انتصارات سعودية في الفضاء الإلكتروني
قناة بحرية سعودية تجعل قطر جزيرة!
محمد شمس
في خضم الصراع الإعلامي والسياسي مع قطر، أعلنت الرياض
عزمها على تحويل قطر من (شبه جزيرة) الى جزيرة؛ وذلك بحفر
قناة داخل الأراضي السعودية، تربط سلوى بخور العديد، ما
يحوّل قطر الى جزيرة معزولة تماماً بالمياه.
القناة ـ حسب المصادر الرسمية ـ بطول ستين كيلومتراً،
وبعرض مائتي متر، وبعمق يصل الى ٢٠ متراً.
وبدا للرياض ان تحول الأراضي على احدى الضفتين الى شاليهات
ومواقع سياحية قيل أن الإمارات ستستثمر فيها، وعلى القسم
الآخر الملتصق بالأرض القطرية، قاعدة عسكرية سعودية، ثم
تغير رأي مخترعي الدعاية والإنتصارات الفضائية، وقرروا
تحويل ذلك القسم الى مكب نفايات نووي سعودي، وكأن الرياض
تمتلك شيئاً له علاقة بالنووي!
هذا نوع من (الهياط) الإعلامي السعودي، غرضه اشغال
الرأي العام بانتصارات سعودية ورقية على قطر. فلا الرياض
لديها نووي ولا مخلّفات نووية، ولا نيّة حتى للإستثمار
في مكان مقطوع عن العالم. لكن الشيء المؤكد هو ان الرياض
تريد مواصلة صراعها مع قطر حتى يتم تركيعها.
كل انتصارات آل سعود ومشاريعهم لم تبارح الورق. وقد
تحول الخبر، الى انتصار سعودي باهر على مواقع التواصل
الاجتماعي!
الإعلامي الرياضي بتّال القوس، وهو ضمن جوقة الذباب
الالكتروني، علّق: (اذا غضب الكبار.. غيّروا الجغرافيا).
والصحفية نورة شنار كتبت بغبطة: (ستنتهي حدود بلادنا البرية
نهائياً مع دولة الإرهاب). والإماراتي ماجد الرئيسي امتدح
المشروع الذي هو ابتكار ودهاء في آن؛ وأطنب الإعلامي منصور
الخميس في فضائل المشروع فكان من بينها انه يمثل حاجزاً
أمنياً، وقرصة أذن لقطر. والأمير خالد آل سعود يخاطب القطريين
بهياط مُعتاد: (تعشقون الجزيرة؟ سنجعلكم جزيرة).
الداعية نايف العساكر، شقيق مدير مكتب محمد بن سلمان،
وصف القناة السعودية بأنها (عبارة عن عملية فصل الورم
السرطاني من جسم الجزيرة العربية)، فيما صورها آخرون بأنه
بمثابة استئصال الزائدة الدوديّة؛ وموظف الداخلية الدكتور
الهدلا يغني: (يا ويلك ياللي تعادينا، يا ويلك ويل). وأضاف:
(البداية مقاطعة، ثم شَبَكْ، ووقت الجدّ تتحول قطر الى
جزيرة، الى جانب قاعدة عسكرية، ومفاعل نووي، ونفايات النووي..
كلها على حَذْفَةْ عصا من قصر الوجبة في الدوحة). وزاد
مُهايطاً: (السعوديون اذا قالوا يفعلون. والملوك يصبرون
وإذا غضبوا يقطعون)! وبرر: (اذا لم تكن هناك قاعدة سعودية
في مدينة سلوى لحماية أمننا الوطني، فأين تكون؟).
الإعلامي سلمان الدوسري يقول ان القطريين يتحدثون عن
السيادة ولا يعرفون معناها، ربما الآن يستوعبون ذلك. وعلق
أحد الذباب الالكتروني على خبر تحويل الجزء المتبقي من
الأراضي في (جزيرة قطر) الى مدفن نفايات، بأن دفن النفايات
بعد القناة يدل على عبقرية سعودية لحماية المواطنين من
اضرار الاشعاعات! وأكمل محمد الطيار بأنه سيأتي من يكتب
في التاريخ قصة ملك شجاع ضرب دولة شقية بسيفه فشقّها وحولها
الى جزيرة.
إبنة الملك سلمان حصة ـ التي كانت أخبارها في الآونة
الأخيرة سلسلة من الفضائح، علّقت على المشروع هكذا: (هذا
هو الحزم، عندما ينفذ صبر الكبار). ولم تنس بهذه المناسبة
الزعم بأنها حولت ستمائة ألف ريال لحلقات تحفيظ القرآن،
دلالة على ايمانها وتقواها!
ووصف الإعلامي علي الغفيلي، مشروع الهياط السعودي الورقي،
بأنه (درسٌ في الحنكة والدهاء السياسي)؛ في حين تنبه الإعلامي
هاني نقشبندي الى ان العداء لقطر أصبح جرثومة تأكلنا بلا
شبع أو كلل، وان الخصومة تسربّت من القمة السياسية الى
القاعدة الشعبية؛ ودعا الى حصر الخصومة في اطارها السياسي
فقط، وبين القادة فقط!
للتذكير، فقد كان هناك مقترح سعودي مجنون مستحيل التحقق،
تحدث عنه الإعلام السعودي قبل بضع سنوات، ويقضي بإنشاء
قناة تربط الخليج بالبحر الأحمر، وتبدأ من قطر (اما سلوى
او رأس العديد او الإثنين معاً). ثم كان هناك مقترح آخر
قبل نحو عامين بإنشاء قناة تحمل اسم (قناة سلمان) تربط
قطر والسعودية ببحر العرب، لتفادي مضيق هرمز، بحيث تسيطر
الرياض على الأراضي العمانية او اليمنية، فيكون للسعودية
منفذ على بحر العرب، تماماً مثلما فصلت قطر عن الإمارات،
واحتلت الأرض بينهما.
ضاحي خلفان تحدث عن بناء جسر محمد بن سلمان، بين السعودية
وقطر! والكاتب محمد العثيم أثنى على مشروع قناة سلوى،
وربط ذلك بقناة تمر عبر الربع الخالي الى البحر الأحمر،
وختم: (العظام مشاريعهم عظيمة). هذا ليس الا هياط، يعني
كلام في كلام في كلام!
وتذكر رجل المخابرات سعد بن عمر قناة سلمان التي تصل
الى بحر العرب، اما قناة سلوى التي يتحدثون عنها فلا معنى
لها. وحسب قوله: (مسألة حفر القناة لمجرد عزل قطر، فسلكٌ
شائك حدودي كفيل بعزل دول وقارات).
من جانبه، تحدث المعارض غانم الدوسري عن تغيير في طبيعة
الهياط السعودي، فقد كان الحديث عن مائتي سيارة جيب سعودية
تحتل قطر، وتعتقل تميم وتأتي به مكبلاً الى الأحساء، أما
الآن فصارت مائتي قارب، لن تتوقف إلا في قصر الوَجْبَةْ
القطري. وأضاف بأن (آل سعود يتمنون مسح قطر من الخريطة،
فقلوبهم مليئة بالحقد، وأما مشروع قناة سلوى فهرطقة وترهيب
غرضه: سلمونا مفاتيح بلدكم).
في المقابل، سخر القطريون من هياط السعوديين، ومشاريعهم
وانتصاراتهم الوهمية. وقال الإعلامي محمد السويدي: (اذا
باقي في الخزنة دراهم طال عمرك، ليه ما تحفر قناة بينك
وبين اليمن، وتفكّ نفسك من شر الحوثي)؟
والشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني، امتدح مشروع القناة السعودي،
وقال بأنه مفيد (قبل ما يشطب أبو ايفانكا على المليارات
كلها)، وهو يفيد في حماية الأنظمة عندما تبدأ ثورات الفقراء
بسبب الضرائب والفساد والغلاء. هنا غضب وسخر الإعلامي
الرسمي عبدالعزيز الخميس وعلّق: (شارب لبن الحمير لا يعلم
ان القناة البحرية ستكون داخل الأرض السعودية، لذا لن
يستفيد منها) وأضاف: (بلادنا في خير ونعمة، وستظل تقتني
آخر التقنيات يا بو ثلاثة آلاف بقرة).
وعموماً لن ترى قناة سلوى المائية النور، شأنها شأن
قنوات (الهياط) الأخرى التي قيل انها ستصل الى البحر الأحمر،
او البحر العربي!
|