إنتقام العاجز
اذا كانت الصواريخ اليمنية التي اطلقت على الرياض لا
قيمة لها ولا تخيف ولا أثر سياسي او نفسي يتبعها، فلم
الغضب السعودي، ولم البحث عن ادانات في مجلس الأمن، ولمَ
التهديد بمذابح للمدنيين كانتقام جاهلي؟.
في طلب الانتقام كتب كساب العتيبي (الإخواني والمعارض
السابق): (علينا مسؤولية كبيرة في رد الصاع صاعين. كل
ما يقال عن منظمات حقوق انسان هو وهم وخداع. لن يقبل السعوديون
الا بالدم، دم الحوثيين ومن ساندهم). وطالب كساب ترامب
بموقف من ايران، وزعم ان الاستمرار في الحرب ضرورة سعودية،
وان الحرب تعني الدم دون رحمة او حسابات.
بعد ساعات من اطلاق الصواريخ، زعم الأمير خالد آل سعود
ان الملك أمر بتحريك لواء الأمير تركي الأول الى عمق الأراضي
اليمنية، وقال ان ذلك جزء خفيف من الرد (طبعاً هذا كله
تأليف ولا صحة له). آخر قال مهدداً: (لن تمر هذه الليلة
ـ ليلة الصواريخ اليمنية ـ مرور الكرام). وحساب المباحث
المسمى (مجموعة نايف) يصف اليمنيين بالمجوس ويهددهم بأنهم
لن يناموا ليلة قصف الرياض، وزاد بأن (الرد في الطريق
اليكم وسيكون صاعقاً لكم وللدوحة وطهران).
في ذات الاتجاه أوصىت (ذبابة الكترونية تحمل اسم غسان)
سلاح الجو السعودي: (لا تدعوا هذه الليلة تمر دون ان تربّوا
أنجاس وأذناب طهران ومموليهم في الدوحة). وأضافت: (فلتذهب
حقوق الانسان الى الجحيم). أي لا تلتزموا بأية معايير
إسلامية او إنسانية. وقال آخر بأنه يمكن تأجيل تحرير صنعاء،
والبدء بتحرير دويلة الإرهاب (يقصد قطر): (اقطع الرأس
ثم عد الى الذنب واقطعه)!
ذبابة الكترونية أخرى توترت وطالبت بإبادة صعدة بمن
فيها (فرجالها مجرمون ارهابيون، ونساؤهم كذلك، ولن يخلّفوا
الا مجرمين).
أما رئيس تحرير الشرق الأوسط السابق، سلمان الدوسري،
فقال بضرس قاطع ان الحرب لن تتوقف في اليمن، وزعم ان الصواريخ
تقوي موقف السعودية السياسي، مؤكداً ان الحرب في اليمن
ضرورة وليست خياراً. وختم مبرراً استمرار الحرب بأن أمريكا
حاربت في أفغانستان ١٧ سنة، وان الحرب ليست
نزهة.
ومن الذين توتروا وانفعلوا الى ابعد الحدود من الصواريخ
اليمنية، الإعلامي الرسمي عبدالعزيز الخميس؛ حيث هدد بالتخلّص
من الرؤوس في الدوحة وطهران؛ وطالب بقتل البشر في ساحة
السبعين بصنعاء بسادية بمناسبة مرور ثلاث سنوات على العدوان
السعودي: (فلنجعلها حفلة نارية، من سيذهب الى الميدان
هو حوثي ومن حقنا تدميره. لن يذهب أبرياء للميدان. من
سيشارك هو حوثي بامتياز حلال قتله). وزاد الخميس بأن طالب
ملكه بأن يحرق صعدة: (احرق صعده. دعها ركاماً فهي تستحق
بصمتها على الطغاة. اجعلها خاوية فُديت).
الإعلامي فهد العرابي الحارثي، وهو أشهر من حرض على
شن الحرب على اليمن في هاشتاق (لطماً على الأنوف)، فقد
قلل من أهمية الصواريخ، وقال انها تذكره ببراميل صدام
حسين، زاعماً بأن الرد السعودي الحاسم جاء بعد ساعات ضد
صعده، وقال انها تغرق (الآن في شآبيب جهنم).
والإعلامي عضوان الأحمري، هدد بأن الرد سيكون أقوى
من الفعل، سيكون هناك محو مطلق للصواريخ وصاحبها. ومن
(الهياط) والتهديد ما قاله صحفي النظام محمد آل الشيخ
مهددا: (القطريون سيدفعون غالياً وغالياً جدا جداً ثمن
مناصرتهم للحوثيين او الفرس.. طهران يجب ان تكون من ضمن
أهدافنا في رد الفعل. وِش بيسوون؟ ما عندهم الا هالصواريخ
التي لم تقتل ولا قطة في الرياض). وعاد آل الشيخ فأكد
انه بعد تكرار اطلاق الصواريخ، بأن (الرد يجب ان يكون
عنيفاً وموجعاً. لا يهمونكم سرابيت حقوق الإنسان الذين
يقفون ضمناً مع الفرس وأذنابهم الحوثيين). يعني اقتل ولا
تهتم باعتراض أحد.
ومن جانبه تمنّى الأمير سطام آل سعود (الضرب بيد من
حديد) رداً على الصواريخ، وحلم بأن حسم المعركة في اليمن
سيكون قريباً. وعبدالله العجلاني يقول: (لا بد من رد عسكري
مؤلم يمسح دابر الحوثي وأذناب المجوس). وصرخت ذبابة الكترونية
بنفس طائفي حاقد: (احرقوا الزيود، صغاراً وكباراً، وطز
بحقوق الإنسان. لابوهم لا بو كلب عيال كلب).
الأكثر سخرية ان وزير الريتويت البحريني (وزير الخارجية)
انضم الى جوقة المهددين، فهدد ايران التي سترى أي مصير
ستصير اليه، حسب قوله.
|