(عبدالناصر) سعودي جديد
مسؤول سعودي مقرب من القصر، رفض الكشف عن إسمه، قال
لوكالة يونايتدبرس المملوكة للحكومة السعودية في 8/4/2007
أن الملك عبدالله يريد أخذ مكانه على رأس (الخطة العربية)
لإحلال السلام مع اسرائيل. وأن الملك: (يرى نفسه بأنه
عبدالناصر الجديد، ولكن من دون الواجهة الإشتراكية). وقال
المسؤول الذي قالت الوكالة أنه مقرب من الملك أنه ومنذ
وفاة عبد الناصر في سبتمبر 1970، أصبحت النظرة الى العالم
العربي أنه أصبح من دون قائد قوي قادر على توحيد العرب،
ولهذا فإن الملك السعودي (يرى نفسه بديلاً محتملاً لعبد
الناصر)!
قيل: رحم الله امرؤاً عرف قدر نفسه!
عبدالناصر الذي حاربته السعودية، وندّدت بزعامته، وتآمرت
عليه بالإغتيال والحرب، وكفّرته المؤسسة الدينية السعودية،
وطرحت المشاريع الفكرية والسياسية المقابلة، وبينها مشروع:
الحلف الإسلامي، واصدرت الكتب التي تعتبر (القومية العربية)
كفراً صريحاً بواحاً! كما تشي بذلك كتب ابن باز في تلك
الفترة.
عبدالناصر هذا يصبح بعد أربعة عقود من وفاته، نموذجاً
للزعامة الكاريزمية التي يتمنى ملوك آل سعود أنفسهم الوصول
اليها!
ولكن من يضع نفسه قبالة عبدالناصر، في الكاريزما وفي
المقاومة، وفي مواجهة الإستعمار؟!
إنه عبدالله آل سعود!
الملك الذي بالكاد يستطيع أن يقرأ إسمه. والملك الذي
لا يجيد القراءة بمثل ما يجيدها طالب الرابع إبتدائي.
والملك الذي يفضح نفسه ومستواه بمجرد أن يقرأ أول جملة
من أي خطاب (قصير دائماً) يعدّه له (البرامكة).
هذا الملك (فصيح العائلة) كيف يقارن بعبدالناصر وخطاباته؟
وعبدالناصر الذي صنع له كاريزما من خلال المقاومة واتخاذ
سياسات راديكالية على المستويين المحلي والخارجي، وواجه
التحديّات الإستعمارية، كيف يمكن لشخص مثل الملك السعودي
الحالي، وهو الذي بلغ الثمانين من العمر والذي لا يملك
أية مواصفات للزعامة أن يصنع له مستشاروه المغفلون كاريزما
على مستوى العالم العربي، ومن خلال الإستسلام مع اسرائيل
وليس الحرب ضدها؟!
كيف لمغفل أن يتوقع أن ملكاً مثل عبدالله لا يستطيع
أن يفرض شخصيته وسياسته على إخوته في الحكم.. ملك لا يملك
قرار نفسه وبيته، أن يصبح زعيماً للعرب؟!
هزلت والله!
فيصل كانت له بعض الكاريزما، ولكن لم يكن بإمكانها
أن تظهر إلا بعد أن غاب عبدالناصر!
وسعود، مجرد وحش نهم يفترس الأكل كما يفترس النساء،
وكل ما يفهمه في السياسة (قط راسه) كما عبر عن ذلك أحد
الدبلوماسيين العرب حينها!
وأما خالد، فهو (ثور في برسيم) من جهة الفهم والوعي،
ومع هذا فكان محبوباً أكثر من عبدالله، وكان (أحسن قليلاً)
في القراءة! وكان أيضاً أكثر شجاعة منه في مواجهة السديريين
خاصة فهد، وكان يقول ما يراه علناً ضد فهد وضد سلطان وأمام
الوزراء، في حوادث كثيرة مشهورة. وفوق هذا كان أكثر ملوك
آل سعود تعففاً في الدماء وقرباً من الدين.
اما الملك الحالي، فهو أدنى الملوك السعوديين كما أدنى
الرؤساء العرب من جهة المؤهلات، وأضعفهم شخصية، ولا يوجد
لديه تميّز في شيء مطلقاً.
ملك كان مقتله (شعبياً) لأمرين: فبعد أن نفخته الدعاية
السعودية، مبشرة الشعب بالخير العميم في عهد الميمون (خاصة
مع الطفرة النفطية الثانية)، ومبشرة بالإصلاح باعتباره
ملكاً غير ملوّث. فإذا بعهده يصبح كارثة في الجانبين.
استنزف المواطنون من خلال سوق الأسهم الذي انهار، ولم
يرَ الشعب في عهده أية إصلاح سياسي أو إداري أو اقتصادي،
بل أن هامش الحرية تقلّص في عهده بسبب سياسة السديريين،
خاصة وزير الداخلية، ليبرهنوا أن عبدالله ملكٌ (يملك ولا
يحكم).
لمن ينفخوا في الملك عبدالله نقول لهم: هزلت، وإنكم
تنفخون في قربة متعدد الثقوب!
|