وطـنٌ ومـلوكٌ مـكروهـين!
مات الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات، فتحسّر المواطنون
على موته، وبكوه بكاءً مرّاً، ودخل الشعب الإماراتي في
عزاء متواصل لمدة غير قصيرة.
ومات الشيخ جابر الأحمد الصباح، فظهرت فورة عاطفية
جارفة تجاهه من شعب الكويت بمختلف شرائحه وبمختلف أطيافه
السياسية.
وحدث ذات الأمر مع أمير دبي الشيخ مكتوم.
لكن حين مات فهد، لم تبكه العيون ولم تأسف لرحيله الأنفس،
بل كان البعض قد شعر بسعادة غامرة لرحيل ملك يمثل علامة
فارقة في تاريخ البلاد في جانبها السيء.
أطلق الإمارتيون والكويتيون على أمرائهم وهم أحياء
صفة استذكروها بعد موتهم: فهم أمراء القلوب، وهم المحبوبون،
وهم الزهاد والمتواضعون. ولكن الملك فهد كان مسبّة في
حياته وفي مرضه وفي مماته. كان مثار تهكّم وسخط وتعليقات
ساخرة؛ ولا أدلّك على ذلك عشرات النكات التي حيكت حوله،
والصفات التي أُطلقت عليه!
لماذا يعشق الآخرون ملوكهم، ويحبون دولتهم، ويرتفع
لديهم مؤشر الولَه بالوطن والإعتزاز بالروح الوطنية؛ في
حين لا يذكر الملوك السعوديون إلا وصفات الفسق والفجور
والنهب والإجرام تلاحقهم، ولا يذكر إسم أمير إلا وترتفع
الأكفّ داعية العليّ القدير للخلاص منه، كما حدث بالذات
مع فهد.
دعك من افتعال ألفاظ وعبارات: خادم الحرمين، والمغفور
له، وغيرهما؛ فهذه لا تقال ولا تُكتب في الغالب إلا خشية
أو تملّقاً، اللهم إلا من قبل النزر اليسير من النجديين
المنتفعين من حكم آل سعود.
والسؤال: لماذا لم يحب الشعب حكامه، او ملوكه، والذين
عادة ما يهددون الشعب بالسيف الأملح؟
لماذا لم يستطيعوا أن يغرسوا حبهم وولاءهم في قلوب
مواطنيهم كما فعل الآخرون؟
الجواب لأن آل سعود ينظرون الى الشعب بلا تواضع؛ ويرون
البلاد مزرعة خاصة بهم وحدهم، ولا يعترفون بحق للشعب لا
في ثروة ولا في أرض، بل يتفضلون عليه حتى بإيصال الكهرباء
الى منزله!
آل سعود لم يعرفوا التواضع، مع أن هذا الملك الحالي
أفضل من سابقيه. وملوك آل سعود لا يمتلكون عاطفة تجاه
مواطنيهم، فيتألمون لألمهم، ويحسون بمصابهم؛ لا يعزون
أحداً ولا يحضرون مجلس أحد، ولا يعيشون مع العامة، وكل
ما يعزفون عليه ما يسمونه بـ(المجالس المفتوحة) التي يغشاها
طلاب الحاجة من النجديين في الغالب، والتي لا تحل مشكلة
الأكثرية غير القادرة على الوصول اليهم، هذا إن أرادوا
حل مشاكل تلك الأكثرية.
آل سعود يعتبرون أنفسهم جنس ملائكة، ويعتقدون ـ بخلاف
شيوخ الخليج الآخرين ـ أن التهديد بالسيف، وعدم غشيان
أماكن العامة يحفظ للمُلك هيبته (الموهومة).
الكويتي يهيم بوطنه، وإذا ذكرت الكويت يقوم من كرسيه
طرباً لسماع إسمها؛ والإماراتي يفتخر بدولته، والسعودي
ينقبض بمجرد أن يدخل أجواءها عبر الطائرة.
اقرأوا تعليقات المواطنين السعوديين حول هذه القضايا،
لتعرفوا أن من أضعف الوطنية هم آل سعود ومشايخ الوهابية.
وبعد هذا يأتينا عبدالله ليقول: (وطنية ابنائكم خفيفة...
ما هم حاسين بالوطن)!
السؤال: لماذا هم كذلك؟.
إن وطناً يتسمى بعائلة مالكة ويجبر الجميع على الإنتساب
إليه لهو وطن آل سعود وليس وطن المواطنين! الذي يودون
الدفاع عنه.
قال الأمير طلال لمجموعة من الكويتيين المتواجدين في
السعودية أثناء احتلال صدام للكويت: لو دخل صدام السعودية
لوقف الجميع معه، بعكس ما فعلتم أنتم!
كلمات
(فارس آل شويل): إني أنا المعتز بالله فارس بن أحمد
بنِ جمعان بنِ علي آلِ شويل الحسني الزهراني الأزدي، أعلنها
أمام العالم أجمع، أن جنسية آل سعود موضوعةٌ تحت قدمي،
فلست بسعودي، ولا أعترف بهذه الجنسية لأحد من الناس، فأنا
مسلم من المسلمين قرأت التاريخ فلم أجدْ فيه شيئاً اسمه
جنسية، بل كان المسلم يتحرك في دار الإسلام حيث شاء لا
حدودَ تحده، ولا جوازاتٍ تستوقفه، ولا وطنَ طاغوتياً يعبده
من دون الله، وأنا من آباء معروفين وأسرتي معروفة، وهي
من القبائل العربية المعروفة من بني حسن إحدى قبائل زهران
وقبيلة زهران تعود للأزد، فلست من آل سعود، ولا يحق لآل
سعود أن ينسبوا الناس إليهم، والعالم أجمع يشهد أن كل
الناس يعودون لبلادهم وأمصارهم، أو قبائلهم وعشائرهم،
أو أسرهم، إلا في هذه الدولةِ المسماةِ بالسعوديةِ ينسبون
الناس فيها لهذه الأسرة الحاكمة.. وأنا أدعو الناس في
جزيرة العرب إلى عدم الرضا باستخفاف هذه الأسرة الحاكمة
بهم، وإلى تذكر ماضيهم العظيم، وأن يقوموا قومة رجل واحد
على هؤلاء الطواغيت الذين أهانوهم وأذلوهم وشوَّهوا صورتهم
أمام الناس.
(د. عبد الله الحامد): إن بعض الأمراء في الأسرة المالكة،
يتحدثون ويتصرفون وكأنهم من جنس الملائكة، وكأنهم يستوحون
من عبارة الشعب السعودي، أنهم يملكوننا وأنهم بالسيف يربوننا،
وبدلاً من أن يدركوا تسميتنا بالشعب السعودي خطأ ينبغي
تصحيحه ما دام يفهمون (ولي الأمر) هذا الفهم، على أن الأمر
الطبيعي أن ينسب الحاكم إلى الشعب، فيقال الرئيس المصري
والسوري واليمني والملك الأردني والمغربي، أما عندنا فالأمر
الطبيعي أن ينسب الشعب إلى الأسرة الحاكمة، فيقال الشعب
السعودي: وماذا بنجد من المضحكات * ولكنه ضحك كالبكا
|