السعودية - تركيا: التحالف الخائب!
سعدالدين منصوري
اذا كان الفشل هو السمة الوحيدة الثابتة لعهد الملك
سلمان بن عبد العزيز في السعودية، في السنة الاولى من
حكمه.. فإن انهيار سمعة ودور المملكة الخارجي ينافس فضائح
الفساد والعجز المالي وقمع الحريات في الداخل..
والمثل الأوضح لهذا الفشل في السياسة الخارجية تقدمه
العلاقات السعودية التركية.. التي تلخص التكاذب المتبادل
وعمق الشكوك وعدم الثقة بين الجانبين.
فمنذ وصول الملك سلمان الى سدة السلطة راجت شائعات
عن نيته فك الروابط التي اقامتها الرياض مع مصر، في فترة
حكم الملك الراحل عبدالله، لمصلحة توثيقها مع تركيا، في
ضوء استراتيجية جديدة للنظام السعودي لمحاصرة ايران، وتعزيز
دور السعودية، كدولة اقليمية فاعلة، تقود محورا سياسيا
وعسكريا في ملفات عدة.
وتوهمت القيادة السعودية أن بإمكانها الاستفادة من
الاندفاعة التركية الهوجاء لكسب موقع قدم في المنطقة العربية،
واقامة منطقة نفوذ، يرى البعض انها تتناغم مع طموحات الرئيس
رجب طيب اردوغان السلطانية، من اجل اقناعها بالاصطفاف
خلف تحالف سياسي سعودي، مقابل مكاسب مادية.
وقد عرضت الرياض بالفعل حزمة من العقود بمليارات الدولارات
على اردوغان، في المجالين العسكري والمدني في السوق السعودية،
اضافة الى إغرائه بفتح اسواق المنطقة امام تجارة بلاده
لتعويضها الخسارة التي منيت بها، بعد إقفال الاسواق العراقية
(جزئيا) والسورية والمصرية والتونسية أمامها.
أردوغان يجاهر بتحيزه
والواقع ان الرئيس التركي أردوغان عزف مع امراء آل
سعود على الايقاع نفسه، وسال لعابه لكسب ود السعودية،
واستمالتها الى جانب مشروعه الاقليمي، بعد قراءته الدقيقة
لرغبتهم الجامحة في تحقيق نوع من الزعامة في منطقة الفراغ
العربية، وتعويض الفشل المتتالي لسياستهم الخارجية وعجزهم
العسكري الفاضح.
وكان واضحا ميل اردوغان وتحيزه لتعزيز علاقاته مع السعودية،
وقد عبر عن ذلك في محطات عديدة أبرزها ابان كارثة منى،
التي وضعت السلطات السعودية في موقف محرج امام مئات ملايين
المسلمين. يومها انفرد الرئيس التركي بالدفاع عن السعودية
بعد الانتقادات التي وجهت إليها إثر كارثة التدافع الذي
أودت بحياة أكثر من اربعة آلاف حاج بينهم مئات الحجاج
الاتراك. كلام أردوغان جاء مناقضا لتصريح مسؤول تركي اقترح
فيه أن تقوم بلاده بتنظيم الحج.
فإثر شيوع أخبار الكارثة رأى محمد علي شاهين، نائب
رئيس حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا،
أن بلاده يمكن أن تنظم الحج بشكل أفضل من السعودية. وتساءل
شاهين: هل يمكننا أن نتحدث عن القضاء والقدر في ما حدث؟
(...) هناك إهمال في مجال السلامة وهذه الوفيات نجمت عن
هذا الإهمال.
بيد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نأى بنفسه عن
تصريحات نائب رئيس حزبه، واعتبر أنه من الخطأ توجيه الاتهام
إلى السعودية التي تفعل ما بوسعها، لضمان حسن سير مناسك
الحج، كما قال، مؤكدا أنه «لا يتعاطف مع التصريحات المعادية
للسعودية».
هذا الموقف المتحيز والذي يوحي بالاصطفاف في مواجهة
ايران التي كانت تصرخ تنديدا بالعجز السعودي عن حفظ الامن،
في اهم المواقع الدينية وتأمين سلامة حجاج بيت الله في
أقدس الاماكن والاوقات، مطالبة بالتحقيق الشفاف لكشف اسباب
الكارثة التي أصابت الاف العوائل الاسلامية.
وكرر أردوغان تأييده الباطل السعودي، ومحاولته تأمين
مظلة حماية للنظام السعودي في وجه الانتقادات التي يتعرض
لها، بعد إقدام السلطات السعودية على ارتكاب جريمة اغتيال
الشيخ الشهيد نمر باقر النمر، مهددة بإثارة فتنة مذهبية
هوجاء في العالم الاسلامي.
واعتبر اردوغان في 6 يناير الجاري أن أحكام الإعدام
التي نفذتها السعودية بحق 47 شخصا شأن سعودي داخلي.
زحمة زيارات بلا نتائج
وفي الثاني والعشرين من أكتوبر 2015 جددت الزيارة المفاجئة
لرئيس هيئة الأركان السعودي إلى تركيا الأسئلة حول حجم
التعاون العسكري بين الرياض وأنقرة، للرد على الحضور الروسي
العسكري المباشر في سوريا، والذي قوض نفوذ الدولتين فيها.
وكان الجنرال السعودي عبد الرحمن بن صالح البنيان،
وصل إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة لم يعلن عنها
لا في السعودية ولا تركيا. وفي الثاني عشر من نوفمبر الماضي
وصل الملك سلمان إلى تركيا لحضور قمة قادة دول مجموعة
العشرين في مدينة أنطاليا. وبعد حفاوة الاستقبال المبالغ
فيها، اجرى الملك سلمان محادثات مع الرئيس التركي على
هامش القمة.
الرئيس أردوغان زار السعودية ثلاث مرات في عام واحد:
الاولى للمشاركة في تشييع جنازة الملك عبدالله في الثالث
والعشرين من يناير، وتهنئة الملك سلمان بتولي الحكم. والثانية
في الثاني من مارس لبحث العلاقات الثنائية. والثالثة في
اواخر العام في التاسع والعشرين من ديسمبر حيث تم الاعلان
عن تشكيل مجلس استراتيجي مشترك لتوثيق العلاقات السعودية
التركية.
ونظر المراقبون الى هذه الزيارة بأهمية، كونها جاءت
بعد اعلان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الامير محمد
بن سلمان في السادس عشر من ديسمبر 2015 في مؤتمر صحافي
فجرا، عن تشكيل تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب بمشاركة
34 دولة بينها تركيا.
اغلب الدول التي ضمها الامير محمد في تحالفه اعربت
عن مفاجأتها وعدم علمها بالخطوة، بينما جاء الرد التركي
مواربا، اذ قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو،
إن تركيا مستعدة للمساهمة بما في وسعها في حال ترتيب اجتماع
لمكافحة الإرهاب.
وأوضح في اليوم ذاته المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية
التركية طانجو بيلغيج: يمكنني القول إنه لن يكون هناك
بنية عسكرية لهذا التحالف، فهذا ليس على الأجندة. مشيرا
الى امكانية التعاون الاستخباراتي ضد داعش.
وجاء الإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية تركية في قطر بعد
24 ساعة فقط من إعلان المبادرة السعودية بإنشاء تحالف
إسلامي لمحاربة الإرهاب، في شكل رسالة من الدوحة وانقرة
إلى الرياض مفادها أن القطريين والاتراك ينأون بأنفسهم
عن التحالف الإسلامي، ويفضلون بدلا منه تحالفا ثنائيا
محدودا.
الا ان الجميع انتظروا موقف اردوغان الذي كثيرا ما
يضرب عرض الحائط بمواقف حكومته، وفي 27 ديسمبر وقبل زيارته
الى الرياض قال إن العلاقات السعودية التركية ستشهد نقلة
لم يسبق لها مثيل!
التوقعات الحالمة
وفي توقعه لهذه النقلة قال رئيس فرع (القناة 7) التلفزيونية
التركية في أنقرة محمد أجيت إن هناك 3 ملفات أساسية ستتركز
عليها الزيارة تتعلق بسوريا ومصر وروسيا. ولفت خصوصا إلى
قضية بالغة الأهمية، وهي أن الزيارة سترسم ملامح حلف جديد
بين المملكة السعودية وتركيا لمواجهة روسيا، ولا سيما
بعد أن تدهورت العلاقة مع روسيا، عقب إسقاط سلاح الجو
التركي مقاتلة روسية فوق الاراضي السورية.
المحلل السياسي التركي سمير صالحة رأى أن من أهم الملفات
التي ترمي إليها الزيارة تشكيل حلف تركي - خليجي في مواجهة
ما أسماه الحلف الروسي الإيراني الذي بدأت تتضح ملامحه،
وبدأ يضغط بشكل جدي على دول الخليج من جهة، وعلى تركيا
من جهة أخرى. ومن بين الملفات المهمة التي تناولتها الزيارة
حسب المحلل التركي المنطقة الآمنة في شمال سوريا التي
تسعى تركيا منذ سنوات لتطبيقها.
وفي الجانب السعودي تناثرت المقالات الصحافية والتحليلات
على شاشات التلفزة، في كل اتجاه، لترسم خارطة التحالف
الجديد والانتصارات المؤكدة التي سيحققها. وأكد الصحافيون
السعوديون وخصوصا من ذوي الاتجاه الاخواسلفي ان الاستراتيجية
السعودية حققت مبتغاها باجتذاب أنقرة، وتسخير جهودها لوقف
التمدد الايراني، واسقاط دمشق وبيروت وبغداد بعد صنعاء،
وتهديد طهران.
الدوران في الحلقة المفرغة
الرئيس التركي اردوغان لم يرتق الى مستوى آمال او احلام
المتحمسين لهذه الزيارة، اذ كشف أن تركيا تتفق في كل الأمور
مع المملكة السعودية عدا مشكلة مصر، مؤكدا على دور السعودية
ومدى تأثيرها على مصر، فإذا خطت السعودية خطوة يمكن أن
تنقلب كافة الموازين بين البلدين، كما قال، وهو ما اعتبره
شرطا لتحسين العلاقات بين البلدين.
وانتهت القمة المرتقبة بإجراء شكلي، يعرف الجميع انه
البديل الديبلوماسي عن الفشل، وذلك بالإعلان عن تشكيل
مجلس تعاون استراتيجي بين البلدين لتعزيز التعاون العسكري
والسياسي والاقتصادي.
كل هذه التحركات والزيارات على اعلى مستوى لم تثمر
حتى الان عن خطوة عملية واحدة بين البلدين.
وبعيدا عن التخمين في النوايا، فإنه باستثناء زيادة
عدد السائحين السعوديين الى تركيا، واستعراض بطولات عدد
من مشايخ الوهابية في منتجعاتها، لم تتقدم العلاقات بين
البلدين خطوة واحدة الى الامام.
واقتصر التعاون بين القيادتين التركية والسعودية على
تبادل التوتير وتأجيج الحس المذهبي في المنطقة، ومواصلة
جهودهما لدعم المجموعات الارهابية على الساحتين العراقية
والسورية خصوصا، على امل تحقيق اختراق سياسي يعيد تلميع
صورتي اردوغان والملك سلمان.
وفي هذا الاطار فاجأ الرئيس التركي، الرأي العام بتوجيه
الاتهام الى إيران بأنها تسعى لإشعال المنطقة، من خلال
تحويلها الخلافات المذهبية إلى صراع، لافتا إلى أنها تتعمد
توتير علاقاتها مع السعودية، ودول الخليج. قال اردوغان
ذلك في اجتماع مع سفراء تركيا في اليوم ذاته الذي شهد
الهجوم الإرهابي في ميدان السلطان أحمد باسطنبول، والذي
اتهمت أنقرة داعش بالمسؤولية عنه.
نقاط الاتفاق بين تركيا والسعودية
ليس جديدا القول ان آل سعود يكنون عداء عميقا للجانب
التركي، ايا كان لونه، علمانيا او اسلاميا او عثمانيا،
وذلك استمرارا للصراع التاريخي مع الدولة العثمانية الذي
رافق قيام دولة آل سعود على اراضي الجزيرة العربية. ولم
تعرف هذه العلاقات اي فترة من التحسن الوثيق، والتعاون
الفعلي، تتجاوز حالة التهادن والتجاهل المتبادل.
اما في السنوات الماضية فقد شهدت علاقات البلدين توترا
ملحوظا على خلفية الوضع في مصر، حيث دعمت السعودية بشكل
صريح الانقلاب العسكري وما تبعه من تغيير سياسي، اطاح
بحكومة الرئيس محمد مرسي الاخوانية، التي دعمتها تركيا
منذ اسقاط نظام الرئيس حسني مبارك.
الا ان مواقف البلدين شهدت تقاربا شكليا ازاء الاوضاع
المتفجرة في العراق وسوريا، اذ دعمت انقرة والرياض، كل
على حدة، حركة الانشقاق والتمرد على الحكومة المنتخبة
في العراق، وساهمتا في تأجيج الصراع المذهبي واطلاق شعارات
مطالب اهل السنة وحقوقهم المهدورة، ومولتا وسلحتا الحركات
المسلحة التكفيرية التي انتهت بسيطرة داعش عليها واحتوائها
جميعا.
وفي سوريا كان شعار اسقاط الرئيس بشار الاسد النقطة
الجامعة بين النظامين التركي والسعودي، ومن أجله تعاونا
لشحن عشرات آلاف الارهابيين من أكثر من مئة وعشرين بلدا،
بتمويل سعودي ودعم لوجستي تركي، بهدف اقامة نظام بديل
في دمشق، دون ان يكون لديهما تصور مشترك عن هذا النظام
المفترض.
وعلى الرغم من الصراعات الجلية عبر ممثليهما في المعارضة
السورية، حافظ البلدان على الدفع بجهود مشتركة لحشد الرأي
العام الدولي لتسعير الصراع الدموي في سوريا.
الا ان العلاقة بالاخوان المسلمين والموقف من النظام
المصري، كانا ابرز نقاط الخلاف بين الموقفين التركي والسعودي.
فجماعة الاخوان التي يتبناها اردوغان ويعتبرها ذراعه السياسي
في المنطقة العربية، تقف منها القيادة السعودية موقفا
متذبذبا، يتأرجح بين القبول بالتفاهم معها ومهادنتها لكسب
فعاليتها في بعض الساحات، كاليمن وسوريا، وبين القلق من
دورها الخارجي الذي ينافس دور المذهب الوهابي في الاوساط
الاسلامية السنية، ودورها الداخلي الذي يثير حساسية الاجنحة
الوهابية المتشددة والتكفيرية.
واذا كان النظام السعودي يراهن على قوة باكستان لتأمين
أمن العائلة المالكة ودعم مغامراته العسكرية من جهة، وتركيا
لتكون قوة ضاربة له اقليميا، فإنه معني بشكل اكبر بالدعم
المصري والاماراتي لتوسيع مروحة تحالفاته وكسب مشروعية
سياسية على المستوى العربي. وبالتالي فقد كان الجمع بين
مصر والامارات من جهة، وتركيا من جهة اخرى، في تحالف واحد،
بات من سابع المستحيلات، في ظل العداوة والكيدية بين الدولتين
العربيتين وتركيا.
لماذا فشل التحالف مع تركيا؟
يمكننا تلخيص اسباب الفشل في النقاط التالية:
لا يملك الجانب السعودي اي استراتيجية مدروسة لسياسته
الخارجية. فبعد سنوات من التبعية لواشنطن وتبني سياساتها
وخطابها الاعلامي والانسجام والانخراط التام في احلافها،
ومعاداة اعدائها وخوض حروبها، تحولت السياسة السعودية
الى مجرد ردات فعل تتسم بالجمود وبطء الحركة.
كما اتسمت السياسات السعودية في الفترة الاخيرة بالكيدية
وتغليب الاحقاد الشخصية على المصالح العامة، ولم تعمد
الى قراءة خارطة الواقع السياسي الاقليمي والدولي بشكل
صحيح.
يتعامل آل سعود مع الاخرين بازدراء فج وتعال مقيت،
وقد ظهر ذلك واضحا في الاعلان عن تحالفات كبيرة وخطيرة،
دون اي تشاور مع احد والزج باسماء الدول دون علمها.
لا يحترم النظام السعودي الحوار والمصالح المتبادلة
في تحالفاته الخارجية المزعومة، بل يعتمد سياسة (الشنطة)
والرشى السياسية، ويعتقد الامراء أن بإمكانهم شراء المواقف
والذمم للأفراد والدول والمؤسسات على السواء.
غلبة النفاق السياسي على منهج السعودية في تعاملها
مع تركيا، اذ انها لم تسع الى حل الاشكالات بينها وبين
مصر، ولا حتى ترطيب الاجواء بينهما، بينما هي تريد التحالف
معهما معا. فكانت تؤكد لمصر انها لن تتخلى عن دعمها، وتغدق
على تركيا الوعود بتمكينها من نشر نفوذها في المنطقة.
سعت السعودية الى استغباء انقرة، والاستفادة من قوتها
لدعم طموحها لتتبوأ مرتبة الدولة الاقليمية الاولى.
وتركيا التي لا تقل دهاء وخبثا كانت بدورها تسعى لاستغلال
الدور السعودي ودور المملكة الاسلامي، لتتسلق عليه وتخفي
به طموحها التوسعي في المنطقة.
وباختصار فإن الجانبين اللذين يحملان مشروعين متعارضين،
مارسا التكاذب المبطن. ولكن تسارع الاحداث في المنطقة،
فضح هذا الخداع الذي مارسه كل منهما ضد الاخر.
ويبقى ان نشير الى سبب حاسم في فشل تحالف سلمان - اردوغان،
وهو انهما ليسا اللاعبين الوحيدين على مسرح المنطقة..
بل فاتهما حسن التقدير بقوة الطرف الاخر الذي يخاصمانه
ويعاديانه.. فانتهى بهما الامر الى التهميش.. الذي اصبح
الجامع المشترك بينهما.
اذ لا يمكن للارهاب مهما بلغت درجة توحشه، والفتنة
المذهبية ايا كان حجم المطبلين النافخين في أوارها، ان
يصنعا سياسة ناجحة.. وللأسف فإن هذا التحالف الشيطاني
تبنى اطلاق وحش التكفير والفتنة بين المسلمين، اداة لتحقيق
طموحات ملكية او سلطانية.. وقد خابا.. وخاب تحالفهما.
|