من يزايد على وطنيّة القصيبي؟
من المفجع حقاً أن يقارن القصيبي بمتطرفي الوهابية
في ميدان الوطنية. بين من أفنى زهرة شبابه كادحاً في تطوير
الخدمات وفي الإدارة والدبلوماسية، وبين من يعتبرون (الوطنية)
(وثنية)!
من المفجع أن يقاس رجل أجمع المواطنون على نجاحه وعلى
صلاحه، وبين فئة متطرفة لا همّ لها إلا تخريب الإجماع
وتقسيم الوطن!
كيف يقاس من يسمون أنفسهم بـ (حراس الفضيلة) ومثلهم
الأعلى ابن لادن والزرقاوي بقامة شامخة مثل القصيبي، قامة
علم وعمل وإدارة ووعي ومحبة وألفة وشعر.
ان القبول بالقياس في أصله دليل على حظّ بلادنا العاثر،
التي تتحكم فيها اقلية أكثر تطرفاً داخل أقلية متطرفة،
لم تصل الى ما تزعمه تمثيلاً للشارع عبر انتخاب أو فضيلة
قامت بها، بل بالتسلط وعون آل سعود.
أيعقل أن يُطعن في وطنية القصيبي وأنه عميل للأجنبي
بين ظهرانينا، فلا تشفع له مكانته كوزير، ولا تاريخه المستنير
ولا إنجازاته التي لم تغب حتى عن المزايدين أنفسهم.. في
حين لا يحرك أحدٌ ساكناً، ولا يعاقب المتهمون المتطرفون
العنفيون التكفيريون حتى بكلمة من أمير.
نايف ومن وراءه شلّة (حسب الله التكفيرية!) والذي يعتقد
أنه وسلطان مهندسا الهجوم على القصيبي، نايف وزير الداخلية
هذا، والذي لا مهمة له إلا القمع، لم يلمس متطرفاً داعية
للعنف والقتل حتى لو كان ضحايا التهديد وزراء أمثال القصيبي
او المدني، او مستشارون للملك. كل ما علق به على بيان
التطرف هو انه إذا كان هؤلاء الموقعون طلبة علم فإنهم
يعرفون أن المملكة
تطبق الشريعة!
ما شاء الله!
لم يقل لهم: استحوا! انخمدوا! وإلا لكم السيف (كما
هي عادة نايف مع غيرهم والذين لم يفعلوا فعلهم ـ كدعاة
الإصلاح مثلاً)!
كان نايف شديد المراعاة لمشاعر المتطرفين الذين لا
يعرفون من الوطنية إلا طلب زيادة الرواتب وتصدير الإرهاب
الوهابي الى الخارج، وإجبار المجتمع على السير خلفهم كممثلين
للدين، وأي دين؟!
انه الدين الوهابي الذي لا يجيد التفاهم إلا بالسلاح،
ولا يعرف من التسامح إلا الطرد والإبعاد والتكفير للمخالف.
انه الدين الأعمى الذي لا يرى ما تفعله العائلة المالكة..
ولا يرى في قيادتها سوى الأئمة واجبي الطاعة! في حين يركز
عنفه على الضعفاء من المواطنين لزيادة خنقهم وقصرهم على
التفكير بعقلية أقلية هبلاء!
بعد كل هذا يأتي المهبولون ليزايدوا الآخرين على الوطنية!
وليت الآخر لم يكن غازي القصيبي!
|