شهية سعودية للخصومات
الكويت.. آخر ضحايا آل سعود!
خالد شبكشي
الرياض غاضبة من الكويت.
بل هي غاضبة جداً.
والسبب هو موقف الكويت من أزمة السعودية وحلفائها مع
قطر.
هذه ليست المرة الأولى التي تعبر الرياض فيها عن غضبها
وألمها من مواقف كويتية، وتقوم الرياض عن عمد بتسريب ذلك
الغضب من القنوات الدبلوماسية الى مواقع التواصل الاجتماعي،
عبر جيشها الإلكتروني، او ما يسمى بالجيش السلماني.
لا جديد طرأ في الموقف الكويتي من الأزمة القطرية منذ
بدايتها.
فهي قد نأت بنفسها عن الأزمة ولازالت ترفض ان تنجرّ
الى أحد المحورين المتصارعين.
وهي قد أصرت على بقاء مجلس التعاون الخليجي، وسعت بجهد
دبلوماسي لحل الأزمة، ولازال الكثيرون ينتظرون منها نجاحاً
يبدو في علم الغيب.
فما الجديد في هذه الحملة السعودية ودوافعها، والتي
انساق اليها الاعلام السعودي بأشد مما كان قبل نحو شهرين؟
منذ بداية أزمة قطر مع السعودية وحلفائها، عبّرت الرياض
عن غضبها من الموقف الكويتي، والى حدّ ما العماني، وكأنها
كانت تنتظر من ال صباح موقفاً مختلفاً. ويومها ظهرت كتابات
وتعليقات تندد بالكويت، بل تعمدت الرياض اهانة أمير الكويت
صباح الأحمد، ورفضت وساطته ابتداءً، ونددت بزيارة امير
قطر للكويت بعيد الأزمة، وغير ذلك من المواقف التي لم
يمض عليها سوى اسابيع.
ما وراء الغضب السعودي؟
الاسباب الرئيسة لتواصل الهجوم السعودي على الكويت
وبشراسة أكثر، تُلخص في أمرين:
الأول ـ وصول الرياض الى طريق مسدود في صراعها مع قطر،
فلم يعد بامكانها لي ذراع الدوحة، ولا هزيمتها، ولا اجبارها
على قبول شروطها الثلاثة عشر او الستة، ولا بإمكان الرياض
اسقاط الحكم في الدوحة، أو إجبار الأخيرة على اتخاذ قرار
بطرد مَن أسمتهم بـ (الحَمَدَين/ الامير السابق والد تميم،
ورئيس وزرائه)، كما لا تستطيع الرياض هزيمة قطر من خلال
التهويل والمواجهة الإعلامية، بل هي الخاسر الأكبر وهي
تكتشف ذلك بوضوح يوماً بعد آخر.
زد على ذلك فإن الرياض خسرت المعركة الدبلوماسية والسياسية،
ولم يفد حصارها جواً وبحراً وبراً، كما لم تفد سياسات
منع الحجاج القطريين. بل ان المعركة السعودية الخاسرة
اخذت طابعاً دولياً: حقوقياً من جهة (كما في منع حرية
العبادة كما هو واضح في موضوع الحجاج القطريين)، وقانونياً
من جهة ثانية (كما في موضوع الحصار الجوي)؛ وهناك ملفات
قانونية تفتحها قطر لمقاضاة السعودية على خرقها القوانين
الدولية في أكثر من مجال.
ولهذا فإن ألم آل سعود كبير من نتائج معركتهم الخاسرة.
وكما هي العادة، فإن الرياض لا تعترف بالهزيمة رغم
وضوحها، ولا تريد التراجع عن سياساتها، ولا تقبل بأنصاف
حلول، وتسويات ظاهرها الإنصاف وواقعها تأكيد الهزيمة السعودية.
بل واصلت ادعاء الانتصار الآتي قريباً عبر مواصلة ذات
السياسات، وأخذت تحمّل غيرها مسؤولية الفشل والهزيمة دون
ان تقول ذلك، مثل فتح مواجهة مع الكويت، واعتبارها مدافعاً
عن قطر وسياساتها.
بمعنى آخر: إن الهجوم السعودي على الكويت، لا يعكس
فقط استياءً سعودياً من مواقفها تجاه الأزمة القطرية فحسب،
بل يعكس أيضاً حقيقة الهزيمة التي وصلت اليها الرياض،
والتي تريد أن تعلق مسؤوليتها في رقبة الشيخ صباح أمير
الكويت. وكأن الاعلام السعودي يريد أن يقول لجمهوره المُحبط:
ان موقف الكويت هو سبب الهزيمة، أو في الأقل سببٌ لعدم
بلوغ النتائج بإخضاع قطر في وقت قريب. أي ان موقف الكويت،
بهذا المعنى، هو الذي يطيل الأزمة، وهو الذي يبقي الدوحة
صامدة.
السبب الثاني، لفتح الرياض معركة مع الكويت، هو استمرار
واصرار اميرها في مسعاه الدبلوماسي لحل الأزمة، وهو مسعى
رفضته الرياض منذ اللحظات الأولى، مؤملة بانتصار سريع،
ولهذا عاملت امير الكويت الشيخ صباح الأحمد باستخفاف وإهانة
تكررت في زيارته لأبو ظبي، واعتبار كل ما قام به امير
الكويت يشبه مهمة ساعي البريد، الذي يوصل الانذارات والشروط
السعودية الى قطر، مثلما قال سعود القحطاني، مستشار محمد
بن سلمان الاعلامي برتبة وزير.
الغربيون، وجدوا ان لا مصلحة لهم في مواجهة الرعونة
السعودية، وفضلوا التأكيد على الوساطة الكويت، باعتبارها
الوساطة الوحيدة المطروحة لحل الأزمة. ولذا نلاحظ ان الوفود
الغربية التي تأتي الى المنطقة بحثاً عن التهدئة او ربما
الحل، تتخفّى دائماً وراء الوساطة الكويتية، وكأنها تعمل
ملحقة لتلك الوساطة.
دولٌ خليجية كعُمان، واسلامية كإيران وتركيا، وعربية
مثل الجزائر، ثمّنت الدور الكويتي وطالبت بمواصلته.
وحدها الرياض وخلفها حلفاؤها من يرفض أصل الوساطة ويطالب
بإيقافها، ويصرّ على ان تقف الكويت مع السعودية وتؤيد
موقفها.
عنوان هذا الإصرار كان منذ بداية الأزمة واضحاً: لقد
وقفنا معكم في تحرير الكويت من الغزو الصدامي، فردّوا
الجميل لنا، وقفوا معنا في مواجهة الإرهاب القطري!
(رد الجميل) عبارة استثارت الكويتيين، منذ استخدامها
بداية الأزمة من قبل الاعلاميين السعوديين الموالين، وقد
تكررت مؤخراً في مقالات الكتاب والصحفيين السعوديين الذي
وجدوا في ذكرى الغزو العراقي في الثاني من اغسطس الماضي،
مناسبة لتذكير الكويت بما عليها فعله ورد الجميل للشقيقة
الكبرى.
الراشد.. طليعة المواجهة!
عبدالرحمن الراشد، رئيس تحرير الشرق الأوسط الأسبق،
ومدير قناة العربية السابق، افتتح معركة مع الكويت، فكتب
اربعة مقالات متتابعة: (الكويت والسعودية بين أزمتين)؛
و(التشكيك في تحرير الكويت)؛ و(أزمة قطر واحتلال الكويت)؛
و(قطر وعلاقة الكويت مع ايران).
ملخص ما يريد قوله الراشد هو ان : هناك دَيْن على الكويت
يجب تسديده للسعودية بالوقوف معها ضد قطر؛ ويحذر الكويت
او يهددها بأنها على خط الزلازل؛ وذكّر الراشد في مقالاته
بدور السعودية في تحرير الكويت موضحا ان قطر استخدمت الكويت
كساحة اعلامية لها.
في مقالته في ٦ أغسطس الماضي (الكويت والسعودية
بين أزمتين)، كتب عبدالرحمن الراشد، قال فيها ان الملك
فهد اتخذ موقفاً من ازمة احتلال الكويت عن ذاك الموقف
الذي اتخذه الأمير حمد آل ثاني، امير قطر السابق، وعدد
فضائل الملك فهد على آل صباح، ومن بينها اتخاذ اخطر القرارات
وهو استدعاء القوات الأجنبية (الأمريكية) الى الأراضي
السعودية، حيث خاطر باستقرار بلاده.
ثم يبين الراشد عدم رد الجميل من قبل الكويت: (عندما
نسمع اصواتاً كويتية متحاملة من البعض تؤيد قطر، بدل ان
تستنكر أفعالها… نستغرب كثيراً. نعم هناك دَين أخلاقي
كبير على الكويت، ونتوقع ان تحفظ شيئاً منه)؛ وهدد بأن
على الكويتيين ان يفتحوا عيونهم وعقولهم ويوازنوا بين
مصالحهم المستقبلية مع وعود حكومة قطر واغراءاتها الزائلة،
حسب قوله؛ ليختم: (الكويت على خط الزلازل وهي أكثر دولة
تحتاج الى وحدة المجلس واستقراره. لقد رحل صدام وخلفه
من هم اسوأ منه وأعظم شراً). بمعنى: لن نقف معكم في المستقبل
ولن نعينكم اذا ما احتجتمونا.
كل الإشكال عند الراشد هو ان كويتيين (مواطنين) غير
رسميين، أيدوا قطر امام العدوان السعودي. وقد مهد في مقالته
(التشكيك في تحرير الكويت) في ٥/٨/٢٠١٧،
الطريق ليعدد من جديد فضائل أو (جمائل) السعودية على الكويت
ناكرة الجميل. ومع اعتراف الراشد بأن (في الكويت ساحة
مفتوحة للإختلاف السياسي والفكري عموماً، لولا أنه ليست
كل الأصوات مخلصة) فبعضها اخواني وأخرى موالية لايران
تقلل من قيمة السعودية في تحرير الكويت.
الحقيقة ان الراشد افتعل قضية غير موجودة، لينسج عليها
قصة.
لم يشكك احد في دور السعودية المحوري في تحرير الكويت،
لا من الرسميين، ولا من الكتاب والصحفيين.
لكن الرياض، والراشد يعبر هنا بدقة عن خلجات الموقف
الرسمي السعودي، تريد الضغط على الموقف الكويتي الرسمي
كيما تنحاز معها الى جانبها ضد قطر، وليكن ذلك ثمناً للموقف
من الغزو الصدامي، او رداً للجميل، أو تحت أي عنوان آخر.
عبدالرحمن الراشد لا يختزل الغضب السعودي على الكويت
في الموقف من قطر فحسب، فلطالما كانت الرياض مستاءة من
موقفها من ايران. الرياض اذا قررت الحرب ضد ايران، فالجميع
يجب ان يلتزم.
لكن الكويت، الواقعة بين ثلاث دول قوية (السعودية،
العراق، ايران)، لا تستطيع، ولا ترغب، في الصراع مع أيٍ
منها. واذا كانت الأقرب الى السعودية، فهذا لا يعني قبول
رايها في الصراع مع (العراق او ايران او كليهما)؛ فهذا
ثمنٌ كبير يعيد الكويت الى الاستهداف في أمنها واستقرارها
على النحو الذي جرى في الثمانينيات الميلادية الماضية.
النهج الرسمي الكويتي يقول التالي: استقرار الكويت
الأمني والسياسي يُلزمها بإقامة علاقات طيبة مع جيرانها
الثلاثة الكبار، وعدم الدخول في صراع مع أيٍ منها، ويكفي
تجربة واحدة سيئة، أدّت الى احتلال البلاد.
لكن الرياض تريد ان تقامر بالكويت، وبسلطنة عمان، وحتى
بالبحرين وقطر لو أُتيح لها ذلك.
وحين لم تلبّي الكويت الرغبة السعودية في فتح مواجهة
مع ايران، او حكومة العراق، هاجمها السعوديون مراراً في
السنوات الأخيرة، في الإعلام الرسمي كما في مواقع التواصل
الاجتماعي، بالتواطؤ مع ايران. بل أن الرياض حرّضت حزبها
في الكويت لمهاجمة الكويت، واطاحت برئيس وزرائها قبل سنوات
لأنه لم يلبي طلباتها.
الورقة القوية لدى ال سعود، وهي ورقة قدمها آل صباح
لهم ثمناً لمساعدتهم في التحرير، هي ان آل صباح وبعيد
تحرير الكويت، عمدوا الى ارضاء السعودية ـ وبالاتفاق معها
ـ من خلال تجنيس نحو ستمائة ألف مواطن سعودي، ليصبحوا
كويتيين، أي يحملوا الجنسيتين. وقد شكل هؤلاء طابوراً
خامساً، غيّر ملامح الكويت الثقافية والديمغرافية فضلاً
عن آثارها الضاغطة على الإقتصاد المحلي وعلى الوضع الأمني،
ولاتزال الكويت تعاني الى اليوم وستبقى تعاني من هؤلاء
السعوديين المجنسين كويتياً. فهم حزب السعودية داخل الكويت،
وأداتها الضاغطة، وطابورها الخامس.
عبدالرحمن الراشد، كتب مقالته (قطر وعلاقة الكويت مع
ايران)(٣٠/٧/٢٠١٧)،
لينتقد الكويت، ووصفها بأنها ساذجة في علاقتها مع ايران،
وختم محذراً الكويت، بأن (التهاون مع ايران والقوى المحسوبة
عليها هو الذي جرّأهم عليها)، وزاد بأن قطر تفعل ما تفعله
الكويت (واختارت ركوب كل المخاطر).
واخيراً في مقالته (أزمة قطر واحتلال الكويت) (٤/٨/٢٠١٧)
يكتب الراشد، بأن حكام قطر أسوأ من صدام، ليخلص الى نتيجة
واحدة: (لو أن الكويت، ومثيلاتها ـ يقصد عمان ـ وقفت وقفة
عادلة ـ مع السعودية ـ لربما عقلنت الدوحة، وأنقذتها من
نفسها، وأنقذت المنطقة كلها من عقلية الذافي التي تدير
سياستها).
واضح هنا أن الراشد يحمّل الكويت مسؤولية فشل السعودية
في إخضاع قطر!
المواجهة في مواقع التواصل
لتصعيد الحملة، زعم الراشد في حسابه على تويتر، بأن
الكويت منعت صحيفة الشرق الأوسط التي نشرت مقالاته وأكد
ذلك بضرس قاطع: (فعلاً مُنعت الصحيفة يومين من التوزيع)؛
وهو ما نفته وزراة الاعلام الكويتية، حيث قالت: (ما يتم
تداوله في عدد من وسائل التواصل الاجتماعي عن قيام الوزارة
بمنع دخول صحيفة الشرق الأوسط الى الأسواق الكويتية، هو
خبر غير صحيح، ومنافٍ للحقيقة)، مبيّنة انها لم تمنع أي
عدد من أعداد الصحيفة.
هذا الإصرار السعودي على خلق مشكلة غير مبررة مع الكويت،
دفع بالمغرد الكويتي محمد العجمي (ابو عَسَم الكويتي)
والذي سبق أن لاحقته الحكومة السعودية مرارا بسبب تغريداته
الناقدة.. ليقول ساخراً رداً على الراشد ومرفقاً صورة
من مقالة الراشد صوره ابو عسم نفسه: (فعلاً مُنعت الشرق
الأوسط، وصورةُ هذا العدد وصّيت عليها يهربونها لي مع
اربعة كيلو حشيش. يا رجل مع سذاجة المقال، لكن لو مُنعت
الصحيفة، كنّا اول من ينتقد الحكومة، وهذا ما لا تستطيعه)
يقصد الحكومة الكويتية.
خالد العبيِّدْ رئيس تحرير جريدة دَسْمَان، تحدث بأدب
نافياً منع توزيع الشرق الأوسط؛ والدكتور طارق العلوي
كتب مقالاً بعنوان: (الكويتيون.. ناكرون للجميل)؛ انتقد
فيه الراشد، وقال انه يتفق مع الراشد: (نعم نحن الكويتيون
ناكرون للجميل، لأننا رفضنا التعرّض لوالدة أمير قطر،
إذ ما زالت لدينا رجولة وأخلاق تمنعنا من التعرّض لأعراض
الناس ونسائهم). وأضاف مخاطباً الراشد: (كما أشرت معاليك..
فقد كان حرياً بنا أن نساهم في حصار الشعب القطري، وفي
تضييق الخناق عليه، وحرمانه من جميع مقومات الحياة حتى
يؤوب الى رشده)؛ كما خاطب القطريين: (اتركوا عنكم السيادة
فقد اصبحت دقة قديمة. الموضة اليوم هي اتباع التعليمات
الواردة بالفاكس من دول الحصار، وتنفيذها حرفياً دون نقاش).
كويتي آخر وصف مقالات الراشد بأنها سرد تاريخي جاءت
من قبل (غير الراشد)، حوت دروساً في كيفية حفظ الجميل،
ورد بأن جميل الكويت على آل سعود اكبر: (صعب مقارنة عشر
سنوات بسبعة أشهر)؛ وهو يقصد أن استضافة عائلة آل سعود
المطرودة من نجد في الكويت استمرت لعشر سنوات، في حين
استُضيف الكويتيون سبعة أشهر. وزاد على الرد بقصيدة شعبية
يقول فيها:
عيبٍ على راعيِ الفضلْ يذكر الطِّيْبْ
وْحِنّا لوَ انْكُم ما حكيتوا سَلَين
تعالْ للتاريخ لوْ كانْ بِكْ عَيْبْ
مهما خفيْتَهْ يِظْهَرَنّهْ السنين
ارجعْ لعامَ الفْ وِثْمَانْ مِيّةْ وجِيْبْ
ذكرِ الجِمايِلْ يومْ حِنّا بَدَيْن
يوم اطْرَدَوكُمْ بالسيوفِ المَعاطِيْبْ
(آلِ الرشيدْ) مْرَجّحينَ اليمين
جانا مَلِكْكُم خِشْيَةِ الموتْ، تَهريبْ
من خشيةِ السيف الحَدَبْ لا يِلِيْن
لال الصباح مْضَيِّفيْنِ المِصاوِيْبْ
عَشْرَةْ سنينٍ، والضيافةْ علين
والحينْ باحداثِ الغزو يا ملاعيبْ
تحكون؟ حِنّا بالبداية وفَيْنا!
العقيد ابراهيم آل مرعي، كغيره من متحدثي النظام وحلفائه،
يقومون بـ (التّحْريش) على الكويت، وكيف انها سمحت لتنظيم
الاخوان وايران بالتغلغل فيها؛ وروّج الاعلام السعودي
مؤخراً كذبة كبيرة تقول بأن أسلحة إيرانية يجري تهريبها
من الكويت الى الحوثي، حسب زعمهم. والمضحك ان أحمد القحطاني
قال ان الكويتيين يكفرون السعوديين، وليس العكس، وانهم
اصبحوا يطالبون بتدويل الحج، وان ذلك سيجعل بلدهم لبناناً
آخر. ويستنتج: لذا فوضع الكويت لا يمكن السكوت عنه، خاصة
وانهم يدعمون الحوثي ويطبلون لإيران.
وترددت جملة (نكران الكويت للجميل) في تغريدات السعوديين،
فقال الدكتور السعودي جابر الصواط معرضاً بالكويت انها
تنكر الجميل، والإنكار من طبع اللئام. فرد عليه كويتي:
(لا يوجد لؤم أكثر مما أنت فيه وأمثالك. حين قامت المملكة
وقادت عملية التحرير فهي دافعت عن بوابتها، لأن مصيرنا
واحد). وزاد منتقداً آل سعود ومطبليهم: فلا لوم عليكم
ايها المخونون، فقد انتقلتم من مرحلة الكبت، الى مرحلة
التطبيل والتخوين، (لم يُترك لكم حرية الرأي، لأنكم بنظر
حكومتكم.. قُصَّرْ).
السعودي ماجد بن دايل يقول: (طوبْ على رؤوس كل من يتخاذل
ويهادن قطر. لا نريد تقية وخذلاناً في الأزمة. السعودية
وقفت مع الكويت، وأتى وقت رد الجميل). وقال سعودي آخر
بأن جميل بلاده على الكويت لا يُنكر؛ وتساءل عن رد فعل
الكويتيين على الجميل السعودي في الأزمة الحالية مع قطر.
هنا رد كويتي بأن :الكويت اتخذت موقف الحياد، فصعب أن
أقف مع أخي، و(أخلّي الأخ الثاني).
ايضاً رد الدكتور عبيد الوسمي بأن الكويت قامت بواجبها،
وان دول الحصار اتخذت قرارات دون مشاورة الكويت، ورفضت
تلك الدول مبادرتها؛ وحذر الوسمي: الكويت ليست مسرحاً
لأحد، ومن لديه اجندة طائفية فلينفذها في بلاده، يقصد
السعودية. ووصف اتهام الكويت بدعم الارهاب بأنه بهتان.
واشتكى نايف الثبيتي بأن بعض الكويتيين يشككون بدور
السعودية في تحرير الكويت، وفي موقفها من فلسطين، وسأل
مرة اخرى: هل هذا من باب رد الجميل؟؛ وموها الغامدي تقول
ان الكويتيين يدافعون عن الخونة القطريين، مع ان السعودية
هي التي حمتهم من الغزو العراقي.
وكان الاعلامي السلطوي محمد آل الشيخ، قد ندد بموقف
الكويت من الأزمة السعودية القطرية وقال: (موقف المملكة
المنقذ للكويت يجب أن نرى ثمنه موقفاً مسانداً لنا في
موقفنا المناهض للإرهاب وتقليم أظافر قطر). فسأله أحدهم
ساخراً، ما اذا كان من الواجب على الكويت ان ترد الجميل
بإعارة الرياض طنّاً من اليورانيوم المخصب لإحراق قطر؟
من جانبه ذكّر الكويتي جراح اللغيصِمْ بموقف مبارك
الصباح مع ابن سعود الذي لولاه ما قامت مملكتكم، واضاف:
(باختصار وحدةْ بوحدةْ، وزُودْ عليها وقفتنا بحرب اليمن
حاليا). يعني لا تمنوا علينا.
المغردة فاطمة قالت ان الطلب من الكويت برد الجميل
السعودي المزعوم معيب. ورد آخر على الراشد: (ما قامت به
المملكة هو رد جميل للكويت لأنه لولا الكويت لم تُوجد
المملكة). وثالث يخاطب الراشد: (تطالبْ الكويت برد الجميل
للسعودية بقطع علاقاتها مع قطر. ماذا قدمتم لقطر من رد
جميل عندما قامت بتحرير الخفجي؟) المدينة السعودية الحدودية.
واخيراً نشر الدكتور عبدالله الشايجي عدة تغريدات ردا
على عبدالرحمن الراشد وضد الحملة المركزة على الكويت،
قال في أحدها: (ما هكذا تكون الصداقة الحقيقية والعلاقة
الاستراتيجية ووحدة المصير).
بقي ان نقول: مملكة آل سعود المهزومة داخلياً وخارجياً،
ناجحة جداً في اشعال المعارك والإكثار من المشاكل مع الأقربين
والأبعدين، ولكنها فاشلة في في حل أي مشكلة والنجاح في
أي قضية.
|