أميركا تغير خارطة الأصدقاء والأعداء في الشرق الأوسط
تحالف سعودي اسرائيلي على قاعدة العداء لإيران
نشر موقع انتيلجينس أون لاين على شبكة الانترنت في
عدده 533 بتاريخ 20 أكتوبر مقالاً بعنوان (تحالف إقليمي
سري ضد إيران). وذكر الموقع بأن أنتيليجنس أون لاين علمت
من مصادر دبلوماسية بأن اسرائيل وأربعة بلدان مسلمة سنية
ـ الأردن، السعودية، مصر، وتركيا ـ قررت (سبتمبر الماضي)
تشكيل تحالف استخباراتي إقليمي لمواجهة إيران بسبب محاولاتها
لتصنيع سلاح نووي وجهودها لإقامة (هلال شيعي) يمتد من
طهران الى بيروت.
حلفاء ولكن ضد إيران وحماس!
|
من جهة ثانية، كشفت مصادر دبلوماسية النقاب عن أن العاهل
الأردني الملك عبدالله الثاني نجح في إقناع نظيره السعودي
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالحاجة لتأسيس علاقات سرية
مع إسرائيل.
وذكر موقع Intelligence Online الفرنسي أن هذا التحرك
جاء بمبادرة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني،
الذي كان على اتصال دائم مع العاهل السعودي الملك عبدالله
بن عبدالعزيز منذ بداية الحرب بين حزب الله وإسرائيل في
14 أغسطس.
وتابع المصدر أن الملك السعودي قلق أيضاً بشأن خطر
(المد الشيعي) الذي ينتشر بالمنطقة، وأن عبدالله الثاني
يلقى دعما من رئيس وزرائه الجنرال معروف البخيت، المدير
السابق للمخابرات العامة الأردنية والذي عمل سابقاً سفيراً
للأردن لدى إسرائيل.
وذكر أن ملك الأردن نجح في إقناع نظيره السعودي بالحاجة
لتأسيس علاقات سرية مع الحكومة الإسرائيلية من أجل تنسيق
الجهود، وأن ملك السعودية قبل أن يلزم نفسه بهذه العلاقات
استشار الأمير بندر ابن سلطان أمين عام مجلس الأمن القومي
السعودي وسفير المملكة السابق لدى واشنطن (حيث كان يحتفظ
باتصال دائم مع الإسرائيليين)، كما استشار الأمير مقرن
بن عبدالعزيز رئيس إدارة المخابرات العامة السعودية.
وأضاف المصدر أنه بعد أن أبدى كل من بندر ومقرن اهتماماً
بفتح (قنوات) مع الإسرائيليين، قام عبدالله بن عبدالعزيز
باستشارة وزير خارجيته الأميركي سعود الفيصل، الذي يعد
من أكثر المستشارين الذين يثق بهم العاهل السعودي، ووافق
سعود الفيصل أيضاً على الفكرة، وبعد ذلك استشار ملك السعودية
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي أرسل على الفور
مسؤولين كبار من جهاز المخابرات المركزية التركية MIT
إلى الرياض للقاء بندر ومقرن.
وأشار إلى أن مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان
سافر مرتين إلى الرياض، رسمياً من أجل تنسيق جهود ما بعد
الحرب في لبنان والدفع من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية
في فلسطين بين فتح وحماس، بينما في الحقيقة سليمان زار
الرياض لينقل موافقة الرئيس المصري حسني مبارك على الاتصالات
السرية بين السعودية وإسرائيل.
وذكر أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد حصوله على
التشجيع السياسي والدبلوماسي أمر بندر بأن يجري مباحثات
مع رئيس الموساد الجنرال مائير داغان، 'ووفقاً لمصادرنا،
فإن هذا اللقاء حدث يوم 18 سبتمبر في قصر عبدالله الثاني
بالعقبة، وحضر مع داغان يوران تربويتز وجادي شاماني مستشاري
رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، ورافق بندر ثلاثة
مساعدين بارزين في المخابرات، وحضر مع عبدالله الثاني
الذي رحب شخصياً بضيوفه كل من البخيت والمدير السابق للمخابرات
العامة الأردنية الجنرال محمد الذهبي والسفير الأردني
لدى إسرائيل علي العايد، (ووفقاً لما قاله شهود عيان جرى
الاجتماع في جو مريح للغاية، سيما وأن بندر وداغان التقيا
من قبل في عدة مناسبات في واشنطن).
وأضاف التقرير أن داغان قدم خلال المحادثات تقريراً
حول آخر مستجدات البرنامج النووي الإيراني وتحدث عن الدور
الذي لعبته دوائر علمية باكستانية وكذلك التعاون الروسي
في هذا البرنامج، لكن المباحثات تركزت أساساً على الإرهاب
الشيعي وجهود إيران لتصدير ثورتها.
وتابع التقرير أن عبدالله الثاني اتفق مع داغان على
أنه من غير المتوقع أن يحدث تحول سياسي مهم من جانب حماس
لأن قيادة الحركة في فلسطين يعترضها صقور يعيشون في المنفى
في دمشق وطهران.
وأشار التقرير إلى أن بندر من جانبه أصر على أن تستأنف
إسرائيل وبسرعة محادثاتها مع الرئيس محمود عباس من أجل
تقوية موقفه في مقابل حماس، وفي نهاية اللقاء تقرر (العمل
على تبادل المعلومات الاستخباراتية بسرعةب من أجل التعامل
مع التهديد الإيراني)، وفي هذا الإطار سيعمل مدير المخابرات
الأردنية كضابط اتصال بين المخابرات السعودية والموساد،
وهذا التعاون يهدف إلى تهيئة الأرض لتشكيل تحالف استخباراتي
إقليمي يضم تركيا ومصر. وأضاف التقرير أن إيران أبدت رد
فعل سريع على اتفاق العقبة، إذ قامت في الأيام الأخيرة
بإرسال أسلحة مضادة للدبابات والطائرات لحماس في غزة لأول
مرة، الأمر الذي يقوي احتمال حدوث صدام جديد مع إسرائيل.
|