ماذا لو اكتشف أولياء أمور قتلى نهر البارد أن هناك...
خـديـعـة بـرائـحـة الـدم
السعودي عبدالرحمن اليحي (طلحة) كان عضو مجلس قيادة
(فتح الإسلام) وقد قتل في المواجهات،
والسعودي أبو الحارث عضو كبير في الهيئة الشرعية للحركة،
والسعودي عبدالله بيشي كان
القائد العسكري السابق لتنظيم فتح الإسلام، وهناك مجموعة
قياديين سعوديين ميدانيين
شاركوا في معارك نهر البارد وقتلوا خلالها
سامي فطاني
متى يكشف الجيش اللبناني عن أعداد السعوديين وأدوارهم
في معركة نهر البارد؟ سؤال كان جمهرة من اللبنانيين والعرب
والمواطنين في المملكة أيضاً بانتظار إجابة شافية عنه،
خصوصاً وأن التباساً مقصوداً بدأ يلقي بظلاله منذ بداية
المعارك في 20 آيار/ مايو الماضي حول هوية المقاتلين العرب،
والسعوديين على وجه خاص. فالبيانات كانت تتضارب في الأيام
الأولى حول دور السعوديين في حوادث عين علق، والتفجيرات
في شطري بيروت الغربي والشرقي، وكذلك الإكتشافات المتلاحقة
للمفخخات وأبرزها في بار الياس في منطقة البقاع، واعتقال
سعوديين يحملون جوازات أوروبية مزوّرة، والمشاركة النوعية
في مناوشات طرابلس وضواحيها، وصولاً الى تفجيرات في مناطق
الجنوب ضد قوات اليونيفيل.
لم تشأ مخابرات الجيش اللبناني البوح بكل أسرار جماعة
(فتح الإسلام) ريثما تمسك بكل خيوط القضية وذيولها، فيما
كانت مصادر السلطة اللبنانية وكذلك المسؤولين السعوديين
يدلون بتصريحات محفوفة بالغموض والشك في أهدافها، فقد
أطلق وزير الداخلية الأمير نايف تصريحاً في بداية المعارك
نفى فيه أن تكون هناك مشاركة سعودية في صفوف فتح الإسلام،
في وقت كان الغضب اللبناني قد بلغ ذروته لأن غدراً وقحاً
قد لحق بأفراد الجيش شاركت فيه أطراف محسوبة على السلطة
اللبنانية من قوى الأمن الداخلي، وتنفيذ عناصر من (فتح
الإسلام)، وصادق رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة
على تصريح الأمير نايف، إلا أن حقائق الأرض كشفت عن وجود
سعوديين بين قتلى (فتح الاسلام) في أولى المعارك، ما دفع
السفير السعودي عبد العزيز خوجه للتصريح بوجود أربعة قتلى
سعوديين في نهر البارد.
بيد أن ما ضاعف في حراجة الموقف هو تحرّك عوائل القتلى
السعوديين الذي نفروا الى بيروت بحثاً عن مصير أبنائهم،
وقيل حينذاك أن تنسيقاً يجري بين أجهزة الأمن اللبنانية
والسفارة السعودية لجهة إستلام جثث القتلى. ولكن لم يغلق
الملف عند هذا الحد، فقد كان نهر البارد يفيض على مدار
اليوم بمعطيات على قدر كبير من الأهمية والخطورة، سيما
وأن التقارير التي نشرت لاحقاً في الصحافة الأميركية والأوروبية
تثير فضولاً متعاظماً للبحث عن حقائق أخرى، إذا وضعت في
سياق مخطط كان يراد تنفيذه في لبنان بعد حرب تموز 2006.
أخبار الاعتقالات والقتلى من السعوديين في جماعة (فتح
الإسلام) كانت محرّكاً إضافياً للتوغّل في (فضيحة) يراد
تطويقها، وزادت عليها نكهة خاصة نتائج التحقيقات مع موقوفين
سعوديين جاؤوا لحرب لا يدركون حدودها الجغرافية ولا السياسية،
وكان ذلك باعث شقاء ليس لهم فحسب، بل لعوائلهم الذين كانوا
يتسقطون أخبار أبنائهم الذين اكتشفوا لاحقاً أنهم قد وقعوا
تحت تأثير خديعة من جهة ما كيما يكونوا طعماً للموت.
ومنذ أن كشف النهر غطاءً كان مسدلاً عليه لإخفاء المعلومات،
وبان فساد الطبخة التي لم تمكث طويلاً رغم كل الإمكانيات
التي رصدت لها، لم يعد هناك من خيار سوى (لعبة اللوم)
وتفاذف الإتهامات والرمي بكرة النار بعيداً حيث تصيب شررها
من تشاء. تنصّل المخططون من مسؤولية (الرعاية) فقابلهم
المنفّذون بقدر كبير من الوقاحة في السير على خط الموت
المجاني، فيما كانت تعمل أجهزة إستخبارات عربية بمساعدة
لبنانية على تهريب عناصر نافذة في جماعة (فتح الإسلام)
قبل أن تقع في قبضة الجيش اللبناني، من أجل استكمال التحقيقات
واكتشاف المزيد من الحقائق المغيّبة.
الصحافة السعودية، هي الأخرى وقعت تحت ضغط الحقائق
الصادمة التي بدأت تروج في لبنان عن مشاركة السعوديين،
فأجرت مقابلات مع أولياء أمور الضحايا الذين خسروا أبنائهم
في معارك بائسة، ودفعت ببعض الاعلاميين والحقوقيين المحليين
لمزيد من البحث عن حقيقة وطبيعة مشاركة السعوديين في صفوف
(فتح الإسلام)، وقد كشف أحد خبراء الجماعات المسلّحة عن
وجود ثلاثمائة سعودي في لبنان، فيما تحدث بعضهم عن تمثيل
نوعي داخل تنظيم (فتح الاسلام)، أما الناطق الرسمي بإسم
الهيئة الوطنية لحقوق الانسان فكشف عن أن السعوديين الذين
إنضموا الى صفوف التنظيم قد بيعوا بقيمة ثلاثة آلاف دولار
الى جماعة في لبنان، دون أن يذكر تفاصيل عن طبيعة الصفقة
ومن هي الأطراف الضالعة في هذه العملية، ولأية أهداف.
على أية حال، فإن نفي المشاركة السعودية قد تبدد سريعاً،
وانتقل الحديث إلى مرحلة أخرى تدور حول حجم التمثيل ودوره،
إذ لم يعد مقبولاً الإستهانة بمشاعر أهالي الضحايا الذين
يستقبلون جثث أبنائهم عبر مطارات المملكة، وهم الذين أفصحوا
عن ثأر للكرامة من خديعة برائحة الدم عبر مقابلات مع الصحف
المحلية حين تساءلوا عن الجهة التي أوعزت إليهم بالهجرة
الخادعة الى (دار حرب وجهاد) لم يسمعوا عنها ولم تطأها
أقدامهم من ذي قبل.
وبالرغم من أن حقائق كثيرة قد تم إخفاؤها، وترضيات
كثيرة قد تمت من أجل لملمة الموضوع مع أولياء أمور القتلى،
والتفافات أيضاً كثيرة قد جرت من أجل تبديل الهوية الجغرافية
للموت، حيث تم تسجيل القتلى السعوديين في نهر البارد على
أنهم شهداء الجهاد في العراق، إلا أن ما تكشّف حتى الآن
يبدو كافياً لطرح تساؤلات حول الضالعين في الخديعة، وقبل
أن تثوى الحقائق مع أجساد القتلى. ويمكن الجزم في القول
بأن ثمة من تواطأ على صنع حقيقة أخرى غير تلك التي رسمتها
مواجهات نهر البارد، بالرغم من أن ما كشف عنه حتى الآن
ليس بالقدر القليل، أو الذي يستهان به. فقد ارتسم على
محيا أولياء أمور القتلى سؤال ملتهب: من جاء بأبنائنا
الى نهر البارد كي يموتوا بطريقة تهوي لها هامات الرجال،
وتنتكس فيها الكرامات، ولا يخرج منها المرء إلا بذل الخداع
كما تشي عبارات نظرائهم في الوطن الذين غمروا المقاتلين
والقتلى السعوديين في نهر البارد بعبارات ملؤها النكير
والبراءة من فعل جلب إليهم عاراً لا يمحوه الزمن بسهولة.
إنتهى القتال في مخيم نهر البارد، بعد أن قضي على غالبية
عناصر (فتح الإسلام)، وإعتقال كثير منهم، وفرار قسم آخر،
وبذل المتورّطون أقصى جهدهم لوضع طوق حديدي على مصادر
المعلومات، من أجل تعميم رواية ليس لها من دماء ودمار
المخيم نصيب سوى التوظيف السياسي والاقتصادي غير النزيه.
استبق المتورّطون نتائج التحقيقات التي أجراها ـ ومازال
ـ الجيش اللبناني، وأرادوا (ترسيم) رواية مبتورة، من أجل
تعميمها وإغلاق الملف قبل أن تنشق التحقيقات عن رواية
أخرى صادمة. فقد انبرى السفير خوجه في نهاية المعارك لتوجيه
تهمة الاساءة الى المملكة من قبل الإعلام، عبر تضخيم اعداد
السعوديين وتصويرهم باعتبارهم قادة المعركة، وكأنه يلفت
إلى حقائق كشفت عنها مصادر قضائية لبنانية وليس الإعلام
كما أراد تصويره.
ما لم يشأ خوجه إلفات الإنتباه إليه، أن أولياء أمور
القتلى السعوديين هم أول مصدر كشف عن حجم السعوديين ودورهم،
حيث جاءوا الى بيروت على وقع حقائق دامية حين اكتشفوا
أن أبناءهم الذين خرجوا من ديارهم بقرار فجائي وفي أوقات
متقاربة وعبر منافذ جوية خليجية من الامارات والبحرين
ليصلوا الى بيروت ويتم نقلهم على وجه السرعة الى مخيم
عين الحلوة للتدريب ثم الى مخيم نهر البارد للقتال. كل
ذلك كان سيئه عند أولياء أمور فقدوا الولاية على أبنائهم،
وكأن عناء التربية يحصده المقامرون بأرواح أبنائهم في
معركة هزلية.
علي الوهابي الذي روى قصة معاناته النفسية بعد أن أسلم
إبنه عبد الله (21 سنة) لثرى مقبرة النسيم (شرق الرياض)
بعد أن استقبله تابوتاً من بيروت، يثير سؤالاً مثلّثا:
كيف اقتنع إبنه الوديع المحبوب من كل من حوله وهو في عمر
الزهور بأن يتركنا دون أن تظهر عليه أي ملامح تطرف، وأن
يخضع لغسيل مخ وهو الذي نثق جميعاً في عقله ورشده؟ ولماذا
تسمح السلطات الرسمية في بلادنا بالسفر لشاب صغير كهذا
الى أي بلد من دون إذن ولي امره، في ظل الأوضاع المزعجة؟
ماذا يصنع إبني في نهر البارد؟ ويبقى علي الوهابي مهجوساً
باللغز الأخطر: من هي الجهة التي أوعزت لإبني كي يموت
هناك؟
قصة عبد الله دلباح الصيعري (25 عاماً) كما رواها شقيقه
حسن لصحيفة (الوطن) السعودية في الخامس من سبتمبر تكشف
هي الأخرى عن معلومات هامة. فهذا الشاب من منطقة شرورة
(جنوب المملكة) لم يكن يحمل سوى شهادة المرحلة المتوسطة،
وغادر منزله في طريقه للإمارات عبر الطائرة ولم يكن معه
سوى 70 ريالاً فقط. وهنا السؤال كيف تمكّن شاب فقير من
السفر الى الإمارات وهو لا يملك سوى سبعين ريالاً لا تكفي
بالكاد لثلاث وجبات طعام، وأن ينتقل عبر الطائرة إلى لبنان
ثم إلى نهر البارد، ما لم يكن هناك مصدر تمويل محلي وليس
عصابة تنتظره في سوريا لتنقله الى لبنان، أو تبيعه الى
جماعة (فتح الإسلام) بثلاثة آلاف دولار!
وبخلاف ما أصرّت عليه جهات رسمية وإعلامية سعودية وكذلك
لبنانية من توجيه أصابع الإتهام لسورية باعتبارها الرقم
الذي يقبل القسمة على أعداد زوجية وفردية معاً، فقد تم
تلبيسها تهمة التواطؤ والتورّط في قضية استدراج المقاتلين
العرب والسعوديين الى مخيم نهر البارد، وذلك كان إيغالاً
ورسوخاً في تضليل الباحثين عن الحقيقة. فقد تبيّن لاحقاً
أن هؤلاء استقلوا الطائرات من مطارات خليجية ووصلوا الى
مطار رفيق الحريري في بيروت، وأضاف حجم التسليح ونوعيته
لدى هذا التنظيم عنصراً مفزعاً للحقيقة المراد طمسها منذ
البداية.
تنعت الأطراف جميعاً ذلك كله بـ (الخدعة)، ولكن قلة
تدرك الجهة التي مارست الخداع طيلة الشهور الماضية، ولا
شك في أن هذه الأطراف مجتمعة أو متفرّقة تعرف الجهة تلك
وسماتها، ولا شك أيضاً في أن مخابرات الجيش اللبناني تحتفظ
بمعطيات كفيلة بحسم الجدل والغموض، ولم يكن تصريح رئيس
استخبارات الجيش حول هوية (فتح الإسلام) باعتبارها إمتداداً
لشبكة (القاعدة) تصريحاً هاوياً، وكذلك نفي علاقة الجماعة
بأجهزة الإستخبارات السورية، الأمر الذي يعيد طرح الأسئلة
الكبرى حول علاقة الجماعة بتيار المستقبل الذي يقوده سعد
الحريري، وكذلك دور الأمير بندر بن سلطان وفريق ديك تشيني
ومحمد دحلان (مستشار الأمن القومي الفلسطيني السابق)،
وأطراف لبنانية أخرى في كل ما جرى بكل التطورات المعقّدة
التي صاحبت المعارك منذ اليوم الأول وحتى النهاية، بما
يفتح أفق التحقيق على الوضع الأمني برمته في لبنان بما
في ذلك ملف الاغتيالات.
التصريحات التي أطلقت بعد نهاية معارك نهر البارد لا
ترقى الى مستوى تقديم شهادة براءة، ولا تبرير المشاركة
السعودية في المعارك. إن ما يحاول السفير خوجه وضعه في
سياق البراءة والتبرير حين الحديث عن حجم ضئيل للسعوديين
لا يصلح دليلاً، فقد تكفّلت أطراف أخرى بالإفصاح عنه،
وإذا ما ترك الجيش ونتائج التحقيق الذي يجريه مع الموقوفين
دون تدخّل من أطراف لبنانية رسمية أو سعودية فحينئذ تكون
للحقيقة سيادة التعبير عن نفسها بصورة كاملة. ما نقبله
من السفير خوجه قوله أن (المشاركين مجموعة من الشبّان
الصغار المساكين الذين غرر بهم) بحسب صحيفة (الحياة) في
29/8/2007. كما نقبل أيضاً قوله إننا (وجدنا بين المعتقلين
والمتوفين شباباً لم يخضعوا لأي تدريب أو لتجربة قتالية
سابقة).
أما عن نوعية التمثيل السعودي في تنظيم (فتح الإسلام)،
فالمعلومات المؤكّدة المستقاة من مصادر (فتح الاسلام)
نفسها تفيد بأن هناك سعودياً واحداً على الأقل في مجلس
القيادة ممثلاً في مسؤول المقاتلين العرب عبد الرحمن اليحيى
الملّقب بـ (طلحة)، الذي قتل في شقة بمجمع (روبي روز)
في شارع المئتين ومعه تسعة من المسلّحين. وهناك عضو واحد
على الأقل في الهيئة الشرعية للمجلس ممثلاً في أبو الحارث،
وتضطلع الهيئة بإعداد المناهج وتدريسها، وإصدار الفتاوى
والأحكام القضائية داخل التنظيم، ثم يأتي من بعدهم القادة
الميدانيون أو قادة المجموعات، إضافة الى عبد الله بيشي،
القائد العسكري السابق للتنظيم.
سؤال الكاتب الصحافي محمد الفال حول دور أجهزة إستخباراتية
دولية ومحلية (وبصورة محددة أجهزة الإستخبارات الأميركية
وحلفاؤها) يستحق التأمل، مستعيداً تجربة الأخيرة مع السعوديين
في أفغانستان.
سؤال الحجم بقي دون إجابة حاسمة وسيبقى كذلك، لأن أعداد
المقاتلين قد خضعت للعبة سياسية وأمنية فور انكشاف طبيعة
المخطط المراد تنفيذه في لبنان من قبل جماعات متطرّفة
جرى تمويلها وتسليحها في وقت سابق. حاول الخوجه الذي يعد
أول مصدر رسمي يتحدث عن حقيقة مشاركة سعوديين في القتال
الدائر في مخيم نهر البارد بخلاف تصريح الأمير نايف الذي
شكك بقوة في ذلك قبل يوم من تصريح خوجه، أن يكون أول من
يعلن عن العدد الإجمالي للسعوديين في تنظيم فتح الإسلام
وقال بأنه يتراوح بين 36 و40 شخصاً، من بينهم 8 قتلى و13
معتقلاً ، وفي ذلك كلام طويل، لأن خوجه نفسه إعترف في
الأيام الأولى بوجود أربعة قتلى وأن من قتل في شقة بطرابلس
كانت تقطنها خليّة مؤلفة من خمسة أشخاص من بينهم أربعة
سعوديين وقد قضوا جميعهم، وهؤلاء جميعاً إمتداد لعمليات
(فتح الإسلام)، حيث كان العمل يجري على فك الحصار المفروض
على مقاتلي التنظيم داخل المخيم. فأين ذهبت جثث القتلى
السعوديين الآخرين طيلة الشهور الثلاثة من القتال، بالرغم
من أن القضاء اللبناني ومستشفيات طرابلس وجمعية دفن الموتى
قد أبلغت عن جثث سعوديين كانت تنوي دفنهم الا أن اتصالات
من سفارات عربية حالت دون تنفيذ العملية بانتظار سحب الجثث
ونقلها الى السعودية، إضافة الى ما تحدث عنه الجيش اللبناني
في الأيام الأخيرة عن مقتل عدد من السعوديين قبل فرارهم.
تصريح المدير العام للأمن الداخلي في لبنان اللواء
أشرف ريفي المحسوب على فريق السلطة في لبنان لصحيفة (عكاظ)
السعودية بأن (عدد السعوديين الذين قتلوا أو اعتقلوا خلال
المواجهات بين الجيش اللبناني وعناصر تنظيم فتح الاسلام
لا يتجاوز 21 قتيلاً ومعتقلا من أصل 424 سقطوا أو أعتقلوا
خلال الاشتباكات التي استمرت اكثر من ثلاثة أشهر)، يصدر
عن جهة غير ذات إختصاص، وغير محايدة، فضلاً عن كون الرقم
متواضعاً الى حد كبير بما يجعله مشكوكاً، فيما ذكرت مصادر
أخرى لبنانية بأن النسبة الأكبر من مقاتلي تنظيم (فتح
الاسلام) البالغ عددها ما يربو عن 400 شخص هي من السعوديين،
وينتمون الى تنظيم (قاعدة الجهاد في بلاد الحرمين).
وبانتظار كلمة الفصل من الجيش اللبناني، فإن ما جرى
في نهر البارد كان خديعة برائحة الدم، وسيبقى عوائل القتلى
محرومين من الإجابة عن من وضع أبنائهم في محرقة البارد،
ما لم يأت أحد المخدوعين الأحياء بنبأ عظيم. وقد نقلت
صحيفة (الأخبار) البيروتية في العاشر من سبتمبر أن قادة
فتح الإسلام يؤكدون أن حقيقة ما جرى موثّقة و(أن المعلومات
موثّقة على أقراص مدمجة وستظهر حين الحاجة من حيث لا يدري
أحد).
|