|
|
|
نتنياهو
لترامب: لأول مرة في التاريخ لا تنظر الدول العربية
لاسرائيل كعدو.. معاً لقيادة التحالف العظيم!
|
|
ماتيس..
ناتو اسلامي تشترك فيه إسرائيل لمواجهة العدو
المشترك (إيران)! |
زيارة ترامب للرياض
إدماج اسرائيل في النظام العربي عبر تحالف إقليمي
فريد أيهم
كما أن التطبيع لا يمضي الا على سكّة الطائفية، فإن
إدماج اسرائيل في المنطقة لا يكون الا عبر تفتيت النظام
الرسمي العربي وخلق بديل، وإن كان مشوّهاً.
منذ جرى الحديث عن (ناتو إقليمي) تشارك فيه عدد من
الدول العربية من حلفاء واشنطن، ومعها اسرائيل وبرعاية
أمريكية، والتصريحات المبشّرة بهذا التحالف لا تتوقف.
فقد كشف وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس عن توجه أمريكيّ
بتشكيل حلف دفاعيّ إقليميّ ــ شرق أوسطي، تشارك فيه دول
عريبة في تحالف إقليمي تقوده الولايات المتحدة في منطقة
الشرق الأوسط، وتعدّ إسرائيل «مرتكزه الأساسي”. وقال ماتيس:
«تحالفنا مع إسرائيل هو حجر الزاوية في تحالف إقليمي شامل
وواسع، يتضمن تعاوناً مع كل من مصر والأردن والسعودية
ودول الخليج”.
موقع (Israel Defence)، وهو موقع مختّصٌ بالشؤون العسكريّة
والأمنيّة، ذكر في 21 إبريل الماضي بأن التحالف هو مشروع
أمريكي يهدف الى مواجهة التهديد التي تمثّله إيران على
إسرائيل. ونقل الموقع عن ماتيس قوله، خلال لقائه في تل
أبيب مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان: «على رأس أولوياتي
تعزيز التحالفات وأنماط التعاون الإقليمية، بهدف ردع أعدائنا،
وإلحاق الهزيمة بهم”.
ولفت الموقع إلى أن تصريحات ماتيس تومىء الى أن الإدارة
الأمريكية الجديدة معنيّة بتدشين «حلف ناتو شرق أوسطي”.
وأضاف الموقع: «صحيح أن إسرائيل تلتزم الصمت، لكن من الواضح
أن إشادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزرائه بتحسّن
المكانة الاستراتيجية والإقليمية لإسرائيل، ناجم بشكل
أساسي عن التعاون مع دول المنطقة العربية، وهو التعاون
الذي يتجنب الجميع الحديث علناً عن تفاصيله ومجالاته”.
وأضاف الموقع أن التعاون بين الأطراف العربية وإسرائيل
يتضمن «تعاوناً عسكرياً وتكنولوجياً واستخبارياً”، وأن
تمكين التحالف الجديد من الإسهام في «إلحاق الهزيمة بالأعداء
المشتركين يتطلّب إجراء مناورات مشتركة وتنسيق متواصل»،
إلى جانب تواصل مباشر بين القادة العسكريين. وشدّد الموقع
على أن زيادة فاعلية التحالف الإقليمي تتطلب «أن يشمل
التعاون الاستخباري نقل المعلومات الاستخبارية على المستوى
الاستراتيجي والتكتيكي، ومن ضمن ذلك أن يعمل قادة الاستخبارات
في إسرائيل ونظراؤهم في العالم العربي بشكل مشترك، وأن
ينفذوا عمليات مشتركة”. ولم يستبعد الموقع أن «تتّجه دول
الحلف المشترك إلى بناء منظومات دفاع جوّية مشتركة لمواجهة
المخاطر التي تتعرض لها، من خلال توظيف التقنيات الأمريكية
والإسرائيلية”.
وقد نقل موقع وزارة الدفاع الاميركي فقرات من تصريحات
ماتيس في تل أبيب، فيما أوضح الموقع الإسرائيليّ أنّه
من أجل تشكيل هيكلية أمنية إقليمية تهدف إلى ردع وهزيمة
التهديدات، فإن هناك حاجة إلى تعاون عسكري وتكنولوجي واستخباراتي.
وما لم يذكره ماتيس، بشكلٍ مباشرٍ، أوضحه الموقع الإسرائيلي
بالقول: (على ما يبدو، التهديد الذي تطرق إليه ماتيس هو
النووي الإيرانيّ والإرهاب الذي تنشره طهران)، في إشارةٍ
إلى محور المقاومة، وتواجهه إسرائيل والدول السنيّة، في
إشارةٍ إلى السعودية ومصر والأردن.
وعلى المستوى العسكريّ، رأى الموقع أنّ حلفًا كهذا
يستوجب إجراء تدريبات مشتركة، على الأقل على مستوى القادة
العسكريين الذين سيضطرون خلال الحرب مع إيران إلى رؤية
صورة وضع مشتركة للعمليات الإيرانية، وفي المقابل لقوات
التحالف الإقليمي. وأضاف أنّ تحالفًا كهذا يحتاج إلى قدرة
نقل نقاط ثقل بسرعة إلى أنحاء الشرق الأوسط والخليج من
أجل هزيمة إيران، وهو ما يتطلب عمليات تنسيق وتدريبات.
وعلى المستوى الاستخباري، أكد الموقع أنّ تشكيل حلفٍ
إقليميٍّ يستوجب تبادل معلومات إستراتيجية وأيضًا تكتيكية.
وعلى المستوى التكنولوجيّ، يفرض تشكيل حلف كهذا، من ضمن
أمور أخرى، جمع قدرات الدفاع الجوي معاً؛ وعمل الرادارات
ومنصات الإطلاق، في نسيج واحد قدر الإمكان، لمواجهة الصواريخ
النووية الإيرانيّة. وأشار الموقع إلى حقيقة أنّ كون الولايات
المتحدّة شريكة في تطوير منظومات الدفاع الجويّ الإسرائيليّ،
وهي التي باعت الدول الأخرى في الحلف منظومات دفاع، فبالتالي
تُصبح عملية الجمع بين قدرات وهذه الدول أمراً ممكناً.
من جهة ثانية، أوردت صحيفة (يديعوت أحرونوت) في السابع
والعشرين من إبريل الماضي خبراً مفاده إنّ ترامب سيصل
إلى المنطقة وفي جعبته صفقة جديدة لتحريك ما يُسّمى بالعملية
السلميّة بين إسرائيل والفلسطينيين، على أساس أجزاءٍ تقبلها
إسرائيل من مُبادرة السلام العربيّة. وسوف يُعلن ترامب
عن نقل الاعتراف بالقدس المُوحدّة بجزأيها الغربيّ والشرقيّ،
عاصمةً أبديّةً للدولة العبريّة، في مُقابل الاعلان عن
موافقته على إقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ، إلى جانب دولة إسرائيل،
وذلك بهدف تحريك العملية السلميّة بين الطرفين.
في المعلومات، فإنّ ترامب ما كان ليقوم بالزيارة التي
وُصفت بالتاريخيّة بدون التقدّم المُهّم في المفاوضات
التي تجري خلف الكواليس حول المُبادرة التي تبنّاها وسيقوم
بطرحها كصفقةٍ. ولفتت المصادر عينها إلى أنّ الإعلان عن
المُبادرة الجديدة للرئيس الأمريكيّ جاء مُتزامنًا مع
أنباء متواترة حول نيتّه عقد مؤتمرٍ إقليميٍّ في واشنطن
بمُشاركة إسرائيل والسلطة الفلسطينيّة وعددٍ من الدول
العربيّة السُنيّة المُعتدلة، وفي مقدّمتها المملكة السعوديّة،
يكون على أساس أجزاءٍ من المبادرة السعوديّة، التي يرفض
رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، بنوداً كثيرةً
منها.
وتعكف إدارة الرئيس ترامب على بلورة المبادرة، حيث
ستكون السعوديّة، الأردن، ومصر، شريكات كاملات من أجل
تحقيق الهدف، الذي يشترط على محمود عبّاس وقف الإرهاب،
فيما تلتزم إسرائيل بلجم الاستيطان في الضفّة الغربيّة
المُحتلّة، كما قالت المصادر.
يُشار إلى أنّه خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي
عقده مع الرئيس الأمريكيّ ترامب في البيت الأبيض، في منتصف
شهر فبراير الماضي، قال نتنياهو، إنّه «لأوّل مرّةٍ في
حياته، ولأوّل مرّةٍ منذ إقامة نشأة إسرائيل، لا تعتبر
الدول العربية إسرائيل عدوة، بل تعتبرها حليفة لها». ووجّه
نتنياهو، حديثه إلى ترامب قائلاً: «سيدي الرئيس، لو استطعنا
صدّ الإسلام المتطرف سنستطيع أنْ ننتهز فرصة تاريخيّة»،
وتابع: «أؤمن أنّ تحت زعامتك هذا التغيير الذي حدث في
منطقتنا يجلب معه فرصة غير مسبوقة لتعزيز الأمن ولدفع
السلام إلى الأمام. فلنحقق هذه الفرصة معاً. فلنعزز الأمن
ونجد طرقاً جديدة نحو السلام ونقود التحالف العظيم»، على
حدّ تعبيره. واسترسل نتنياهو قائلاً: «تحت زعامتك، أؤمن
أننّا سنستطيع أنْ نُعيد موجة الإسلام المتطرف الهائجة
إلى الوراء، وفي هذه المهمة وفي مهام أخرى، إسرائيل تقف
إلى جانبك وأنا أقف إلى جانبك»، على حدّ تعبيره.
في السياق نفسه، أي لناحية إرساء أسس التحالف بين دول
عربية خليجية واسرائيل والولايات المتحدة، باتت اليمن
من أكثر الساحات أهمية لتفعيل هذا التحالف، ولتعميقه بين
امريكا ودول الخليج.
وذكرت وكالة (رويترز) في 28 إبريل الماضي أنه في لقاء
ماتيس مع عادل الجبير في مارس الماضي، أثيرت قضية محاولة
اغتياله وأن ماتيس مازحه مذكّراً بالمحاولة، وعلّقت الوكالة
بأنها «تنبئ بالكثير عن مدى التوافق في وجهات النظر بين
إدارة الرئيس دونالد ترامب ودول الخليج بشأن ما يرون أنه
التهديد الإيراني، وهو تحوّل يمهد الطريق على ما يبدو
لمزيد من المشاركة الأمريكية في اليمن على وجه الخصوص».
امريكا ترامب تتفق مع دول الخليج على نحو متزايد في
النظر إلى الحرب في اليمن باعتبارها مواجهة مع التدخل
الايراني. وتجري مناقشات مفصّلة داخل إدارة ترامب للمزيد
من المساعدة لدول الخليج في حربها على اليمن. يقول مسؤولون
إن هذا يمكن أن يشمل توسعة نطاق معلومات المخابرات التي
تقدمها واشنطن.
طابق ماتيس رأي آل سعود في النظر الى دعم إيران لحركة
أنصار الله في اليمن بدعم ايران لحزب الله في لبنان. وقال
ماتيس للصحفيين في الرياض «أينما تنظر إذا كانت هناك اضطرابات
بالمنطقة تجد إيران”. وهذا لم يكن رأي ادارة أوباما، ولا
رأي كثيرين في الولايات المتحدة وأوروبا التي ترى بأن
السعودية وعقيدتها الوهابية مسؤولتان عن الغالبية العظمى
من العمليات الارهابية في العالم، وأن ترامب وفريقه ليسا
أكثر من مستثمرين وتجّار على حساب الحقائق الدامغة.
وحتى في اليمن، فإن هناك تحذيراً من الذهاب وراء الرواية
السعودية، لأن العواقب وخيمة. إيريك بيلوفسكي الذي ساعد
في صياغة السياسات إزاء اليمن في إدارة الرئيس السابق
باراك أوباما، حذر من أن مهاجمة ميناء الحديدة تهدّد بدفع
اليمن إلى مجاعة مروعة.
وكما يبدو فإن عهد ترامب قد أحيا مجدداً ملف إعادة
رسم الخرائط في منطقة الشرق الأوسط، منذ أن أطلقت وزيرة
الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس مشروع الشرق
الأوسط الجديد من تل أبيب في يونيو 2006.
وهنا يتم ايضاً استدعاء ما ورد في كتاب مستشار الأمن
القومي الأميركي في عهد جيمي كارتر، زبغينيو بريجنسكي
(رقعة الشطرنج الكبرى: التفوق الأميركي وضروراته الجيو-
استراتيجية) والذي تحدّث فيه عن شرق أوسط يشكّل أداة للسيطرة
على منطقة يسميها البلقان الأوراسي والمؤلّف من دول القوقاز
(جورجيا، وجمهورية أذربيجان، وأرمينيا) وآسيا الوسطى (كازاخستان،
أوزبكستان، قيرغيستان، طاجاكستان، تركمانستان، أفغانستان)،
ويستوعب ايران وتركيا.
|