هل هي حقبة صهيو ـ سعودية
في رأي اورلي ازولاي ان السعودية تصبح بصورة متدرجة
قوة مسيطرة في الشرق الاوسط، فالولايات المتحدة قد ادركت
ان دعمها اسرائيل ورغبتها في فرض الديمقراطية قد اغضبا
العالم العربي، وأخفق دورها كوسيط في ازمة الشرق الأوسط،
وبالتالي قررت في الاسابيع الاخيرة تبديل سياساتها والتقرب
اكثر من العرب. هذه القرارات حولت السعودية الوثيقة الصلة
بالادارة الاميركية الى جسر بين الادارة الاميركية والدول
العربية، لكن بما انه لا توجد وجبات طعام مجانية فمقابل
دخولهم الى مسار السلام حصل السعوديون على تعهدات من الاميركيين
بممارسة ضغوط لاتخاذ قرارات صعبة توصلا الى اتفاق يسمح
للفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة لهم، وبموجب ذلك تحصل
اميركا على ما يشبه مظلة عربية في اي عمل دبلوماسي او
حربي ضد ايران، ويكون بإمكان السعودية التباهي امام العالم
العربي انها نجحت في حمل اسرائيل على القبول بتسوية.
وفي رأيها ان المصريين كانوا وحدهم خائفين في القمة،
وهم يشاهدون كيف تولت السعودية زعامة المنطقة بعدما كانت
معقودة لهم، فالازمنة قد تغيرت، والمسارات في الشرق الاوسط
وإفريقيا سوف تتمحور قريبا في بلاط الملك عبد الله.
قال أحد المسؤولين السعوديين لها: ان وجودك هنا كممثلة
لصحيفة اسرائيلية ليس مصادفة... انه رمز وحدث تاريخي،
وليس مجرد اشارة الى اسرائيل، وإنما الى العالم العربي
لنقول له: التحادث مع الاسرائيليين ممكن.وقال لها أحد
مندوبي وزارة الاعلام: ربما ذات يوم سنكون ضيوفا عليكم
في بلدكم.
لقياس مدى التحول في الموقف السعودي يذكر انه في العام
2002 عندما اطلقت مبادرة السلام السعودية للمرة الاولى،
ادخلت تعديلات على نظام منح تأشيرات الدخول في اطار السعي
لاجتذاب السياح، وبموجب هذه التعديلات كما نشرت على موقع
الانترنت للجنة السعودية العليا للسياحة، لا تمنح التأشيرات
للذين لا يحترمون التقاليد السعودية بما يتعلق بمظهرهم
الخارجي وسلوكهم، والذين تحت تأثير الكحول وللشعب اليهودي،
وذلك بخلاف الاجراءات السابقة التي كانت تحظر التأشيرات
فقط لحاملي جوازات السفر الإسرائيلية او حاملي جوازات
السفر التي تحتوي على تأشيرات اسرائيلية، وقد حمل هذا
الامر النائب في الكونغرس الاميركي انطوني وايز الى الطلب
من الحكومة الاميركية التدخل، وربما بتأثير من الضغوط
الاميركية ازيل البند المتعلق بحظر منح التأشيرات لليهود
في وقت لاحق.
|