ثقافة البيانات
علي الخشيبان
هل تمثل هذه البيانات منهجية تدرك القيم الأساسية للمجتمع
ومكوناته الوطنية أم إنها ردود أفعال وتعبير عن حالة من
فقدان المكاسب الاجتماعية أو غيرها؟. الحقيقة الماثلة
أن هذه البيانات ظاهرة صحية إذا كانت لا تلغي مواقف الآخرين
وتحترم وجودهم وتتفق مع الجميع على أن الوطن ومنهجيته
لا يقبل المساومة أما طريقة الفهم للشريعة فهذه مساحة
واسعة. ظاهرة البيانات تعتبر شكلا من أشكال إيصال وجهة
النظر ولكنها يجب ألا تكون شكلا من أشكال الهجوم على المجتمع
بطريقة تخلق الشكوك في أفراده، كما أنها ليست أسلوبا لتصفية
الحسابات مع الأطراف سواء السياسية أو الاجتماعية، إن
كل فرد سوف يقرأ هذا البيان سوف يحدثه خياله إلى شخصية
اجتماعية يختار هو مواصفاتها لينعتها بكل ما احتواه هذا
التصنيف الذي جاء به البيان وهنا مكمن الخطر الحقيقي.
إن بيان التحذير هذا لم يقدم في مضمونه فائدة اجتماعية
بقدر ما قدم تحليلا لواقع يراه هو وحده ولم يستند فيه
إلى حقائق تؤكد أن المجتمع يحتضن من يعمل بشكل مستقل عن
السياسة لينفذ مشروعا مستقلا يدير به المجتمع دون علم
المجتمع. إن لغة محاكمة النوايا واضحة في سياق البيان
بشكل يؤلم المجتمع بكامله ويفرح أعداءه وهذا ما يجعل المجتمع
يفكر بجدية بالمطالبة بمنع مثل هذه البيانات أو عرض من
يقدمها للمساءلة ليتحمل كل فرد ما يكتب، وخاصة إذا كان
يكتب نيابة عن المجتمع أما إذا كان يمثل وجهة نظره فهذه
قضية مختلفة.
الوطن 2/6/2006
|