الأمن المفقود في مملكة آل سعود
لطالما ردّد زبانية آل سعود، والمكفراتية المؤيدون
لهم: الحمد لله على (نعمة الأمن والأمان) فيما تنزلق البلاد
الى عهد لم تشهده في تاريخها حتى قبل وصول آل سعود للسلطة.
هناك أحياء في جدة والرياض لا تستطيع السلطات الأمنية
دخولها إلا بفرق مسلحة بأسلحة ثقيلة، وفيها تباع المخدرات
والخمور علناً، والدعارة علناً! وفي مثل تلك الأحياء،
لا أحد يدفع فواتير كهرباء أو ماء أو تيلفون ـ إن وجد!
البيوت في السعودية لم تعد آمنة، بل حتى المساجد لم
تعد آمنة، فالسرّاق ومحترفو اللصوصية يسرقون كل شيء من
الأجهزة الكهربائية وحتى أجهزة التكييف، مروراً بما يوجد
من نقود وحلي وألعاب الكترونية.
السيارة التي تقف في الشارع يمكن أن تختطف في أقل من
دقيقة!
الإغتصاب مستمر وفي حالة تصاعد وقد شمل بعض المواطنات
وهن في منازلهن!
عصابات الإجرام تكاثرت، والدولة غير قادرة على ضبط
الوضع منذ نحو عقد. ولكنه الصمت. ففضيلة ونعمة (الأمن
والأمان) يجب أن تبقى شعاراً مرفوعاً وإن كان خاوياً.
بالطبع فإن للظاهرة أسباباً اقتصادية واجتماعية وسياسية،
ولكن هناك حالة نفسية لدى الأجيال الجديدة الضائعة تشير
الى أن هذه الأجيال لا تلق بالاً للحكومة ولا لأجهزتها
المشغولة بملاحقة (السياسيين المصلحين).. ويلاحظ أن (فلسفة
الضرب بيد من حديد) ليست إلا ضرباً كالزبيب!
حتى الإرهابيون التكفيريون أفرج عنهم نايف، لأنهم في
أكثرهم من المدللة نجد، وقال نايف أنه تم الإفراج عن نحو
ثلاثة آلاف منهم. وأما في المواضيع الأدنى الجرائم (غير
السياسية) فمع تصاعدها الظاهري لا توجد أرقام حكومية مؤتمنة
كالعادة، فلا توجد إحصائيات غير تلك التي تنشر في الكتاب
الإحصائي السنوي السعودي وهي بكل المعايير (احصاءات سياسية).
فجرائم القتل والإغتصاب والسرقات المسلحة وغيرها، صارت
من القضايا الإعتيادية التي تنشرها الصحافة المحلية.
واليكم بعضاً مما نشرته الصحف في الشهر الماضي فحسب:
* شاب (21 عاماً) من الرياض اقتحم منزل سيدة سعودية
أثناء غياب زوجها عن المنزل وهددها بالسلاح واغتصبها ثم
سرق هاتفها الجوال وبعض الأجهزة الكهربائية في المنزل،
وما كان موجوداً من مال وغيره وفرّ هارباً!
* تم على نحو واسع تداول تسجيل عبر الهاتف الجوال لسلفي
من الهيئة وهو يتعاطى الفاحشة مع إحدى النساء، وقد حاول
السلفيون (المتطهّرون!) تبرير هذا المسلك، او نفيه بالمرّة.
المهم: انظر للاستخدام المتقن للتكنولوجيا! في إشاعة الفاحشة!
* في المدينة المنورة وحدها، تمّ ضبط نحو 40 ألف مادة
خليعة خلال الأشهر الثمانية الماضية ـ حسب إحدى الصحف.
* تم ضبط مصنع للخمور في الملز بالرياض، تقوم عليها
سيدتان ورجل، إحدى السيدتين مصابة بالأيدز!
* إيقاف شخص في خميس مشيط يروج للخمور والدعارة.
* طفلة من المجمعة في القصيم، لا يزيد عمرها عن ثلاث
سنوات، يرجح أنها اختطفت، ووالدها يعرض مكافأة مجزية.
* طفلة من مكة (9 سنوات)، ماتت بسبب تعذيب زوجة أبيها،
فقد كسرت أضلعها وسكبت مادة الكولوركس على جسمها.
* شاب سكير اختطف طفلة عمرها أربع سنوات واغتصبها،
فحكم عليه القاضي بأربع سنوات سجن، و400 جلدة فقط. قال
قائل: إن الحكم يمثل دعوة لإغتصاب النساء في السعودية!
* صحيفة سعودية تنشر موضوعاً مثيراً: (نساء يغتصبن
الرجال).
* صدر حكم على 11 شاباً تحرشوا بفتاتين في طريق نفق
النهضة بحي الملز بالرياض، وصوروا الحادثة ونشروها عبر
كاميرا الجوال. الأحكام تصل الى 12 سنة و 400 جلدة.
* خمسة شبان شكلوا عصابة سرقة واستخدموا السلاح روعوا
الكثير من المواطنين في منفوحة.
* أربعة شبان في تبوك يختطفون شاباً ويغتصبونه، ويقومون
بسرقات أخرى.
* روّع مجرم أهالي المدينة باقتحامه للمنازل وسرقتها
والإعتداء على من فيها، ولم يعتقل حتى الآن.
* انتشار مشهد جنسي لسعودي مع سعودية عبر الجوال مدته
دقيقة واحدة، هو على الأرجح عمل ترويجي للدعارة. ويحتمل
أن تكون الفتاة مختطفة؛ وقد حدثت وقائع اغتصاب مشابهة
تمّ نشرها في الأشهر الماضية.
هذه بعض المقتطفات حول الموضوع الأمني، مما تنشره الصحافة
بكثافة هذه الأيام، الأمر الذي افزع المواطنين الذين ـ
قبل النشر ـ كانوا يعتقدون أنهم يعيشون في واحة من الأمن،
كما تدعي السلطات السعودية.
تحقيق الأمن اعتبره آل سعود واحداً من المنجزات التي
تعزز شرعية حكمهم. ولكن ما عسى أن يقولوا الآن؟!
|