بعد إعلان الملك عن (هيئة البيعة)
السديريون يقتربون من مشروع اغتيال الملك عبدالله
نشرنا في أعداد سابقة أن الجناح السديري يمهد الأرض
للتخلص من الملك عبدالله، إما بصورة مباشرة، أو عبر التواطؤ
مع التكفيريين دعاة العنف الوهابي. وذكرنا بأن السديريين
(سلطان ونايف وسلمان وأحمد وعبدالرحمن وأبنائهم) يقومون
بحملة منظمة لتشويه صورة الملك والحطّ من شأنه وعدم احترام
قراراته وأوامره العلنية التي يفترض أن السديريين أول
من يطبقها، لا أن يكونوا أول من يتعمّد عدم احترامها على
شاشات التلفزيون، مثلما هو واضح مثلاً في مسألة تقبيل
الأيدي! بالرغم من تفاهة القضية، فما بالك بالقضايا الكبرى
المتعلقة بصفقات السلاح وسمسراته (السلطانية!).
هل يغتاله السديريون كما اغتالوا فيصل من
قبل؟
|
الآن وقد خطا الملك عبدالله باتجاه إزاحة السديريين
عن احتكار الحكم لهم ولأبنائهم، بعد أن سيطروا على مفاصل
الدولة منذ إزاحة الملك سعود عام 1964م، فإن المخاطر تزداد
على حياة الملك.
يعلم الجميع أن الملك عبدالله من الضعف بمكان بحيث
لم يستطع أن يعيّن نائباً ثانياً من خارج الإطار السديري،
فهو وإن رفض تعيين نايف نائباً ثانياً، الأمر الذي يعني
أنه سيكون ولي عهد الملك القادم، فإنه توصل الى حلّ بإشراك
أبناء عبدالعزيز في صناعة الملك القادم، وهذا يعني أن
الأكثرية من الأبناء او من يمثلهم لا يريدون نايف ملكاً،
ولا يقبلون باستحواذ السديريين على الحكم.
معظم الأبناء الأحياء ارتاحوا من الخطوة، خاصة الأمير
طلال الذي بدا في قمّة السعادة، وهو يعتقد بأنه سيكون
الملك القادم بعد إجراء بعض التسويات الداخلية في هيئة
البيعة.
علماء الوهابية غضبوا، ليس لله، ولربما ليس لأنهم لم
يعطوا دوراً في صناعة الملك واختياره، بل الأهم لأن التيار
السديري حرّكهم ضد الملك عبدالله، فارتفعت أصواتهم منددة
معارضة.
أبناء أخ الملك المؤسس، أي أبناء اعمام أولاد عبدالعزيز،
غضبوا أيضاً لانحصار المُلك في سلالة عبدالعزيز بن عبدالرحمن
دون إخوته الاخرين خاصة أبناء مساعد وعبدالله وغيرهما.
لكن هؤلاء يميلون الى عبدالله ويكرهون بعمق من يعرفون
بالسديريين أو (آل فهد).
وحتى الآن فإن الترتيب الذي وضعه الملك عبدالله تم
بدون رضا سلطان ونايف واضرابهما، الى درجة أن الأمر الملكي
بإنشاء هيئة البيعة أُذيع قبل صلاة الفجر، في الحقيقة
أُذيع في وقت كان فيه أذان الفجر يرفع من الحرم المكي،
الأمر الذي يشير الى الظروف القاسية والصعبة التي خرج
من رحمها الأمر الملكي.
لكن الترتيب إيّاه قد يكون حبراً على ورق في حال وصل
سلطان الى كرسي الحكم، ومات الملك عبدالله، فمن المرجح
أن يضرب بعرض الحائط مشروع هيئة البيعة ويعين أحد اخوته
الأشقاء (نايف أو عبدالرحمن) ولياً لعهده. ليس هناك ضمانة
أن لا ينقلب سلطان على المشروع برمته فيجمده ويلغيه ببيان
من عنده. ولا يستطيع حينها أكثرية أبناء الملك المؤسس
الإعتراض بجد، كونهم لا يملكون سلطة على أرض الواقع، إذ
لاتزال حينها قوى الأمن والجيش ومفاصل السلطة كما هي عليه
الحال الآن بيد السديريين.
وفاته قبل الملك تحل مشكلة الخلافة
|
ما يضمن تطبيق مشروع هيئة البيعة، هو رحيل سلطان قبل
الملك.
إن حدث ذلك، فإن من شبه المؤكد، ان احتكارية السديريين
للسلطة قد انتهت، وسيكون ولي العهد شخصاً من خارج الجناح
السديري.
ولهذا، فإن السديريين اليوم يدركون بأن رحيل عبدالله
بات ملحاً، قبل أن يرحل ولي العهد سلطان الى العالم الآخر،
خاصة وأن فارق السن بين الملك وولي عهده لا يتجاوز العامين،
وكلاهما يعانيان من أمراض خطيرة أيضاً: القلب بالنسبة
لعبدالله والسرطان بالنسبة لسلطان.
وهكذا، فإن المنطق السديري يقول بالتخلّص من عبدالله
الآن وليس غداً. خاصة وأنهم يرددون علناً بأنهم لن يتركوا
الحكم (ولو سالت الدماء الى الركب)!
أما كيف يتم التخلص منه، فهو كما قال أحد المقربين
من الملك: الغدر. الغدر هو الوسيلة المناسبة. والغدر إما
بالسم أو بالإغتيال، ويلبس الأمر بأحد من التكفيريين من
أفراخ القاعدة، وتنتهي المسألة بسلام وهدوء!
ولكن ماذا بإمكان الملك أن يفعل، وهو بالتأكيد يدرك
ما يخطط له الجناح الآخر؟
بإمكانه أن يستتبع ما بدأه بمجلس هيئة البيعة، بخطوات
قانونية وشعبية أخرى تضمن تطبيق ما أراده في حال وفاته
هو.
وبإمكانه، أن يقوم بإضعاف الجناح السديري الآن، حتى
لا يستخدم القوة التي بيده في فرض من يريد لكرسي الحكم.
وبإمكانه أن يدعم بقية أخوته المهمشين ويجلبهم الى
صفه ويمكنهم من الجهاز الحكومي كي يستطيعوا مقاومة العنف
السديري المتوقع.
|