سرقة سعودية تثير الاشمئزاز
بي إن سبورت القطرية أصبحت سعودية!
سعدالدين منصوري
في بداية الأزمة القطرية، أغلقت السعودية وحليفاتها
قنوات قطر ومواقعها الاعلامية كلها، وكان بينها قناة بي
ان سبورت، الأقوى في المنطقة والأكثر مشاهدة واشتراكاً.
هذا ازعج متابعيها ومشتركيها الكثر في السعودية وحليفاتها.
تراجعت الامارات مؤخراً عن قرارها بشأن هذه المحطة الرياضية،
لكن الرياض قررت السطو عليها، بشكل يبعث على الاشمئزاز،
ويكشف كم هي هشّة ومحبطة ومفلسة بلا رصيد أخلاقي، ولا
تلتزم بقانونها ولا بالقانون الدولي.
نعم.. قررت الرياض السطو على المحطة الفضائية؛ وبدل
ان تكون بي إن سبورت قطرية (beIN)؛ اصبحت بي أوت سبورت
السعودية (beOUT)! هكذا ولكن كيف؟!
عبدالعزيز المريسل، مدير مكتب صحيفة الرياضي بالرياض
يكشف عملية السطو الحكومية وبالتفصيل الممل. ابتداء يقدم
المريسل تبريراً لما ستقوم به بلاده، فمحطة قطر بي ان
سبورت تستغلها قطر في مخططها القذر، كما يقول، ولكن ما
هو المخطط؟ لا أحد يعلم. وذكر بأن الرياض امرت العاملين
السعوديين في المحطة بالإنسحاب، فانسحبوا واستمرت المحطة.
والخطة السعودية الآن، حسب المريسل، تبدأ بأن مواطنين
ابطال ـ هكذا يصفهم ـ سيقومون بقرصنة كاملة لقناة قطر،
وسيبثون جميع المحتوى على قناة بي اوت السعودية بثاً فضائياً؛
وذلك عبر رسيفر خاص للقناة السعودية الجديدة، وباشتراك
رمزي حسبما يقول. أما الهدف من هذا حسب المريسل، فهو توجيه
ضربة للإعلام القطري، وتزويد المتابع السعودي ببث مباريات
رياضية مباشرة دون الرجوع الى القناة القطرية صاحبة البث
الأساس.
لكن ماذا عن قانونية هذا السطو؟
يسخر المريسل فيقول، ان على قطر ان تقدم شكوى ضد ما
يقوم به المواطنون السعوديون الأبطال؛ واوضح التفصيل بأن
الشركة المالكة للقناة السعودية مقرها كوبا، والقضية القانونية
ستأخذ سنوات؛وزعم ان المالكين خليجيين وكوبيين وكولومبيين،
مسجلين قانوناً. يعني مجموعة لصوص. وعليه، فالمطلوب من
المواطن دعم القرصنة هذه ومناصرة القائمين عليها، ومتابعة
القناة الجديدة والاشتراك فيها رمزياً؛ لأنه لن يكون هناك
استمتاع ـ حسب المريسل ـ الا بقرصنة كاملة لقنوات بي ان
سبورت.
من هول المفاجأة صرخ مواطن: (معاذ الله ان تكون هذي
أطباعنا، او ان يكون هذا اللص يتكلم باسمنا ونيابة عنا)؛
وخاطب آخر المريسل فقال: (تسرق وتحث على السرقة وتدعمها،
والمصيبة تسرق وتبيع شيء مسروق؟). وتألم ثالث ساخراً:
(صرنا حراميّة بشكل رسمي)!
الكاتب عبدالسلام الوايل رأى (ان ما خسرته الجزيرة
من صدقية وتعاطف، عوّضها عنه المريسل وأمثاله بإشاعة صورة
سلبية عنا). واضاف بأن تغريدات المريسل اصابته باكتئاب؛
لأنها معركة افئدة وعقول ويجب ان لا نخسرها، يقول الوايل.
اما الاعلامي نبيل بن احمد فأراد ان يبرئ آل سعود فقال
ان ما جرى قرصنة تجرّمها السعودية ويُعاقب مرتكبوها. لكننا
لم نرَ عقاباً بل ترويجاً للجريمة (الحلال).
وفعلاً بدأت الرياض بث قناتها السارقة بي اوت، وصار
بالإمكان مشاهدتها على الإنترنت وبجودة HD؛ والترويج لها
قائم على قدم وساق، بأنها مجانية وكل ما تحتاجه رسيفر
خاص بها قيمته ٣٢٠ ريالاً؛ وأن شركات
الاتصالات السعودية ستتسامح مع المستخدمين، ولن تخضع مشاهدة
القناة السارقة لسياسة الاستخدام العادل للإنترنت. يعني
مجاني. وعليه لم يعد الأمر مزحة كما روج احدهم: بي أوت
السعودية سرقت بي إن القطرية!
الاعلام السعودي والحليف طبّل للسرقة، واعتبر قنوات
بي اوت السعودية منافسة لبي ان القطرية، وذلك لتشجيع الجمهور
على مشاهدتها. وواضح ان الحكومة السعودية وراء هذه السرقة
وهي التي ستتحمل المسؤولية القانونية.
صحيفة الرياض روجت في خبر لها للمحطة السارقة؛ ثم حذفت
الخبر بعد ان نشرته عنها صحف عربية واجنبية. وصحيفة الخليج
الاماراتية تساءلت عما اذا تعدت السعودية على حقوق البث
القطرية؟؛ صحف موالية اخرى روجت للسرقة، ونقلت عن الرياض
ترويجها المجاني لقناة خارجة عن القانون مدعومة رسميا.
صحيفة العربي الجديد المدعومة من قطر وصفت الفعل السعودي
المشين بأنه قرصنة اعلامية مفضوحة؛ ووكالة سبوتنيك الروسية
نقلت الخبر عن صحيفة البيان التي وضعته في إطار (المنافسة)
لقنوات قطر؛ في حين قالت أخرى ان القرصنة إنما جاءت لكسر
الاحتكار!؛ ومثل ذلك قالت المرصد، وفاخرت بالسرقة بأنها
ضربة لبي ان سبورت. في حين اعتبرت صحيفة الشرق القطرية
السرقة فضيحة؛ وسمتها الوطن القطرية قرصنة جديدة، مذكرة
بقرصنة وكالة الأنباء القطرية.
بكلمة: ما جرى من قرصنة سعودية رسمية لقنوات بي ان
سبورت، يكشف تهافت آل سعود ونظامهم المأزوم، وسيدفعون
ثمن سرقتهم عبر القضاء!
|