الملك ينصح إيران
ويؤكد على العامل المذهبي
أجرت السياسة الكويتية مقابلة مع الملك عبدالله، وهي
مقابلة سنويّة معتادة، تُكتب الأسئلة ويرد الملك بالجواب
كتابة، أي يكتب الأجوبة أحد المساعدين في الديوان. المقابلة
نشرت في 27 يناير الماضي، نفى فيها الملك ان السعودية
تعمل بسياسة المحاور واعتبر ذلك (مجرد كلام ووهم). وشدّد
الملك أكثر من مرة أنه (نصح) ايران وطلب من لاريجاني الذي
زاره مؤخراً أن يوصل النصيحة. فما هي النصيحة الفلتة:
(قلت له كيف يجب أن يكون التعامل مع المجتمع الدولي. قادة
المملكة عريقون وحصيفون في التعامل مع المحفل الدولي منذ
تأسيس المملكة). هذا كلام لا يباع، لأنه لا قيمة له، ولم
نرَ شيئاً مفيداً من تلك الحصافة لا لفلسطين ولا لقضايا
الأمة العربية الأخرى. ومن النصائح الملكية أنه طلب من
لاريجاني أن ينقل لحكومته (النجاح والحكمة) في السياسة
الخارجية السعودية.
ونفى الملك أمام لاريجاني ما تتناقله وسائل الإعلام
(بأن المملكة تتحالف مع آخرين ضدكم. هذا القول قطعاً غير
صحيح، وليس من سياستنا اتباع مثل هذا النهج). إذن فليراقب
الملك ما يفعله ابن أخيه بندر، فلعله لا يدري ما تصنع
يده الأخرى! ليراقب لقاءاته مع أولمرت، وتشيني، فلعل الملك
يعيش عالماً آخر في السياسة الخارجية غير ذلك العالم الذي
يلعب فيه السديريون (ولي العهد وإخوانه وأبناؤهم).
وحول الوضع الداخلي قال الملك أن شعار (الوسطية) الذي
يزعم أنه رفعه تجاوب معه الشعب، وكان الغرض ابعاد المجتمع
عن التطرف والإرهاب ومفاهيم التكفير، ويزعم الملك أنه
نجح في ذلك والدليل: إن (شعبنا يؤمن بالإعتدال وبطاعة
ولي الأمر)!
وأبدى الملك انزعاجه بصورة غير مباشرة من تعاطي ايران
مع الملف الفلسطيني: فـ (قضية فلسطين المفروض ان يحلها
العرب وليس سواهم، هناك من يتاجر بهذه القضية ويجعل منها
قميص عثمان ويعلق عليها كل مبررات تدخله في قضايانا. لا
نريد من يلعب ويتاجر بقضايانا ويتقوى بها. لا نريد من
يستغل قضايانا ليدعم مواقفه في صراعاته الدولية). هذا
الكلام يعني بالتحديد: إن قضية فلسطين لا تخص غير العرب،
ولو قال هذا الكلام مسؤول غير سعودي لفهمنا الأمر، أما
السعودية التي ترفع شعار الإسلام والدفاع عن المسلمين
ومصالحهم وتتدخل بناء على ذلك في قضايا إسلامية عامّة،
لا يجوز لها أن تخالف أيديولوجيتها، ولكن يظهر أن ما هو
حلال للسعودية حرام على غيرها.
وحول الموضوع المذهبي والصراع السني الشيعي الذي أطلقته
القوى السلفية الوهابية، والذي عمّق الفواصل بين المواطنين
داخل المملكة أكثر من أي وقت مضى في تاريخها، يقول الملك
عنه: (إننا نأخذ الأمر على سبيل الحذر ولا نأخذه على سبيل
الخطر). وعما سمي بحملة التشييع قال الملك أن بلاده تتابع
الأمر وأنها (على علم بأبعاد عملية التشييع والى أين وصلت)
وأن السنة لن يتحولوا عن عقيدتهم ومذهبهم، وأن الكلمة
هي كلمة الأكثرية وأن (المذاهب الأخرى غير قادرة على اختراقها
أو النيل من سلطتها التاريخية). وزاد طاعناً في التشيّع:
(الشعوب العربية المسلمة والمسلمون من غير العرب غالبيتهم
تعرف نقاء هذه العقيدة وتعرف الشوائب الدخيلة عليها من
أي مذهب كان).
وأخيراً نفى الملك وجود صراع بين أمراء العائلة المالكة،
ولا شيء أفضل من النفي، فهذا الصراع ومنذ نحو عقد كامل
صار واضحاً لكل ذي بصر، وكل المواطنين يعلمون ذلك ويرونه
على الأرض، لكن الملك يقول بأن ما يتردد مجرد (تقولات
تدور في الخارج) وانتقد المنتديات الإنترنتية التي (تتحدث
عن تباعد مزعوم بين أبناء هذه الأسرة. على كل حال دعهم
في غيهم يعمهون، شعبنا مدرك ولن تكون مثل هذه الاقاويل
لافتة لانتباهه). وتابع: (الأسرة السعودية كلها مترابطة...
وبالمناسبة فإني أنصحكم كإعلاميين ألا تسمعوا لقصص الغوغائيين
فهي أولا كاذبة، وثانيا خارجة عن قلوب ملؤها الحقد والبغض
والكراهية).
شكراً خادم الحرمين على هذه الفلتات!
|