ناتو إسلامي.. بتوجيهات ترامب!
ناصر عنقاوي
|
|
الجنرال رحيل شريف مع محمد بن سلمان.. تفعيل التحالف
السعودي |
عاد ابن سلمان وفي جعبته توجيهات من «العم ترامب»،
منها المتعلّق بمصر السيسي الذي أبلغه بإعادة ضخ النفط
الى مصر، والمصالحة بين سلمان والسيسي في قمة عمّان الأخيرة
في 26 مارس الماضي. وجرى الحديث عن تحالف عسكري اسلامي
أسبغ عليه الإعلام الغربي وصف “ناتو إسلامي”.
في الثاني من إبريل الجاري نشرت صحيفة «صنداي تايمز»
خبر تعيين السعودية للجنرال العسكري الباكستاني المتقاعدة
رحيل شريف لإدارة حلف عسكري جديد لمواجهة نفوذ إيران المتزايد
في منطقة الشرق الأوسط.
ويقول التقرير، إن ولي ولي العهد، وزير الدفاع السعودي
الشاب الطموح، محمد بن سلمان، عيّن الجنرال رحيل شريف،
رئيس أركان الجيش الباكستاني السابق، على رأس إدارة ما
يشبه «حلف ناتو إسلامي»، وأن التعيين يحيي جهود الأمير
محمد لجذب دعم وتأييد كثير من الدول الإسلامية لهذا المشروع.
ويوضح التقرير أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب دعم
هذه الخطط في اجتماع في البيت الأبيض الشهر الماضي. ويضيف
بأن شريف سيتولى مهام منصبه هذا الشهر، إبريل، وكانت المحادثات
بشأن تعيينه بدأت بعد تنحيه من منصبه في الجيش الباكستاني
في نوفمبر الماضي.
ويضيف أنه يجري بناء مقرّات لقيادة الحلف قرب الرياض،
ستكون مجهزة بأحدث المعدات، وبساحات واسعة للاستعراضات
العسكرية، وثكنات عسكرية فخمة.
وينقل التقرير عن كامل عالم، من المعهد الملكي للخدمات
المتحدة (آر يو إس آي) المتخصص في بحوث الأمن والدفاع
الدولي، قوله إن «السعوديين جهزوا الأموال اللازمة للحلف،
ويحتاجون الآن إلى خبراء لتفعيله”. ويرى عالم أن شريف،
جنرال يحظى بشعبية كبيرة واحترام؛ لقيادته الجيش الباكستاني،
الذي يعد من أكبر الجيوش خارج حلف الناتو والمتحالفة معه.
وفي تعليق على القرار، كتب شاكر لاخاني، المحاضر الزائر
في كلية الهندسة، في الثاني من إبريل متسائلاً: “هل ترغب
باكستان في تدمير علاقاتها مع ايران من أجل السعودية؟”
وأعرب لاخاني عن صدمته لسماع وزير الدفاع الباكستاني
خواجه آصف، وهو يؤكّد بافتخار أن الحكومة ـ الباكستانية
ـ وافقت على طلب السعودية، وأنها ستسمح لرئيس الأركان
السابق في الجيش الباكستاني رحيل شريف لقيادة التحالف
العسكري بقيادة السعودية والمؤلف من 34 بلداً إسلامياً
لمحاربة الارهاب. لفت لاخاني إلى قلق المراقبين من أن
التحالف قد يتم استخدامه في المستقبل للمواجهة ضد إيران
واليمن.
وكان المجلس الوطني الباكستاني قد أعلن في وقت سابق
بأن ليس من مصلحة البلاد الاصطفاف في الحرب الدائرة بين
السعودية واليمن، وقرّر أن يبقى باكستان محايداً في الصراع.
وعليه، فإن الإعلان الأخير يأتي كوقع الصاعقة.
وتساءل لاخاني لماذا قررت الحكومة الموافقة على طلب
السعودية بدون أخذ ثقة الشعب. إن هذا أمر خطير، حسب قوله،
ولا بد من مناقشته في البرلمان قبل أخذ قرار بشأنه.
واستعاد تجربة عريقة من التعاون الباكستاني الايراني،
وقال: «قد يكون البرلمانيون لدينا صغار في السن كيما يتذكروا
الحرب مع الهند عام 1965 أو يكونوا قد نسوا ما حدث. خلال
الأحداث التي أدّت إلى الحرب، كان لدينا إثنان فقط من
الأصدقاء/الحلفاء الذين وقفوا معنا بشكل مفتوح. الصوت
الأكثر وضوحاً كان شاه إيران والآخر كان الرئيس سوكارنو
في إندونيسيا. في الواقع، منذ البداية، كانت ايران صديقنا
الحقيقي وحليفاً. وكانت أول دولة تقيم علاقات دبلوماسية
مع باكستان بعد الاستقلال، وأن الشاه كان أول رئيس دولة
يقوم بزيارة الى باكستان. بعد أن فقدت باكستان الشرقية،
حذّر الشاه الهند يأن أي هجوم على باكستان سوف يعد هجوماً
على إيران. وعلاوة على ذلك، ليس الكثير من الباكستانيين
على بينة من حقيقة أن النشيد الوطني لدينا هو باللغة الفارسية.
وعلاوة على ذلك، يمكن للإيرانيين التحدث بسهولة مع البشتون
في باكستان وأفغانستان، ولغتنا الوطنية الأردية أقرب إلى
الفارسية مما هو عليه إلى اللغة العربية.
لدى باكستان ثاني أكبر تجمع سكاني شيعي في العالم (أكثر
من 20 في المائة). وإن حكومة الباكستان عليها التشاور
مع قادة الشيعة في البلاد قبل إعطاء شهادة عدم اعتراض
للجنرال راحيل لقيادة التحالف. وعليه، فإن من مصلحة باكستان
عدم الدخول في خصومة مع ايران. لأن العلاقات بين باكستان
وايران قد حدّت نتيجة التقارب مع السعودية، ولكن لم تصل
الى نقطة اللاعودة. فإيران هي جارتنا ولديها الكثير من
الغاز الطبيعي الذي نحتاجه بصورة ملحّة.
|