إرهاب قرن الشيطان
كل المشكلة تكمن في نجد، التي وصفها رسول الإسلام،
عليه أفضل الصلاة والسلام، بأنها (قرن الشيطان).. ومنذ
ظهرت سلطة نجد الوهابية/ السعودية، تحوّلت بالفعل شيئاً
فشيئاً الى قرن للشيطان، وأساس دسائسه وبلائه، حتى يكاد
هذا البلاء يصيب كل دول العالم، بمسلميها ومسيحييها، ومختلف
أديانها.
فالعنف الوهابي، بأسماء تنظيماته المختلفة، لم يبق
دولة عربية ولا اسلامية بالمطلق؛ كما قضى على التنوّع
الديني والمذهبي في كل أرض وصل اليها؛ وها هو العنف المؤسس
على العداء للإنسانية، يضرب دولاً افريقية، ويستهدف أوروبية،
وغيرها.
نجد قرن الشيطان فعلاً. ونبوءةُ رسول الإسلام تكاد
تتجلّى في أوضح صورها في هذه الفترة الزمنية العصيبة،
حيث سيل الدماء الدافق يكاد يغمر الأرض.
في الداخل السعودي، لازالت قرن الشيطان مسيطرة سياسياً،
ودينياً ـ رغم اقليتها العددية، ولازالت تمسك باسباب الدولة
ومواردها، وتسخرها في نشر الفتن والحروب الأهلية والفساد
وشراء الذمم، والأهم نشر أفكار الوهابية الحرورية الخارجية
التكفيرية، حتى أصبح العالم اليوم يدرك، أن مركز الفتن
داخل السعودية وخارجها، هي (نجد) لا سواها؛ وأن أقطاب
نجد السياسيين من الأمراء والمسؤولين، وكذلك مشايخ الدين
الوهابيين هم أساس بلاء البلاد والعباد؛ وأن من يقوم بالقتل
والذبح انما هم في أغلبيتهم الساحقة قد جاؤوا من نجد مقاما
وفكرا ومعتقدا وولاء وانتماءً.
باسم الشعب المسعود، يحكم النجديون، فهم السلطة الطاغية
داخل البلاد. هم وجه البلاد السياسي خارجها في سفارات
الدولة التي يسمونها (نجديات). وهم وجه البلاد الديني،
فالعالم لا يعرف أن من يسيطر على المقدسات هم مشيخة نجد
التي أنهت زعامة الحجاز الدينية، ولم يعد وجه الدولة كله
في الخارج سوى وجه وهابي، دون بقية المذاهب، بل ولا رجال
مشهورين في الخارج الا رجال الوهابية.
الآن صار الإرهاب بنظر العالم سعودياً بامتياز، وهابياً
في المنشأ والمصنع والتمويل والرجال. هو ارهاب دموي نجدي
بشكل أخصّ، وإن تسمّى بجماعة ما: الشريعة، القاعدة، النصرة،
داعش، وغيرها.
ورغم أن أكثرية الشعب في المناطق الأخرى، لا علاقة
لها بفكر الوهابية ومشايخها، وسلطان آل سعودها.. الا ان
لعنة الوهابية ومصائبها حلّت على الجميع، على يد الوهابيين
وحلفائهم آل سعود أولاً، وعلى يد الضحايا من شعوب العالم
المختلفة، وحكوماتهم، ثانياً.
ورغم كل المصائب التي انطلقت من قرن الشيطان، لازال
مشايخ الشيطان وبدعم من آل سعود، ينفون التهمة عن مذهبهم
الوهابي بأنه تكفيري ويحرض على القتل، للمسلم وغير المسلم.
ثم ما لبث أن أعلن آل سعود (النجديون الوهابيون) براءتهم
من تهمة دعم الإرهاب القاعدي والداعشي، والزعم بأن مملكتهم
مجرد (ضحية) لذلك الإرهاب، متناسين أن سحرهم قد بدأ ينقلب
عليهم، وتكفيرهم وعنفهم قد بدأ بالإرتداد عليهم.
ايضاً، وبدل أن يتساءل النجديون (الوهابيون) لماذا
الإرهاب نجدياً، فكراً ومنطقة، راحوا يعتبرون مواجهة المسلمين
والعالم للوهابية.. مواجهة للإسلام واعتداء عليه، وقد
كذبوا. وزادوا بأن دافعوا عن أنفسهم بإسم كل المواطنين
الذين لا علاقة لهم بالوهابية أصلاً ولا يطيقونها او يؤمنوا
بها. قالوا: إن الشعب السعودي المُسعوَد ليس إرهابياً؛
وهو صحيح. لكن الأصح هو أن الإرهاب والتطرف والتكفير والعنف
نجدي. غير أن النجديين لا يريدون القول بأن (الشعب النجدي)
او (النجديين).. ليسوا ارهابيين، فجمعوا الأمر باسم الشعب
المُسعوَد، وكأنه كله متهم بممارسة الإرهاب، في حين ان
الإرهاب فكراً وممارسة وسلطة وطغيانا وتكفيراً ودموية،
قد انحصر بشكل شبه كلّي في نجد.
نجد.. قرن الشيطان.
كانت آخر منطقة في الجزيرة العربية قد دخلت الإسلام،
ثم كانت أول منطقة أعلنت الردّة عنه.
ولكن.. بقي القرن ينتظر الكسر، وآن له الكسر
|