النار السعودية مفتوحة ضد فلسطين
التطبيع السعودي مع الصهاينة عنوان المرحلة
توفيق العباد
يريد آل سعود التنازل عن قضية فلسطين التي لا يملكون
حق التنازل عنها، من أجل البقاء في العرش، او كثمن لوصوله
الى السلطة، ولأجل قيام تحالف لمواجهة إيران، العدو الأكبر
لآل سعود.
لهذا نصب آل سعود وإعلامهم فلسطين وأهلها هدفاً لهم.
في أي مناسبة تسنح، وأحياناً بدون مناسبة، ترى السهام
تترى على قضية فلسطين وأهلها، وينبري الكتاب والمغردون
الموالون الى اعلان براءتهم منها، واهانة شعبها، ووصمه
بكل الأوصاف الهابطة، واستخدام القضية الفلسطينية بوابة
لتلميع الصهاينة واستعلان العلاقات معهم، واحيانا استخدامها
في الصراعات البينية ـ كما مع قطر.
صفعة القرن التي اطلقها ترامب، وأمل من ابن سلمان القيام
بها، ارتدت على هذا الطفل في السياسة، فكانت الخسارة،
وكان الألم السعودي من أن الفلسطينيين لم يقبلوا باطروحات
ترامب، ولا بتهديدات ابن سلمان.
البداية مع عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، الذي
وبدون مناسبة، وصف حماس بأنها حركة متطرفة وارهابية، في
احد تعليقاته امام الإعلام الغربي، وطالب قطر بوقف دعمها
لحماس.
|
|
تركي الفيصل مع تسيبي ليفني |
حماس ردّت بأن تصريحات الجبير تشجّع العدو الإسرائيلي
على ارتكاب المزيد من الجرائم؛ وقالت ان استمرار الجبير
في التحريض على حماس ووصفه إياها بأنها متطرفة هو تضليل
للرأي العام، وتشويه للمقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني.
وزادت بأن تصريحاته لا تتوافق مع مواقف السعودية المعلنة،
ولا تعكس مزاج الشعب السعودي.
على الفور قام الذباب الالكتروني السعودي بتفعيل هاشتاقين
ضد حماس: الجبير يمثلني بقوة ، وحماس حركة إرهابية.
قال دحام العنزي، الصحفي المتصهين داعية فتح سفارة
صهيونية في الرياض، مخاطباً قادة حماس: (لستم فقط حركة
متطرفة، بل إرهابية ولسان حال كل سعودي: الجبير يمثلني
بقوة). وغضب الصحفي الآخر سلمان الدوسري من محاولة حماس
التفريق بين موقف الجبير وحكومته، واعتبر ذلك تضليلاً،
أي ان ما قاله الجبير يمثل آل سعود بالدقة. والمحامي الصحفي
الموالي عبدالرحمن اللاحم يصف حماس بالمرتزقة، والصحفي
طراد الأسمري يقول ان الجبير صادق في وصفه ورأيه يمثل
كل السعوديين؛ والإعلامي محمد الخالد قال ان حماس إرهابية
تثير الرأي العام ضد المملكة، وزاد فوصف قادة حماس بالمرتزقة
القذرين؛ وزاد الإعلامي بندر العطيف فزعم ان كلام الجبير
ليس فقط يمثل كل السعوديين بل يمثل كل مسلم حر. والإعلامي
عبدالله الجهيمي يقول بأن من يناصر حزب الله فهو بالضرورة
إرهابي وعليه فحماس إرهابية (طبعاً يمكن استخدام نفس المنطق:
كل من يناصر إسرائيل فهو صهيوني إرهابي).
وبالنسبة لمحمد الراشد فلا شك ولا ريب عنده ان حماس
إرهابية، وخائنة وقذرة ونجسة وصفوية وعميلة واخونجية ايضاً.
واستمرت حفلة الشتائم من خالد آل جلبان فقال ان حماس تتاجر
بالقضية ودماء الفلسطينيين، وانها حركة مغامرة، تذكيرا
بالبيان السعودي عشية حرب الصهاينة على لبنان في ٢٠٠٦.
وأما عبدالحميد الحكيم الذي زار إسرائيل مراراً مع عشقي،
فخيّر حماس بين خندقي إسرائيل أو إيران، وبالطبع هو مع
خندق الصهاينة؛ وقد أثنى عليه موقع إسرائيل لأنه اكد بأن
قيادة محمد بن سلمان لن تدعم حماس لأنها تشرعن الإرهاب
باسم الدين والمقاومة وتتحالف مع ايران.
في موضوع آخر يخص فلسطين، فقد استاء اعلاميو آل سعود
من اسقاط طائرة اف ١٦ إسرائيلية واصابة أخرى
من نوع اف ١٥. قللوا من قيمة الفعل، لكن مازالت
ايران وسوريا بزعمهم عميلتان لإسرائيل، وحتى حزب الله.
الصحفي محمد آل الشيخ قال ان الاحتفالات باسقاط الطائرة
الحربية الإسرائيلية مضحكة ومخجلة (نفهم معنى مضحكة، ولكن
لمَ هي مخجلة)؛ وقلل من قيمة الفعل مستشهداً ببيت شعر
للمتنبي، نقله خطأ. رد عليه احدهم: قد (علم الجميع انك
متصهين وكلب لإسرائيل. لا تحتاج لتذكيرنا بذلك من وقت
لآخر). لكن آل الشيخ زاد في عناده وقال: (غبيٌّ ومغفّل
من يفكر من الفلسطينيين بأننا سنتغاضى عن خطر العدو الفارسي
البغيض وتربّصه بنا، ونقف مع القضية الفلسطينية. أمن بلادي
في الدرجة الأولى، وليغضب الفلسطينيون قاطبة).
بدر بن طلال الرشيد، حفيد آخر حاكم لنجد من آل الرشيد،
قال بأن انصار ال سعود يدّعون بأن اسقاط الطائرة الإسرائيلية
مجرد مسرحية صهيونية إيرانية، وعلق: (لا بأس.. العبوا
بعقولنا، وأعدّوا لنا ولو مرة واحدة مع حبايبكم الصهاينة،
مسرحية تكونون أنتم أبطالها). وتابع: (قولوا ما شئتم عن
محور الممانعة، لكن الحقائق على الأرض تقول ان جميع الخسائر
التي تكبدها الكيان الصهيوني خلال العقود الثلاثة الماضية،
كانت بفعل ضربات هذا المحور الذي تحاربه أمريكا وعملائها
في الخليج).
ايضاً وفي سياق التطبيع مع الصهاينة، وكما فعل موقع
(إيلاف) السعودي من قبل مع قادة عسكريين صهاينة، استضافت
صحيفة وزارة الداخلية الإلكترونية (سبق)، احد كبار الحاخامات
في مقابلة أجراها نائب رئيس تحرير الصحيفة شقران الرشيدي،
حيث شتم الحاخام فيها ايران، وحماس، ودافع عن احتلال إسرائيل،
وبشّرنا بأن السلام مع الصهاينة قريب، وان محمد بن سلمان
يقود بلده نحو الازدهار!
الاكاديمي الإخواني السعودي في المنفى احمد بن راشد
بن سعيّد، قال ان مقابلة سبق تستهدف الرغبة في التطبيع
فقط، وأنها أقرب الى الدعاية لإسرائيل منها الى أي شيء
آخر، واستنكر وصم غزة وأهلها بالإرهاب، وتساءل: هل يمكن
ان تلتقي صحيفة وزارة الداخلية سبق بمشعل او هنيّة؟!
واستاء الإعلام عبدالله الدحيلان، وارسل لوزير الإعلام
متسائلاً: هل الترويج لهذه الرواية الإرهابية يتوافق مع
سياسة السعودية للنشر؟ وذكّر الدحيلان، الوزير.. بزعمه
انه يدعم قضية فلسطين، وهل من الدعم السكوت عن هذا التضليل
والكذب؟.
|