للمجموعة، أعلنت المحكمة الكشف عن ثمان
وثائق مستخرجة من ما أطلقت عليه (إعلام بن لادن). وهذه
الوثائق قدّمت للمتهم ناصر وللمحاكمة، كأدلة إثبات. ومن
المتوقع أن يقدم العميل الخاص الكسندر أوتي من هيئة التحقيق
الفيدرالية إف بي آي شهادة حول الوثائق التي حصلت عليها
القوة التي هاجمت مقر بن لادن وأن هذه الوثائق هي مستخرجة
من «إعلام بن لادن». ومن المتوقع ان يشهد بأنه جرى تفويضه
في مهمة في 28 إبريل 2011 للتأكد من صحة الطريقة التي
حصل من خلالها على الوثائق، والتوثيق، ومصادرة المواد
خلال عملية وزارة الدفاع لاقتحام مجمع اسامة بن لادن.
وقد أبلغ مسؤولون في الدفاع أوتي فور وصوله أفغانستان
بأنهم يخطّطون لاقتحام المجمع والذي يعتقد بان أسامة بن
لادن يختفي فيه في ليلة الاول من مايو 2011. وفي الساعة
3:50 صباحاً بتوقيت أفغانستان في 2 مايو 2011، حطّت طائرة
تحمل على متنها عناصر من قوة الاقتحام التابعة لوزارة
الدفاع في قاعدة في أفغانستان حيث كان سا أوتي SSA Otte
يتموقع.
وقام أوتي بتصنيف، وجمع وتوضيب كل المواد الاعلامية
التي حصلت عليها قوة الاقتحام، وقام بصورة شخصية بنقل
تلك المواد الى مختبر إف بي آي في كوانتيكو في فيرجينيا
في 2 مايو 2011، وتمّ وضع تلك المواد في خزانة الأدلة
في مختبر اف بي آي.
وهناك تقاصيل كثيرة تقنية في الغالب حول طريقة التخزين
والاستخراج والاستفادة منها في الشهادة، وتتعلق بالاجراءات
القانونية المتبّعة في المحاكمة، بما لا يعني القارىء.
ما يعنينا جميعاً، هي الوثائق نفسها وما تشتمل عليه
من معطيات ودلالات..
في تقرير بعنوان (تقرير عن العمل الخارجي) تتحدث إحدى
مراسلات زعيم القاعدة أسامة بن لادن عن رؤية ومخطط عمل
التنظيم في المرحلة المقابلة. وتقول بأن التنظيم حدد ثلاثة
اهداف وضعوها للعناصر الموكلة بمهمة عملية وهي:
1 ـ القيام بعمل ما قبل انتهاء السنة الميلادية التي
بدأنا فيها بالعمل.
2 ـ إنشاء بنية وأساس للعمل وأصوله.
3 ـ نقل الفكرة وطريقة العمل لمجموعات أخرى موثوقة
عندنا حتى يحملوا عنا شيئاً من الأمانة، ومساعدتهم بما
نستطيع، لأن المقصود ضرب الاعداء في عقر دارهم أو مصالحهم،
ولأن الكفار يركزون على من له علاقة بنا بقوة أكثر من
الجماعات التي لم تسلك هذا الطريق من قبل.
|
عطية الله الليبي |
ويعترف بن لادن بأن هذه التصورات والمخططات لم تحقق
أهدافها، ويفصّل في ذلك وننقل هنا حرفياً ما ورد في الرسالة
دون تصرّف حتى مع وجود الاخطاء النحوية:
أقرّ بأننا لم نوفق فيه ـ أي في
الهدف الأول ـ لأسباب كثيرة، أولها مجانبة توفيق الله
لنا... فقد أرسلنا عدداً من الإخوة لبريطانيا وروسيا وأوروبا
على أن يكون عملهم تاماً وجاهزاً قبل نهاية السنة، ومنهم
من كان ترتيبه معنا قبل مدة طويلة ورجع إلينا ثم سافر
مرة أخرى واطمأننا إليه وهما (روسيا: ضرب خط الغاز أو
السفارة الأمريكية)، بريطانيا: (عدد من الأهداف يحدد الأخ
ما يناسبه بالتوافق مع ما يحصل عليه من مواد)، وحسب علمنا
لم يتعرض الأخوة لأي مشكلة أمنية سوى ما ذكر في الأخبار
قبل أيام عن القبض على عدة أفراد في بريطانيا، ولم نتأكد
بعد هل لهم علاقة بنا، وكان هذين العملين ما نعول عليه
بعد الله في بلوغ هدفنا، ولكن جرت الرياح بما لا يشتهي
السفن.
أما الاخوة الآخرون، فهم أخوة
جدد سارعنا بإرسالهم حتى لا يحترقوا أمنياً أو تنتهي مدة
أوراقهم أو إقاماتهم، وأعددناهم بما نستطيع حسب ما يسمح
الوقت والظروف (كمثال أحد الإخوة بمجرد وصوله إلينا حدثت
الحرب في مسعود وكانت مدة إقامته شهرين، قضى منها شهر
في الانتظار والطريق، وحوصر معنا اسبوعين أخذ فيها دورة
متفجرات نظري، ورجع حتى لا تنتهي إقامته ولحاجته للوقت
في الطريق)، ولم نسمع من أخبارهم شيئاً لصعوبة الاتصالات
من جهتنا، وشدة المراقبة عليهم من جهتهم، ولعل الله يسمعنا
عنهم خبراً قريباً.
وبخصوص الهدف الثاني، يشكو بن لادن من نقص الامكانيات
وقال:
انطلاقاً من ذلك وجدنا أن العمل
له أسس لابد من تحصيلها حسب قدرتنا عليها وهي:
أ ـ الافراد: معدين إيمانياً وعسكرياً
ونفسياً ليقوموا بذلك العمل.
ب ـ الاتصالات: للإرتباط مع هؤلاء
الأفراد وتأمينها، وكذلك طرق المواصلات للإتيان بهم وإرجاعهم
سالمين، ومتابعة أخبارهم وأخبار العالم فالإنسان إبن بيئته.
ج ـ الوثائق: لدينا الكثير من
الاخوة الذين قضوا مدداً طويلة معنا، وهم مستعدون للعمل
في أي مكان، وكذلك إخوة عندهم مشاكل أمنية، ولكن العائق
الأكبر هي مسألة الأوراق الرسمية، فلا بد لنا من حل هذه
المشكلة، فالأخوة الجدد الذين يرسلون بسرعة لا نضمن قوة
صبرهم وثباتهم مع كثرة المحن والفتن والحرب الإعلامية
المروعة التي يشنها العدو.
د ـ التنفيذ: من أكبر العوائق
لعملنا عند توفر الأسس المذكزرة أعلاه، أن الاخ لا يستطيع
تنفيذ عمله بسبب عدم توفر الأدوات المطلوبة (مواد ـ سلاح)
فكان علينا التفكير في طرق جديدة للحصول على الأدوات أو
ابتكار طرق تنفيذ جديدة.
يخلص أسامة بن لادن من استعراض تلك المشكلات والعوائق
الى تقديم تقييم لحالة التنظيم بصورة عامة:
لو جئنا لنقيم اليوم ما قمنا به
في ها الباب، فأول ما واجهنا هو أننا في صدد عمل تنظيم
كامل، وهو ما لا نقدر عليه لا مادياً، ولا من ناحية الكوادر
المطلوبة، ونحن علما في الأساس كما نظن تنفيذي، الا بعض
الأمور الخاصة بنا، ولا يستفيد منها غيرنا فلا أن تكون
تابعة لنا، أما الأمور الأخرى فنستفيد من بنية الجماعة،
ولكن الواقع كان في الغالب غير ذلك، فكان علينا الاعتماد
على أنفسنا، حتى أننا فكر في عمل مكتب لنا في ايران لاستقبال
من يأتينا أو تسفيره (وربما تأتي شهور ولا يأتينا أحد
أو نسفر أحد) ثم تراجعنا للكلفة المالية وغيرها من الأمور،
وهذا مثال، ومثله في شؤون الاعلام والتدريب جرى معنا لصعوبة
التواصل وقلة التنسيق وأحياناً التقصير في التعاون.
في التقييم نقرأ بيان نعي للتنظيم، وانه لم يعد قادراً
على فتح مكتب او استقبال أفراد أو تدريب عناصر، لأسباب
مالية ولوجستية.. وهذا بحد ذاته أكثر من كونه مؤشر على
الضعف الشديد الذي أصاب «القاعدة» بعد سقوط حكومة طالبان،
وأن التنظيم لم يعد يملك حتى مجرد حرية الحركة، فضلاً
عن القيام بعمليات نوعية على وزن هجمات الحادي عشر من
سبتمبر. في حقيقة الأمر، وكما تكشف المراسلات، أن كثيراً
من قيادات «القاعدة» حوصروا في منطقة وزيرستان في باكستان،
وباتوا تحت مرمى طائرات الدرون بدون طيار الأميركية، حتى
أن المراسلات كانت تخصص في جزء أساسي منها لأخبار قتلى
التنظيم من مستويات متعددة.
في التفاصيل يتناول بن لادن النقاط الواحدة تلو الأخرى
تقييماً ونقداً:
في حديثه عن الأفراد يقول:
الافراد الموجودين ممن قضى مدة
طويلة معنا في ساحة الجهاد معدون جيداً من كل النواحي،
أما الجدد ممن يرجعون سريعاً، فنحاول إعدادهم بحسب ما
يسمح الوقت والظرف، وبين وهؤلاء فئة أخرى ممكن يبقوا لمدد
متوسطة، ستة أشهر أو سنة.. (هؤلاء) حاولنا استطاعتنا ومازلنا،
والأمور اليوم مشجعة أكثر مما كان، فمستوى التنسيق بين
اللجان أفضل (في السابق اشترينا بعض قطع المدفعية حتى
إذا جاء إلينا إخوة نستطيع تدريبهم بسرعة ولا يتأخروا،
وكذا معدات لتدريب الالكترونيات). أما الناحية الشرعية
والنفسية، فهي أسهل لنا قليلاً مع بعض زيارات المشائخ.
وعلى مستوى الاتصالات:
بالنسبة لتأمين الاتصال مع الاخوة
الذين نرسلهم، فنحن نطور أنفسنا حسب امكانياتنا، ومما
يعيننا على ذلك أن غالب الاخوة الذين معنا عندهم خلفية
في ذلك، وكذلك حاولنا التنويع في طرق الاتصال، وعدم الثبات
على طريقة واحدة، وعمل برامج تشفير خاصة بنا، وتقليل الاتصالات
ما أمكن، ونحاول عدم إرسال أي رسالة من باكستان بحسب القدرة.
(ويستدرك) طرق المواصلات لازالت
مشكلة كبيرة بالنسبة لنا، بسبب الوقت الطويل، والخطورة
والاهمال من بعض الأدلاء.. والحال كما نراه، إنشاء مكاتب
له في أماكن أخرى منها العمل، وفي سبيل ذلك إن شاء الله
في المدة القادمة نرسل أخا الى الصومال ومعه تكليف بذلك،
ومنذ مدة ونحن بصدد إنشاء مكتب في تركيا، ولكن لم نجد
الأخ المناسب، ومن ظنناه مناسباً لم نجد الرغبة فيه..
وقد أرسلنا أحد الإخوة الى العراق في هذا الصدد ولكن لم
يتيسر له الوصول.
كل ما سبق ينطوي على مؤشرات واضحة على ضعف التنظيم
وتراجع قوته، إلى حد العجز عن افتتاح مكتب في الصومال
وتركيا والعراق؛ وهنا تبدو المشكلة ذات أبعاد متعددة؛
فإلى جانب غياب التنظيم في العراق، فإن الزرقاوي وتنظيمه
بات هو المسيطر، وأنه ليس ممثلاً عن القاعدة، والا لما
فكر بن لادن في ارسال مندوب لافتتاح مكتب للقاعدة في العراق،
مع وجود الزرقاوي هناك.
|
بن لادن.. تفكك تنظيم القاعدة ونعاه قبل أن يقتل
|
وفي مسألة متابعة الأخبار يقول بن لادن:
كان لدينا مركز لمتابعة الأخبار
من الشبكة، ولكن قصف، فشككنا أن السبب من هذا العمل وكذلك
أحد الإخوة بحث عن معلومات خاصة به، وأعلنوا بعد القصف
أنه هو المقصود، فبعدها توقفنا عن المتابعة الى اليوم،
ونكتفي بسماع الراديو، وما يصلنا من الإعلام نادر، وبعض
المواد والبرامج الخاصة بعملنا، يحضرها لنا بعض الإخوة
من باكستان بين الحين والآخر. اما القنوات الإخبارية ومتابعتها
لاستنباط أفكار جديدة، ومعرفة تكتيكات العدو وحيله، ومتابعة
الوضع العالمي، واستكشاف نقاط الضعف، فإنه مهم لعملنا
وحيوي، ولكن استعماله فيه مخاطر كثيرة أمنياً وإيمانياً،
فنحن نعيش أحوال القبائل وأخبارها وهمومها، لا العالم
وأحواله المطلوب منا العمل فيه؛ ولكنا نغطي هذا ببعض القراءات
والملفات الاستخبارية التي تعدها مواقع على الشبكة.
عملية عزل وحصار ممنهج عانى منه بن لادن وقادة «القاعدة»،
وبات حتى استخدام تكنولوجيا الاتصالات متعذراً، بل ويتطلب
إجراءات معقّدة، وقد أعاقت كثيراً حركة الأفراد.
وفيما يخص مسألة الوثائق الرسمية للعناصر، يقول بن
لادن :استطعنا إعادة الحياة الى هذا القسم، وجددنا فيه
المعدات، وضممنا إليه إخوة قادرين على الابتكار، ولكن
العوائق كبيرة.
أما في في مسألة تنفيذ العمليات العسكرية، فيقول بن
لادن أنه حاول حل هذا العائق بطرق منها:
1 ـ صناعة المواد، من مواد أولية
كصناعة الكلورات من الملح.
2 ـ نقل المواد الى الخارج عن
طريق التهريب بتمويهها وتغيير شكلها.
3 ـ توجيه الإخوة الى طرق جديدة،
كاستعمال أبسط الأشياء كالسكاكين المنزلية وأنبوبة الغاز
والبترول والديزل وغيرها كالطائرات والقطارات والسيارات
كأدوات للقتل.
4 ـ محاولة الاستقادة من الإخوة
الذين لهم سابقة إجرامية في الحصول على أسلحة.
ويذكر أسامة بن لادن، مسألة تحريض المجموعات الأخرى
والتعاون معها ويقول:
فالأفضل لنا أن يشاركنا غيرنا
في حمل هذه الأمانة، لثقلها، وحتى تتشتت جهود الكفار،
فهم الآن يركزون على مجموعة واحدة، بل قسم من أقسام القاعدة،
فكيف لو أصبح هذا هم كل المجموعات المجاهدة... الأمور
جيدة وهناك بدايات للتعاون مع بعض المجموعات وقد حددت
أهداف ومهام ومراحل للعمل.
وفي ختام التقرير ذكر أسامة بن لادن تفاصيل عن عملية
الدنمارك لاستهداف اليهود فكان الأمر كما يلي:
الدنمرك: أرسلنا مجموعة أوروبية
من ثلاثة إخوة منذ مدة لتنفيذ عمل هناك، وجعلنا الأولوية
للدنمرك والأهداف الأمريكية، وقد فقدنا الارتباط معهم،
وجاءت بعض الأخبار عن القبض عليهم. كذلك لدينا أخ انطلق
قبل مدة، وهو اخ قديم في الجهاد، وكان يعيش في تلك البلاد،
ونأمل منه خيراً كثيراً، وغيرهما ممن جاء مسرعاً ورجع
مسرعاً.
اليهود: فقد أبلغنا من أرسلناه
من قبل، وله إمكانيات العمل، بأن يجعلهم من أولوياته،
وكذا لنا تعاون مع مجموعتين في هذا المجال والعمل في تقدم.
ليس في المراسلات ما يفيد بنجاح عملية واحدة في الخارج،
فجميعها يجري الكشف عنه في مرحلة مبكرة، ويمكن القول بأنه
منذ 2002 وحتى 2011، أي حتى مقتل بن لادن لم تحقق «القاعدة»
إنجازاً عسكرياً نوعياً في أي من البلدان التي عملت فيها
وخصوصاً في الغرب. ولذلك كان أسامة بن لادن يريد من مجموعات
أخرى من خارج «القاعدة» أن تضطلع ببعض العبء في تبنّي
وتنفيذ العمليات العسكرية ضد الغرب.
رسالة وصلت الى أسامة بن لادن من أحد الكوادر السعودية
(من نجد تحديداً) من شخص يطلق على نفسه أبو بشير النجدي
(وهو الإسم الحركي المستعمل). الرسالة بخط اليد، ويعود
تاريخها الى 7 ربيع الثاني سنة 1430هـ، الموافق 3 إبريل
2009م، وليس فيها ما يلفت سوى السلام والاطمئنان والثبات
على الموقف. وختمها بإيصال سلام من كوادر سعودية أخرى،
أغلبها من النجديين مثل: جليب الروقي، وسيف النجدي، وابو
الحارث العامري، واسماعيل القصيمي، وقتّال النجدي، وأبو
ضمضم الطائفي.
يتحدث كاتب الرسالة عن مدة زمنية طويلة فصلت بينهم
وبينه زعيم القاعدة، وأن ثمّة ما كان يعيق خروجه وجماعته
من البلاد ولقائهم به: (شيخنا، وإن
طالت المدة، إلا أننا في حسن ظننا بالله العظيم، أنها
أيام وتنجلي هذه المحنة، وتصبح لنا منحة، ونفرح بكم ويفرح
قبلي المسملون).
وفي رسالة من شخص يدعى سلطان العبدلي في التاريخ نفسه
7 ربيع الثاني 1430هـ (4 إبريل 2009م) يؤكد فيها على الإلتزام
بالعهد وبالبيعة لأسامة بن لادن: (لن
نقيلك ولن نستقيلك). ويؤكد المرسل على عزمه مقارعة
الولايات المتحدة: (ووالله لن نقف بإذن
الله الا على أعتاب البيت الأبيض، ولنرفع راية التوحيد
على تمثال الحرية المزعومة).
الكاتب يخبر بطريق غير مباشر عن عوائق تحول دون وصوله
الى ابن لادن:
..ويعلم الله يا شيخنا، أن العيون
والقلوب والجوارح مشتاقة للجلوس معكم، والأنس بحديثكم،
فنسأل الله أن ييسر أسباب ذلك، وأن يكتب لنا لقاءكم على
أعتاب مكة المكرمة وطيبة، بعد فتحها، وفك أسرها من أيدي
المرتدين الفجرة. ويشهد الله أننا نقاتل في أفغانستان
ووزيرستان، وعيوننا على جزيرة العرب، علّ الله أن يعيد
أمجاد شيخنا العييري والمقرن؛ ونحن نجزم ـ بل على كتاب
الله نقسم ـ أن دماء هؤلاء الأبطال لن تذهب هدراً؛ وأننا
فقط ننتظر إشارتكم، وإن غداً لناظره قريب. فالثأر الثأر
يا شيخنا من آل سلول.
نشير الى أن يوسف العييري، وعبد العزيز المقرن، كانا
من قادة «القاعدة» في الجزيرة العربية، من الذين قاتلوا
في أفغانستان مع بن لادن، وقادا مواجهات مع وزارة الداخلية
السعودية، ونفذت مجموعتهما سلسلة هجمات ضد منشآت مدنية
ورسمية في عام 2003، وقد قُتلا خلال مواجهات مع قوات الداخلية.
وفي رسالة مؤرخة أيضاً في 7 ربيع الثاني سنة 1430،
بعث بها شخص يدعى عبد الله بن عمر القرشي (أبو ضمضم القرشي
من كتيبة الفاروق في بلاد خراسان)، ليس فيها ما يلفت ـ
إلى جانب البعد الوجداني والعاطفي والتأكيد على الموقف
والثبات على العهد.
|
الدرون تصطاد قادة القاعدة في وزيرستان |
وفي تقرير مطوّل رفعه شخص يحمل إسم محمود في 7 رجب
سنة 1431. ومحمود هذا ليس سوى الشيخ عطية الله الليبي،
وإسمه الحقيقي جمال إبراهيم اشيتيوى زوبي المصراتي، ولد
في مصراتة بـ (ليبيا) سنة 1969، وذهب إلى أفغانستان في
أواخر عام 1988، وانضم لتنظيم «القاعدة» بقيادة أسامة
بن لادن في معسكر (جاجي) في أفغانستان، وكان ممن إنضم
لتنظيم «القاعدة» في بداية تأسيسه، وشارك في بعض العمليات
الكبرى في أفغانستان مثل: عملية فتح خوست، وكان قد تخصّص
في سلاح الهاون (الغرناي)، وكان متخصصاً أيضاً في المتفجّرات.
وشارك في الحرب الأهلية الجزائرية في التسعينيات بعد عودة
ما يعرف بـ «الأفغان العرب» قبل أن يعود الى أفغانستان
مجدداً.
بعد هجمات 11 سبتمبر، هرب عطية الله الى باكستان، ثم
عاد مع مجموعة من رفاقه لبعض المناطق الآمنة في أفغانستان،
وعندما قامت الولايات المتحدة بغزو العراق كلّفه أسامة
بن لادن في سنة 2006 بالذهاب إلى العراق لقيادة الجهاد
هناك جنباً إلى جنب أبو مصعب الزرقاوي، ولكن لم يتيسر
له الدخول إلى العراق وعاد إلى أفغانستان. وتولى منصب
مسؤول شرعي وإداري بتنظيم القاعدة في باكستان.. ولعب دوراً
محورياً في قيادة التنظيم خلال السنوات الخمس الأخيرة،
فكان نائب المسئول العام للتنظيم مصطفى أبو اليزيد، وما
لبث أن صار المسئول العام، ثم الرجل الثاني في التنظيم
بعد مقتل أسامة بن لادن، وأبو اليزيد. وقد قتل عطية الله
في ميران شاه بوزيرستان في باكستان بطائرة من دون طيار
في 22 أغسطس سنة 2011.
بدأ الشيخ عطيه الله (أو محمود) التقرير بتعزية بن
لادن في مقتل الشيخ سعيد (مصطفى أبي زيد) بطائرات أميركية
بدون طيار في 22 مايو 2010 في منطقة محمد خليل ديغون شمالي
وزيرستان. وتحدث عن قصة مقتله بالتفصيل، وقال بأن القصة
تتكرر في أكثر عمليات الاغتيال وبنفس الطريقة، حيث ذهب
الى بيت للقاء عائلته، ومكث طويلاً مع أن المكان ـ أي
البيت ـ كان محروقاً من الناحية الأمنية، وهو «معروف ومشهور
أنه مكان للعرب» وأصحابه من الأنصار المشهورين جداً. وقد
قصفته الطائرة ليلاً وهو نائم هو وزوجته وبناته ومرافقيه..
وتمّ الاعلان عن مقتله بعد عشرة أيام من الحادثة.
يتناول التقرير الأوضاع الميدانية، ويتحدث عن حصار
تعرّض له معظم أفراد الجماعة، ومعهم معظم المهاجرين من
(أزبك، أتراك، أذربيجانيين، وما قاربهم، تركستانيين، ألمان،
وبلغار، وطاجيك وغيرهم) إذ كانوا محصورين في شمالي وزيرستان
(ونحن لعلّنا من أحسنهم حالاً، إذ عندنا
كتيبة كاملة ـ حوالي سبعين فرداً ـ في نورستان وكنر).
يمضي في وصف الحال الامنية في المنطقة التي يتواجد
فيها التنظيم بقوله: مازالت الطرق الى خارج شمالي وزيرستان
فيها صعوبة:
القصف بطائرات بدون طيار او ما يسمونها (الجاسوسيات)
مازال مستمراً..
يتحدث عن حرب مستمرة يشنها مقاتلو القاعدة على الجيش
الباكستاني، وأن هناك قتلى من الجيش يسقطون يومياً، وهناك
اقتحامات لمراكز الجيش.
ويتحدث التقرير عن حرب جاسوسية في باكستان؛ ورغم انتصار
التنظيم في هذا المجال الا أنه يستدرك
(لكن هذا لم يمنع تكرّر القصوف لتكرر
أخطائنا).
من بين ما يذكره التقرير الوضع المالي، ويشير الى تحسن
نتيجة مبادلة السفير الافغاني الذي كان مأسوراً لدى التنظيم
من سنتين، سبب تأخر مبادلته هو حسب قوله:
(حرصنا على مبادلته بإخوة سجناء في
أفغانستان، قدمنا المطلب الأساسي تحرير قائمة من المسجونين
منهم عرب ـ (غير إخوة باغرام الذين عند الأمريكان، بل
الذي في بول شرخي ـ وأغلبهم من الوزيريين والأفغان، وحاولنا
الكثير وتشبثنا بهذا المطلب، لكن لم نتمكن ولم يستجب المجرمون،
فرأينا أن نمضي في المبادلة المالية، ونخصص جزءاً جيداً
من المال إن شاء الله لتخليص الأسرى).
المبلغ المتفق عليه في الصفقة هو خمسة ملايين دولار..
واستلم التنظيم قرابة مليوني دولار حتى كتابة التقرير،
بانتظار تسليم الباقي. والرجل لا يزال حتى ذلك الوقت أسيراً
عند التنظيم وإن الافراج عنه يتوقف على تسديد بقية المبلغ.
وافق الطرف الآخر على اطلاق اثنين فقط من الاسرى من
مقاتلي التنظيم البشتون الوزيريين المسجونين في كابل..
وحين رفض هذا الطرف قبول الشرط الاخير، رفع التنظيم المبلغ
الى ستة ملايين دولار، وأوصى عطية الله الشخص المفاوض
بانجاز الصفقة سريعاً وحسب قوله: (وقلت
للإخوة أن يمضوا الصفقة بسرعة فأحوالنا لا تحتمل كثيراً
من المماطلة والتأخير..).
ولفت التقرير الى مرور التنظيم خلال الأشهر الأخيرة
من كتابته «بشدة بالغة».
وسأل الشيخ عطيه الله، قائده أسامة بن لادن، ان كان
بحاجة الى شيء من المال، وأنه طلب من شخص يدعى عبد اللطيف
(أن يضع في صندوقكم مبلغاً بسيطاً هدية
لكم باسم جميع الإخوة). وخصّص ربع مليون دولار
كصندق لتخليص الأسرى.. ووزع المبالغ الأخرى في الحفظ في
الأمانات.. وخصص من المبلغ كفالات الأسر ولتقوية التنظيم
عسكرياً، وتخزين الأسلحة والذخائر الجيدة وبعض العطاءات
للمقاتلين والمناصرين.
ومن الواضح أن التنظيم كان يمر بأزمة مالية خانقة لولا
حصوله على هذا المبلغ نتيجة تحرير السفير الافغاني.. وهذا
يكشف عن معطى آخر، هو أن التنظيم لم يعد يتلقى معونات
مالية في هيئة تبرعات، فراح يتّكل على وسائل غير مشروعة
مثل «الخطف» و»نهب» المخازن أو الممتلكات الحكومية.
يكرر كاتب التقرير ذكر مشكلة الجاسوسية ويخلص:
«معظم مشاكلنا من الجاسوسية وحرب الجواسيس،
ونشأ عنها طبعاً نقص القيادات والكوادر عندنا..».
بعدها يتحدث عن مشكلات أخرى مثل: «الخروجات
من بعض الشباب (شباب من الجزيرة والكويت ومن غيرهما) يهيمون
على رؤوسهم ويدورون في الأسواق، لا ينضبطون بجماعة، ولا
سمع ولا طاعة، وبعضهم يشارك في الجهاد مشاركة ما في إطار
بعض الجهات من طالبان أحياناً، وبعضهم حتى المشاركة الجهادية
صارت عنده منعدمة، واستعصى علينا الحل لمشكلتهم..».
يلفت عطية الله في تقريره الى تصفية القيادت، ويذكر
القيادات المتوسطة والكوادر، ويقول:
«استحرّ فيهم القتل» أي زاد بوتيرة كبيرة. في المقابل
يذكر بأن «التعويض بطيء».
وبدا عطية الله مستسلماً لحرب الجاسوسية ويقول:
«ليس عندنا حلول ناجعة لمسألة الجاسوسية
هذه» وأن محاولات الاختراق والتشويش على كثرتها
إلا أنها حسب قوله «لم تسفر عن نتائج
لحد الآن». ولذلك يميل الى تخفيف العمل والنشاط
«والتركيز على المحافظة على الوجود
والبقاء، والتركيز على الدفاع الأمني (مكافحة الحرب الجاسوسية)،
منها التركيز على ضرب مقار الطائرات الجاسوسية ونحوها
بالعمليات النوعية، والاختفاء والتقليل من الظهور على
الأقل في هذه السنة، فإنها سنة حاسمة، والأمريكان موعد
انسحابهم من أفغانستان في يوليو القادم».
ما يلفت أن عطية الله يذكر أموراً كبيرة بحاجة الى
قرار قيادي فيها من بن لادن شخصياً كحديثه عن «عمليات
كبيرة مزلزلة، وستكون قاصمة جاهزة في باكستان» دون ان
يكون لابن لادن فيها رأي.
عطية الله يذكر كيف أن وزيرستان باتت منطقة خطرة، وأن
الطائرات الأميركية بدون طيار تسببت في إحداث أضرار كبيرة
للتنظيم، وانها جعلته يتحرك بصعوبة بالغة، جتى انه راح
يفكر في نقل بعض العوائل الى السند وبلوشستان. بل صار
بعض قادة التنظيم يفكرون في سفر بعض المقاتلين القدامى
الى أماكن آمنة بعوائلهم «فقط لمجرد الحفظ والبقاء لمدة
سنة أو سنتين..» والجهات المقترحة المملكنة: داخل باكستان
كأطراف السنة وأطراف بلوشستان ونحوها، وإيران.
وطلب عطية الله من بن لادن تقليل التواصل معه في هذه
الفترة، وجعل التراسل بينهما على فترات طويلة متباعدة،
مبالغة في الاحتياط والحذر. وقدّم عطية الله مطالعة حول
العمل في باكستان، وطالب بمراجعة تجارب الاربع سنوات من
المواجهة مع حكومة باكستان، ولفت الى دور شخص سعودي يقود
قطاع العمل في باكستان في التنظيم وهو أبو عثمان الشهري.
وأثار سؤالاً لافتاً: أريد أن أسأل عن أخينا أبي عثمان
هل كانت له بيعة لكم؟ وذكر بأن بأن الشيخ سعيد الأمير
السابق قد أخذ عليه بيعة مجددة ومؤكدة عندما بدأ العمل
معه، وحين توليته إياه العمل في باكستان بعد مقتل أسامة
الكيني.
وفيما طلب عطية الله بتقييم للشهري وتوجيه حوله، لفت
الى بعض العيوب فيه من قبيل «تشوش عليه قليلاً ويشكو منه
الإخوة العاملون معه كثير منهم..» ومن عيوبه «طريقة له
في التعامل وفي الكلام تميل الى الدبلوماسية والإكثار
من المبالغة وعدم الدقة، حتى وصف من قبل بعض الناس بالوصف
القبيح وبـ «اللف والدوران»! مع شيء من «الاجتهاد» حتى
يحوجنا الى التشدد في ضبطه ومتابعته... ومن العيوب أيضاً:
أن هواه مع الحزب و»المهندس» كما يسميه، مازال كما هو.
ونقل عنه أنه عندما يذكر أمير المؤمنين ملا عمر يعبر عنه
بـ «أخونا الملا محمد عمر»!.
وتناول موضوع ترشيح أبي عثمان الشهري لعضوية مجلس الشورى
كونه يرأس قطاع العمل في باكستان، ولكنه توقف بانتظار
رأي ابن لادن فيه.
ويورد التقرير تفاصيل عملية باغرام ضد القاعدة الامريكية،
وقيل الكثير عن الحصيلة. اللافت أن قائد العملية ابو طلحة
الألماني، من أصول مغربية، كان قد اقترحه بن لادن لقيادة
عمل الخارج، ولكن بسبب عدم التنسيق، وضعف التواصل، فإن
المقترح وصل في المراحل الاخيرة من العملية، وكان القرار
قد صدر بإدارته لعملية باغرام ولم يكن بالإمكان التراجع.
تحدث عطية الله عن أمور أخرى، مثل استخدام ايران كمعبر
للمقاتلين، ولا يعلم حقيقة هذا المكان والدور، وهل هو
بالتنسيق مع السلطات الايرانية، أو بغض نظرها عنه، أو
باللجوء الى مناطق بعيدة عن أعين السلطة هناك. ولكن كما
تلفت رسائل أخرى أن بلوشستان كانت البيئة الآمنة لمثل
هذه العناصر لاعتبارات مذهبية وجغرافية بدرجة أساسية.
تحدث عطية الله أيضاً عن افتتاح مكتب في تركيا، وقال
انه بعث شخصاً الى هناك منذ شهرين ولكن اخباره انقطعت.
وتحدث عن الجزائر وان رسائل وصلت من مقاتلي القاعدة فيها
يسألون عن موضوع مهادنة من وصفوهم المرتدين ومفاداة أسرهم.
وكتب عطية الله الى عدد من الشيوخ منهم الشيخ أبي يحيى
جواباً لهم ورأياً في المسألة. وذكر وصول رسالة بعد مقتل
الشيخين (ابو عمر البغدادي وابو أيوب المصري المهاجر في
غارة جوية) وتولية القيادة الجديدة ابو بكر البغدادي.
وحول الصومال واليمن، فلا جديد فيهما، بحسب التقرير، وأن
مقاتلي الصومال ينتظرون التوجيهات والاجوبة من ابن لادن.
ومما جاء في تقرير عطية الله إشارات الى مقاتلين من
جنسيات متعددة: بريطانيون من أصول جزائرية، واسترالي،
وكندي من أصول أثيوبية، ومن جزر المالديف، وأتراك، وروس،
وبلغار، وأذريون، وقوقازيون.
ويبسبب صعوبة التواصل مع قيادة القاعدة (بن لادن)،
بدأ قادة الفروع والقطاعات يمارسون «الاجتهاد» في اتخاذ
القرارات التي يرونها مناسبة. وذكر التقرير ملاحظة لابن
لادن جاء فيه: «ما طلبنا فيه مشورتكم،
فإن كانت هناك مراسلة قريبة في غضون شهر إلى شهر ونصف
فنحن ننتظرها، فما زاد فإننا نعمل بالإجتهاد».
وهذه المدّة المقترحة تكشف عن الوضع الأمني المعقّد الذي
عاشه التنظيم في باكستان نتيجة الحصار الذي فرض على قادته.
|