مصداقية التيار الاصلاحي على المحك
قال الكاتب والاكاديمي سليمان الهتلان أن (الإصلاحيين
فقدوا مصداقيتهم في المملكة السعودية بسبب استخدامهم هامش
الحرية الصغير الذي منحته لهم الحكومة بعد تداعيات أحداث
سبتمبر للهجوم على المتطرفين، لكنهم تجنبوا الكتابة النقدية
عن الفساد والأداء الحكومي).
وأوضح الهتلان أن (الحكومة استخدمت الليبراليين في
الحرب ضد الإسلاميين.. لكن عندما انتهت الأزمة، لم يحوّل
الليبراليون انتباههم إلى المشاكل التي تواجه البلاد)،
مضيفا أن السؤال الآن هو (ما نوع المبادئ التي يتبناها
هؤلاء الليبراليين؟).
وبالرغم من أن الهتلان يضع نفسه خارج إطار الاصلاحيين
والليبراليين، وكأنه يلعب دور المراقب للوضع السياسي الداخلي،
الا أن حديثه عن الاصلاحيين ينطوي على قدر من الصحة، وقد
حذّرنا في السابق من إمكانية استغلال الحكومة للتيار الاصلاحي
في ضرب المتطرفين قبل أن تدير فوهة المدفع اليهم، وهو
ماحصل بعد ان اطمأنت الحكومة الى أن خصمها الخطير المتمثل
في الجماعات المسلّحة بات يلفظ أنفاسه، أو أنه لم يعد
يشكّل خطراً جدياً على الدولة السعودية.
لاشك أن غياب الاصلاحيين عن المشهد السياسي يمثل خطأً
فادحاً مهما كانت الاثمان التي دفعها بعض رموز التيار
الاصلاحي الوطني، وهي بالحساب المادي والنفسي ضئيلة بالمقارنة
مع حجم التضحيات التي يدفعها نظرائهم في بلدان عديدة من
العالم.
ما تعكسه مرآة الاصلاح المهشّمة هو تبعثر المجهودات
الجماعية في هيئة أعمال فردية متناثرة أو في أحسن الاحوال
منتظمة في مجهودات هامشية لا تلامس القضايا الجوهرية التي
وردت في العرائض الاصلاحية الوطنية منذ يناير 2003 وما
بعدها.
إن ثمة أسباب حقيقية لتراجع دور التيار الاصلاحي، قد
يكون منها عائداً الى هشاشة بنية التيار نفسه، وتفاوتاته
الايديولوجية، وغياب الخطة المحكمة التي تعينه على إدارة
وقيادة مشروع سياسي وطني وليست اعمال منفصلة مقتصرة على
تقديم العرائض.
يتحرك عدد من الاصلاحيين فرادى، وضمن هامش الحرية المتاح،
ولكنه لا يرتقي الى مستوى المشروع الاصلاحي الوطني الذي
يلزم الحكومة بالاسراع في احداث تغييرات جوهرية كالتي
نادى بها الاصلاحيون في عريضة (رؤية لحاضر الوطن ومستقبله)
أو عريضة (دفاعاً عن الوطن)، ولا عريضة الملكية الدستورية..
ونتمنى أن يعود التيار الاصلاحي الى الواجهة بإرادة جديدة
ورؤية جديدة وعزم جديد حتى يستعيد مصداقية أريد لها أن
تندثر بقرار سامي.
|