التجاذب بين الملك والسديريين
معركة السياسي في الوسط الديني
يقترب التجاذب الداخلي من خطوط حمراء كانت الاطراف
جميعاً تنأى، حتى وقت قريب، عن الاقتراب منها خشية التوظيفات
الايديولوجية والسياسية، والتوصيم الديني الذي يلحق بمن
يخترقها. وليس هناك خط أحمر داخل الدائرة النجدية على
قدر كبير من الخطورة والحساسية كالمؤسسة الدينية والعقيدة
السلفية للدولة. وقد بدا منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر
عام 2001 وكأن هناك فرزاً واضحاً داخل العائلة المالكة
بين مناصر عنيد للمؤسسة الدينية وبين ناقد لمجمل نشاطاتها
الدعوية والاجتماعية والخيرية. وفيما يواصل الجناح السديري
إسناده الكثيف للتيار الديني المتشدد، بغرض تفويت الفرصة
على الرهط السياسي المحيط بالملك عبد الله في سعيه إرساء
قواعد جديدة للعبة سياسية يخشى الجناح السديري أن تمكّن
خصومه من تخريب تبييتاته السياسية الراهنة والمستقبلية،
ينبري المقرّبون من الملك عبد الله، والذين يتطلعون الى
حصول تغييرات جوهرية في البنى السياسية والثقافية والاجتماعية
وصولاً الى تخفيض نفوذ وهيمنة المؤسسة الدينية على الحياة
العامة.
ومنذ بدأت فصول مواجهة مفتوحة بين ما تعارف على اصطلاحه
داخلياً التيارين الليبرالي والديني الصحوي أو المتشدد،
والذي كان معرض الكتاب بالرياض قبل شهرين واحداً من أهم
محطات الالتحام الثقافي والاجتماعي، ينشق الفضاء السياسي
والثقافي عن فصول أخرى من المواجهة بين الفرقاء سواء على
قاعدة تمايزات سياسية أو خصومات ايديولوجية، في مسعى لبناء
اصطفافات تعين على فتح الطريق أمام تحقيق مآرب سياسية
وثقافية محددة.
الصراع المتصاعد بين التيارين الليبرالي والديني يرتدي
حلّة ثقافية كيما يخفي ظلاله السياسية التي تمتد الى الجناحين
السياسيين الحاكمين داخل العائلة المالكة، وبطبيعة الحال،
لا يعكس اصطفاف أحدهما لصالح الآخر ميولاً ثقافية لدى
أي منهما، فهما يستران نواياهما وأهدافهما السياسية برداء
ثقافي أو ديني. فلا الملك عبد الله ليبرالي المنزع ولا
الامير نايف وأشقاؤه سلفيو الهوى، ولكن هي المصالح السياسية
تملي هذه الانتماءات المفتعلة.
وعلى أية حال، فإن الجناح السديري يشعر بأن تدابير
الملك ورهطه السياسي بنكهته الليبرالية تستهدف بتر امتدادته،
والتي تمثل المؤسسة الدينية أبرز تمثّلاتها، فقد عمد الامراء
السديريون الى إرساء تحالف استراتيجي مع رموز المؤسسة
الدينية وتقديم أنفسهم كحماة عنها ومدافعين عن العقيدة
السلفية.
بالنسبة للملك عبد الله، الذي يواجه ضغوطات داخلية
ودولية من أجل مضاعفة الجهد لملاحقة المنابع الايديولوجية
والمصادر المالية للتطرف الديني، ينزع نحو بناء تحالف
داخلي قوي مؤلف من شخصيات سياسية ودينية معتدلة ذات ثقل
إجتماعي كبير نسبياً من أجل إحباط أية ردود فعل تصدر عن
التيار الديني المتشدد المدعوم من الجناح السديري.
وتمثّل قضية إصلاح المؤسسة الدينية المتضخمة الأشد
حضوراً في أجندة الملك عبد الله، بضغط من الداخل والخارج،
فالمحاولات الرامية والحثيثة من قبل الامير نايف وأشقائه
وكذا عدد من أقطاب التيار السلفي المتشدد في تبرئة العقيدة
السلفية من تهمة ترويج الافكار المتطرفة والمحرّضة على
العنف، لم تضع نهاية حاسمة لانتشار الافكار المتشددة التي
مازالت تخرج من المساجد والمدارس وحلقات الدرس الديني
والكتيبات. وبالرغم من أن عملية المراجعة النقدية لمجمل
التراث السلفي لم تتم حتى الآن، وربما لن تشهد البلاد
هذه العملية في المدى المنظور سوى من قبل أفراد قلة يصنّفهم
التيار السلفي بالخارجين على اجماع الامة أو الملة. وبين
خيار المراجعة النقدية والذي بالضرورة سيصيب أضراره التأسيس
الايديولوجي للدولة، وبين تطهير المؤسسة الدينية من العناصر
المتشددة وفرض ضوابط صارمة على نشاطاتها، يميل الملك عبد
الله الى الخيار الثاني الذي يسمح له ببناء تحالف ديني
جديد بعد تحييد أو بتر مصادر التشدد في المؤسسة الدينية.
تؤكد مصادر مقرّبة من المؤسسة الدينية بأنه تم فصل
عدة مئات من أئمة وخطباء المساجد في أنحاء المملكة خلال
الشهور الثلاث الماضية، كما تم فصل عشرات من أئمة المساجد
الذين لا يلتزمون بالخطب المكتوبة، ضمن حملة واسعة تستهدف
وضع حد لانتشار الافكار المتطرفة التي يقوم بترويجها أئمة
وخطباء المساجد في أرجاء المملكة. كما وضعت تدابير مشددة
على الخطب الدينية من خلال الزام الائمة بنصوص مكتوبة
لا يجوز لهم الخروج عليها أو استبدالها.
وفي هذا السياق ذكر موقع الاسلام اليوم على شبكة الانترنت
في التاسع من مايو أن الجهات المختصة بوزارة الأوقاف والشؤون
الإسلامية عزلت الشيخ أحمد بن عبد العزيز الشاوي - إمام
وخطيب جامع ''أبا الخيل'' بحي المنتزه بمدينة بريدة بمنطقة
القصيم – عن الخطابة والإمامة. وفي تصريح خاص لشبكة ''الإسلام
اليوم'' أوضح الشيخ أحمد الشاوي أنه تلقى اليوم (9 مايو)
خطاباً رسمياً من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية يشعره
'' بعزله نهائيا عن مزاولة الخطابة والإمامة دون ذكر الأسباب
''. ونقل الموقع عن مصادر وصفتها بالأولية أن وزارة الأوقاف
أقدمت كذلك على عزل ثلاثة خطباء آخرين في منطقة القصيم.
ويعد الشيخ الشاوي واحدا من أشهر الأئمة والخطباء بمنطقة
القصيم، وقد وُصِف بأنه (خطيب متحمس يلهب مشاعر الشباب،
وهم أكثر حضوره) وكان قد دعا في بعض خطاباته للتسلح من
قبل الشباب في أجواء حرب العراق، وانتشر السلاح في حينه
وتزايد الطلب عليه ما ادى الى غلاء ثمنه.
ورغم أن بضاعته في العلم الشرعي ليست بعالية الجودة
مقارنة بمشايخ آخرين في القصيم، فإن خطابات الشاوي تفيض
بالشعاراتية والحماسة العاطفية التي تتناسب مع الاغراض
التحريضية. وقد اعتبر أحدهم قرار ايقاف الشاوي (أمراً
متوقعاً بسبب الضجة التي يثيرها وهو ما لا يتوافق مع ما
نمر به من أزمة تستدعي الحكمة والتبيان وتوضيح الأمور
للناس بعمق ومعرفة وحسن تقدير)، فيما وصف آخرون مقرّبون
من التيار الديني المتشدد قرار الايقاف بأنه مزعج، فيما
وجّه البعض أصابع الاتهام الى من أسموهم (أهل المنكر الذين
أرقتهم خطبه، وأقضت مضاجعهم، لاسيما أهل العلمنة ومن يتسمون
بالإصلاحيين (المعتزلة الجدد). ويقول بعض المقربين من
التيار الديني المتشدد أن (كل الخطباء والعلماء والوعاظ
الذي تم ايقافهم) كانت بسبب التحريض على قتل من يصفونهم
بالعلمانيين والنيل من فرق دينية مخالفة (الصوفية والرافضة)
والحث على الجهاد ودعاء للمتورطين في أعمال العنف داخل
العراق.
وفي تدبير موازٍ، أعلنت وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة
والارشاد في الرابع والعشرين من أبريل الماضي عن بدء الوزارة
في فرض رقابة الكترونية على المساجد في الرياض، في خطوة
سيتم تعميمها بعد ذلك على جميع المساجد عن طريق مشروع
نظام المعلومات الجغرافي الالكتروني (جي آي إس).
وقال الوزير صالح آل الشيخ في حفلة إطلاق هذا المشروع
في الرياض: (إن المشروع يتيح إيجاد نظام كامل يتعلق بالمساجد،
ومن ضمنه تصوير المسجد ومعرفة جميع محتوياته ومكوناته،
كما يمكّن هذا النظام من رؤية الإمام والمؤذن داخل المسجد
أثناء تأديتهما الصلاة)، مشيراً إلى أن هذا النظام (يمكّن
المسؤولين في وزارته من معرفة حالات المساجد يوماً بيوم،
وبدقة متناهية، من خلال هذه التقنية). وأضاف: (إنه بدأ
فعلياً تنفيذ هذا المشروع في مساجد حي الملز (شرق الرياض)،
وسيتم استكمال تغطية مساجد مدينة الرياض كافة خلال هذا
العام، أو بحلول منتصف العام المقبل). ومن المقرر أن يتم
تعميم مشروع الرقابة الالكترونية على كافة مناطق ومحافظات
المملكة منتصف عام 2008
المفتي والمرأة
في رد فعل يتّسم بالحديّة، ألقى المفتي العام للمملكة
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في الثالث من 28 أبريل خطبة
الجمعة تناول فيها موضوع عمل المرأة في بيع المستلزمات
النسائية، والتي انطلق منها لتوجيه انتقادات شديدة اللهجة
لدعاة تمكين المرأة من العمل في المجالات التي تناسب وضعها
ومكانتها، حيث أعاد المفتي التأكيد على الرؤية التقليدية
حول دور النساء، بأن يقرن في بيوتهن حفاظاً على العفة
والصيانة والحشمة، وقال بأن ذلك هو (المأمول من فتيات
الإسلام اللواتي تربين على الهدى والأخلاق الكريمة والبعد
عن مواطن الريبة والشر والفساد).
وقد شكك المفتي في نوايا دعاة عمل المرأة وقال عنهم
بأنهم (يكيدون للإسلام وأهله؛ من لا يريدون للأمة أن تبقى
على خيرها وسماتها وكرامتها؛ فدعوها إلى العمل بجانب الرجال؛
وهيئوا لها الفرص؛ وادّعوا بذلك أنهم ساهموا في سعودة
الأمة).
واعتبر المفتي أن الدعوة الى عمل المرأة هي ضد مصلحة
المرأة ومحاولة لافسادها والحط من كرامتها، وقد حملت عبارات
المفتي اتهامات شبه مباشرة لكل من حثّ على إتاحة الفرصة
للمرأة كيما تدخل سوق العمل لتلبية حاجات إجتماعية واقتصادية
ضرورية، ودفعها للمشاركة في العملية التنموية. المفتي
خاطب المرأة في بلادنا قائلاً:(لا تظني تلك الدعايات من
مصلحتك أبداً؛ ولا أن قصدهم بهذا إكرامك ورفع منزلتك؛
ولا أن الهدف من هذا إبراز شخصيتك؛ ولا أن الغاية من هذا
إكرامك؛ ولكن الغاية – يعلم الله – ما وراء أولئك من مكيدة
للإسلام وأهله؛ وحربا على القيم والفضائل التي تميز بها
المجتمع المسلم؛ فلا يرضي أعداء الشريعة إلا أن يجردوا
هذه المرأة المسلمة من قيمها وأخلاقها؛ فلا تخدعنك هذه
الدعاية؛ ولا يغرنك هذه المكاسب المادية؛ ففيك من الأخلاق
والقيم ما هو فوق كل هذه المادة كلها؛ فاستقيمي على الخير؛
والزمي البيت والوظائف المهيأة لك؛ دون الاختلاط مع الرجال؛
بأية ذريعة كانت؛ فإنها طريق مشوب بالشر؛ وطريق مفض إلى
الفساد؛ وطريق سائر بالفتاة المسلمة لأن تحاك المرأة الغربية
في قيمها وأخلاقها؛ فتفقد الأمة كرامتها؛ وتفقد الأمة
سمعتها؛ وتفقد الأمة ما تميزت به من أخلاق وقيم وفضائل).
ينطوي خطاب المفتي على إتهامات خطيرة، الى جانب وضع
الدعوة الى عمل المرأة في محلات المستلزمات النسائية في
إطار مؤامرة قد حاكها نفر من المشبوهين، بما يثير الغرابة،
خصوصاً وأنه يدرك أن هؤلاء مسؤولون كبار في الدولة، وأنهم
يحظون بدعم وتأييد الملك نفسه، الأمر الذي يطرح علامات
إستفهام كبرى حول الجرأة الفائقة التي تحلى بها المفتي
العام في طرق أحد الموضوعات حساسية، رغم أنه كان بمقدوره
تناول القضية بلغة هادئة بعيداً عن لغة التشنج والاتهام.
إن مؤشر التوتر في خطبة المفتي العام تصاعد سريعاً،
وكان مليئاً بقائمة من الاحكام ذات الطابعين الاخلاقي
والديني، فمن المؤامرة والافساد الاخلاقي، نجده بعد ذلك
مباشرة يسبغ على الاتهامات صبغة دينية فاقعة. يقول ما
نصه:(فيا أيها المنادون بهذه الذرائع السيئة: خافوا الله
في مجتمع المسلمين؛ واعلموا أن سعيكم ضلال؛ وأن خطواتكم
خطوات إلى الفجور والنار؛ وأن هذا المجتمع المسلم أمانة
في أعناق المسلمين؛ محافظة على أخلاقه، ومحافظة على كرامته؛
ومحافظة على مبادئه وقيمه.
إن المرأة المسلمة هيئت لتربي الأجيال؛ وتعمر البيت
وتساهم في الخير؛ لا أن يزج بها كل النهار وأول الليل
فيما يسمى بعملها؛ وفيما يسمى بأنها تبيع للنساء، وفيما
يقول ويقول أولئك؛ والله يشهد إنهم لكاذبون؛ والله يعلم
أن مقاصدهم سيئة).
ولم يتوقف هجوم المفتي على جهة بعينها بل شمل شريحة
واسعة تناولت موضوع عمل المرأة فوصفها بأقذع النعوت فقال
(أقلام جائرة، وألسنة كاذبة؛ ومقالات خاطئة؛ سَطرت بأقلامها
كل ما يحارب العقيدة والقيم والأخلاق؛ فاتق الله أيتها
المسلمة ولا تنقادي لتلك الدعاية؛ ففيها هدم لكرامتك وأخلاقك،
ونسخ لفضيلتك؛ وزج بك في الشبهات التي لا نهاية لها سوى
الانحلال من القيم).
والسؤال المباشر هنا مالذي دفع بالمفتي الى القاء خطبة
نارية وصل شررها الى القريب والبعيد، حتى يكاد اعتبارها
خطبة ثورية من العيار الثقيل، والتي يندر العثور على نظير
لها في كل عهود التاريخ السعودي؟.. سيما وأن المعروف عن
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ طبعه الهادىء ومهادنته لأهل
الحكم، فهو مثلاً ليس في مستوى جرأة وشجاعة الشيخ محمد
بن ابراهيم الذي كان يقدّم اعتراضاته الصريحة ذات اللهجة
الحادة احياناً على بعض القوانين الجديدة، وإن لم يصل
الى حد انتقاد سياسات الدولة، بل لم يصل المفتي العام
الى مستوى جرأة المفتي السابق الشيخ عبد العزيز بن باز
الذي لم يكف عن إيصال نصائحه الهادئة الى الامراء. علاوة
على ذلك، لم يكن إختيار الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتياً
سوى لكونه مهادناً وهادئاً ومطيعاً.
أسئلة عديدة تثيرها الخطبة هذه، شأن خطب أخرى أقل حدّة
حول قيادة المرأة للسيارة ومشاركتها في المنتديات الاقتصادية
وغيرها، والتي كان للمفتي رأي فيها، ولا يمكن العثور عن
إجابات ما لم نعيد احضار لعبة التجاذب الجارية في أعلى
هرم السلطة. يذكر المقرّبون من العائلة المالكة بأن المفتي
حليف استراتيجي للجناح السديري وبخاصة للأمراء الثلاثة
(نايف وسلطان وسلمان)، ولهؤلاء طريقة حاذقة في إثارة (الغيرة)
الدينية لدى المفتي من خلال سرد رواية انتحابية تفيض بمفردات
التحريض على خصومهم من خلال إثارة قضايا اجتماعية ذات
أبعاد دينية. فيكفي الامراء أن يصوّروا الاخطار والمفاسد
الاخلاقية التي سيتعرض لها المجتمع من جراء السماح للمرأة
بالعمل وقيادة السيارة، ووضعها في سياق مؤامرة غربية وصهيونية
وشيطانية لتحريك العاطفة الدينية للمفتي وكبار علماء المؤسسة
الدينية كيما ينبروا للدفاع عن بيضة الاسلام وحياض المسلمين
وكرامة الامة!! هكذا هي الطريقة التي يتبعها الامراء في
تحريك العلماء، وهكذا أيضاً يستجيب العلماء!!
يقول العارفون بأن من المستحيل على المفتي العام أن
يجهر بلهجة حادة وأن يمتلك جرعة هائلة من الجرأة في خطبة
نارية كهذه لو لم يحصل على ضوء أخضر من الأمراء السديريين،
الذين يردّون على تدابير الملك عبد الله بقصقصة أجنحة
السلفية المتشددة الحليفة للجناح السديري عن طريق تحريك
الاقطاب الدينيين الكبار والعبث بمشاعرهم الدينية.
وفيما يدخل المتجاذبون سياسياً المنطقة المحظورة في
تعبير عن بداية زوال الخطوط الحمراء، يتصاعد التواجه الثقافي
بين التيارات الفكرية التي تقتصر الآن على الليبرالي والسلفي
المتشدد ولكنه بالتأكيد سيفتح الباب على صراعات فكرية
أخرى لاحقاً، تبعاً لتمدد أفق التجاذب السياسي.
|