عن (مهلكة) آل سعود، أُحدّثكم!
وقع الملك سلمان على قرار بخصخصة وزارة الصحة تدريجياً
حسب رؤية ابنه، والغرض واضح، وهو التخلص من عبء الإنفاق
عليها، وتحويل الى كتف المواطن بالتدريج. وفي الطريق سيتم
خصخصة التعليم والجامعات، والطرقات، وغيرها!
انزعج المواطنون من القرار، وكتب الصحفي عبدالله العقيل:
(أقسم بالله. خصخصة الصحة جريمة بحق الناس، وستذكرون كلامي
بعد سنوات من الان). واضاف: تركنا نجاح كندا وبريطانيا
والدول الاسكندنافية، وتوجهنا للتجربة الأمريكية الفاشلة.
المحامي المديميغ قال رأيه بأن: (خصخصة القطاع الصحي
تنطوي على مخاطرة كبيرة ومجازفة. الصحة ليست طريقاً سريعاً،
او محطة قطارات او مؤسسة ترفيهية). وسخر اعلامي ثالث:
(قريباً علاج الزّكْمَة بألف وخمسمائة ريال، والحمّى بألفي
ريال، وتدفع وأنتَ ساكت). كما علق المحامي الجيزاني على
القرار بجملة: (وبدأ المواطن يأكل التراب).
* * *
بعد سقوط داعش وتحرر الموصل، رأى المفكر محمد المحمود
فضلاً كبيراً لمن حررها في أعناق الجميع وأجيالهم، فقد
أصبح العالم ـ وليس العراق وحده ـ أكثر امناً وجمالا وانسانية،
واضاف: لا عزاء لمن يبكي داعش بعيون طائفية. وزاد بأن
على كل عراقي، بل على كل عربي وكل مسلم، وكل انسان في
العالم، ان يشكر ابطال تحرير الموصل العظام. ومثل المحمود
قال الكاتب والاعلامي وائل القاسم: (على كل مسلم الفرح
اليوم) بسقوط دولة الإجرام.
بيد ان هناك كثيرين من النخبة النجدية الطائفية، آلمها
سقوط داعش في الموصل. نموذجهم الأكاديمي خالد الدخيل،
والكاتب يوسف اباالخيل الذي قال: (الاحتفال بهزيمة داعش
بوجود الحشد، يدل على قصر نظر سياسي واجتماعي)!
وعلق الحجازي محمد الهاشمي بأن وجه نقداً للحكومة وحاضنتها
الوهابية بطريقة ذكيّة، فقال: (يريدون منّا أن نعادي إيران،
نفجّر العراق، نقتل اليمن، نُسقط الأسد، نكفّر الشيعة،
نخذل فلسطين، نتّبع الغرب، ننسى إسرائيل). وسأل: من هم
هؤلاء؟ إنهم أعرابٌ يدّعون تطبيق سنّة النبي!
* * *
أطلق اليمنيون مجموعة صواريخ على قاعدة فهد العسكرية
بالحوية في الطائف، فقالت الرياض زوراً انها تستهدف الكعبة!
سخر يمني من ذلك وقال: (ضربنا جدة فقالوا الحوثي يستهدف
كعبة المسلمين؛ ضربنا الطائف فقالوا الحوثي يسستهدف مكة
مجدداً. يعني لازم نضرب باتجاه الصومال حتى يرتاحوا).
لكن احمد ابو دهمان، الكاتب والأديب، علق مهاجماً اليمنيين
وبشكل مستفز: (أدخلناكم في الاسلام ركوعاً وسجوداً، وعرّبناكم
وعلّمناكم لغتنا حرفاً حرفاً، وسنظل قبلتكم وهويتكم..
هذا قدرنا). قيل ان كلامه موجه لقطر، وقيل لليمنيين، وقيل
لإيران. رد باحث بأن نجد هي آخر من أسلم من مناطق الجزيرة
العربية قاطبة، وأنها أول من ارتد عن الاسلام ايضاً.
وكما هو الحال كل مرة، فإن جماعة آل سعود في الباكستان
تصدر البيان تلو الاخر دعماً لهم، حتى في قضايا داخلية.
هذا أزعج يمنياً فكتب: (قولوا لداعش باكستان ان اليمنيين
دخلوا الاسلام قبل كفار قريش، ونصروا الاسلام حين حاربته
قريش، وأحفادهم أحرص على مكة من أحفاد قريش).
سأل مواطن صاحبه متى نسمع بقتيل من أمراء آل سعود في
اليمن؟ فكان الرد: (ولاة أمرنا حفظهم الله، وعترتهم الطاهرة،
مرابطون على ثغور لندن وباريس وطنجة).
* * *
الغضب من الوهابية يتصاعد، والهجوم عليها بمسمى السلفية،
او السلفية التقليدية، لا يقصد منه سواها.
الأديب محمد زايد الألمعي، أوضح لنا التالي: (السلفية
ليست فكراً، بل هي منهج الكفّ عن التفكير، وحين تؤمن السلفية
بالتعددية، لن يكون اسمها سلفيّة. ذلك ان السلفية تفكّر
نيابة عن أتباعها). وأضاف ساخراً: (في بلد المليون داعية،
لا بدّ ان تكون قد دعيتَ على أحد، أو أن أحدهم دعا عليك)!
وبالنسبة للدكتور عبدالله الشمري، المتخصص في الفكر
والتاريخ الوهابي السعودي، فإنه لا فرق لديه بين داعش
ودولة آل سعود. فـ (داعش امتداد طبيعي للوهابية الأولى،
والفارق الوحيد ان داعش هي نسخة اتش دي HD من الوهابية
الأولى لا أكثر).
* * *
مريم العتيبي حرّة، بعد أن سُجنت لأكثر من مائة يوم،
لمجرد انها تريد ان تسكن في منزل لوحدها؛ في قضية هزّت
الرأي العام المحلي والعالمي. قالت ناشطة سعودية أن (قصتها
وصمة عار ترمز لمعاناة كثير من السعوديات). وعلق آخر على
اطلاق سراحها: (نشرت معاناتها فكذبوها؛ طالبت بالحرية
فقذفوها؛ أزعجتهم فسجنوها، ثم انتصرت). وسألت الناشطة
لجين الهذلول: (الآن من يعوّضها عن المئة يوم التي قضتها
في السجن ظلماً؟)؛ والاعلامية ايمان الحمود تقول: (العقبى
لكل حصّة؛ لكل منيرةْ؛ لكل سارة.. لكل سعودية ستمسك بزمام
أمورها: نضالكن يستحق التقدير).
* * *
قال طبّالوا آل سعود أن (الأقصى في قلب سلمان) ونسبوا
نصر الفلسطينيين في الأقصى اليه، فغار الأردنيون ونسبوا
النصر لملكهم، والمصريون الى السيسي، والإماراتيون لابن
زايد!
النصر له الف أب والهزيمة يتيمة.
كان المتظاهرون في شوارع القدس يرددون صوتاً وصورة:
يسقط، يسقط آل سعود، وذلك حتى لا يسرق الخونة نصرهم. لكن
ما يهم الملك سلمان القابع منذئذ في طنجة في رحلته السنوية،
هو النصر الإلكتروني، وتأطير الأتباع بأن ملكهم العظيم
أخضع نتنياهو وأجبره على التراجع بشأن بوابات الأقصى وتقييد
حرية العبادة فيه
الأقصى ليس بحاجة الى نصرة الطغاة، الباحثين عن نصر
مجاني، يصنعه (دليم) اي سعود القحطاني مستشار محمد بن
سلمان الإعلامي برتبة وزير!
أبو عنزٍ الجاميْ أجاب على وسم: (ماذا تعرف عن الأقصى؟)
بالسخرية من سلمان وأمثاله: (إنه تحت يدي الإمام العادل
الزاهد، الموفق والمسدد، أبي الأيتام والأرامل نتنياهو،
الذي بايعة رؤساء العرب لقمعهِ للروافض)!
|