فـيـلـق مـكــّة!!
في تقليعة مثيرة للجدل، نشر قادة بعثيون ما وصفوه بإنشاء
إيران فيلقاً قرب الحدود مع السعودية أطلق عليه (فيلق
مكة) بغرض نقل الفوضى الى خلف الحدود العراقية. وقد نشرت
صحيفة الوطن السعودية في الثامن من يناير تصريحات للنائب
العراقي محمد الدايني جاء فيها بأن ايران تعمل على تشكيل
فيلق عسكري في جنوب العراق على مقربة من الحدود مع المملكة
العربية السعودية (بهدف نقل الفوضى عبر الحدود).
وقال الدايني الذي ينتمي الى الجبهة العراقية للحوار
الوطني برئاسة صالح المطلق أن ايران (بدأت قبل فترة قصيرة
بتشكيل فيلق عسكري قوامه عشرة آلاف مقاتل أطلقت عليه إسم
فيلق مكة وانشأت له معسكرات في السماوة وصحراء النخيب
بالقرب من الحدود السعودية العراقية بهدف نقل الفوضى عبر
الحدود)..
وكانت قد انطلقت في الفترة الأخيرة على الساحة العراقية
موجة إتهامات كثيرة للقوى الشيعية، وتسربت وثائق تخص المجلس
الأعلى للثورة الإسلامية في العراق إضافة إلى اتهامات
لجيش المهدي التابع للتيار الصدري إلى جانب أخرى موجهة
لمنظمة بدر الشيعية. وتشير غالبية هذه الاتهامات إلى أطماع
إيرانية في المنطقة واستهداف دول المنطقة السنية إضافة
إلى جهود وممارسات وحشية ضد سنة العراق.
وقد فنّد نواب عراقيون آخرون اتهامات الدايني، حيث
نفى رئيس المكتب الثقافي والإعلامي للمجلس الأعلى للثورة
الإسلامية بالعراق حميد الساعدي في اتصال هاتفي مع صحيفة
'الوطنب السعودية البيانات والوثائق التي نسبت إلى المجلس
وخاصة المكتب الثقافي والسياسي فيه وتم تسريب بعض منها.
ووصف الساعدي تلك الوثائق بـ (الأكاذيب الملفقة والتي
يبدو أن جهات إستخباراتية تقف وراءها من أجل إنشاء عداء
واسع وفتنة طاغية بين أبناء السنة والشيعة ليس في العراق
فحسب وإنما في جميع أنحاء العالم، واعتقد أن التزييف واضح
من خلال الأرقام وأجندة العمل العريضة والبرنامج الواسع
الذي من المستحيل أن ينفذه المجلس أو أي كيان سياسي آخر).
وتابع الساعدي: (نحن نعول كثيراً على المستنيرين من
أبناء السنة والشيعة على حد سواء بأن يحبطوا مثل هذه المخططات
والسم الزعاف الذي تحاول جهات لا تريد الخير للمسلمين
دسه ونشره من أجل تأليب المسلمين على بعضهم البعض).
وأضاف الساعدي: (ربما نسمع غدا نحن الشيعة عن مثل هذه
البيانات من قبل مرجعيات سنية عالية في السعودية أو في
مصر تحض على اجتثاث الشيعة ومحاربتهم ولكننا لن نصدق مثل
ذلك).
وأضاف: (نحن نرفض ونستنكر وندين مثل هذه البيانات المدسوسة،
ولا نتهم جهة بعينها في نشر مثل هذه البيانات ولو عرفنا
جهة بعينها لفضحناها على الملأ من خلال القنوات الرسمية،
ولكننا في الوقت نفسه نحذر الجميع من الانقياد وراءها
والإنصات إلى مثل هذه الأكاذيب المقيتة).
وعما إذا كان للمجلس خطة للتصدي لمثل هذه البيانات
مستقبلا يقول الساعدي: (خطتنا هي أن يتعرف علينا إخواننا
من جميع المذاهب عن كثب وقرب لكي يقرؤوا أفكارنا وحينها
فقط سيعرفون من نكون فنحن واضحون وليس لدينا شيء نخفيه
حيث إننا كيان سياسي مشارك في النظام السياسي العراقي
وأجندتنا واضحة ومعلنة من خلال رئيس المجلس السيد عبدالعزيز
الحكيم، وقبل ذلك في زمن صدام لم نكن نخاف وكنا نعلن عن
برامجنا السياسية، فكيف نخفيها اليوم).
وفيما يبدو فإن ثمة نشاطات مكثّفة تضطلع به مجموعات
تابعة لحزب البعث بالتعاون مع قيادات سنية عراقية وسلفية
سعودية وخليجية من أجل استدراج السعودية الى الحرب الطائفية
عبر تخويفها من النفوذ الشيعي. نشير الى أن مقالات نشرت
في الصحافة الاسرائيلية تشجّع على خيار الحرب الطائفية.
ففي مقالة للكاتبة اليهودية ديانا ويست في 17 ديسمبر الماضي
(نشر في خدمة الصحافة اليهودية) بعنوان (الحرب الطائفية
هي الرد) جاء فيه: (هناك استراتيجية شرق أوسطية أخرى لردع
العالم الاسلامي، وهي الخروج: الخروج من طريق السنة والشيعة
المتقاتلين. فبما ان القتال عمره أكثر من ألف عام، فهذه
حرب لم نبدأها نحن، وإنما أيضاً ليس بإمكاننا إنهائها.
ثم لماذا نفعل ذلك؟
فإذا قامت العربية السعودية، الداعمة الرئيسية لجهاد
العالم السني، بخنق الاقتصاد الايراني، البلد الداعم الرئيسي
لجهاد العالم الشيعي، أفلن لن يكون ذلك جيداً للغرب المهدد
بالإرهاب السني والشيعي.
فمع إنهماك الطائفتين الاسلاميتين الرئيسيتين بمعركة
الأحجام الملحمية والمدمرة والمهلكة لكلا الطرفين، سيكون
للغرب مجال للحصول على بعض الراحة، وبالتأكيد سنتمكن من
إستخدام ذلك للتخطيط للمرحلة المقبلة).
|