خيبة أمل وخسائر فادحة
إنهيار الحلف السعودي الأميركي ضد إيران
خالد شبكشي
سعت السعودية خلال السنوات الثلاث الماضية إلى صنع
معسكر مضاد لإيران على قاعدة مذهبية، من خلال تحويل خلافها،
ومن ورائها الولايات المتحدة واسرائيل ودول أوروبية مع
إيران، الى قضية مذهبية، وأرادت بذلك أن تستعيد دورها
كدولة قائدة للعالم الإسلامي، فجعلت من الموضوع الطائفي
مدخلاً الى تشكيل معسكر سني ضد إيران بوصفها الدولة الشيعية
الأكبر حجماً في العالم الإسلامي.
الاسرائيليون الذين دعموا بشدة الإستراتيجية السعودية
إزاء إيران، وكشفوا في أكثر من مناسبة بأن حماسة السعوديين
تفوق حماسة دولتهم في تطويق، بل وشن الحرب على، إيران
توصّلوا أخيراً إلى نتيجة مفادها أن السعودية فشلت في
تحقيق هدفها، وأن معسكرها الوهمي على قاعدة مذهبية قد
تفكك.
كانت دول الخليج خلال العامين الماضيين 2006 ـ 2007
جزءً من معسكر سنّي أقامته السعودي لمواجهة طموحات إيران
في الهيمنة الإقليمية. وكرّست السعودية جهودها لإبعاد
إيران عن (شؤون العرب)، فيما كانت دول الخليج في نزاع
سياسي مع إيران بشأن موضوع الجزر الثلاث (طنب الكبرى،
وطنب الصغرى، وأبو موسى) التي فرضت إيران في العهد البهلوي
سيطرتها عليها سنة 1971. وكتب يوهشوا، ورابورت، وسافيون،
وكارمون في 11 يناير الماضي بأن السعودية دعت دول الخليج
لتشكيل تحالف عسكري ضد إيران. وأن السياسة الخليجية ضد
إيران كانت متساوقة مع جهود الولايات المتحدة لعزلها على
الصعيدين الإقليمي والدولي.
كانت قطر، الدولة الخليجية الوحيدة التي نأت عن نفسها
إزاء التعاون مع حلف الخليج السعودي. في الحقيقة، التزمت
قطر في العقد الأخير خطاً مناوئاً للسعودية، وحافظت على
علاقات وطيدة مع ما يسمى بالمحور الإيراني ـ السوري. وكجزء
من هذا المحور، دعمت قطر حزب الله في مجلس الأمن الدولي
من خلال العمل على تعطيل قرار 1701. وبخلاف دول مجلس التعاون
الخليجي الأخرى، إمتنعت قطر عن إدانة حركة حماس في سيطرتها
على قطاع غزة. وقامت قطر بجهود من أجل منع عزل سوريا،
كونها البلد العربي الوحيد الذي امتنع عن التصويت على
قرار مجلس الأمن 1737 الذي يؤسس للمحكمة الدولية في قضية
إغتيال رفيق الحريري. يضاف الى ذلك، أن قناة الجزيرة التابعة
للحكومة القطرية هاجمت بصورة مستمرة السعودية ودعمت إيران
وسوريا، وكذلك حزب الله وحماس.
حلف الخليج السعودي إنهار في ديسمبر الماضي حين قامت
بقطر في خطوة غير مسبوقة وبدون التشاور مع دول خليجية
أخرى بدعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لحضور قمة
مجلس التعاون الخليجي في الدوحة. وقد وصفت مجلة (المجلة)
السعودية في عددها الصادر في 22 ديسمبر الماضي ذلك الإنهيار
بأنه (نهاية اللعبة الأميركية). تفاجأت دول الخليج، ولكن
في نهاية المطاف قبلت بالإملاء الإيراني ـ القطري.
تفكك حلف الخليج السعودي كان نتيجة لعاملين إضافيين:
الأول هو تقرير الاستخبارات الأميركية الذي صدر خلال قمة
مجلس التعاون الخليجي، والذي يفيد بأن إيران علّقت برنامج
التسلح النووي. التقرير، الذي أحبط خيار الهجوم العسكري
الأميركي على إيران، كان ينظر إليه على أنه نصر إيراني،
سمح بأن تأخذ الأخيرة خطوات سياسية متحررة إزاء دول الخليج.
فقد قدّم أحمدي نجدي في قمة مجلس التعاون برنامجاً مؤلفاً
من 12 نقطة للتعاون الإيراني ـ الخليجي في المجالين الإقتصادي
والعسكري.
العامل الآخر الذي ساهم في انهيار حلف الخليج السعودي
كان تنامي القلق في الخليج بأن تقرير الإستخبارات الأميركية،
وكذلك المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية حول الموضوع العراقي،
أشار إلى تبدّل في السياسة الأميركية باتجاه التفاهم مع
إيران، والذي سيتم على حساب مصالح دول الخليج.
وبالرغم من أن دول الخليج أبدت رد فعل فاتر إزاء مقترحات
أحمدي نجاد في القمة، وبالرغم من أنهم قالوا بأن كلمة
نجاد لم تبدّد مخاوفهم من الطموحات الإيرانية في المنطقة،
إلا أنه نجح في تحقيق هدفه في القمة، فقد تحدّث كثير من
المسؤولين الخليجيين عن تقوية العلاقات مع إيران.
كان رد الفعل الأميركي إزاء إنهيار حلف الخليج السعودي
إرسال وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس الى الخليج في
زيارة عاجلة، حيث أعاد إطلاق دعوته لدول الخليج لتوحيد
جهودها من أجل إرغام إيران على تجميد تخصيب اليوارنيوم.
أما رد الفعل السعودي إزاء الإنهيار، فكان متردداً
وموارباً. وبدعوة أحمدي نجاد الى القمة، تنصّلت قطر من
إتفاقها مع السعودية لتفادي أية خطوات تفضي إلى مخالفة
الإجماع داخل القمة العربية. ولكن بالرغم من ذلك، فإن
وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عبّر عن دعمه
للدعوة، بل أن الملك عبد الله قدّم دعوة للرئيس الإيراني
أحمدي نجاد لأداء مناسك الحج. الإنتقاد السعودي الوحيد
لدعوة نجاد لقمة مجلس التعاون جاء من رئيس تحرير جريدة
(الشرق الأوسط) السعودية طارق الحميد في الرابع من ديسمبر
الماضي حين قال بأن دعوة نجاد ستضيف له قوة.
إنهيار حلف الخليج السعودي لم يغيّر في موقف دول الخليج
إزاء الولايات المتحدة. وليس بمقدور إيران أن تحصل على
هيمنة حقيقية على المنطقة في الوقت الحاضر، بسبب وضعها
الإقتصادي غير المأمون، وكذلك بسبب حقيقة أن حكومات الخليج
هي عربية وسنية في الغالب. على كل حال، متحدثون بإسم الحكومة
الإيرانية أفادوا من وقائع الثلاث شهور الماضية، والتي
قدّمتها كنقطة تحوّل تاريخي في العلاقات الإيرانية الخليجية،
كتغيير في ميزان القوى السياسية في المنطقة، وبوصفها إنجازاً
لافتاً في سياسة أحمدي نجاد الخارجية، والتي يقولون بأنها
أثبتت عدم إمكانية عزل إيران في المجالين الإقليمي والدولي.
بوش: البطة العرجاء ترقص العرضة
|
تفكك جبهة الخليج السعودي قد يكون لها تأثير على الإرادة
المستقبلية لدول الخليج بأن تكون جزءً من جبهة أميركية
في المنطقة. أصوات في الخليج عبّرت عن قلقها حيال عدم
ثبات السياسة الأميركية، وتساءلت عما إذا كان بإمكان دول
الخليج أن تعتمد على دفاع الولايات المتحدة، وتقترح بأن
يكون لهذه الدول سياسة مستقلة إزاء إيران، بدلاً من أن
تكون متحالفة بصورة منفردة مع الولايات المتحدة.
الدور القطري
حاولت قطر وإيران أن تبهم ظروف دعوة أحمدي نجاد لحضور
قمة الدوحة، ولكن ما لبث أن أصبح واضحاً بأن الدعوة قد
قدّمت من قطر بناء على طلب إيران، ودون التشاور مع بقية
دول الخليج. وفي اليوم الأول للقمة، قال أحمدي نجاد في
مؤتمر صحافي بأنه جاء بدعوة رسمية من قبل أمير قطر الشيخ
حمد بن خليفة آل ثاني. وزير الخارجية القطري الشيخ حمد
بن جاسم بن جبر آل ثاني قال بأن الدعوة قدّمت (كجزء من
الجهد لإقامة حوار بنّاء مع جار مهم، وأن إقامة علاقات
مستقرّة مع إيران سيخدم مصالح دول الخليج) وأضاف (لا أعتقد
بأننا قادرون على حل كل مشاكلنا من خلال عزل وتطويق إيران
عن المنطقة، حيث أنها لاعب هام).
وخلال القمة، واصلت قطر جهودها للتخيف من ردود الفعل
الغاضبة من قبل بعض دول الخليج إزاء دعوة احمدي نجاد.
من أجل تهدئة غضب قادة الإمارات، رتّبت قطر لقاءً بين
رئيس الإمارات ونظيره الإيراني، وكذلك بين وزيري خارجية
البلدين. أكثر من ذلك، دافع رئيس الوزراء القطري حمد بن
جاسم عن استعمال أحمدي نجاد مصطلح (الخليج الفارسي) بدلاً
من (الخليج العربي) في كلمته في القمة، وقال بأن (الخليج
العربي كان يطلق عليه تاريخياً الخليج الفارسي وأن الخليج
العربي مصطلح حديث).
الأمين العام لمجلس التعاون عبد الرحمن بن حمد العطية
قدّم تصريحات مشابهة حول التطورات الأخيرة، وقال بأن دول
الخليج ترغب في (استبعاد الجانب العسكري) من القضية النووية
الإيرانية، وأن مجلس التعاون الخليجي يبحث عن حلول ستؤدي
إلى الأمن والإستقرار، وكذلك الحوار كوسيلة لتسوية الأزمة.
ووصف دعوة السعودية لموسم الحج بأنه إشارة (لرغبة أصيلة)
من جانب دول الخليج (لتقوية التضامن الإسلامي).
وبصورة مماثلة، عبّر وزير الخارجية السعودية الأمير
سعود الفيصل عن عدم وجود تحفظات حول دعوة نجاد، مشيراً
الى أن الدولة المضيفة للقمة حرّة في دعوة من تشاء. وحين
سئل عن تعليقه حول الإقتراحات التي تقدّم بها نجاد في
القمة، اعتبرها الفيصل بأنها معينة على التعاون الإقتصادي
في المنطقة، ولفت إلى وجود قضايا عالقة يجب أن تؤخذ في
الإعتبار بما في ذلك الملف النووي الإيراني والجزر الثلاث.
صدمة تقرير الاستخبارات الأميركية
إلى جانب اعتبار التقرير نصراً إيرانياً لافتاً، فإنه
أزال تهديد الهجوم العسكري الأميركي على إيران، بما أثار
قلقاً في الخليج بأن التقرير قد يدعم تفاهماً أميركياً
ـ إيرانياً والذي يكون على حساب سلامة دول الخليج.
ونلحظ أن تطوراً متسارعاً في العلاقات بين إيران ودول
الخليج بدأ بعد صدور التقرير الإستخباري الأميركي، الذي
أسّس لفتح غير مسبوق في العلاقات بين إيران وجيرانها بعد
أت تراجعت الضغوطات الدولية على إيران. هذا التحوّل أفادت
منه طهران بوتيرة متسارعة حيث ما لبثت أن مدّت أفق علاقاتها
لتصل إلى شمال القارة الأفريقية، لتشمل المغرب وليبيا
والجزائر ونزولاً الى السودان وأخيراً مصر، التي تسير
بخطى واثقة. مصادر مصرية وإيرانية كشفت عن حذر سعودي بالغ
من أن تصل العلاقات المصرية الإيرانية الى مستوى متقدّم
يطيح قطبية السعودية، حيث قد تفيد مصر من إمكانيات إيران
في إزاحة السعودية عن مركز النفوذ في العالم السني. وبالرغم
من أن مصر مازالت في مرحلة إختبار لعلاقة جديدة مع إيران
بعد انقطاع دام نحو ثلاثة عقود، فإن ثمة طموحات تحملها
القاهرة في علاقاتها مع طهران بعد أن كسر تقرير الإستخبارات
الأميركية حاجزاً نفسياً وسياسياً في المنطقة وتراجع خيار
الحرب، فضلاً عن معارضة الشعب المصري لأي خيار عسكري ضد
إيران، وهو ما كانت تخشاه الحكومة المصرية من أن يؤدي
إلى خلخلة عنيفة لأسس الإستقرار في المنطقة وقد يحمل تداعيات
أمنية وإقتصادية خطيرة.
إيران تحدّثت عن (عصر جديد من التعاون) ودورة كبيرة
في العلاقات بينها وبين دول الخليج، وهو ما كرّره نجاد
في خطاباته، حيث تمَّ التأكيد على التقارب بين إيران وجيرانها
بوصفه هدفاً إستراتيجياً.
التقرير الأميركي: إحراج الحلفاء
|
كان انهيار حلف الخليج ـ السعودي قد أعاد السؤال حول
الخطر الذي صنعته الولايات المتحدة بالتنسيق مع دول الإعتدال
العربي: السعودية، مصر، الإردن إضافة إلى دول خليجية أخرى
وكذلك الدولة العبرية، حين تقرر وضع إيران كخطر بديل عن
(إسرائيل)، من خلال إثارة موضوع (الهلال الشيعي) الذي
تحدث عنه الملك الأردني في ديسمبر 2004 وردّده الرئيس
المصري، وأعاد طرحه بصيغة أخرى الملك السعودي عبد الله.
السؤال الآن: هل اختفى الهلال الشيعي؟ وماهو مصير التحالف
بين السعودية والولايات المتحدة ضد إيران.
كتب جوشوا تيتلباوم، ليس هناك من يحب الرئيس البطة
العرجاء. زيارة جورج بوش في منتصف يناير الماضي الى السعودية
فشلت في إعادة العلاقات الأميركية ـ السعودية إلى سابق
عهدها الذي كانت تتمتع به قبل الحادي عشر من سبتبمر 2001،
فقد نظر السعوديون إلى الزيارة بأنها محاولة يائسة لإعادة
بناء مصداقية الولايات المتحدة في نزاعها مع إيران، رغم
أن صفقة الأسلحة التي أبرمها بوش مع السعوديين لم تكن
ذات صلة بالتهديد الإيرانية بصورة واقعية، بقدر ماهي تسديد
لأثمان الحماية والدفاع الإستراتيجي بين البلدين.
يقوم السعوديين بتأمين تدفق النفط الذي كان يباع حتى
فترة قريبة بـ 100 دولار للبرميل، ويستعملون المداخيل
المالية في استثمارات ضخمة في البنية التحتية والإستعدادات
لمرحلة ما بعد اقتصاد النفط. لدى السعوديين قليل من الصبر
حيال رئيس بات ضعيفاً بفعل الفشل في العراق، وانهيار بفعل
تقدير المخابرات الوطنية الأميركية حول إيران والتي فيما
يبدو وضعت مزاعم إدارة بوش على المحك.
التغيرات الجيوبوليتيكية التي حصلت بعد إطاحة نظام
صدام حسين نتج عنها مستوى لافتاً من عدم الثقة الذي بدأ
يفرض نفسه على العلاقات السعودية ـ الأميركية. مصادر عراقية
رفيعة المستوى نقلت عن حاكم العراق الأول جارنر بعد شهور
من سقوط بغداد بأن الدولة القادمة ستكون السعودية. وصلت
الرسالة الأميركية الى الرياض، ولذلك سعت إلى تغيير مسار
السلوك الأميركي، سواء من خلال تشجيع المقاتلين السعوديين
للهجرة إلى العراق، أو دعم الجماعات العراقية المناوئة
للعملية السياسية من جهة، والقبول بشروط الإدارة الأميركية
من اجل تحالف دولي ضد إيران في مقابل تقديم تنازلات سخيّة
في عملية السلام مع الدولة العبرية. ومع ذلك، بقيت العلاقات
بين الرياض وواشنطن غير مستقرة، فهي قائمة على الإبتزاز،
وما إثارة (الهلال الشيعي) سوى إحدى القضايا التي اضطرت
إليها السعودية للحيلولة دون تطبيق واشنطن لمخطط تغيير
الخارطة الجيوبوليتيكية في المنطقة، وقبلت واشنطن بصناعة
الخصم الجديد كونه مدخلاً لمواجهة إيران بدعم الدول الخليجية
النفطية. أفادت واشنطن وتل أبيب من ذلك الخطر الشيعي المفتعل
لابتزاز حليفها الأكبر في المنطقة، وهو ما بلغ أقصى درجاته
في أنابوليس في نهاية نوفمبر الماضي، حيث تحوّلت السعودية
الى شاهد على إعلان الدولة اليهودية.
وبعد أن شعرت السعودية بأن إدارة بوش لم تعد قادرة
على السير في خياراتها حتى النهاية سواء على مستوى نزاعها
مع إيران، أو إحداث تغيير جذري في المعادلة العراقية،
فيما قدّمت هي أقصى ما يمكن في موضوع السلام مع الدولة
العبرية، قررت أخيراً أن تفصل نفسها عن أي مشروع مواجهة
أو حتى إبتزاز في التجاذب الأميركي ـ الإيراني، ولذلك
رفضت الرياض تصريحات الرئيس بوش في زيارته إلى الرياض
في 15 يناير الماضي، وتحدّث وزير الخارجية سعود الفيصل
عن إيران باعتبارها جارة، وأن دول الخليج حريصة على الإنسجام
والسلام اللذين يجب أن يعمّا بين دول المنطقة، فيما اعتبر
بعض تعليقات بوش على إيران بأنها (مثيرة وتحريضية).
خلف الكواليس، تبدي السعودية خوفاً عميقاً من إيران،
ولكن بالنسبة لها تبدو السياسية الأميركية مرتبكة. تريدها
سياسة إحتواء، وليست سياسة مواجهة. وأكثر من أي شيء آخر،
تريد السعودية أن تكون في الجانب المنتصر. وبالنسبة لها،
تبدو الولايات المتحدة عاجزة عن التأثير في الوقائع. الجدير
بالإشارة أن تقرير مكتب المحاسبة صدر خلال زيارة بوش إلى
الخليج ويشكك في تأثير عشرين سنة من الحظر الإقتصادي الأميركي
المفروض على إيران.
وبالرغم من أن محاولة بوش لدعم مبدأي كارتر وريغان
تبدو وكأنها قضية مبكّرة، إلا أن الوقت لم يحن من أجل
تأبين العلاقات السعودية الأميركية. يستمر التعاون الاستراتيجي
تحت مظلّة التعاون الأمني بين الولايات المتحدة ودول الخليج،
من خلال إبرام صفقات عسكرية ضخمة بهدف حماية السعودية
ودول الخليج الأخرى من التهديد الإيراني الإفتراضي. وفيما
تنتظر الرياض ماستكشف عنه الإنتخابات الرئاسية في الولايات
المتحدة، فإن المشهد الجيوبوليتيكي في المنطقة يتبدّل
بوتيرة متسارعة، فيما تطوي إدارة بوش أشرعتها بعد هبوب
رياح جديدة ستفرض معطيات جديدة على العلاقات بين إيران
ودول المنطقة.
|