لغة هابطة في مهاجمة الخصوم
الإخواسلفيون السعوديون تحت مرمى النار
سامي فطاني
الدكتورة لطيفة الشعلان، عضو مجلس الشورى السعودي المُعيَّن،
رفعت دعوى ضد إخواني سعودي سليط اللسان، اعتاد قذف مخالفيه
بأبشع العبارات، وهو عبدالله الداوود. فقد شتم هذا الداوود
وقذف لطيفة الشعلان لأنها تقدمت وآخرين في مجلس الشورى،
بمشروع لتعديل نظام الأحوال المدنية، يتضمن مقترحاً بمنح
الزوجة بطاقة أسرة، مستقلّة عن بطاقة الزوج، فهاجمها الداوود،
وما كان منها إلا ان رفعت دعوى ضده، وتضامن معها المغردون
في وسم: كلنا لطيفة الشعلان، في حين تضامن الإخواسلفيون
مع صاحبهم الداوود، في وسم مقابل حمل اسم: (الداوود يمثل
كل غيور).
|
عبدالله الداود.. تمرّس في
شتم وقذف الخصوم! |
الداوود اعتاد القذف كما قلنا، فهو مثلا يصم خصومه
بالعلمانية، ثم يقول: (العلماني الحقيقي هو حتماً ديّوث،
يقبل الفواحش في أمه وبنته واخته وزوجته)؛ وغرّد ضد لطيفة
الشعلان فقال: (لو اجتمع الشيطان واليهود والرافضة والبغايا
وقناة ام بي سي، والعربية، وسألنا: هل يخدم فسادكم الغاء
مصطلح رب الأسرة، لقالوا نعم، ونشكر لطيفة الشعلان).
رفع دعوى ضد الداوود تحول الى مقالة في عكاظ لعزيزة
المانع بعنوان: (محاكمة داعية)؛ لكن السؤال هو: هل سيكون
القضاء السعودي وقضاته الذين هم على شاكلة الداوود ويرون
ما يراه، محايداً ويخرج بإدانته بالقذف؟
المغرد عزيز، يقصد العكس فيما يقوله ساخراً: (قضاؤنا
نزيه، ولن ينظر الى لحية الداوود، او التيار الذي ينتمي
اليه، وسوف يحكم بشرع الله ورسوله). ووصف الكاتب عبدالله
المقرن، الداوود ومن هم على شاكلته، ممن يقفون ضد المرأة،
بأنهم مصابون بواحد من امرين أو كليهما: إما لديهم رهاب
النساء، أو كره النساء (جاينو فوبيا، أو ميسوجيني). وأضاف
بأن التمييز ضد المرأة في الفرص الوظيفية والتعليمية والمعاملة
جعلت السعودية أسوأ دولة ـ بعد اليمن وأفغانستان ـ على
مستوى دول العالم.
واتهم فهد الدغيثر، الداوود وجماعته الإخوانية، او
الإخواسلفية بأن المرأة (أول ضحايا بذاءتهم وانعدام تربيتهم،
ولكن ليس بعد اليوم). أما الكاتبة همسة السنوسي فتقول
بأن الثنائية ليست بين ليبراليين ومتدينين محافظين، بل
أن القضية هي بين محترمين، وأنصار البذاءة.
وعلق الكاتب والمؤلف عبدالله ثابت بأنه اذا لم تتعرض
الدكتورة لطيفة لضغوط من اجل التنازل، وتمت الدعوى حتى
تنفيذ الحكم، فستكون هذه القضية فاتحة للجم القذف والبذاءة
بغطاء الدين. واضاف مذكرا بأنه قبل سنوات قال أحد منسوبي
جهاز رسمي (ويقصد هيئة الأمر بالمنكر) أنه لولا وجودهم
لامتلأت الأرصفة باللقطاء، فهذا (مجتمع كامل يُهان، ولكن
لم يُتخذ أي إجراء).
ووصف حسن فردان الصحويين الإخواسلفيين بأنهم (عورات)؛
وأنه حين أُعيد للمرأة لسانها وحضورها، بدأ من اختطفوا
مصيرها لسنين طويلة يصرخون ويقذفون. واعتبرت مغردة القذف
في مواقع التواصل الاجتماعي (إرهاب فكري وأمني يستحق أن
يطبق عليه قوانين الإرهاب. ذلك أن نار الإرهاب تبدأ بالقذف
ثم التكفير).
وفي حين أشار الإعلامي ياسر المعارك الى ان الصحويين
الإخواسلفيين (يدعون التدين والدفاع عن الإسلام. السؤال:
لماذا لم يظهر أثر عباداتهم على سلوكهم وآدابهم؟). يعلق
محمد مهنا ابا الخيل على كلام الداوود بالقول: (هذا الرجل
أزمة اجتماعية، ويمثل تياراً مأفون الفكر والخُلُق). ووصفت
سارة الحربي الداوود فقالت: (ما في أحد سلم من لسانه النجس
القذر. قذفَ أعراض العالم بلا حسيب او رقيب. هذا أي ملّة
ودين يتبع؟!). ومن رأي الفنتوخ فإن (التسامح مع المعتدين
يزيدهم صلفاً وعدواناً على الآخرين). وهيلة المشوح تؤكد
أن القذف جريمة قد تجرّ مرتكبها للسجن او الغرامة أو كليهما.
واضافت بأن القذف أصبح هواية للبعض، وقد حان الوقت لإيقاف
هذا العَبَث.
هذا وقد كتبت لطيفة الشعلان مقالة ضد تيار الداوود
في الحياة بعنوان: (السرورية.. البحيرة الضحلة)، نالت
إعجاباً وترويجاً.
لكن السروريين الإخواسلفيين (السرورية نسبة الى الإخواني
محمد سرور زين العابدين) بوسم: الداوود يمثل كل غيور،
وقال حمد الجمعة: (لا عجب أن يتعرض الاستاذ الداوود لهجمات
الليبراليين، فقد اصابهم في مقتل. وحق على كل مسلم غيور
مناصرته ولو بالدعاء). ودعا مناصر سمّى نفسه (صاعق الليبراليين)
الى معاضدة الداوود (فأخوكم يتعرض لأكبر حملة يشنها الليبراليون.
ادعموه فقد ضحّى لأجلنا كثيراً). والداعية محسن المطيري
يمجد الداوود فيقول: (المرأة مشروع الليبراليين والشهوانيين
الأول لغزو حصوننا من الداخل. والداوود اعتنى بهذا الثغر،
فحاربوه بكل وسيلة).
المغردة علياء ردّت على الوسم فقالت: (قاذف المحصنات
لا يسمى غيوراً، بل هو فاسق بحكم الله في كتابه)؛ والمغردة
رؤية تقول أنها لم تقرأ يوماً عن رجل تخصص في قذف النساء
والتشنيع عليهن كما فعل الداوود، فعن أي غيرة تتحدثون.
وأضافت: (إن الله ورسوله أغير منه، فعودوا الى دين الله
واقرؤوا عن قذف المحصنات).
ومن جانبه قال وهاج المقاطي: (السباب والشتم والقذف
لغة الصحونج ومشايخهم في تويتر وغيره)؛ في حين يسأل الطبيب
بادي: أليس الدواود هو نفسه الذي قذف آباء المبتعثات للدراسة
في الخارج، بالدياثة، ولمّح الى التحرّش بالكاشيرات، وربط
عضوة مجلس الشورى بـ (البغايا)؟
أما ماهر المنصور فيتحدث عن الداوود فيقول: (يرفض عمل
المرأة عن طريق التحريض على التحرّش بها وتهديد أمنها.
هل هذه عقلية يمكن أن تتوافق مع أدنى درجات التدين؟).
وأخيراً يعلق أحمد العواجي على وسم (الداوود يمثل كل غيور)
فيقول: (أيّ غيرة في قذف الآخرين؟ للأسف أصبح عوام المتدينين
يقبلون كل فحش ومنكر من رموزهم مادام ضد خصومهم. لذلك
هم يقولون: الداوود يمثل كل غيور).
|