هل يتغلب على الحصار السعودي؟
|
الرياض ترفض استقبال هنيّة
السعودية تقود رهان السلام الاسرائيلي
تبدو الحكومة السعودية كلاعب رئيسي في المحادثات لتسويق
إتفاقية سلام شاملة بين العرب والدولة العبرية.
وبحسب مصادر إسرائيلية عالية المستوى، فإن إيهود أولمرت،
رئيس وزراء إسرائيل، سيلتقي قريباً مسؤولين سعوديين رفيعي
المستوى لاستكتشاف تشكيل مجموعة من البلدان العربية المعتدلة
للتفاوض مع تل أبيب حول مستقبل الشرق الأوسط.
ويذكر أوزي ماهنائيمي من تل أبيب في مقالته لصحيفة
الصنداي تايمز في الثالث من ديسمبر، بأن لقاءً أوّلياً
بين ايهود اولمرت وممثلاً سعودياً بارزاً قد تم في عمان،
العاصمة الأردنية في نهاية سبتمبر الماضي. وبحسب مصادر
إسرائيلية، فإن الممثل السعودي كان بندر بن سلطان، السفير
السابق في واشنطن وأحد المستشارين المقرّبين من الملك
عبد الله، حاكم السعودية.
ويعتقد بأن أولمرت يقدّر المبادرة السعودية، التي أيّدتها
القمة العربية قبل أربع سنوات، بوصفها أساساً لتسوية سلمية،
وتشمل المبادرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقد تقود الى
إتفاقية سلام رسمية بين إسرائيل وسبع دول عربية: السعودية،
البحرين، قطر، عمان، الامارات، المغرب، تونس.
وذكرت الصحيفة بأن أولمرت وعد الفلسطينيين بدولة خاصة،
ولكن مصادر إسرائيلية قالت بأن الحقيقة هي أن مبادرة أولمرت
هي إملاء أعطي إليه الشهر الماضي حين قابل جورج بوش وكونداليزا
رايس في واشنطن.
مصدر عربي قال: (أراد السعوديون رؤية أولمرت يلتزم
علنياً بما وعد به الأمير بندر خلال لقاء سري في عمان).
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن السعودية تضطلع تدريجياً
بدور سمسار السلام المبدئي الذي كانت تلعبه مصر في السابق.
وتقول الصحيفة بأن النفوذ السعودي ينظر اليه بالثمين،
خصوصاً كبلد يقدّم أموالاً لعدد كبير من القضايا العربية.
حماس، الحركة المسّلحة التي فازت بالانتخابات الفلسطينية
في يناير الماضي، قد تأسست على المال السعودي، وأن السلطة
الفلسطينية كانت ستنهار منذ زمن طويل بدون التمويل السعودي.
أقرب الى أولمرت منه الى مشعل
|
أولمرت، الذي انهارت سمعته في حرب هذا الصيف في لبنان،
يبحث عن مبادرة دراماتيكية لاستعادة صورته في الداخل.
في السياق ذاته، أشاد وزير الدفاع الاسرائيلي عمير
بيريتس في العاشر من ديسمبر بـ 'خطة السلام السعوديةب،
وقال إنها يمكن أن تصلح 'اساسا للتفاوضب بين اسرائيل والأطراف
العربية المعنية. وأضاف بيريتس للاذاعة الاسرائيلية العامة
'ينبغي اعتبار المبادرة السعودية كأساس للتفاوضب.
وكان الوزير الاسرائيلي أدلى بتصريحات مماثلة في تشرين
الأول/اكتوبر واشار عندئذ الى أن هذا الموقف لا يعني 'وقوفه
الى جانب هذه الخطةب. وخطة السلام التي عرضتها السعودية
تبنتها القمة العربية التي عقدت في بيروت في اذار/مارس
2002.
يشار إلى أن أوساطا إسرائيلية انتقدت التقرير الذي
قدمته لجنة بيكر هاملتون لأنه لم يتطرق الى المبادرة السعودية
التي كال رئيس الوزراء اولمرت المديح لها، والتي من الممكن
أن تشكل اساسا للتوصل الى اتفاق سلام بين الدول العربية
وإسرائيل بحسب هذه الأوساط.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة (دنيا الوطن) الفلسطينية
في العاشر من ديسمبر نقلاً عن مصادر فلسطينية وثيقة الإطلاع
أن المملكة العربية السعودية رفضت إستقبال إسماعيل هنية
رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المنتخبة والذي كان مقرراً
أن يقوم بزيارة رسمية لها في إطار جولته العربية والإسلامية
الحالية. ولم توضّح المصادر الفلسطينية أسباب رفض الرياض
إستقبال السيد إسماعيل هنيّة.
تجدر الاشارة الى أن حصاراً شاملاً مفروضاً على الحكومة
الفلسطينية برئاسة هنيّة منذ نحو عام تقوده الى جانب الحكومة
الاسرائيلية، الادارة الاميركية والاتحاد الأوروبي وعدد
من الحكومات العربية وخصوصاً مصر والاردن والسعودية، في
سياق الضغط على الحكومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس للقبول
بمبدأ الإعتراف بالدولة العبرية والتخلي عن مبدأ العودة،
وهو ما رفضت حكومة هنيّة المساومة عليهما، بالرغم من الضغوطات
الشديدة التي فرضتها عدد من العواصم العربية.
|