كلنا وِرْعانْ! كلنا محمد بن سلمان!
عنوان تقليدي، اعتاد طبّالو آل سعود ومباحثهم تكرار
أمثاله في مواقع التواصل الاجتماعي!
في السابق ظهرت اغنية: كلنا فيصل، كلنا خالد!
وبعدها كلنا فهد، وكلنا عبدالله!
واليوم كلنا الملك سلمان!
وكنا: كلنا سلطان.. كلنا نايف، ثم بعد موته: كلنا محمد
بن نايف!
الآن: كلّنا محمد بن سلمان! حتى وإن كان الطبالون لا
يحملون جينات الملك سلمان!
حسنٌ.. من أنتم؟!
نجيب عنكم: أنتم مجموعة عاملة في جهاز المباحث، بعضكم
مشايخ، وبعضكم دبابيس، وبعضكم كتاب، وبعضكم مجهول الهوية،
وشغلكم الوحيد الدفاع عن أسيادكم وأولياء نعمتكم.
على وقع الهزائم العسكرية السعودية، وانسداد أفق حرب
العدوان على اليمن، واحتلال المواقع العسكرية السعودية.
وعلى وقع (تطنيش) وزير الدفاع ذي الثلاثين عاماً، لواقع
الحرب الذي بات يهدد مدناً سعودية كبرى بالسقوط كجيزان
ونجران. وكذلك سفره لباريس من اجل الزواج، ثم الى المالديف
وصرف الملايين على حفلات ماجنة.. تزايدت أصوات النقد والتعريض
به، فما كان من جيش آل سعود الالكتروني والمباحثي إلا
ان وضعوا وسم تأييد له، وقالوا ان ذلك لمواجهة الحملة
الايرانية على محمد بن سلمان. فإذا اردت تحشيد العصب النجدي
الوهابي، ضع اسم ايران والشيعة ويكون الإصطفاف!
ابن عم وزير الدفاع، سعود بن سيف النصر، يفترض ان يكون
احد المتهمين بالمشاركة في (الحملة الإيرانية المزعومة)
فهو من كتب بأن ابن عمه وزير الدفاع صرف ثمانية ملايين
دولار في ليلة واحدة، بينما الجيش يخوض معارك طاحنة في
الجنوب. وهو الذي تحدث عن (الجنرال الصغير) الذي سرق أكثر
من ستة مليارات في مشاريع فضائية؛ وابن عم حامل جينات
سلمان، هو من كتب بأن الجنرال الصغير هدد القضاة بسلاح
ناري للإستيلاء على أراض وغير ذلك؟
ثم إن إيران لم تقل بأن وزير الدفاع الوِرِع صرف ثمانية
ملايين في حفل أقامه، بل هي الصحف المالديفية، لكن مشايخ
التطبيل أبوا إلا الدفاع عن الأمير الفلتة، أصغر وزير
دفاع في العالم.
الشيخ عبدالعزيز الفوزان دعا للإصطفاف خلف قيادة الوِرِع
ابن سلمان، وأفتى (لا يحل نبش الخلافات وتصيّد الأخطاء).
والشيخ خالد المصلح دافع عن ابن سلمان ازاء ما اسماه بحملات
البهتان والتزوير وأبواق الكذب (فامضِ أيها الهمام بارك
الله سعيك)! ووصف الشيخ المؤيد ولي أمره ابن سلمان بأنه
(قيادة متألقة واعدة تعقد عليها آمال الأمة) وهذا ما أقلق
وأرعب (الصفويين)! والشيخ القطامي تحمّس فقال: (حينما
يهتف الوطن كلنا محمد بن سلمان، فهو يعبر من كل قلبه عمّن
يمثله ويعمل لأجله).
كم هو مقزز أن يهبط مشايخ السوء الى الحضيض في دفاعهم
عن سلاطين المال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احثوا
في وجوه المدّاحين التراب!
لم يفوت عزام الدخيل وزير التعليم، المقرب من ابن سلمان،
فغرد مدافعاً عن معزبه وولي نعمته: (شنّ الحروب على رموزنا
في شبكات التواصل، والتحريض عليهم ونشر الشائعات، امتداد
لحروب تستهدف الوطن). وشاركت الصحف المحلية في تلميع الجنرال
الصغير، الجنرال الأكذوبة، فجاءت صحيفة مكة بأكذوبة ما
تِنْبِلِعْ، فهناك تسعة تقارير ايرانية كل ساعة عن محمد
بن سلمان!
أيش هالفلتة؟!
الأمير خالد آل سعود هتف: (كلنا محمد بن سلمان يا ملالي
ايران، فموتوا بغيظكم)! واللعبون يقول عن ابن سلمان: (توجعت
منه ايران قبل ان يرفع عليها سوطَه).
اميرة الزهراني طَفَشَت وهي تقرأ هذا الهراء فخاطبت
المطبّلين: (أقسم بالله انكم منافقون وتعرفون ان في جيش
المملكة من هو اجدر من مراهق لا يفهم سوى أشهر العسل بالمنتجعات
الأوروبية). العلامة الأثري يسخر: (لديّ محاضرة غداً بعد
صلاة الظهر بعنوان: تطبيق سمو الأمير لتعاليم الدين الحنيف
في رحلته لجزر المالديف).
هو كما قال المعارض غانم الدوسري: (عبيد آل سعود كل
يوم لهم سيّد. أيّام فهد كان سيّدهم إبنه عزّوز؛ وأيّام
الأطرم، سيّدهم إبنه متعب؛ وفي عهد الزهايمر، ما لهم إلا
يقولون: كلنا محمد بن سلمان).
|