تحالف المباحث مع التطرّف مع القضاء الفاسد
ملاحظات على اعتقال الصحافي رباح سعود القويعي
السعودية بلد اللاقانون.
الصحافي المعتقل رباح القويعي
|
في الحقيقة هي بلد اللامعقول.
بلدٌ تخرق فيه التحالفات المنفعية كل المحظورات الدينية
والأخلاقية.
بلدٌ مؤسس من قاعه حتى رأسه على الظلم والتجاوز.
هذه ليست تعليقات انفعالية.. ومن يقرأ هذه المجلة ويتابع
تغطياتها للتجاوزات المشينة من القضاء والأمن وكل ذي سلطة،
يدرك أن السعودية غابة حقيقية، ولكن تدثرها شعارات ومفردات
الإسلام والحكم الإسلامي والشرع وغيرها!
في واقع الأمر، قد يعتقل المرء بلا سبب! نعم بلا سبب!
ويزجّ به في السجون عقوداً بلا سبب ايضاً، لأن ليس له
إضبارة حتى تفيد من الذي اعتقله ولمَ!
يسمع الناس عن التجاوزات في مصر وتونس وسوريا وعراق
صدام وما بعد صدام، وكأن بلد (الملائكة) لا يأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه، لمجرد أن مجموعة تدّعي التطهر
ولكنها في الواقع تعمل على إعاثة الفساد في البلاد بالتحالف
مع السلطان ومع القضاء الفاسد.
في كل يوم نسمع قصة جديدة.. عن محنة يتعرض لها كاتب
أو صحافي أو حتى مواطن عادي، فهذا تنهب أملاكه من أمير،
وذاك يختطف من الشارع الى السجن، وثالث يضرب في الشارع
ثم يقال له: آسفين أنت لست المقصود، كان شخصاً آخر! ورابع:
يصحو من النوم فيجد أن شركته قد أصبح نصفها مملوكاً لأمير،
وخامس يجلد لأنه وجد في الشارع وقت الصلاة، والقائمة طويلة
لا تنتهي.
المثير هو هذا التحالف بين التطرف الوهابي وقضاة الوهابية
من جهة وآل سعود ومباحثهم من جهة أخرى، حيث لا يسمح بأن
يكون هناك قاض غير وهابي. ولكم أن تتصوروا أحداً يخالف
احد المشايخ أو يتصدى لقضية طرفها أحد متطرفي الوهابية،
شخصاً أو فكرة!، كيف سيحكم القضاء؟ لقد أثبت القضاة أنهم
متطرفون، بل هم معقل التطرف والظلم، مع أن معظم الكتاب
يخافون اتهام القضاء، لئلا يجلبونهم الى عدالتهم فيحكمون
عليهم بالسجن والجلد. المديح للقضاء السعودي من قبل الليبراليين
مجرد خوف ولا تمثل حقيقة على الأرض. ولذا يخاف معظم المواطنين
من (حكم الشرع الوهابي) وهو ليس حكم شرع، بل حكم قضاة
الوهابية الظالمين.
ولذلك نسمع مشايخ وكتاب وأمراء آل سعود أيضاً، الحماسة
للرجوع الى القضاء في المسائل المثيرة او المعارضة لهم،
لأنهم يعرفون الأحكام مسبقاً، ويعرفون أن هذا الثلاثي
البغيض يحكم المواطن في الشارع وفي المدرسة وفي الصحيفة
وفي الإعلام وإن تعدّى حدود آل سعود، فلا يوجد إلا القضاء
(الوهابي السعودي العادل جداً جداً)!
وأمامنا الآن قصة جديدة من قصص الوهابية وآل سعود وهيئات
أمر منكرهم وقضائهم الزائف.
إنها قصة إعتقال الصحفي رباح بن سعود القويعي، وهو
من مواليد حائل وأبوه سعود القويعي يشغل منصب مساعد مدير
التعليم في حائل.
كل جرمه أنه يدخل منتدى (الساحات) التكفيري، فيعكّر
على دعاة العنف والإرهاب والتطرف صفو عيشهم، مع أنه يكتب
بإسمه الصريح وليس مثل الخفافيش الأخرى، الداعمة للإرهاب،
أو تلك التي تعمل للمخابرات السعودية ومباحث نايف ضمن
الموقع نفسه.
حين يكتب الرجل باسمه، هل يخاف من المحاسبة على كلامه؟
لا! لأنه يزن كلماته ولديه الاستعداد للدفاع عمّا كتب.
حين اعتقل الصحافي رباح، حاول أهله ومحبوه ان يخرجوه
بكفالة، فرفض السلفيون وقضاؤهم ومباحثهم!
وحين طلب الصحافي قينان الغامدي، بصفته عضواً في هيئة
الصحافيين السعوديين، موعداً مع محمد بن نايف، رفض الأخير
ذلك!
وحين توكّل عنه المحامي الإصلاحي عبدالرحمن اللاحم،
منعوه مخالفين في ذلك نظام الأحكام الجزائية، وأسرعوا
باتجاه إصدار الحكم ضدّ الضحية!
ما هي القضية التي اعتقل بشأنها الصحافي رباح، ومن
هم الخفافيش الذين يقفون وراء ذلك؟!
في الخامس من أبريل الجاري، تمّ استدعاء رباح من مقر
عمله في صحيفة (شمس) بالرياض الى مقر (مباحث حائل) وهناك
اعتقل حتى كتابة هذه السطور.
بأمر مَنْ تمّ الإعتقال؟
إنه بأمر المباحث العامة!
ولكن مَنْ هو صاحب الدعوى؟ ولماذا لم تبت بها المحاكم
العادية إن كانت هناك دعوى حقيقية؟
لا أحد يعلم، لكن المرجح أن المباحث التي اعتقلته هي
صاحبة الدعوى، وهي التي حققت معه أولاً، ثم حولته على
هيئة التحقيق والإدعاء لتحقق معه مرة أخرى بشخوص متطرفيها
أو عملائها.
أما التهمة فهي إثارة البلبلة واعتناق أفكار هدّامة
ضد الإسلام.. ومن الواضح أن المحققين هم من نفس العجينة
التي حققت مع الإصلاحي علي الدميني الذي اعتبرهم من نفس
نسخة المتطرفين التكفيريين (كما جاء في كتابه: زمن للسجن،
أزمنة للحرية).. ولذا كانت أسئلتهم (خاصة والخصم هما الوجهان
الرذيلان المجتمعان على الباطل: المباحث ومتطرفو الوهابية)
عجيبة، والإدانة حاضرة إما بوجهها السياسي أو وجهها الديني.
من بين تلك الأسئلة التي قدمها المحقق عبدالرحمن الحمدان:
متى تشرق الشمس؟ ما هو موعد أذان الفجر؟ في محاولة لإدانة
المعتقل بأنه ضالّ لا يصلي الفجر، ولا يعرف مواقيت الصلاة!!
وكأن آل سعود يعرفون الله، ويداومون على الصلاة، وهم على
ما هم عليه من فجور في الداخل والخارج، لا يفارقون الكأس
ولا تملّ كروشهم من أكل الحرام!
تجدر الإشارة الى أن متطرفي الوهابية سبق لهم أن كسروا
زجاج سيارة الصحافي رباح، وهددوه بالقتل، كما قال لإحدى
الصحف المحلية، وذلك عبر رسائل الجوال والمكالمات الهاتفية.
|