(العصابة) وبيان التطرف
خالد الغنامي
لا جديد في البيان، فهو يحرض الحكومة والشعب على كل مثقف أو مفكر أو سياسي أو مصلح اجتماعي يدعو للتطور والتحديث ومواكبة العصر مهما أعلنوا عن إسلامهم. قد يلحظ فقط أن اللغة قد ازدادت سوءاً، ففي هذا البيان وصف لمثقفي الوطن الأحرار الشرفاء بأنهم (عصابة) و(رسل الكفار). والبيان لا يمثل (الصحوة الإسلامية) لأن رموز الصحوة الحقيقيين هم الشيح سلمان العودة والشيخ سفر الحوالي والشيخ عايض القرني، مما يشير لوجود انشقاق، وهو ليس بالشيء السلبي. فاختلاف رؤى مشايخ الصحوة سيخفف من عدوانيتها تجاه التيارات الفكرية الوطنية الأخرى الموجودة على الأرض، وسيوسع من مدى أفقها تجاه الحياة والكون والشؤون الاجتماعية والسياسية.
البيان كالعادة القديمة قائم على تأجيج العواطف من خلال رمي التهم جزافاً دون أي شعور بمسؤولية الكلمة أمام الله وأمام الناس ودون أن يدلل على دعواه بغير العموميات التي لا تقنع من يعمل عقله ويسأل: كيف؟ والبيان في غاية الخطورة لأنه دعوة جديدة للاحتراب بين أبناء الوطن الواحد، دعوة لعودة محاكم التفتيش التي عانى منها كثيرون من أبناء هذا الوطن، دعوة للتصنيف الجائر والضغط الاجتماعي على كل من يخالف في الرأي، وهو يتحدث عن قامات وطنية كبيرة أمضت عمرها في خدمة هذا الوطن، ومع هذا يتحدث عنهم هذا البيان وكأنهم غزاة فضائيون من المريخ وليسوا من أبناء هذه الأرض.
هذا البيان عدواني لا يملك ذرة واحدة من الحس الوطني وهو عبارة عن انتفاضة ميت يريد أن يعيد روح الشباب في خطاب مهترئ ونمطية تفكير انتهت. عاش هذا الخطاب في التسعينات عصره الذهبي وانتهى هذا الآن وهاهو الوطن يقول لهم (لا) عريضة لأنه لا يمكن أن يرجع إلى الخلف ولأن التاريخ لا يعيد نفسه ورياح التغير قد عصفت بالصحوة نفسها فضلا عن الوطن وعقول ساكنيه.
الوطن 29/5/2006
|