الوساطة المصرية بين الرياض وطرابلس
لا.. لن تمر العاصفة
نشرت صحيفة البيان الاماراتية في الثامن عشر من مارس
خبراً عن اتصالات اجراها الرئيس المصري حسني مبارك مع
القيادتين السعودية والليبيبة بهدف حثهما على حضور القمة
العربية بالجزائر ووقف الحملات الاعلامية المتبادلة بين
البلدين، والتي ساهمت في تفاقم التوتر في العلاقات بين
الرياض وطرابلس.
حسب الجريدة، فإن الرئيس المصري مبارك أجرى اتصالات
ناجحة، والتي تركّزت على تخفيف التوتر الشديد بين البلدين
في أعقاب اتهامات السعودية للقيادة الليبية بالتورط في
محاولة اغتيال ولي العهد السعودي الامير عبد الله. وتنقل
المصادر لصحيفة البيان أن التحرك المصري جاء بناء على
طلب مباشر من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من
الرئيس مبارك تدخله الشخصي لتنقية الاجواء العربية وبخاصة
بين الرياض وطرابلس، بغرض انجاح القمة وضمان أقصى مشاركة
من القادة العرب في اعمالها. بالاضافة للمعلومات التي
وردت للقيادة المصرية حول عزم السعودية الكشف عن نتائج
التحقيقات حول محاولة اغتيال الأمير عبدالله، حيث ترى
القاهرة ان هذا الاعلان في هذا التوقيت قد يفجر من جديد
خلافات واتهامات واسعة بين البلدين، حتى لو ثبت للسلطات
السعودية عدم تورط ليبيا مباشرة في المؤامرة المزعومة،
ذلك ان الاتهامات الموجهة الى ليبيا خرجت ـ في البداية
ـ من واشنطن
ولم توضح المصادر المطلعة المدى الذي وصلت اليه الجهود
المصرية، خصوصا لجهة مشاركة ولي العهد السعودي في القمة،
بعد تأكد حضور القذافي، لكنها اشارت الى ان الرياض اعطت
(تطمينات) للقاهرة بتأجيل اعلان نتائج التحقيقات، كما
أن طرابلس تعهدت بدورها وقف الحملات الاعلامية ضد السعودية.
وفي العاصمة الليبية تبدو الأمور مختلفة بعض الشيء عن
مناخ التفاؤل الذي يلف القاهرة، فقد أشارمصدر دبلوماسي
عربي في طرابلس ان الرئيس الليبي القذافي يتجه الى مقاطعة
أعمال القمة العربية في الجزائر لكنه لم ينف وجود مساع
لاقناعه بالمشاركة. واوضح المصدر لوكالة فرانس برس أن
(المصادر الجزائرية أكدت انها ستقوم بمحاولات مستعجلة
لاقناع الزعيم الليبي بحضور القمة.
بصرف النظر عن الوساطة المصرية ومقدار النجاح الذي
حققته حتى الآن من اجل تسوية التوتر في العلاقات السعودية
الليبية، فإن ليس هناك ما يفيد بقرب تلك التسوية، خصوصاً
وأن مجرد حضور القمة لا يشكل حافزاً قوياً لكل من الرياض
وطرابلس لتصفية التوتر.. في الوقت ذاته، فإن الحديث عن
كشف الرياض لنتائج التحقيقات ما هي الا ورقة ضغط تلوّح
بها الرياض في وجه طرابلس، مع أن الاخيرة مدركة تماماً
بأن الرياض لا تملك من أمرها شيء خصوصاً وأن مصدر الاتهام
لم يكن سعودياً بل كان أميركياً بادىء الأمر، وبالتالي
فإن الحديث عن تحقيق سعودي يبدو مستبعداً، مع ما قيل عن
اعتقال بعض المتورطين في المؤامرة المفترضة في السعودية،
من ليبيين وسعوديين. فقد كان بإمكان الأجهزة الأمنية السعودية
في إزاء المنافحة الليبية النافية للاتهام أن تكشف عن
معلومات أولية عن مخطط الاغتيال، فقد كان الحضور الدفاعي
الليبي أقوى من الحضور الهجومي السعودي. فقد تحدت القيادة
الليبية السلطات السعودية أن تبرز وثائق تدين ليبيا بتورطها
في المحاولة، وبالتالي فإن ما يقال الآن ومع اقتراب موعد
انعقاد القمة العربية في الجزائر عن اعلان لنتائج التحقيقات
لا يعدو أكثر من زوبعة سياسية قد يراد منها عدم حضور القمة
العربية ليس الا، اضافة الى أن تسوية قريبة بين الرياض
وطرابلس غير متوقعة قريباً.
|