كارثة إقليمية وراء تحالف سعودي أميركي إسرائيلي بريطاني
رأى الصحافي والباحث الاقتصادي Anatole Kaletsky أن
ما يجري في البيت الأبيض حاليا، بالدعم التام المعتاد
من رئاسة الوزراء البريطانية، هو نسخة شرق أوسطية من الحرب
العالمية الثانية، موضحاً أن الذي سيطلق شرارة هذه الحرب
سيكون تشكيل تحالف كان من غير الممكن التفكير فيه من قبل،
بين أميركا وإسرائيل والسعودية وبريطانيا لمواجهة إيران
وتنامي نفوذ الإسلام الشيعي.
واعتبر كاليتسكاي، في مقال بعنوان (تحالف شرير يهدد
بكارثة) نشرته صحيفة The Times البريطانية في عددها في
الرابع من يناير، أن النتيجة المنطقية لهذه العملية ستكون
ضربة جوية إسرائيلية ضد المرافق النووية الإيرانية يتزامن
معها تجديد الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله في
لبنان وتحركات هجومية من الجنود الأميركيين والبريطانيين
لسحق المليشيات العراقية الشيعية، بينما يعمل الإرهابيون
السُّنَّة المدعومين سعودياً على التقليل من شأن الحكومة
العراقية الموالية لإيران في بغداد.
ولاحظ كاليتسكاي أن الخطاب المعادي لإيران يتنامى بقوة
في الوقت الراهن داخل السعودية نفسها، مبيناً أن الرادع
الوحيد لقيام إسرائيل بتحرك عسكري ضد إيران هو الولايات
المتحدة.
وبيّن كاليتسكاي أنه من المستبعد أن تقوم إسرائيل بقصف
إيران دون موافقة أميركية صريحة، مضيفا أنه من المؤكد
أن أي رئيس أميركي سيمنع إسرائيل من القيام بذلك إذا رأى
أن الأمن القومي الأميركي يتطلب ذلك. وذكر كاليتسكاي أن
هذا كان الموقف حتى وقت قريب، إذ أن اميركا كانت تعتمد
على السياسيين الشيعة المدعومين إيرانياً لتفادي إنهيار
كامل للنظام في العراق وطرد مخز للجنود الأميركيين من
البلاد بطريقة سايغون.
وأكد كاليتسكاي أنه إذا كانت هناك دولة واحدة في العالم
أكثر قلقا من إسرائيل بشأن صنع قنبلة نووية إيرانية، فهي
السعودية، وإذا كان هناك دولتان في العالم تمتلكان نفوذا
حقيقياً لدى إدارة بوش فهما السعودية وإسرائيل، مضيفا
أن هاتين الدولتين تقولان للرئيس بوش حالياً يجب عليه
سحب تأييده للحكومة العراقية الشيعية وتمزيق تقرير بيكر،
الذي كانت أهم نصائحه فتح قنوات دبلوماسية مع طهران، والتحضير
لمهاجمة إيران، سواء مباشرة أو عن طريق الإسرائيليين.
|