قالوا.. فسمعنا، كتبوا.. فنشرنا!
يعود موضوع الهجرة من السعودية ليستولي على المُسعودين،
كلّما اشتدت الأزمات السياسية والإقتصادية والأمنية وزادت
تعديات حلفاء سلمان من مشايخ السوء ورجال المنكر. الحياة
اصبحت لا تطاق في المملكة المسعودة. فكل الأوضاع تسير
بسرعة الصاروخ من السيء الى الأسوأ. ومن هنا يصبح طرق
موضوع الهجرة بمثابة الحديث عن الأمل، والخروج من المأزق،
والعيش بعيداً عن بلد على حافة الإنهيار. حسب مصادر رسمية
فإن هناك مليون سعودي ترك بلده وهاجر للخارج، وهو رقم
كبير، في بلد يفترض انه يستقطب اليه اصحاب الخبرة والعقول.
لقد ضاقت البلاد بأهلها، لأن سلوكيات وأخلاقيات رجال الحكم
ومشايخ الرياض ضيّقوا الخناق على القلوب والعقول.
أقسمت إحدى النساء سمّت نفسها (أم ساري) بالله ان لو
كان معها مالاً ما جلست يوماً واحداً في بلدها. وأخرى
سمّت نفسها (الحاجّة إيمان) لاحظت أنه (حتى الجربانين
الذين هم سبب دمار البلاد، كرهوها، وهاجروا للموت) وتقصد
الدواعش والقواعد واضرابهم. فالسعودية ـ بنظرها (ديرة
معفّنة هاجر منها حتى الداعشي الى الرقّة!)، وتنصح ثالثة: (هاجروا
بصمت، عَلَشَانْ ما يمنعوا حتى الهجرة، لأنها مسبقاً حرام)!
ورابعة سمّت نفسها (شوعَةْ) تقول ان خدمات الانترنت لوحدها
سببٌ كافٍ للهجرة من (المَهْلَكَةْ)!
* * *
إنها مملكة الإرهاب، هكذا تحدث أوباما لمجلة أتلانتك،
وهي تنشر التطرف عبر مذهبها الوهابي الى اصقاع العالم.
ذكر اوباما أندونيسيا وكينيا، وقال ان (الإسلام في اندونيسيا
انتقل من الإعتدال الى التطرف بعد أن صبّ السعوديون والخليجيون
أموالهم). واضاف بأن السعوديين مولوا في التسعينيات بكثافة
المدارس الوهابية في اندونيسيا فغيرت هويّة البلد.
أوباما قال عن حلفائه السعوديين بأنهم (حلفاء مخيّبين).
وانتقد معاملة المرأة في السعودية بقوله: (ل يمكن لدولة أن تعمل في العالم الحديث عندم تستمر
في اضطهاد نصف شعبها). وأكد اوباما بأن السعودية تؤجج
الحروب الطائفية، ومعهم بعض دول اوروبا، حيث يسعون الى (جر
الولايات المتحدة الى صراعات طائفية لا تخدم مصالحها).
ما قاله اوباما حقيقة يعرفها كل المواطنين، والغريب
انهم يكتبون عنها في صحافتهم وتغريداتهم. فقد اعترف امام
الحرم الأسبق الشيخ عادل الكلباني بأن: (داعش نبتة سلفية.
وهي حقيقة يجب أن نواجهها بكل شفافية). وقينان الغامدي
رئيس تحرير الوطن السابق، كتب ذات مرة: (داعش معشعشة في
كل بيت وفي معظم العقول والنفوس. والدولة وصاحب القرار
لم يعطوا الأمر ما يستحقه من اهتمام، ومعظم افراد الهيئة
خاصة، فكرهم داعشي).
لكن ما قاله أوباما استفزّ النخبة النجدية الأقلوية
الوهابية التي يتعرض حكمها للإهتزاز لأول مرة منذ تأسيسه.
فقد بدأ حماة النظام ينقلبون على الحكم السعودي. ولقد
عرف العالم كله الآن ان محاربة داعش لا يكون إلا في مملكة
الوهابية. بعض الكتاب نصحوا بالتعقّل وإصلاح الذات. بعضهم
مثل الامير تركي الفيصل ردّ في مقالة. اخواسلفي نجدي هو
محمد الحضيف علق بأن اوباما مريض نفسياً، والمعارض السابق
كساب العتيبي قال ان أوباما أهبل متخبط في مواقفه، وجمال
خاشقجي لم يعجزه سوى مطالبة اوباما مشاركة السعودية وايران
النفوذ في المنطقة.
عضو هيئة منكر قال أن هناك (هجوماً شرساً من العِلْجْ
أوباما ضد السعودية. اتهامات بالجملة. انكشف المستَخَبِّي
واتضحت الأمور. هي معركة صليبية. نكون أو لا نكون). ومن
التعليقات مطالبة غبي من المباحث باعتقال أوباما بمجرد
أن يصل الى مطار الرياض لمقابلة مشايخ الخليج!
وتتالت التعليقات العنصرية التي تطالب بعاصفة حزم سلمانية
ضد أوباما، وظّن الوهابيون النجديون، بأنه يمكن اعتقال
أسود حتى لو كان رئيس دولة أمريكا. ولله في خلقه شؤون.
* * *
الكاتب خالد الوابل: (لدينا قوة تدمير ذاتية، لا نحتاج
فيها الى عدو؛ فنحن نحتاج العدو فقط لنضع اللائمة عليه،
كنوع من إراحة الضمير).
د. مرزوق بن تنباك: (اذا رأيتَ وما أكثر ما ترى، إنساناً
يزعم أن نفسه وقرابته وإقليمه ومنطقته أفضل من غيرهم في
حقوق المواطنة، فاعلم أنه من دعاة الفتنة. واذا رأيتَ
من يقدّم لك قوائم وشرائح المجتمع، ويعرف كل واحدة بمذهبها
وفكرها وجنسها ووضعها الاجتماعي، فاعلم أنه رأس من رؤوس
الفتنة. واذا سمعتَ من يزعم أن رأيه بالمذهب الذي يتبعه
هو الحق وما عداه باطل، وأن من خالفه ضال، وان الحق بجانبه،
فاعلم انه من دعاة الفتنة، إن لم يكن من أربابها).
عبدالعزيز الهاشمي: (كل شيء في البلد ارتفع سعرُه،
إلا المواطن، والأسهم، فهما في انخفاض دائم).
محمد زايد الألمعي: (في الغالب، ان الدعاة الذين يتباهون
بإدخال آخرين للإسلام، هم أنفسهم الذين يُخرجون كل من
يختلف معهم من الإسلام).
|