رنّة فرح سعودية بالمواجهة الأمريكية مع إيران
خالد شبكشي
قبل ان يُنهي ترامب كلمته التي أعلن فيها الانسحاب،
كان بيان وزارة الخارجية السعودية المؤيد قد صدر مؤيّداً؛
وبهذا اعتبرت السعودية أول دولة تؤيد انسحاب ترامب من
الاتفاق النووي الإيراني، حتى قبل إسرائيل التي تم اطلاعها
والسعودية على القرار. وطفقت الرياض تبين فضائل موقفها،
استعداداً للمعركة الإعلامية لكسب رضا الشارع العربي،
حيث كررت مزاعم واشنطن وتل أبيب بأن ايران استغلت المنافع
الاقتصادية من رفع العقوبات عنها فوظفته في صناعة الصواريخ،
ودعم الإرهاب (حماس وحزب الله بالذات).
لحقت الامارات بالسعودية فأيدت القرار؛ في حين سبق
لها أن أيدت أوباما في الاتفاق النووي، شأنها شأن السعودية
التي أيّدت الاتفاق النووي على مضض. ولكن ليس للقوم الا
مسايرة ما تريده أمريكا، يميناً او شمالاً.
الكويت حاولت البقاء في المنتصف، ولكن وزير الخارجية
اعلن دعم الاتفاق ومال الى حلفائه الأوروبيين، فهو موقف
يتناسب مع وضع الكويت الواقعة تحت قوى ثلاث: ايران والعراق
والسعودية.
كذلك عُمان أصدرت خارجيتها بياناً يؤيد الاتفاق النووي
ويصطف مع الموقف الأوروبي ضد ترامب. ومعلوم دور السلطنة
في احتضان محادثات الاتفاق النووي الذي أبرمه أوباما،
كذلك معلومة هي طبيعة العلاقات الوثيقة بين مسقط وطهران،
والتي تعدت الجوانب السياسية والاقتصادية الى العسكرية.
|
|
دحام العنزي.. التصهين العلني مباح! |
|
|
|
|
عثمان العمير: الروح النجدية المتصهينة! |
|
|
إمام آل سعود ترامب |
|
|
|
|
|
|
الصرامي: تهليل وتكبير فرحاً بمواجهة أمريكية
إيرانية |
|
|
عبدالعزيز الخميس: ايران نمر من ورق |
|
|
|
|
|
|
حمد العتيق: ابن سلمان دمّر إيران! |
|
|
مضاوي الرشيد: سيهللون فرحاً بمسح دمشق وبيروت
من الخارطة! |
|
|
تركي الحمد: من اليسار الى التصهين يميناً
|
|
|
|
|
|
|
الموسى: اللهم وفق ترامب في حربه على ايران!
|
|
|
هلال: خيانة البعض صارت عقيدة! |
وحدهم السعوديون والاماراتيون والبحرينيون والصهاينة
من وقف مع ترامب.
طار الاعلاميون السعوديون فرحا بموقف ترامب، فقال الصحفي
المتصهين دحام العنزي: (قول وفعل أبو ايفانكا) وقال ان
انسحاب ترامب سيلف الحبل حول رقبة نظام الملالي، وحتى
قطر وحماس الإرهابية بنظره، وحزب الله، فقد أصيبوا بالذعر.
وكرر المتصهين العنزي مقولته: (نريد سفارة لإسرائيل في
الرياض. يدٌ بيد مع إسرائيل ضد العدو الإيراني والعثماني).
ووصف الصراع مع ايران بأنه صراع وجود، في حين ان الصراع
مع إسرائيل مجرد أزمة حدود. وأكمل بأن الدولة التي يحب
أن يسافر اليها هي (إسرائيل حيث أبناء العمومة) ورجا ان
يكون ذلك قريباً، حيث الماء والخضرة والوجه الحسن، حسب
قوله. وأضاف: (لذلك نريد سفارة لإسرائيل في الرياض، يداً
بيد مع وجه السعد. وأتمنى أن أكون أول سفير للرياض في
تل أبيب).
الأمير عبدالعزيز بن متعب يصرخ في أهل التوحيد الوهابي
بأن اليوم عيد، يوم انسحاب ترامب من الاتفاق النووي. وأمير
آخر، هو عبدالعزيز بن فهد آل سعود، يقول ان قطر هي اكبر
الخاسرين وستعود الى حليب المراعي. وأمير ثالث، هو سطام
بن خالد آل سعود، يقول أنه يوم أسود لإيران وأعوانها.
وابن الملك، خالد بن سلمان، السفير في واشنطن، علق مبكراً
ومؤيداً ولم يكتف بتأييد الخارجية والجبير، وقال (ان هذا
الاتفاق النووي يدفعنا نحو كارثة).
الصحفي النجدي ناصر الصرامي يقول: (بالطبع نفرح ونهلل
ونكبر لانسحاب ترامب. ومن لا يعجبه يشرب من البحر). والصحفي
الآخر عبدالحميد العمري حمد الله بأن أعاد ترامب ايران
الى قفصها، واضاف بأن القادم على المجوس أسوأ. والصحفي
النجدي منصور الخميس قفز مبتهجاً: (نجحنا. سوّاها القرم
محمد بن سلمان).
الداعية الوهابي عبدالعزيز الموسى يقول بأن محمد بن
سلمان روّضَ ملالي ايران بقساوة، وتمنى تحرير الأهواز،
وسقوط النظام في طهران الذي لا شرعية له. اما الشيخ الوهابي
عبدالعزيز الريّس فدعا لترامب: (اللهم اجعله سبباً لعز
دينك. الله عليك بدولة الرفض إيران). هنا سخر احدهم: هل
ترامب يعز دين الإسلام؟ ووصف الريّس بالدِّلْخْ، أي الغبي.
الإعلامي عثمان العمير، صاحب موقع إيلاف، أظهر قدراً
من الحماقة والابتهاج. قال: (الرئيس قال كلمة الفصل. انتهت
المهزلة). وأضاف بأن عالماً اوسطياً جديداً يبرز، (لا
مكان فيه لدراويش الطقوس وآيات الخرافة)! ونقل العمير
معلومات خاصة تفيد بالتركيز في الحرب والضغوط على ايران
وضرب مواقعها العسكرية في سوريا أولا ـ وهو ما حدث فعلاً
ـ وأضاف: (ان تقليم الأظافر يأتي بعد قطع الأصابع). رد
صحفي بحريني هو عادل مرزوق: (اذا قُطعت الأصابع، لا مصلحة
من تقليم الأظافر). وعلق مبتهج على كلام العمير: انه ترامب
المجد. وآخر قال: (يا عَنِّكْ ان أبو ايفانكا لحيةٍ غانْمَةْ).
وابن الدرعية حيث ظهرت الوهابية يعلق: (بيّضَ الله وجهه)
يقصد ترامب. وتمنّى ممن هو قريب من ترامب أن يقبّلَ أنفه،
نيابة عنه!
الإعلامي عبدالرحمن الراشد، مدير العربية السابق، يقول
انه (يوم تاريخي. فترامب يقضي على حلم نظام ولاية الفقيه).
والإعلامي النجدي الآخر عبدالعزيز الخميس يقول ان ايران
ليس لديها قوة مخيفة، وضرب امثلة كيف ان إسرائيل تضرب
الإيرانيين في سوريا، ليخلص بأن (إيران نمر من ورق). وانتقد
الخميس موقف اردوغان الداعي لبقاء الاتفاق النووي وقال
انه منحاز لخامنئي، مع ملاحظة ان كل دول العالم ترفض ما
فعله ترامب عدا بضع دول.
الشيخ الوهابي السلطوي حمد العتيق امتدح فعل ترامب،
ولكنه نسب النصر المزعوم لابن سلمان الذي تمكن ـ بنظره
ـ من نقل الحرب الى طهران وأعدم السياسة الإيرانية بزعمه،
وقال ساخراً بأن عزاء الذكور في طهران، والاناث في إسطنبول،
واللطم في الوجبة أي قطر. وهنا عاد الشيخ الوهابي الريّس
في اليوم التالي ليرقّع تغريدته التي دعا فيها الى اعزاز
الدين بترامب، بعد ردود فعل ساخرة ليدعو من جديد بلحن
طائفي سقيم: (اللهم اقر اعيننا بكسر دول الكفر كأمريكا
وأخواتها ودولة الرفض ايران وانصارها، واجعل العاقبة لدولة
التوحيد والسنة/ السعودية).
وزير الرتويت البحريني، قال ان الاتفاق النووي ولد
هزيلا وعاش كسيحاً، واليوم سقط والحمد لله. اما وزير الدولة
للشؤون الخارجية، ثامر السبهان، الذي لطمه الامريكيون
لما فعله بسعد الحريري، فإن وصف الانسحاب من الاتفاق بأنه
(إعادة الأمور الى نصابها الصحيح).
من جانبه، نسب سعود العصيمي الإنجاز المزعوم بانسحاب
ترامب لمحمد بن سلمان، وتمنى ان يقبل رأسه: (يا ليتني
جنبه وأحب راسه على الإنجاز المشرف لكل سعودي). في حين
يسخر ادريس الدريس من شعار الشيطان الأكبر ويضيف: (نريد
ان نرى بعد انسحاب ترمب من الاتفاق النووي من هو الشيطان
ومن هو الأكبر ومن سيموت في هذه المصادمة). وهنا عاد عثمان
العمير ليفاخر بأن إسرائيل تجفف الصواريخ الإيرانية وتضرب
مهاجعهم في سوريا، وأضاف: (الملاحظ ان الآيات مغمضة عيونهم،
أما المقاولون فلا حس ولا خبر). لكن حين تم الرد بالصواريخ
على إسرائيل أكل العمير تبناً ولم يعلّق.
الصحفي ياسر البهيجان يرى التالي: الحرب القادمة ضد
ايران لن تُسقط نظام ولاية الفقيه فقط، بل وحتى الأنظمة
العربية التي تكت أشقاءها، ويقصد قطر. والناشطة السابقة
سعاد الشمري يطيب لها ـ بعد أن أصبحت في جيب مباحث ال
سعود ـ ان تشمت ولو قليلاً: (وا أوباماه).
زائر الشيباني رأى ان (ترامب صادق في وعوده، ويمكن
الوثوق فيه، وصديق يجب علينا احترامه). لأن ترامب بنظره
مع السلام ضد الإرهاب، ومع الحق ضد الباطل، ومع الخير
ضد الشر. وبناء عليه يقفز الداعية الوهابي عبدالعزيز الموسى
ليقول: (وفق الله ترامب في حربه على إرهاب ايران.. آمين).
لكن تركي الحمد كان مشغولاً بردة فعل ايران على انسحاب
ترامب وقصف إسرائيل لمواقع إيرانية في سوريا، وهو يخشى
ويحذر من احتمال ان تضرب ايران السعودية عسكريا فتفتح
أبواب جهنم على نفسها كما يقول.
الصحفي أمجد منيف يكتب مقالته مفاخراً: (ترامب القوي
يحطم الملالي). ويعتبر التحطيم منجزاً للدبلوماسية السعودية
وتأكيداً على أهمية التحالف السعودي الأمريكي. والدكتور
محمد الأحمري الذي فضل الجنسية القطرية على جنسيته السعودية،
يرى ان اشتعال مواجهة أمريكية إسرائيلية مع ايران قد تحرق
الخليج، وسخر من فرح الخليجيين بقرار ترامب بشأن الاتفاقية
النووية، محذرا من سهولة بدء الحرب، وخطورة نتائجها. ومحسن
الشاخوري يشير الى غضب الذباب الالكتروني منك، انْ وجدتَ
ان قرار الغاء الاتفاق النووي خطأ استراتيجي ولا يصب في
مصلحة دول الخليج. حينها تصبح بنظرهم طائفي رافضي مجوسي.
ولكن لم لا تكون (المانياً او فرنسياً او روسياً او ماليزياً
او عمانياً او كويتياً او هندياً او كورياً؟). فكل حكومات
هؤلاء ضد قرار ترامب.
عاد عثمان العمير مجدداً ليكتب مبتهجاً ومستعيراً مقولة
معاوية وهو يقتل والي علي بن ابي طالب على مصر، مالك الاشتر،
عبر دس السم في العسل، حيث قال: (ان لله جنوداً من عسل).
العمير يقول ان الهتاف إياه موجه لإيران من واشنطن. انها
مرحلة العسل.
وكان الجبير وزير الخارجية قد قال في تغريدة تأييد
(سنعمل مع شركائنا لمعالجة خطر سياسات ايران)؛ وقد استفزت
كلمة (شركائنا) الدكتور فؤاد إبراهيم، وقال ان عبارة الجبير
تثير الضحك وخاطبه: (انت لست شريكاً وإنما أجير. رحم الله
من عرف حدّهُ فوقفَ عنده).
سوريا تقصف الصهاينة في الجولان
بعد أقل من يومين من اعلان ترامب، ردّت سوريا أو ايران
أو كليهما على قصف إسرائيل المتكرر لمواقع وقواعد سورية
بها تواجد ايراني حسب زعمها. الرد كان بعشرات الصواريخ
على اكثر من عشرة مواقع عسكرية في الجولان، واشتعلت الجبهة
بقصف متبادل هو الأول من نوعه منذ حرب ١٩٧٣.
لم يكن السعوديون والصهاينة يتوقعون ان يكون عرسهم
بالانسحاب من الاتفاقية النووية قصيراً. وأُسقط بيدهم،
فهذه ايران المتهمة سعودياً تهاجم إسرائيل وتكسر قواعد
الاشتباك الصهيونية. فماذا سيقول كتابها واعلاميوها، وكيف
يبررون ما كتبوه قبل ساعات فحسب؟
حسناً فعل أفيخاي أدرعي المتحدث بلسان جيش الصهاينة
ان غرد بأن الفاعل هو ايران. قال: (نعتبر هذا الحادث بمثابة
اعتداء إيراني، وننظر اليه بخطورة. نحن مستعدون لسيناريوهات
متنوعة). تعاطف الصحفي المتصهين دحام العنزي معه فقال:
(ندين بشدّة العدوان الإيراني الإرهابي بقيادة المجرد
قاسم سليماني وفيلق القدس ضد إسرائيل عبر سوريا المحتلة).
وخاطب الصهاينة: (نتابع الموقف منذ ساعات، ونقول لكم لستم
وحدكم في مواجهة العدو المشترك. نحن معكم ونبارك هجومكم
على الأهداف الإيرانية بسوريا ونتطلّع لقصف طهران)!
هذا هو موقف دول الخليج، وقد عبر عنه المتحدث باسمهم
وزير الريتويت وزير خارجية البحرين، فما لا يستطيعون قوله
يقوله هو. الموقف هو: (يحقّ لأي دولة في المنطقة ومنها
إسرائيل ان تدافع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر). يعني
إسرائيل معتدى عليها، والجولان حيث وقعت المعركة ليست
ارضاً سورية محتلة.
رد المعارض البحريني إبراهيم شريف على وزير خارجية
حكومته فقال: (فاتك يا سعادة الوزير، ان المحتل لا حقوق
له في الأرض التي تدعي انه يدافع عنها. تغريدتك ربما تؤهلك
ان تصبح موظفاً في جهاز الدعاية الصهيوني، لكنها بالتأكيد
لا تؤهلك ان تكون وزير خارجية دولة عربية قراراتها تنص
على تحرير الأراضي المحتلة).
من جهته انتصر الصحفي النجدي والإعلامي في سكاي عربية
عبدالعزيز الخميس لإسرائيل وتبنّى روايتها ومجّد قصفها
لسوريا ليختم (ايران تفشل في الانتقام). ولا بأس أيضا
بالنسبة لمواقع سعودية لتضلل قراءها، القول بأن إسرائيل
قصفت سوريا، وايران لم ترد! ليختم موقع سعودي برس: (إيران
جبانة).
وانتصر الذباب الالكتروني لإسرائيل ايضاً، فقال احدهم
بأن الضربة التي تلقتها ايران من إسرائيل هي اكبر خسارة
لها منذ الحرب العراقية الإيرانية.. ومازال القصف الصهيوني
شغال ولم يتوقف، والخبر مؤكد بزعمه.
لكن الفضيحة هي ان الدعاية السعودية تقول بأن إسرائيل
وايران متعاونتان وليستا متحاربتين. الذي ظهر هو ان السعودية
وإسرائيل في اتجاه واحد.
موظف الام بي سي محمد أبو عبيد يطبق المثل (عنزة ولو
طارت) يقول بحمق وحقد: (لو رأيت بأم عيني الصواريخ الإيرانية
تدك تل ابيب، والصواريخ الإسرائيلية تدك طهران، لما اقتنعت
ان هناك عداءً بين إسرائيل وايران). هذا الموقف جامع لرذائل
الغباء والحمق والرعونة.
القلب والهوى السعودي هو مع إسرائيل في المعركة التي
اشتعلت بالصواريخ في الجولان وفي المدن السورية. ولكنها
فضيحة ان تقول علنا انك مع إسرائيل، مع ان كثيرين لا يستحون.
موظف الداخلية الدكتور محمد الهدلا، اختار الطريق السهل:
إسرائيل وايران لا يختلفان، واذا اضطر ليختار الأقرب اليه،
فانه اختار إسرائيل: (اذا كان المطلوب تسجيل موقف، يقول
الهدلا، فنحن مع إسرائيل في ضرب ايران في سوريا). وفي
غير سوريا ايضاً. والسبب: (كسر شوكة ايران غايةٌ تهمنا).
أي تهم ال سعود وزبانيتهم.
الدكتورة مضاوي الرشيد تقول انها ليست المرة الأولى
التي نسمع فيها التطبيل والفرح بعد قصف إسرائيل لبلد عربي.
وتُقسم: (والله لو مسحت إسرائيل بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء
لاحتفل الاعراب بالنصر). وأضافت انه ليس من المستغرب ان
يستأسدوا بإسرائيل ويبررون حلفهم معها كدولة سنيّة جديدة!
تقول ذلك ساخرة. وزادت فقالت ان الامارات استبشرت خيراً
بضربة إسرائيل لمواقع إيرانية في سوريا، مع ان التبادل
التجاري بين الامارات وايران يأتي في المرتبة الثانية
بعد الصين. هنا كشّر الأكاديمي الاماراتي عن انيابه المعطوبة
ورد قائلاً: (أي طرف يوجه ضربات ساحقة وموجعة ضد قوات
ومواقع عسكرية إيرانية متواجدة على ارض عربية يستحق التأييد
من كل عربي حريص على عروبته). واستاء بدر الرشيد فقال
بان القضاء على الطغيان في المنطقة وعلى الكيان الصهيوني
العنصري يبدأ بالقضاء على النظام السعودي المتصهين.
كما استاء ضياء سعيد فقال: (لن أقف مع إسرائيل أبداً،
وارى من يقف معها ناقص شرف، ومن يصفق لها عندما تضرب سورياً
ناقص شرف أيضاً). وأضاف: (ازعجونا لسنوات بصدام، وبأنه
الحاكم العربي المسلم الوحيد الذي أرسل صواريخه باتجاه
إسرائيل. واليوم عندما أمطرت سوريا إسرائيل بعشرات الصواريخ،
وقفوا مع إسرائيل. فضح الله كذبكم وزيفكم).
الصحفي محمد آل الشيخ يقول: (لو ضربت إسرائيل ايران
في عقر دارها ونشبت حرب بينهما، فسأقف مع إسرائيل بعقلي
ووجداني، فعدونا الأول هو ايران لا إسرائيل، ويجب ان يعرف
عرب الشمال هذه الحقيقة). هنا قال ايدي كوهين، وهو حساب
لنجدي من شاكلة آل الشيخ: (حفظ الله آل الشيخ محمد بن
عبدالوهاب. هذه هي الأصالة التميمية المضرية الحمراء المعهودة
في نجد العذية. شكرا لك. نحن وأنتم في نفس الخندق).
ومثل هؤلاء الحاقدين منصور الخميس، الكاتب والصحفي
النجدي ايضاً، حيث قال: (لو كنتُ أملك معلومة واحدة تفيد
الإسرائيليين في تحقيق نجاح ضرباتهم ضد ايران وحزب الله
وبشار، وتساهم في تدمير هذا الثلاثي المجرم، لقدمتها للإسرائيليين،
وفوقها بوسة، محتسباً في ذلك الأجر والثواب. اضغط المضغوط
أكثر).
تركي الحمد استغرب من أن احد جلسائه يشجب الضربات الصهيونية
على دولة عربية وتعجب، ودافع عن إسرائيل: (ماذا يتوقع
من إسرائيل ان تفعل وهي ترى الأفعى الإيرانية تلتف حولها؟).
هذا الموقف دفع بموقع إسرائيل بالعربية الرسمي الى شكر
الحمد: (لا فضّ فوك. فأي دولة سيادية ترضى الوقوف مكتوفة
الأيدي حيال النوايا والتحركات العدوانية التي تهدد أمنها
وسلامة مواطنيها؟). وزعم الحمد ان العرب يعادون إسرائيل
لاسمها وليس لخطرها، فكان الحاجز النفسي؛ وأضاف بان الخطر
يأتي من ايران (ولكن غشاوة الحقد التقليدي على إسرائيل
تمنع تبين هذه الحقيقة). رد عليه منصور باز: (نعادي إسرائيل
لأنها كيان غاصب لأرضنا وغاصب للمقدسات الإسلامية. قد
لا يهمك المقدسات الإسلامية في فلسطين، إسرائيل عينها
على مكة والمدينة. لا تعط إسرائيل البراءة).
استاء الاكاديمي عبدالمحسن هلال فقال أن (مفهوم الخيانة
تطور. لم يعد وجهة نظر. صار عقيدة). والكاتب وائل القاسم
قال ان إسرائيل مجرمة فاق اجرامها كل ما يمكن للعقل ان
يتصوره طيلة تاريخها. وأضاف: (لن تنسينا كل ذلك كلمات
يزخرفها بعض بني جلدتنا هذه الأيام للأسف).
لكن تركي الحمد اصر على تصهينه، فحين قتلت إسرائيل
نحو ستين شخصاً في غزة في يوم واحد، قال مثبطا وشامتاً:
(لو كانت مقاومة حقة للإحتلال لما تأخر احد في الوقوف
معها. ولكن ان يكون كل ذلك مناورة إيرانية تنفذها حماس
على حساب أطفال غزة، فذلك امر مرفوض). وشرح بأن ايران
تأزمت فجرت إسرائيل لمواجهة عبر صواريخ الجولان واحداث
غزة بتشجيع من حماس.
هذا التعليق من يساري سعودي واكاديمي وروائي، فاق في
صهيونيته الصهاينة أنفسهم.
انبرت أصوات قليلة للرد عليه وهو المدعوم من ابن سلمان،
فقال بخيت الزهراني: (في نظر البعض اصبح العربي الفلسطيني
المدافع عن ارضه وعروبته إرهابيا. واصبح الجيش الصهيوني
جيشاً للمحبة يطلق اسراباً من حمام السلام. ويلكم، ما
لموازينكم صدئة؟ وما لمكاييلكم متعددة. لا تجاهروا بالسوء).
لكن لدى كتاب آل سعود نظرية، ان من يعاديهم يزول حكمه.
يقول الصحفي الرسمي محمد آل الشيخ: (المملكة عاداها عبدالناصر
وهُزم في ٦٧. والبعث بشقيه العراقي والسوري
وسقطا، والقذافي سقط، وبقيت المملكة راسخة قوية، تستعصي
على كل من عاداها). رد عليه الدكتور حمزة الحسن مستهزئاً:
(إلا يالأخو! ألم تعاديكم إسرائيل فننتظر سقوطها؟!).
ولاحظ الدكتور العُماني حيدر اللواتي وحدة مشاعر بين
الصهاينة وبعض العرب والمتأسلمين، حيث فرحوا لفرح اليهود
وحزنوا لحزنهم. ان قصف الكيان الصهيوني سوريا فرحوا، واذا
ردّت او اسقطت صواريخ الكيان اصابهم الحزن والإحباط.
وحينما كتب أدرعي المتحدث باسم جيش الصهاينة بأن (المليشيات
المتحالفة مع قاسم سليماني في اليمن قصفت السعودية فيما
تحضر ميليشياته في سوريا لقصف إسرائيل) ووصف سليماني بأنه
رجل الإرهاب.. خاطبه خالد الجنيدي، من الموالين السعوديين،
موجهاً له سؤالاً: (نحن نتفق بأن ايران الإرهاب الأول
في المنطقة، والسعودية قطعت يد ايران في اليمن، فهل انتم
مستعدون بأن تقطعوا يد ايران في سوريا).
|