الملك الضال: قاهر الجلطات!
ليس سرّاً نكشف عنه حين نقول بأن الملك فهد كان أفسق
الملوك السعوديين وأكثرهم ضلالاً وبعداً عن الدين في الممارسة
والسلوك.
فهذا الملك عرف بـ (بلاي بوي)؛ وهو الذي تناقلت الصحف
الغربية خسارته عشرين مليون دولار في أحد كازينوهات القمار
في مونت كارلو في السبعينيات الميلادية الفائتة وفي ليلة
واحدة. وهو الملك الوحيد الذي ظهر لابساً الصليب في منتصف
الثمانينيات حين زار لندن في تحدّ لكل المشاعر الدينية،
لم يخففها تسميته لنفسه الشريرة بـ (خادم الحرمين الشريفين)!
وفهد فوق هذا هو الملك الوحيد الذي ظهر علناً في مجلات
عربية واجنبية حاملاً كأس الخمرة والى جانبه كارتر، في
صورة لا تُنسى. وفهد بعد ذلك كله، لم يتب من تعاطي الحشيش
إلا متأخراً، بعد أن تجاوز عمره الستين، وقد عولج من إدمانه
على يد طبيب إيطالي في قصة يعرفها مقربو الملك الضال.
لكنه لم يستطع إنقاذ إبنه الأكبر من الإدمان على المخدرات
حتى هلك، كما هلك آخرون من أبناء إخوته بسبب الإدمان،
كأولاد سلمان وغيرهم.
وأما حكايات فسقه فهي أكثر من أن تحصى، فلم يشهد أنه
صلّى إلا أمام الكاميرات! حيث تمرّ أوقات الصلاة وهو لا
يبارح مكانه! وهو حتى منتصف التسعينيات يطيب له لعب القمار،
والتحرّش بالنساء، والمضيفات بأساليب رخيصة لا تتسق مع
سلوك رجل دولة فضلاً عن سلوك رجل مسلم. دعك عن النهب واللصوصية،
فهو وإخوانه لم يتركوا أرضاً إلا وسرقوها، ولازالوا الى
هذا اليوم يخصصون عوائد نصف مليون برميل يومياً لحساب
بنكي في البنك الأهلي يتحكم فيه عزيّز قيل أنها مخصصة
لتوسعة الحرمين، وليس جيوب اللصوص من الأمراء!
هذا الملك الضال الذي طفّش عوائل عديدة هربت لا من
بطشه السياسي والأمني منذ أن كان وزيراً للداخلية كما
هو معروف، بل من اعتداءاته الشخصية غير الأخلاقية، يصبح
خادماً للحرمين الشريفين، وإماماً للمسلمين، وولياً للأمر،
الذي لا يواجه بكلمة، ولا ينقد بحرف، ولا يُنصح في العلن،
ولا يرد عليه قول أو فعل!
وكل هذه التأليه لفهد بسبب طواغيت الدين الذين صنّموا
آل سعود، هؤلاء الطغاة الدينيون الذين يفتشون في سلوك
الناس العاديين ويحاكمونهم على النيّات بل ويضيفون الى
اتهامات رجل القمع نايف اتهامات جديدة، وكأنهم ليسوا قضاة،
بل شرطة لدى وزير الداخلية.
الطغاة الدينيون الذين يفتشون في عقائد الناس فيكفرون
هذا ويضللون ذاك ويبدعون الثالث ويفسقون الرابع، لا يتحرجون
في رفع الصوت عالياً بالدعاء للملك الضالّ بطول العمر،
بل ويوجبون الدعاء له، كما يوجبون الطاعة لا في المعروف
بل في المعاصي أيضاً. إنهم الذين يبحثون عن كل سقطة او
زلّة بنظرهم فيما يعتقده الناس من عوامهم وعلمائهم لا
يرون مخازي ملكهم الضال، ولا تسافله، ولا تعدياته، بل
يساعدونه في سرقة الأراضي وكتابة العدل ويستلمون الشيكات
منه كهدايا من السلطان المفسدة.
لماذا كل هذا؟
لأن الملك الضال، حقّق ما لم يحققه ملك سابق!
لقد ملّك النجديين الدولة من رأسها الى أخمص قدميها!
إنهم لا يترحمون كثيراً على الملك فيصل! بل لا يذكرونه
بخير إلا لماما!
لكنهم متفقون على مديح الملك فهد، لأنه جرى في عهد
الملك الضال أكبر عملية (تنجيد) للدولة؛ وللدين أكبر عملية
(توهيب) مع أن الضال لم يعرف ربه طرفة عين.
لهذا ترتفع اليوم أيدي النجديين بالدعاء لكي يطيل الله
عمر الملك الضال، وتتمنّى له أن يتغلّب على الجلطة تلو
الأخرى، في فيلم (قاهر الجلطات 2)! بل أن (العربية) إياها
لم تخجل من القول بأن الملك الضال نجا من الوعكة الأخيرة
لأن هناك من رفع أكفّاً بالدعاء له، ناسية أن الله يملي
له ولهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب أليم!
قاهر الجلطات..
الملك الضال..
طال عمره أم قصر: كل ابن انثى وإن طالت منيّته/ يوما
على آلة حدباء محمول!
وسواء خرج على كرسي المقعدين أم محمولاً على ظهره،
فإنه يكتب لفهد دون غيره، أنه سيترك الدولة مزقاً ومجتمعها
مزقاً وخزينتها رغم الطفرة النفطية الأخيرة لن تزال خاوية
لا تستطيع تسديد الدين العام. سيترك دولة تتناهبها الاقدار،
ويتلاعب بها اللصوص، ومجتمعاً لم يعهد عنه متفككاً كما
هو عليه الحال اليوم.
وفوق هذا كلّه سيترك لنا جملة من اللصوص والمجرمين
من أبنائه وإخوته يوصلون البلاد والمجتمع الى نهايته.
فضلاً عن أنه سيورث الحكم الى (خيخة) يزايد على آل فهد
نجديتهم، وكأن الدولة نجد، والإسلام الوهابية؛ وبهذا نقع
من حفرة الى دحديرة. ولسان حالنا هو ما قاله شاعر مصر
الشعبي:
ساب لك إيه يا بهيّة/ عبد الناصر لما مات
ساب لي جحش من المنوفيه/ إسمه أنور السادات
مع الإعتذار لعبد الناصر، فأخطاؤه لا تصل الى نقطة
من بحر آل فهد!
|