أشاد روبرت جوردان السفير الأميركي السابق لدى السعودية بمواقف الأخيرة، وقال إنّ السعوديِّين ساعدوا أميركا في غزو العراق، وعرضوا على أميركا من قبل أن يتم إشراكهم فيما يجري في العراق، لكن عروضهم قوبلت بالرفض. ورأى أن السعودية يمكنها أن تساعد أميركا بشكل أكثر فاعلية، إذ بإمكانها أن تدخل في حوار مع بعض زعماء المتمردين السنّة في العراق، لكن المشكلة تكمن في أن هؤلاء الزعماء متفرِّقون ولا يربطهم تسلسل قيادي واضح، ومع ذلك يوجد بضعة أشخاص تعرفهم السعودية جيداً وتربطها بهم علاقات قبلية (وأعتقد أن السعودية يمكن أن توضِّح لهؤلاء الزعماء العراقيِّين أنهم لن يحصلوا على صفقة أفضل ولا حصة أفضل من عائدات النفط إذا استمروا في التصعيد، كما عليهم أن يقبلوا حقيقة أنّهم أقلية في العراق ويتعلّموا أن يتعايشوا مع هذا الوضع).
وقال إن الأمر الثاني الذي يمكن أن تساعد به السعودية أميركا هو حشد بقية دول الجوار؛ الأردن ومصر ودول الخليج الأخرى، من أجل تقديم الدعم المالي واستخدام اتصالاتها لمحاولة تهدئة هذا النزاع المتصاعد.
وأضاف أنه يثق في أنّ السعوديين مستعدون لفعل هذين الأمرين، (وفي الواقع، لقد أخبروني بأنهم كانوا يأملون في أن يتم إشراكهم فيما يجري في العراق، وأنهم عرضوا في الماضي تقديم المساعدة لكن عروضهم لم يتم قبولها لسبب ما، والآن هم يشعرون بمدى خطورة الوضع وأجروا محادثات مع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، بعد يومين من وجودي هناك، وأعتقد أنّهم سيواصلون طرح مسألة إشراكهم فيما يجري داخل العراق بشكل عاجل).
وتابع جوردان أنّ السعوديِّين على المستوى الحكومي أصدقاء لأميركا، وهم حلفاء مقربون لها، (ولقد ساعدونا، ساعدونا حتى في غزو العراق، لكن على المستوى الثقافي يوجد اختلاف كبير بين السعودية وأميركا، ثقافتنا مناقضة تماماً لثقافتهم، ولا يوجد قدر كبير من التسامح والتفاهم إزاء العالم الغربي، وأعتقد أنّ هذا الأمر يجب أن يتحسّن، وما زال هناك بعض الدعم الإيديولوجي للتطرّف، وهذا الدعم يجب السيطرة عليه).