ابن سلمان يدفع ثمن وصوله للعرش
نخب التطبيع السعودية
يحي مفتي
للحق فإن معظم المواطنين المسعودين، بمن فيهم النخب،
ترفض إقامة أي علاقات مع الصهاينة المحتلين. هذا واضح
من ردود الفعل كلما جسّ النظام نبض الشارع، وحتى في هذه
المرحلة الأخطر، فإن معظم النخب المثقفة لاذت بالصمت،
او عبرت عن رأيها بأسماء مستعارة خشية الاعتقال، بل ان
البعض اجرى مسحاً في موقعه على مواقع التواصل الاجتماعي
واكتشف ان الأكثرية (تزيد على الثمانين بالمائة) ترفض
التطبيع، أي ترفض سياسة محمد بن سلمان.
|
|
ابن سلمان يدفع ثمن وصوله للسلطة! |
لكن هناك بعض النخب المقربة من ال سعود والتي وجدتها
فرصة لبث غلها وحقدها لبث الغل ضد فلسطين، قضية وشعباً،
وهي لم تألُ جهداً في اقناع المواطن العادي بفائدة التخلص
من عبء القضية الفلسطينية (ولو على المستوى السياسي والأخلاقي)،
ان كان لديهما اخلاق أصلا.
ماذا نرى حين نستعرض مواقف بعض من يروجون لمسعى التطبيع
الرسمي السعودي مع الصهاينة المحتلين. اننا نرى في المقدمة
أمثال هؤلاء:
نبدأ بالدكتور تركي الحمد، اليساري السابق، فهو يقول
بأن في جنوب افريقيا ناضل الجميع لتحرير وطنهم، فهل فعل
الفلسطينيون ذلك؟ وأضاف: (كلا.. لن أدعمَ قضية أهلها أول
من تخلّى عنها)، ردّت الكاتبة الكويتية سعدية مفرح بأن
من يتخلى عن القضية هو الخاسر، وان فلسطين هي قضية الجميع
وليس الفلسطينيين وحدهم، ثم: اثبت ما تدعيه بأن اهل فلسطين
تخلوا عن القضية.
عاد الحمد فقال انه ليس ضد القضية، وأضاف بأنه يعاني
منذ قيام دولة الصهاينة باسم فلسطين حيث الانقلابات والتنمية
المعطوبة وقمع الحريات، وحتى لو عادت فلسطين فستكون دولة
عربية تقليدية!
يعني ـ بنظره ـ الأحسن تبقى فلسطين بيد الصهاينة. هذا
الذي يُفهم منه. لكن المبرر غريب، رد عليه احد المواطنين..
فهل غرقت جدة بسبب فلسطين؟، وهل الأمراء يسرقون ثم يتبرعون
لفلسطين، وهل فُرضت الضرائب بسبب فلسطين، وهل فشلت وزارات
الصحة والإسكان والتعليم بسبب فلسطين، وختم: (أيها البائس:
قل نريد ان نطبّع وخلاص).
|
|
امام الحرم الشريم يحذف تغريدات قديمة مؤيدة لفلسطين!
|
|
|
تركي الحمد: لم تعد قضية فلسطين تهمّني، ولن أدعمها!
|
|
|
أنور عشقي: يزور دولة الاحتلال، ويلتقي الصهاينة،
ويفاخر بالصلاة في القدس! |
|
|
محمد آل الشيخ: إيران عدونا الأول قبل إسرائيل!
|
|
|
العمير: فلسطين قضية لا ناقة لنا فيها ولا جمل!
|
|
|
دحام العنزي: نرحب بسفارة إسرائيلية في الرياض
في نفس موقع سفارة ايران |
|
|
حمزة السالم: ستصبح إسرائيل المحطة السياحة الأولى
للسعوديين |
|
|
فراس الفدّا: أتمنى تطبيع العلاقة مع إسرائيل!
|
|
|
الجميعة: السلام مع إسرائيل سيقلب الموازين لصالح
المملكة! |
|
|
عبدالله الخطاف: لو حاربنا إسرائيل لقاتلنا الفلسطينيون
معهم! |
|
|
منذر آل الشيخ: الخبيث من يقول ان القدس عاصمة
الأمة، ومن يتظاهر لأجلها رعاع! |
|
|
أنس زاهد: الفلسطينيون عباقرة في مقاومتهم!
|
|
|
خالد الوابل: قضيتنا مع الكيان الغاصب وجودية،
تزول بزواله |
|
|
عبده خال: موقف ترامب المتطرف كشف ان مصير السنّة
والشيعة واحد. |
ومرة ثالثة عاد الحمد ليعميها بدل ان يكحّلها، موضحاً
(ما قلته هو أن فلسطين لم تعد قضية العرب الأولى بعد أن
باعها أصحابها... اما فلسطين، فللبيت رب يحميه). حقاً:
ان كأن آل سعود يريدون إقامة علاقة مع إسرائيل، فليفعلوا
بلا مقدمات شتم متواصل للفلسطينيين، فـ (من يريد ان يدخل
المستنقع الصهيوني لا يحتاج ان يلطّخ غيره بالوحل).
وشارك تركي الحمد في تاق سعودي عنوانه (الرياض أهم
من القدس)، قال فيه: (لم تعد القضية تهمني، لقد أصبحت
قضية من لا قضية له). رد الكاتب والمحامي إبراهيم محمد
الناصري، بأن هناك (موجات متتابعة تشيطن الفلسطينيين وتصور
الصهاينة ملائكة وتُسفّهْ قضية القدس ومن وراءها).
وزعم الموظف في مباحث وزارة الداخلية، الدكتور محمد
الهدلة، بان البعض يطلب من السعوديين ان يكونوا فلسطينيين
اكثر من الفلسطينيين أنفسهم، وزاد مبررا التطبيع: (لن
تجد فلسطيني إلا ويسب السعودية ويحقد عليها). لكن الحقيقة
هي ان المطلوب من آل سعود ان يكفوا شرهم عن فلسطين وبلاد
المسلمين الأخرى، وكفى.
كاتب السلطة الصحفي محمد آل الشيخ، من نسل ابن عبدالوهاب،
اكد مراراً وتكراراً على ان الهدف من التطبيع مواجهة ايران،
ووضع مساومة اما سقوط امام ايران، او علاقات مع إسرائيل:
يقول: (نعم ومليون نعم. ايران الفارسية هي عدونا الأول
قبل إسرائيل) ثم أضاف: (من يعتقد اننا سنقدم حبنا لفلسطين
على حبنا لاوطاننا غبي ومغفل بل وحمار). السؤال: لماذا
لا يجتمع حب بلدك ـ يا ابن الشيخ ـ مع حب فلسطين؟ ولماذا
يجتمع حب بلدك مع الصهاينة، ولماذا تستطيع الرياض التطبيع
مع إسرائيل، ولا تستطيع حتى التفاوض مع ايران؟
ونصح محمد آل الشيخ بضرورة تخصيص قناة باللغة الفارسية
لغزو ايران من الداخل واثارة الأثنيات، كعدو بديل عن دولة
الاحتلال، وأوصى بإظهار (العين السعودية الحمراء) والمواجهة
المباشرة مع ايران.
عثمان العمير، صاحب موقع ايلاف، ورئيس تحرير الشرق
الأوسط الأسبق، قال بصوت صهيوني ان من العبث والإستهبال
الدفاع عن قضية لا يحترمها أهلها، ويقصد فلسطين. وهذا
كذب وتأسيس على زعم باطل. وأبدى العمير سعادة بأن السعودية
تتحرر يوماً بعد آخر (عن قضايا لا ناقة لها فيها ولا جمل).
وأوضح العمير بأن (مقدساتنا في السعودية فقط)، وان السعودي
يسهل استحماره واستثماره واستغفاله وإثارته بموضوع فلسطين.
ووصف العمير اعتراض العرب والمسلمين على قرار ترامب بأنهم
(أمة لفظية، تنتنحب وتشق صدرها)، ورأى عدم الالتفاف لذلك.
جمال خاشقجي، الاخواني والعامل في الاستخبارات السعودية
سابقاً وربما لازال في المنفى، رأى بأن إسرائيل لا تشكل
تهديدا للسعودية، وبالتالي لا تحتاج الى علاقة معها بحجة
الإضطرار، ويضيف: (ولكن انهيار جمعٌ من مثقفيها نحو تطبيع
رخيص، يشي بهزيمة فكرية خطيرة من داخلها). والصحفي فارس
أبا الخيل لاحظ توق البعض للتطبيع مع إسرائيل، وقال ان
في ذلك تعدّ لما هو راسخ في وجدان المواطنين والعرب، مذكراً
بان علاقات الانظمة في مصر والأردن لم تتطور لتطبيع شعبي.
بيد أن أنور عشقي، الذي كانت له جولات مع الصهاينة ولقاءات
مفتوحة، بل وزيارات للأراضي المحتلة، أراد ان يذم ايران
فامتدحها بتبريره هذا. يقول بأن حين زار ايران ذات عام
(سألني المرافق من الخارجية الإيرانية: لماذا لا تمدّون
حماس بالسلاح؟ قلت: أنتم تمدّونهم بالسلاح لينتحروا، ونحن
نمدّهم بالمال ليعيشوا). للمعلومية فإن معظم ميزانية السلطة
الفلسطينية كما المساعدات تأتي من الدول الغربية. وأضاف
عشقي: (عداؤنا لإسرائيل “عداء تضامني” مع الاخوة الفلسطينيين،
فإسرائيل لم تقصفنا بالصواريخ، ولم ترسل لنا ارهابيين
ولم تشتمنا). قيل له ان القدس والأقصى لا يعنيان لك شيئاً
وانت الذي التقيت بالصهاينة وزرت إسرائيل. أجاب عشقي:
(أكرمني الله بالصلاة في المسجد الاقصي، وأكرمني اكثر
عندما قدمني الامام للإمامة بالمصلين بمسجد الصخرة).
ومن دعاة التطبيع الذين فاجأونا، الكاتب الاقتصادي
حمزة السالم الذي فجّر قنبلة حين قال: (اذا عُقد سلام
مع إسرائيل، وتسهلت الفيزا.. ستصبح ـ أي إسرائيل ـ المحطة
السياحية الأولى للسعودية)، وأضاف فضيلة أخرى للتطبيع
مع الصهاينة: (متى تسالمنا مع إسرائيل، انحرقت ورقة اللعب
ب ـ الورقة الفلسطينية ـ فالحكومة لن تقبل بالتحريض عليها)
أي من زاوية عدم دعمها للقضية. رد عليه احدهم: لو كان
مبرر التطبيع بحجة مواجهة ايران، لأمكن تفهمه، اما مبرر
السياحة فلا. وردت مغردة: انها انتكاسة مريعة، لحمزة السالم،
ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وأضافت: (الشريف يتمنّى
ان ينقطع لسانه ويده، ولا يكتب عاراً كهذا). ورد مواطنون
آخرون بحنق بأن المواطنين الشرفاء لن يذهبوا سياحة ليفيدوا
الكيان الغاصب المجرم، و(لا ولن يغيرنا الزمن، تبقى إسرائيل
دولة غير شرعية غاصبة غير معترف بها).
كانت تعليقات حمزة السالم على ناقديه ساخرة مستفزة
الى أبعد الحدود، وزاد مبررا: (انا واقعي جدا، لن ننتصر
وهذه حالنا، فلعل السلام يرفع المشقة عن الفلسطينيين،
ويعطينا فسحة لعلاج عقولنا. ثم ان عهود السلام سياسة نبينا
الحصيفة). يعني حشفٌ وسوء كَيْلَة. التطبيع لن يرفع مشقة
عن اهل فلسطين ولن يعيد ارضا، والتلفع بسيرة رسول الله
باطل من أساسه: طبّعوا ان شئتم، ولكن (اخرجوا النبي الكريم
من هذه القذارة) فهو لم يهادن ولم تغتصب له ارض. من يطبع
مع الصهاينة لا دين له ولا يتبع رسول الله. فايز الشمري
يرى في دعوات السلام مع إسرائيل قلة حياء (والله انك ـ
حمزة السالم ـ ما تستحي على وجهك). وردت مشاعل: (لن ننتصر
وفكر أمثالك موجود. خسئت وخسئ من يمسك بزمامك. رفع الراية
البيضاء لن يعيد من مات من اخواني ولن يشفع الله لي خذلاني
لفلسطين).
لكن حسابا حكومياً بإسم علي الفيصل، ايد حمزة السالم
وقال ان السالم يصدع بالحق وزاد متبنيا كل الفكرة الصهيونية
بأن (اليهود ملاّك اصيلين لفلسطين، وما يسمى بشعب فلسطين
دخلاء). هذا الفيصل وغيره يتكلمون بمنطق وعبارات موحدة
وموجهة من اعلام الديوان الملكي وذبابه الإلكتروني. هي
حملة سعودية رسمية يشارك فيها مشايخ ومثقفون لترويج التطبيع.
من بين هؤلاء الداعية الوهابي عبدالله القرشي، المؤيد
لسلمان الحزم، وهو يزعم ان الفلسطيني باع عرضه وبيته،
وان الفلسطينيين خونة، ثم الصهاينة لم يقتلوا ربع ما قتل
الرافضة في العراق! والنتيجة: هو يريد ان يقول بأن التطبيع
مع الصهاينة ليس شراً كما نعتقد، وفق هذا التأسيس الغبي
للموقف.
أيضا الشيخ سعود الشريم، الامام والخطيب في الحرم المكي،
ليس فقط لم ينطق ببنت شفة، بل أعاد مراجعة مواقفه المناصرة
السابقة بشأن الحرب على غزة وحذفها، فتأمّل.
وكان حمزة السالم الذي يريد التطبيع مع الصهاينة، قد
اكتشف فائدة من المتاجرة بفلسطين، او التخلي عنها. الفائدة
السعودية هي: التخلص من عبء تفجيرات سبتمبر ٢٠٠١
التي قام بها مواطنون سعوديون في اكثرهم. يقول بأن التفجيرات
كانت اعظم خطرا من حرب الخليج، (واننا قربنا من تحصيل
نتائج عقوبتها، لولا السياسة الجديدة ـ يقصد إقامة علاقات
مع إسرائيل ـ التي منعت حصول الشر).
فراس الفدّا، العامل في وزارة المالية، يقول: (أتمنى
تطبيع علاقات المملكة مع إسرائيل، وأتمنى أن يكون تقارب
إسرائيل والمملكة صحيح). والإعلامي عبدالله الجهيمي، يتصيّد
أخطاء مغردين فلسطينيين موتورين من سلوك آل سعود، فيشحن
الأجواء لتمرير وتبرير التطبيع. والإعلامي الآخر عبدالعزيز
الجميعة يزعم ان الشرع السعودي الجديد يبيح إقامة علاقات
كاملة مع الصهاينة اذا رأى سلمان الملك ذلك؛ رد عليه وليد
بن مبيريك رافضا: (لا.. لا.. هذه دولة محتلة تقتل مسلمين
منذ اكثر من ثمانين سنة). فأجاب مباحثي اسمه عاطي المضياني:
(اليهود أرحم لنا وأعدَل من الروافض والأذناب من حماس
والفلسطينيين واليمنيين. أؤيد انشاء علاقات مع إسرائيل).
وتواصل النقاش من وليد: (لسنا في سباق مع احدهم، وليس
لنا حاجة بالعلاقة معهم كلهم، اذا كان ولا بدّ). عاد المباحثي
المضياني فقال انه في عام ١٩٩٠
تجمع العرب ووصفهم بالقاذورات، (وهم سنّة واحتلوا ارضنا
وشردوا شعبنا، ولولا الله ثم اليهود والصليبيين، لكنت
تلاقينا الآن خدم للمحتل اليمني والفلسطيني والعراقي).
هذه لغة غير مسبوقة في الاعلام السعودي الرسمي وعلى
مواقع التواصل. فرغم بذاءات مؤيدي النظام لم تصل الامور
الى هذا الحد من التصهين أبداً.
وعاد الإعلامي الجميعة فقال: (السلام بين السعودية
وإسرائيل، سيقلب الموازين في المنطقة لصالح السعودية.
مصلحتنا مع أمريكا والدول الكبرى)؛ وجاء محمد سليمان العنزي
بجهالة ليزعم التالي: (لم يتبق الا السعودية والإمارات
والبحرين والكويت في مواقفهم الصريحة ضد إسرائيل؛ فنأمل
أن تقيم علاقات واضحة وصريحة مع إسرائيل)؛ هذه معلومة
واضحة الكذب، لكن وجدت لها انصاراً كثر من رجال المباحث،
فقال احدهم بتهكم: (يا ليت نقيم علاقات مع إسرائيل) وأضاف:
(حتى نفتكّ من أصحاب شعارات الكضيّة والتطبيع)، واكمل:
(إسرائيل دولة محترمة، صاحبة حق طبيعي في ارض اجدادهم،
ونحن لا نمانع في إقامة علاقات معهم).
لا ننسى هنا الصحفي دحام العنزي، وهو رائد التطبيع،
فقد سبق غيره في (الترحيب بسفارة إسرائيلية في الرياض
في نفس موقع سفارة ايران) ليصار بعدها الى (تعاون في حرب
ايران وتدمير مفاعلها، ثم تنضم إسرائيل لجامعة الدول العربية).
ايده احدهم بان إسرائيل افضل الف مرة من ايران، ورد عليه
الدكتور موافق الرويلي: (ما هذا القرف يا رجل. يبدو انك
فقدت صوابك). فقال المطبع الصحفي دحام العنزي بأن ما يراه
فقدان للصواب، هو حكمة وعين العقل ومصلحة وطن، وان ما
يقوله أمثال موافق مجرد شعارات جوفاء.
وواصل دحام العنزي فقال (ان التعاون مع إسرائيل بإقامة
علاقات طبيعية ضرورة ملحّة للقضاء على الخطر الإيراني).
لحقته عمانية فقالت: (الله ينصر ايران. هذا اللي مخلّينا
نحترم ايران ونؤيدها سواء كنا سنة او شيعة). ورد الكاتب
خالد الوابل: (هذا الكيان الغاصب قضيتنا معه وجودية، وشيطنة
ايران لا تعني ان هذا الكيان الغاصب حمامة سلام). لكن
دحام الذي هو نجم شاشات التلفزة قال وهو يضرب على العصب
الحساس لدى المواطن: (ارجو ان يكون الجنرال السعودي والمخطط
الاستراتيجي الوطني أنور عشقي، اول سفير للسعودية في إسرائيل،
وأسعد أن أكون ثاني سفير في تل أبيب).
وضمن الجوقة الإعلامية السعودية، هناك منذر آل الشيخ
مبارك، الذي زعم ان مكة ضُربت بصاروخ يمني (وهو كذب)،
وأن الرعاع الفلسطينيين لم يتحركوا حينها، ووصف المتظاهرين
الفلسطينيين بأنهم رعاع ينبحون (ضد ولاتنا. قبّح الله
كل وضيعٍ يشاركهم). وقال الكاتب عبدالله الخطاف بأن السعودية
لو حاربت إسرائيل فـ (سترى الفلسطيني يتسابق مع الإسرائيلي
باتجاهنا لرمينا بالسلاح والحجارة). فيما قال الصحفي عبدالله
الذبياني في تاق (بالحريقة أنت وقضيتك): (ولّت تلك الأيام
التي كان ينجرّ فيها المواطن السعودي لقضايا لا تخصه).
في المقابل، الصحفي أنس زاهد قال في رد على المتصهينين
بأن الفلسطينيين هم اول شعب محتل يحول الحجر وسكاكين المطبخ
والتعليم وحتى فعل الحب والتكاثر الى وسائل مقاومة، وان
محمود درويش حوّل الحرف الى لُغم ينشطر جمالا وانتماء،
وان الفلسطينيين عباقرة في مقاومتهم. وشكر الأديب عبده
خال موقف ترامب المتطرف الذي كشف للمسلمين سنّة وشيعة
أن (مصيرنا واحد، وليتنا اليوم نخلط مع الغضب شيئاً من
التفكير بأن حروبنا ضد بعضنا ما هي الا تفتيت القوة الواحدة).
من لا يريد حمل هموم فلسطين فعليه الصمت وله الأجر،
نصح منصور باز. واستغرب مواطن عادي: من كان يصدق ان يأتي
يوم نعدد لكم ـ يقصد المتصهينين ـ أسباباً (عشان تكرهون
إسرائيل. صايرين نشرح أمور كان مُسلّم بها. الله العالم
مستقبلاً، ممكن نجلس نشرح لكم أهمية الصلاة والصيام).
وفي سلسلة تغريدات قال المعارض سعود السبعاني، بان
(صَبِي البلاي ستيشن)، ويقصد ابن سلمان، يدندن بلحن التطبيع:
طبعوا والعقوا جزم الصهاينة كما تشاؤون، ويضيف: (ولكن
اياكم يا كلاب أن تتدخلوا بالقضية الفلسطينية)؛ وطالب
السبعاني من شرفاء فلسطين ان يرفعوا شعارا لا يسمح لآل
سعود بالتدخل في الشأن الفلسطيني. وخاطب آل سعود: (انشغلوا
بفسادكم ونيومكم يا صهاينة الدرعية)؛ وخاطب احرار فلسطين،
قضية فلسطين قضية العرب والمسلمين اجمعين ولكنكم أهلها
(ان بخس صاحب المُلك بأرضه فسيأتيكم عربي متصهين يكسر
ثمنها كي يسترزق. اياكم والتفريط. اجعلوا ثمن فلسطين أغلى
من الأرواح).
وختاماً، وبعد سلسلة تغريدات تحت هاشتاق (ألا في الفتنة
سقطوا)، يقول المعارض الدكتور حمزة الحسن: (الحملة المنظمة
من آل سعود بافتعال مشكلة مع فلسطين ـ القضية والشعب ـ
مؤشر لقرب العلاقة بين الصهاينة وآل سعود. هذا المتعجرف
المستعجل يمكن أن يفعلها قريبا ـ يقصد محمد بن سلمان).
وأضاف: (قد يريد الله لآل سعود ان يرتكسوا أكثر، وأن يميز
بين الخبيث والطيب، وأن يضع فلسطين على سكّة التحرير حقاً).
|