مظاهرات ضد السعودية
دخل على خط الخلاف العراقي السعودي أنباء متواترة عن
فتاوى سعودية وهابية تدعو لتدمير ضريح الحسين في كربلاء،
وقتل المزيد من الشيعة، الأمر الذي سبب توتراً شعبياً
في العراق وإيران، وأصدر عدد من علماء الشيعة بيانات استنكار
وإدانة للسعودية ولمذهبها العنفي الذي لا يؤمن بالحوار،
الأمر الذي دفع بمحمد بن نايف الرجل الثاني في الداخلية
بعد والده، ومعه وزير الثقافة والإعلام إياد مدني ومسؤولين
في الخارجية السعودية لتوضيح أن الفتاوى التي صدرت من
قبل مشايخ رسميين مشمولين بالرعاية الحكومية غير مقبولة،
وأن الحكومة السعودية تستغرب ما (نُسب) الى المشايخ من
فتاوى (مع أن أياً منهم لم ينفها)، وأبلغ محمد بن نايف
السفير الإيراني إدانة السعودية مسبقاً لأية أعمال تستهدف
المساجد والأماكن المقدسة.
وبسبب التصعيد من كلا الطرفين في الإعلام وغيره، قامت
مظاهرات عديدة في العراق تندد بالسعودية، ثم تبعها قيام
الجاليات العراقية في الخارج (واشنطن، والسويد، وألمانيا
وهولندا واستراليا وبريطانيا وغيرها) بالإعتصام أمام السفارة
السعودية والتظاهر ضدها تنديداً بدورها في العراق. وفي
20 يوليو الماضي اعتصم مئات العراقيين أمام السفارة السعودية
بلندن معلنين استنكارهم لما يقوم به السعوديون التكفيريون
في العراق وصمت الحكومة السعودية وعدم منعهم من التوجه
الى هناك، وذلك ـ حسب رأيهم ـ بسبب تشجيع الحكومة السعودية
لهم، وكذلك بسبب الفتاوى التي تحل دماء الشيعة المدنيين.
وفي ختام الإعتصام تلي بيان أمام وسائل الإعلام حذر فيه
الحكومة السعودية من مغبة مساندة القاعدة والتكفيريين
في العراق، وطالبوها باحترام إرادة الشعب العراقي.
وفي 28/7، تظاهر آلاف العراقيين مرة أخرى ضد الحكومة
السعودية، حيث انطلقت المظاهرة من الهايد بارك وتوقفت
أمام السفارة السعودية، وقد حمل المتظاهرون يافطات تندد
بالسعودية وبالفتاوى التكفيرية وبالعنف الذي يمارسه سعوديون
هناك.
وبسبب تصاعد النقمة الشعبية العراقية على السعودية
وسياساتها، حاول الرئيس العراقي جلال الطالباني التخفيف
من التوتر، فصرح لوكالة الأنباء الكويتية (4/8) بأن علاقة
العراق بدول الجوار جيدة جداً، وبالأخص مع الدول العربية،
وذكر ان علاقة العراق مع السعودية هي الاخرى جيدة جداً،
وانه تسلم اخيرا برقية تهنئة من الملك السعودي بعد احراز
المنتخب العراقي لبطولة أمم آسيا. وأضاف الطالباني: (نحن
نبذل جهودا حثيثة للتنسيق بين البلدين).
|