عمدة لندن كين ليفنجستون يأمل:
رؤية آل سعود معلّقين على أعواد المشانق
كين ليفنجستون، عمدة لندن الحالي، الذي نجح في انتخابات 2000 بعد
جولة عسيرة من الحملة الدعائية، يتحدر من أقصى اليسار في حزب العمال،
الذي كان طرد منه عقب ترشيح نفسه ضد مرشح الحزب لمنصب رئيس المجلس البلدي،
فرانك دوبسون، وفاز في الانتخابات. وقد عرف عن ليفنجستون جرأته وصراحته
الفائقة، ولعل هذا ما يجعل انتقاداته صادمة ومحرجة للحزب الذي ينتمي
اليه، ولكن تظل لتصريحاته تأثيراً فاعلاً على مشاعر شريحة واسعة من المجتمع
البريطاني وعلى سكان العاصمة لندن. وبحسب ليفنجستون فإن آراءه في موضوعات
العرق، والشذوذ الجنسي، والجنس أصبحت هي السائدة، عكس ما كان عليه خصمه
السابق نيل كينوك الذي كان يحاول جعل حزب العمال قابلاً للترشيح في منتصف
الثمانينات.
انتقادات ليفنجستون تأتي متقاربة مع بدء التنافس الانتخابي على رئاسة
بلدية لندن الكبرى، حيث من المقرر ان تبدأ الانتخابات البلدية في العاشر
من يونيو القادم. ولذلك يمكن وضع ردود الفعل على انتقادات ليفنجستون
في سياق الحملات الانتخابية التي بدأت تشهدها لندن.
يعيب خصوم ليفنجستون عليه فجاجته وصراحته المباغتة، التي يفسّرها
خصومه من خلال منظور لعبة الصراع على السلطة، وأنه يسعي لتحقيق أغراض
سياسية من وراء تلك التصريحات، تماماً كما فعل في الاضطرابات التي حصلت
عقب تصريحه لمجلة عام 2000 بأنه يفضل دائماً فعلاً مباشرة، وقوله (بأن
النظام المالي الدولي يقتل في كل عام عدداً من الناس يفوق عدد ضحايا
الحرب العالمية الثانية، مع فارق أن هتلر كان على الاقل أحمقاً)، وهو
بذلك يزرع ألغاماً في طريق منافسيه للوصول الى منصب العمودية، فهذا النوع
من المقارنات يحرّك مشاعر الطبقات الاجتماعية المتضررة من السياسات العامة
التي تعكس نظام المصالح لدى الطبقة المستفيدة.
نشير هنا الى أن ليفنجستون قد دعا في وقت سابق إلى إلغاء الحكم الملكي
في بريطانيا، ولعل هذا ما يفسّر جزئياً على الأقل هجومه على العائلة
الملكية في السعودية. ففي مقابلة مع الجارديان في الثامن من أبريل قال
عمدة لندن السيد ليفنجستون بأنه يتطلع الى اليوم الذي يرى فيه أفراد
العائلة المالكة في السعودية معلقين على أعواد المشانق. وقال بأني (اتطلع
الى اليوم الذي استيقظ فيه لاجد العائلة المالكة السعودية معلقين في
أعمدة الانارة بينما توجد حكومة جيدة تمثل الشعب السعودي).
هناك من يربط هجوم ليفنجستون على العائلة السعودية المالكة والتهديدات
الارهابية التي راج الحديث عنها مؤخراً ضد العاصمة البريطانية، لندن،
حيث جرى إعتقال أو إستجواب عدد كبير من المشتبه بهم من المسلمين سواء
من المواطنين أو المقيمين في ظل اشاعات تروج حول تخطيط شبكة القاعدة
لتنفيذ هجوم ارهابي في لندن من الجو. ولكون السعودية تقوم بتمويل عدد
كبير من المساجد والمراكز الاسلامية في بريطانيا، فإن هناك ما يبرر هجوم
عمدة لندن على العائلة المالكة السعودية والتي ينظر اليها في الغرب باعتبارها
من أكبر ممولي الارهاب في العالم.
وكان ليفنجستون قد حذّر سكّان لندن العاصمة بأن لا يبالغوا في الخوف
من الهجمات الارهابية مشيراً الى أنهم قد يقعون ضحايا لحوادث الطرق في
العاصمة. وقال بأن الارهابيين سينفذون، وسيحصدون الارواح، ولكن حين يوضع
ذلك في منظور أوسع بأننا سنقتل هذا العام 300 شخصاً في حوادث الطرق في
هذه المدينة، وعلى هذا الأساس ليس هناك من سيغادر منزله في الصباح.
إثنان من المنافسين لازالة عمدة لندن كين ليفينجستون من منصبه إستغلا
تصريحه بأن العائلة المالكة السعودية يجب تعليقها شنقاً على أعمدة النور.
وبحسب إعتقاد خصومه، فإن تصريحات ليفنجستون هي محاولة للمنافسة على السيطرة
على المخيال الشعبي كما فعل ـ أي ليفنجستون في انتخابات عام 2000 فإنه
يستعمل المقابلة مع صحيفة الجارديان للدعوة الى خمسين بنساً كمعدل أعلى
للضريبة، واعتقال رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون، وإنهاء النظام في
السعودية.
وقال (عوضاً عن التبشير بما هو خطأ أو صواب في الشؤون العالمية، فإن
على العمدة البدء بالعمل من أجل لندن وسكانها). وأضاف بأن السيد ليفنجستون
قد هاجم الاميركيين في وقت سابق وهو الآن يسعي لعزل العاصمة عن الامم
الأخرى. وقال بأن (انتقاداته لن تؤدي الى مساعدة الصناعة السياحية في
لندن، ولا تساعد بشيء في العلاقات الدولية كما لا تساعد سكان لندن).
وكان ليفنجستون قد شنّ هجوماً عنيفاً على السياسة الاميركية في الشرق
الأوسط، وألقى باللوم في الصراع الفلسطيني على ما أطلق عليه (بشبكة الفساد)
التي تربط بين (شيوخ النفط) وشركات النفط والبيت الابيض. وكان ليفنجستون
قد وصف الرئيس الاميركي الحالي جورج بوش بأنه يمثل (التهديد الاخطر للحياة
على هذا الكوكب). أما عن رئيس وزراء اسرائيل آرييل شارون فقال بأنه يتطلع
لأن يراه في زنزانة الى جانب زنزانة رئيس يوغسلافيا السابق سلوبودان
ميلوسفيتش.
السيد نوريس، عضو حزب المحافظين والمنافس القوي للعمدة الحالي والذي
يأمل في الفوز بمنصب عمدة لندن وصف تعليقات ليفنجستون (بالبجاحة)، وقال
(في ظل تهديد بهجوم إرهابي على لندن من الجو، فإن هذا النوع من غضب ليفنجستون
يعتبر خطيراً بصورة كاملة). ويضيف (فإن هذا بصورة محددة نوع التحريض
الذي قد يكون له تداعيات خطيرة على بلادنا، وأن هذا ما غفل عنه عمدة
لندن).
المتحدث باسم عمدة لندن قال بأن خصوم السيد ليفنجستون يحاولون مراراً
لازالة الخوف المفتعل من أجل صرف الانتباه عن حقيقة أنه جنّد عدداً إضافياً
من الشرطة في شوارع لندن وأنه قام بتحسين خدمة الباص.
وفي ظل هذه التجاذبات ذات الابعاد الانتخابية رفض مكتب رئيس الوزراء
التعليق على تصريحات ليفنجستون لصحيفة الجارديان. أما السفارة السعودية
في لندن فرفضت التعليق على انتقادات ليفنجستون كيما لا تمنحها قدراً
من الاهتمام الذي لا تستحقه.
|