الأمير (الفلتة) في باريس والمغرب وتكساس
الزعيم الكبير، فصيح العائلة المالكة، بل فصيح الأمّة
بأسرها، فشل في قراءة بضع جمل مطبوعة بحروف كبيرة. لم
يكن هذا مفاجأة، فولي العهد (أيوب) الذي ينتظر بفارغ الصبر
وفاة الملك (نوح) لم يكن في يوم من الأيام ذا علاقة باللغة
أو الثقافة. بل لم يكن معنياً حتى بالسياسة ولا بالعسكر،
فقيادة (الحرس الوطني) سلّمت مبكراً لمستشاره البرمكي
التويجري الأب، الحاقد على كل ما يمت الى الحجاز بصلة؛
ولهذا صدق من وصف أيوب بـ (الخيخة).
لقد عودنا ولي العهد (أيوب) بتكسير اللغة العربية وأربابها،
واستحدث قوانين وقواعد خاصة له بذلك، وهذه ليست مسألة
ذات أهمية، فإخوته يفعلون الشيء ذاته، وفي مقدمتهم الملك
(نوح) الذي لا يعرف صباحه من مسائه!
بيد أن الشيء الذي تميّز به الأمير أيوب، هو أنه لا
يستطيع أن يتحدث بجملة مفيدة، مثلما كان حال يونس شلبي
في مدرسة المشاغبين، وحين أراد التحدث ذات مرة (بدون ورقة)
في مؤتمر قمة القاهرة حاص حيصة، وقال كلاماً بلا معنى،
مثل الموت قدامك والقبر أمامك! مع أن الأمير الفلتة لم
يستوعب ما قاله القذافي بالضبط، الذي تفاجأ هو الآخر من
ردّة فعل أيوب غير المبررة.
والخيخة المهيوب (أيوب) استعصى على التعليم منذ أن
كان يافعاً، فكيف به وهو الآن قد زاد عمره على الثمانين
عاماً؟! إن كل ما تعلمه الأمير أيوب لا يعدو (فك الخط)
ولكن قاتل الله التأتأة فقد فضحته كثيراً. بعضهم يقول
أنها بسبب نفسي، فما أن يواجه الأمير الجمهور أو رؤساء
الدول حتى يبدأ بالخربطة والتأتأة وتحطيم قواعد العربية
على رؤوس المستمعين اللهم إلا الأجانب فتأتيهم مترجمة
وليست (طبق الأصل) بمعنى أن الأمير أيوب يقول كلاماً والمترجم
يقول أمراً آخر، فكأنه وصيّ عليه، وقيل أن الأمير كثيراً
ما يستاء من عدم وجود مترجمين ملتزمين، حتى أنه استشاط
ذات مرة ـ كما قيل ـ على عادل الجبير مستشاره الذي تولى
ذات مرة الترجمة فصار يتحدث بالنيابة عن ولي العهد والأخير
ما هو داري بالدنيا!
ويقال ان سبب تأتأة ولي العهد أيوب خلل فيسيولوجي،
فقد قضم ذات مرة لسانه وهو صغير فشقّه شقة عظيمة تركت
آثارها النفسية عليه حتى اليوم؛ وقال آخرون بأن أيوب قضم
وهو طري العود طعاماً حاراً، شوى به لسانه فمات جزء من
ذلك اللسان! وقال ثالث بأن الخلل لم يكن في اللسان وإنما
في بعض خلايا المخ التي تؤثر على النطق كما تؤثر على التفكير.
المهم أنه من المعيب لبلد مثل المملكة أن يمثلها شخص
لا يستطيع أن ينطق بجملة صحيحة!
ومن المعيب لبلد يحتضن الأماكن المقدسة وتعتبر معقلاً
للعرب والعروبة، البلد الذي نزل فيه القرآن، وبلد المعلقات
السبع او العشر، أن يمثله شخص أقرب الى البكم منه الى
أي شيء آخر.
ذهب الأمير أيوب الى باريس، فتلقاه الأفاق الأكبر والمنافق
الذي يوصف بأنه صديق العرب، والهدف هو (حلب) أموال النفط
المتكاثرة هذه الأيام، فأثنى المنافق شيراك على ما أسماه
(البرنامج الطموح للإصلاحات في السعودية)! وأضاف الأفّاق
ممتدحاً الإصلاحات والقيادة السعودية بل امتدح حقوق المرأة
في المملكة والتي ستأتي قريباً!
ومن جانبه، ساير الغبي أيوب شيراك، فشتم سوريا ورئيسها
وعلق دم الحريري في رقبته قبل أي تحقيق؛ وكأنه ولي دم
الحريري أو أنه بفعله ذاك سيرضي الغرب عنه، وما علم أن
الدائرة بدأت تضيق لتصل اليه والى بلده.
وأضاف الأمير أيوب الفلتة بأنه يتبنى مشروع محاربة
الإرهاب على الطريقة الأميركية والغربية عامة، وقال بأنه
سيواصل الحرب ولو استمرت ثلاثين سنة، وهذه ليست المرة
الأولى التي يقول فيها أيوب (الصابر) أنه سيحارب الإرهاب
والإرهابيين لثلاثين سنة قادمة (فهو مغرم بهذا الرقم)
وكأنه سيكون معمّراً كل هذه المدّة وأن ملك الموت لن يحوم
حوله بل سيكون في إجازة طويلة!
وبعد الإنجاز المذهل الذي انجزه أيوب في باريس، ذهب
ليستريح في المغرب، التي يتحلل فيها أيوب ورهطه من الدين
جملة وتفصيلاً، وليستعد للسفر الى واشنطن ليلتقي بآل بوش
وعميدهم الرئيس الأخرق.
سيقدم أيوب تقريراً عن منجزاته لبوش، وسيقدم المزيد
من التنازلات الإقتصادية والسياسية ـ خاصة فيما يتعلق
بالقضية الفلسطينية وسوريا ـ حتى ترضى عنه الآلهة في واشنطن،
وتمهله هو وعائلته قرناً آخر كيما يهندس للإصلاح السياسية
الطموحة التي ابتدعها الأفاق شيراك!
|