مملكة الرؤية العمياء!
تمر شرعية نظام آل سعود بمأزق حقيقي، فحتى منطقته النجدية
المحصّنة ما عادت تنجذب الى العائلة المالكة، وتطالب بإسقاطها.
وقد ظهر من تلك المنطقة هاشتاق بعنوان: (الشعب يريد إسقاط
آل سعود).
إنها الأزمة الاقتصادية التي كشفت أن الولاء لآل سعود
هشّ حتى في محيطه المناطقي والمذهبي، فحين تصل الأمور
الى قطع الأرزاق، فإن أحداً لن يقبل بالصمت والسكوت عن
فساد آل سعود ونهبهم وقمعهم. وقد ظهر هاشتاق بالمناسبة
بعنوان: (محاسبة المفسدين مطلب)؛ وظهرت هاشتاقات حانقة
حول الفقر والبطالة، مثل: (أنت سعودي؟ ما عندنا وظيفة
لك)، و(مهزلة معرض التوظيف بالدمام) وغيرها.
المحامي عادل العويد، شقيق الشيخ المعتقل عصام العويد،
وصف الحال كالتالي: (السعودية تتكون من نفط وتُراب. فئة
تأكل النفط، والأغلب يأكل التراب. وعندما علمت الفئة النفطية
أن الفئات “الترابية” تأكل التراب.. تمّ تشبيك التراب).
ووصف آخر الحال: (آل سعود يتمتعون بطائرات خاصة، وقصور
في لندن وباريس، والشعب المسعود طابور على الفتات). ثم
إن هناك (وِرِعْ يتحكّم بمصير ٣٠ مليون مواطن، فلا نامت
أعين الجبناء).
حسناً ما هو الحل؟
في هاشتاق الشعب يريد اسقاط آل سعود، يوجد الحل!
مادامت مخصصات وسرقات الأمراء باقية وتتمدّد، فان
(النبتة الخبيثة ليس لها حل إلا إقتلاعها من جذورها)،
يقول مغرد.
ويسخر سهيل اليماني، بأنه أرسل إبنه للبقالة وأعطاه
مائة ريال، ثم عاد الإبن وأعاد خمسين ريالاً، وقال لأبيه:
(خذ فلوسك ما لَقيتُ الأغراض) التي طلبتها. وأضاف سهيل:
(لقد أسعدني إبني كثيراً، فقد بدأتُ أتخيّله وزيراً من
الآن).
لماذا الألم؟
الكاتب برجس البرجس، الاقتصادي الذي مُنع من الكتابة
في الصحف مؤخراً، يتحدث عن البطالة ويقدم هذه الحقائق:
لماذا إذن توجد بطالة بين الأطباء والصيادلة؟
أوردت الأم بي سي قصة سيدة متعلمة وحاصلة على الماجستير
في النانو لم تحصل على وظيفة، وجاءتنا بتصوير لها وهي
تبيع شوارما الدجاج في (بسطة) على كورنيش الدمام!
الكاتب في صحيفة الإقتصادية، عثمان الخويطر، علق على
البطالة المتفشية بالقول: (يحز بالنفوس وجود عشرات الخريجين
من الأطباء عاطلين عن العمل، في بلد يزيد فيها عدد الأطباء
الأجانب عن الثمانين بالمائة) من مجمل الاطباء العاملين.
وليت هؤلاء الأطباء الأجانب أطباء حقيقيين، فقد تم ضبط
الآلاف من العاملين في الحقل الطبي يعملون بشهادات مزوّرة.
وكذلك الحال في القطاع الهندسي والتعليمي وغيرهما!
والمخزي أكثر، ان الصحفي والكاتب خالد الوابل، نبّه
وزارتي الصحة والعمل، عن اعلانات حكومية لتوظيف طبيبات
هنديات في السعودية بخبرة سنتين فقط، في حين ان هناك طبيبات
سعوديات عاطلات عن العمل، كما يؤكد الوابل.
الأكثر تقزّزاً، أن وزارة التعليم وغيرها من الوزارات
تلقي بطلبات التوظيف في الزبالة، وحدث ان باعت وزارة التعليم
أثاثها في سوق الحراج، وتبين ان أحد الدواليب يحوي خمسة
آلاف طلب وظيفة جاءت من فتيات، مع ما تحويه من خصوصية
في المعلومات.
المواطنة رشود تقول انها وجدت اعلاناً للتوظيف في شركة
بالجبيل، وحين ذهبت لتقديم ملفها العلاّقي الأخضر، قيل
لها بأن الوظائف المعلن عنها ليست للسعوديين! ويشكو المواطنون
من أن هناك مهازل في التوظيف وفي اعلانات التوظيف، ويقولون
انها وهمية، مجرد استلام ملفات طلبات التوظيف دون النية
في توظيف أحد. كما ان هناك ألماً من أن اعلانات التوظيف
تحوي اختبارات قياس للمواطنين، وشروطا تعجيزية حتى يبرروا
استقدام الموظفين الأجانب بدون اختبارات، وفي النهاية
بشهادات مزورة وبرواتب عالية جداً جداً.
كيف يُستقدم مهندس لبناني براتب أربعين الف ريال في
الشهر، وعندنا أكثر من خمسة آلاف مهندس عاطل عن العمل؟
سؤال لصاحب الرؤية العمياء.
محمد بن سلمان مشغول في النهب، وزيادة الضرائب.
ووالده اخذ معه حاشية عددها الفاً وخمسمائة شخص في
زيارته الأخيرة التي لن تنتهي إلا في جزر المالديف! وهو
اي الملك، قد سلّم شؤون البلاد العسكرية والاقتصادية والاستثمارية
وغيرها الى ابنه الجاهل البالغ من العمر ٣٢ عاماً على
الأكثر.
أما وعاظ السلاطين فيوصون الشعب بالهدوء والانبطاح،
ويقول الدجال هشام آل الشيخ من معهد القضاء العالي، بأن
رؤية محمد بن سلمان العمياء، تمثل امتداداً للتطور الذي
قاده النبي صلى الله عليه وسلم. في حين ان مشايخ آخرين
مثل الشيخ السديس منغمسون في نعيم السلطان الظالم، فبشوتهم
فخمة مطرزة بالذهب، وحتى المايكروفونات مذهّبة أيضاً!
هذا هو دين آل سعود، ووعاظهم!
|