حكايات (مَهْلَكةْ)!

قال وزير النفط النعيمي أن حكومته تدرس رفع أسعار البنزين، فضجّ المواطنون من الخبر، وتتالت الشتائم للعائلة المالكة التي أهدرت المال العام في السرقات والحروب، وحين سقطت أسعار النفط بسبب السياسة السعودية الغبية، جاءت الحكومة لترفع قيمة الوقود، ولتحمّل المواطن مسؤولية فشلها. بيد أن الغضب الشعبي، جعل الحكومة تتردد في اتخاذ القرار، خشية من أن يحدث انفجار شعبي غير متوقع.
أطلق جيش آل سعود الإلكتروني حملة ضد وزير الخارجة العماني (بن علوي) في مواقع التواصل الاجتماعي، متهمينه بأنه (عميل لإيران). وكانت السعودية قد قصفت بطائراتها قبل شهرين سفارة السلطنة في صنعاء، ومنزل السفير، ولم تعتذر، رغم تنديد الخارجية العمانية. الرياض منزعجة من دور عمان السياسي التصالحي في الملف النووي الإيراني، وفي الملفين السوري واليمني.
مؤخراً زار بن علوي دمشق، وللعلم لم تقطع عمان علاقاتها معها، في حين أن الكويت أعادت عمل سفارة سوريا في أراضيها. في دمشق، وصف بن علوي الحرب السعودية في اليمن بأنها عدوان، فأطلقت الرياض كلاب مباحثها ضدّه!
في مملكة الأمن والأمان، أوضحت إحصائية العام الهجري الماضي ١٤٣٦، بشأن حوادث السيارات، بأنها فقد أسفرت عن مجزرة قتل فيها سبعة آلاف وأربعمائة وستة وثمانين شخصاً، بمعدل عشرين قتيلاً يومياً! وأما الجرحى فثمانية عشر ألف شخص فقط، بينها اعاقات. انه نزيف ينافس خسائر الحروب، في مهلكة آل سعود.
الدكتور تركي الحمد يقول أنه لا يلوم العالم (حين يكرهنا.. فالبعض منّا يكرهون كل العالم، وحتى بني جلدتهم). وينتاب الحمد القلق من انفراط الدولة المسعودة وتفككها، ولذا يطالب المواطنين تأجيل مطالبهم المشروعة، وعدم معارضة آل سعود، الذين هم في واقع الأمر سبب الإنهيار الحالي والقادم. يقول: (حين يصبح وجود الوطن في كفّة وكل شيء آخر في كفة أخرى، فإن كفة الوطن ترجح.. خاصة في مثل هذه الظروف. إن ضاع الوطن لا قدّر الله فإنه لا تبقى سفينة). ورغم هذا، يرى تركي الحمد أن مملكة آل سعود لم تصبح وطناً بعد، وأضاف: (حين تصبح المملكة وطناً حقيقياً.. حينها يمكن لنا أن نتحدى العالم). اذن ما هي الآن؟ مزرعة بقر لآل سعود مثلاً؟. إنها حسب تعبيره: (حارة كل من إيدو الو).
في عام ٢٠١٢ فإن الشيخ محمد العريفي قال: (أقسم بالله العظيم أني أسأل الله الشهادة في سبيله من عشرين سنة)! وقبل شهر، كان العريفي يقول بأن الجهاد في سوريا باللسان والبنان! والشيخ عائض القرني، قال قبل أكثر من عامين في موقعه على تويتر: (أسأل الله ان يرزقني الشهادة في سبيله على فراشي بعد عمر طويل)، وقد كان حينها في تركيا للسياحة؛ وقبل نحو شهر دعا من جديد الى نصرة المجاهدين في سوريا، فقيل له استرح ونم. أيضاً فإن الشيخ الوهابي سعد الريهم أقسم هكذا: (والله إني لأجدُ رائحة انتصارات الإسلام)؛ فردّ عليه أبو حمود: (تشمّ رائحة الإنتصارات لو أنك بجبهة المعركة، أما بفراشك، فما تشمّ إلا طقاعك)!